أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - ماذا تبقى من المعارضة السورية؟














المزيد.....

ماذا تبقى من المعارضة السورية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


تعرضت المعارضة السورية، في الآونة الأخيرة، لسلسلة من الإخفاقات والانتكاسات ضعضعت في بنيانها، وأثرت في قوتها، تزامن بشكل أساسي، مع إخفاق مشروع الشرق أوسطية، وانهيار الحقبة البوشية برمتها، على ذاك النحو البائس الذي توج بحفلة رجم الأحذية الشهيرة، والتي لا نأخذ منها سوى رمزيتها التي لا يمكن أن تخفى على لبيب، ما عنى، بالمحصلة، خذلاناً لكل المعولين، والمراهنين، على دعم أمريكي فيما يسمى بعملية دمقرطة وإصلاح الشرق الأوسط "الخربان" والقديم.


وقد شكلت جبهة الخلاص الوطني، التي تمثلت بقيام حلف بدا مبهما وغريباً في حينه، بين نائب الرئيس السوري المنشق السيد عبد الحليم خدام، وجماعة الإخوان المسلمين السورية ممثلة بالأستاذ المحامي علي صدر الدين البيانوني المرشد العام للجماعة السورية، مع إعلان دمشق، رأس الحربة، والجسم الأبرز للمعارضة السورية في السنوات الخمس المضطربة الفائتة التي راهن فيها كثيرون على انهيار وسقوط وشيك للنظام بشكل دراماتيكي مثير، على غرار ما حدث للنظام العراقي، وطرحت هذه القوى نفسها، عند ذاك، كبديل موضوعي وتلقائي للنظام. غير أن الأشرعة الإقليمية سارت، لاحقاً، بما لا تشتهي المعارضة السورية، ومن هنا فقد واجه إعلان دمشق، فيما بعد، ولاسيما بعد انعقاد مجلسه في أوائل شهر ديسمبر من العام 2007 ، وبسبب مما اعتبره البعض تحولات إيديولوجية جذرية في مساراته وإخفاق بعض القوى الفاعلة فيه في الحصول على أدنى تمثيل انتخابي، جملة من المنعكسات البنيوية والتنظيمية والفكرية، والاصطفافات والافتراقات السياسية والمواقف الوطنية استحدثتها التطورات التي شهدتها المنطقة أدت كلها إلى جملة من الانسحابات، وتجميد للعضوية، ناهيكم عن مثول بعض من رموزه وأعضائه أمام القضاء وحصولهم على بعض الأحكام المخففة، إضافة إلى تلك المتحولات الإستراتيجية الكبرى في المواقف واختلال موازين القوى الإقليمية، وما بدا رجحاناً لمعسكر الممانعة والمقاومة في المنطقة وما أعقبه من عودة قوية ومجلجلة لدمشق إلى الواجهة السياسية والدبلوماسية في المنطقة ومن بابها العريض، اقتصر بعدها نشاط إعلان دمشق على موقع إليكتروني بسيط يجمع ما تيسر من المقالات والبيانات من هنا وهناك، إضافة إلى نشر تحقيقات "مدوية"، وخبطات صحفية عن حضور مراسل الإعلان مجهول الاسم والهوية والتاريخ السياسي والشخصي للمؤتمرات الإعلامية والثقافية للمخابرات السورية.



واليوم ومع الغزو البربري الوحشي الصهيوني لقطاع غزة، والذي خلق هو الآخر جملة من الاصطفافات والمواقف الجديدة، وخلط كثيراً من الأوراق، وفيما بات يقتصر نشاط جبهة الخلاص الآن على وسيلة إعلامية لم تجد الكثير من الصدى والتفاعل في الداخل السوري لابتعادها إلى حد ما عن المهنية والحياد، وموقعاً إليكترونياً يفتقر للكثير من الدسم الفكري والأداء السياسي الرفيع والوطني الصحيح، تشكل خطوة الإخوان المسلمين الأخيرة، بتعليق كافة أنشطتها المعارضة للنظام، ضربة قاصمة أخرى لجسد المعارضة السورية ووحدتها وكيانها السياسي، باعتبارهم الأعداء الألداء تاريخياً، وإحدى القوى الأكثر فاعلية وتنظيماً وذات تداخلات محلية وإقليمية ودولية لا تخفى على أحد، والتي اتخذت مواقف متشددة من النظام على الدوام. وتعتبر هذه الخطوة، أولاً، وبغض النظر عما رآها البعض كتراجع تكتيكي، ومن خلال التقييم الذاتي والآني لها والذي لا بد وأن ينطوي على قدر من الإيجابية في بعض من جوانبه، إضافة هامة للرصيد الاستراتيجي للنظام أعطته زخماً جديداً وثقة أكبر بالنفس كان يدلل بها كثيراً في إعلامه على صوابية منهجه وموقفه الوطني، ومن دون النظر عما ستثمر، أو تفضي إليه. كما ينظر إليها باعتبارها تحولاً نوعياً بارزاً في موقف الجماعة الدينية، وضعت فيه، ولا شك، الكرة في مرمى النظام، لا يمكن الحكم على ارتداداته الداخلية والإقليمية مرحلياً، إلا بانتظار الخطوة المقابلة من النظام، التي لا نأتي بجديد لو قلنا بأنه قد يقابلها، ولفجائيتها، بشيء من الحساسية والحذر، غير أنه يستحسن استغلالها جيداً، لاسيما وأن النظام الذي يعتبر اليوم، ومن وجهة نظر الكثير من المحللين والمراقبين، في أحسن وأقوى تجلياته، ولن ينظر لذلك، البتة، باعتباره تنازلاً أو ضعفاً بل مكسباً سياسياً لافتاً يصب في أكثر من طاحون ترفد العمل الوطني العام.



إذن، مع انهيار إعلان دمشق على ذاك النحو المعروف، وتشتت قواه، وما يعتبر اليوم، في أحد قراءاته، ولأكثر المتفائلين، انسحاباً غير مباشر، للإخوان المسلمين من المعارضة السورية، يمكن القول، والتساؤل، وبكل طيبة نفس، وبراءة، ماذا تبقى من المعارضة السورية؟



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين المخابرات والمغامرات
- خيبة القرضاوي
- لا عروبية و لا اسلاماوية
- إسلام في خدمة الغزاة: المظاهرات تُلهي عن الصلاة
- هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟
- الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها
- أيام الولدنة، ودهر المتصابين الطويل
- سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: تقبل الله طاعتكم
- غزّة تحاصرنا


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - ماذا تبقى من المعارضة السورية؟