عبده جميل اللهبي
الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لقد قدم الحسين مثالا ونموذجا حياً لصلابة الموقف الحسيني وعزة النفس في أن يموت الانسان خيراً له من أن يحيى ذليلاً..
وبين لنا أن مقارعة الطغاة ليس بما تملكه من قوة وسلاح بل بما تملكه من عقيدة وثبات..
لقد رسم بدمه خطوط الانتصار للدم على السيف، والمظلوم على الظالم..
علمنا كيف ندحر الظلمة بأقلامنا ، بأحلامنا ، بحرياتنا ، بالأواسر على أيادي أطفالنا ، برائحة السنابل في حقولنا ،بأوجاع المقهورين والكادحين والمعذبين في الارض.
علمنا أن المنتصر الاول هو الموقف والقيم والحرية ..وأن سعادة الانسان تتجلى في حمله أثقال أجيالاً قادمين ، لأنه أدرك أن الارض لاتحمل على ظهرها إلامن يحمل أثقالها على حلمه.أولئك الكادحين الممزوج عرقهم بدموع وآهات البؤساء ، أولئك الحالمين بباطن الارض دون ظاهرها ، تعساء الخلق في كل مكان..
لد صنع الحسين مجداً للحرية عندما قال لأعدائه"كونوا أحراراً في دنياكم" لاعبيدا للطغاة والظلمة تقتاتون على مخلفات القصور..
وقال لأصحابه
(هذا ليل غشيكم فإتخذوه جملا، إنما القوم يطلبونني أنا)
أي نبل هذا وأي أخلاق عظمية لهذا الرمز..
لقد أثبت الحسين أن التاريخ عاجز عن أن يلد أصحاباً كأصحابه،أو مثالاً نبيلاً كشخصه..
إنه لمن الممكن علينا جميعاً أن نخرج صفاً واحدا في عاشوراء ونحمل السيوف ونهوي بها على رؤسنا كنوع من أنواع التضامن والاحتجاج، لكنه من غير الممكن أن نقف ولو للحظة واحدة لنتأمل فيها ذالك الموقف النبيل الذي كان يملكه الامام الحسين في إسدائه عين الرحمة على ألد أعدائه..
الحسين ذالك الغريب.. الذي مات غريباً.. وتهاوى على الرمال ولم تلتقط عدسات التصوير مصرعه..ولم ترصد جريدة ما خبر مقتله..ولم يذكره أحد بعد..
حتى الرياح لم تساعده في فرك عينيه، أو تتهاوى لإغلاقهما حالة السقوط..
الحسين الذي كان يصدر صوتاً هامداً كأنه يقضم قلوب أطفاله ، ويقول :( هل من ناصر ينصرني ) لم يذق طعاماً أو شراباً منذ ليالٍ..
إستدار بقوة .. وصعد من هنا..
وراح لأيقاد شموع الحرية في نفوسنا، يجمع شتات كلماتنا بموقف واحد ورأي واحد ألا وهو : الحسين ..
#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟