زهرة بودكور من داخل سجن بولمهارز : فخورة باعتقالي وبمغربيتي

نجيب شوقي

الحوار المتمدن-العدد: 2526 - 2009 / 1 / 14 - 03:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من داخل سجن بولمهارز حوار مع زهرة بودكور أصغر معتقلة سياسية بالمغرب، تكشف فيه عن ظروف اعتقالها في إطار ملف طلبة مراكش

هل تعرضتي حقا للتعذيب، مثل ما وقع لمعتقلي السبعينات في درب مولاي الشريف السيئ الذكر؟

زهرة : تعرضت للتعذيب أنا ورفاقي لمدة 5 أيام ، على مدار 24 ساعة ، ليل نهار ، بدون أكل ولا شرب ولا نوم ، أين إذن الاختلاف بين كوميسارية جامع الفنا ودرب مولاي الشريف ، ذاك الشيء اللي سمعناه في جلسات الاستماع العمومية لضحايا زمن الرصاص عشناه بكل تفاصيله ، لم يختلف غير الزمن .. وزمن الرصاص مازال ولم يبرح مكانه...

كم كان عدد المشرفين على تعذيبك؟

زهرة : كانوا كثر ، أنا في أغلب حصص التعذيب كنت معصبة العينين و لكن الأصوات التي كنت اسمع كانت كثيرة وفي حصص التعذيب عندما ازالو لي العصابة: مرة كانوا 11 رجل ، و مرة 7 ، و مرة 4 أشخاص ، بالاضافة لهؤلاء الذين جاؤوني في الليلة الاخيرة : كانوا 2 يرتدزن بدلة رسمية "كومبلي " و ضربوني بعنف و بشكل متواصل على بطني برجليهم وعلى فخذي بالاضافة للضرب وصفع الحراس وكان احدهم ( كان اخدني من مكان الذي كنت فيه عندما كانوا يعذبون أحد الرفاق ) هذا الجلاد شنقني حتى اصبت بازمة تنفس حادة صرخت بقوة ...

ماهي آليات التعذيب التي استعملت في المخفر؟

زهرة : الآليات : القضبان الحديدية ( مسمار سميك مخصص للبناء ) ضربوني به على الراس حتى فقدت البصر في تلك اللحظة ، الركل ، البونية ، الصفع . بالنسبة لمراد الشويني و بعض الرفاق الآخرين العصا الكهربائية ، و الشيفون.
وكان التعذيب بصفة عامة يتوجه للرأس ، الوجه ، الأنف ، العينين ، الصدر ، الفخذين والأرجل والركبة.

ممكن تصفي لي اذا امكن مكان التعذيب ؟

زهرة : كوميسارية جامع الفنا ، مكان كريه الرائحة قذر ... وعلى فكرة نحن عرفنا أننا في كوميسارية جامع الفنا ، بضجيج الساحة .. وبه كنا نحدد الوقت والزمن : بالضجيج = الليل والصمت = النهار.

هل أنت من أصول صحراوية ؟ و كيف صحراوية و شيوعية ؟

زهرة : أنا من أصول صحراوية ، و هو الشيء الذي لا يمكنني نفيه ، بل بالعكس ، انا لم اختار أصلي ، والصحراوية لا تعارض مع الشيوعية ( ضحك )
كيف انت طالبة ماركسية و تضعين الحجاب كما يبدو في الصورة؟

زهرة : أنا غير مرتبطة بلباس خاص وآخر شيئ أفكر فيه هو المظهر ، أنا الجسد لا يشكل لي أي عقدة ، في حياتي أشياء اهم من اللباس ... المهم هو أفكار الانسان : نضج ، قناعات الانسان ... المهم ما بداخل الرأس و ليس ما فوقه ، سواء كان منديل أو طربوش.على فكرة الصورة اللي فيها أنا بالحجاب جاءت على غفلة و لم اكن ماشطة شعري، لذاك االسبب وضعت القماش ... ضحك...

هل لديك احتكاك مع سجينات الحق العام ؟ و كيف يتعاملن معك؟

زهرة : على العموم تعاملهن معي الان جيد، رغم انه في الاول كانت الادارة تعبأ ضدي السجينات و تقول لهن أني " إرهابية " استطعت أن اتبث لهن أني لست ارهابية ، أنا مناضلة و فخورة باعتقالي ،و اقتنعوا بأني في السجن لأني أناضل من أجل أن يبقى التعليم مجاني يستطيعوا أولاد الشعب يصلوا اليه ، أناضل لكي يكون التعليم علمي و ليس مبني على الاكاذيب...ويكون التعليم الذي يراكم الوعي والنضج والتثقيف .
فعلا تعرضت في البداية للتهديد و للاستفزازات من طرف السجينات ومن طرف الحارسات ، لكن استطعت نفرض على الجميع احترامي : بالنقاش و بالمعاملة الانسانية ، و هؤلاء السجينات اللئي في السجن ليس كلهن شريرات كما يتصورو الكثير من الناس ، على العكس ، الظروف الاجتماعية و الاقتصادية هي السيئة.

هل تعرضت للضرب في السجن ؟

زهرة : في البداية ... آه تعرضت لبعض أنواع المعاملة السيئة من إدارة السجن ومن الحارسات ومن طرف سجينات عبأتهم الادارة ضدي و لكن الان الامور تحسنت نوعا ما...
أول ما استقبلوني به في السجن هو أنه تم تجريدي من ملابسي كليا و بقيت عريانة من 5 صباحا حتى الى حدود 7:30.

هل الماركسية لازلت تمثل ايجابة على الواقع الراهن في نظرك ؟

زهرة : لو أنها لم تعد كذلك لما الان يعودوا اليها الدول الرأسمالية في أزمتهم المالية الحالية واعترفوا بها .
عقود و قرون و الانظمة الرأسمالية و الرجعية تحارب الماركسية ولم تستطع تدفنها ؟ لماذا ؟ لان الماركسية ستبقى تبقى النظرية الوحيدة القادرة ان تعطي إجابة علمية وصحيحة لبلوغ الانسانية مجتمعات بلا طبقات يسود فيها فعلا العدل و المساواة الاجتماعية.

#نجيب_شوقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات