الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 775 - 2004 / 3 / 16 - 10:36
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
اندلعت اشتباكات قومية حادة وعنيفة في مدينة قامشلي اثناء مباراة لكرة القدم بين مجموعة قومية كردية واخرى قومية عربية مؤيدة للنظام البعثي الفاشي استخدمت فيها الاسلحة، العصي والسلاسل. جاءت هذه الاحداث اثر قيام مجموعة منهم برفع صور تمجد "صدام حسين" المخلوع وتردد الشعارات والهتافات المناهضة لامريكا والاحزاب القومية الكردية. وسادت اثرها تظاهرات واصطدامات في المدينة وقد تدخلت الشرطة السورية واطلقت النار على المتظاهرين، وراح ضحية هذا الحادث (22) متظاهر ومشاهد (ومن ضمنهم اطفال ابرياء لاذنب لهم!) وعشرات الجرحى. من المعروف ان الناطقين باللغة الكردية يواجهون اضطهاد قومي، ولذلك فان ثمة سخط كبير ضد هذا الاضطهاد.
لكن هذه الاعمال، من جانب، هي محاولة يائسة من قبل مؤيدي النظام البعثي الفاشي المخلوع هدفها الدفاع عن هذا النظام البائد وادامة الشوفينية العربية، ومن جانب اخر، هي نتيجة لعمليات التحريض القومية. لم تكن الحركة القومية ذا ادنى صلة وربط بمصالح الجماهير وامالها وامانيها بحياة افضل. لقد كانت الجماهير، وفي كل مكان، ضحية الاهداف والمصالح القومية دون ان تنال الجماهير شيء سوى ادامة مسلسل الظلم والاضطهاد وسلب الحريات والحقوق. ان الحركة القومية ذا سجل معادي ولابعد الحدود للجماهير. انها تتعكز على هذه الصراعات وتغذيها وتؤجج احط المشاعر والاحاسيس والخرافات الشوفينية والمتخلفة من اجل تحقيق مآربها السياسية البعيدة كل البعد عن اهداف وامال الجماهير في الحرية والرفاه والمساواة. لم تألوا جهداً في استغلال اي فرصة لنيل حصة و مكانة ما في السلطة السياسية. اذ ان الاخير هو محور مجمل تحركاتها وصراعاتها واحقادها وخرافاتها.
يجب ان لاتكون الجماهير وقود حرب هذه القوى الرجعية. على الجماهير ان تنأى بنفسها بعيداً عن هذه التيارات والحركات الرجعية وان تقف ضدهما. ليس للجماهير اي مصلحة في مثل هذه الصراعات القومية. ان جبهة مصالحها تبدأ بالضبط بالضد من هذه الصراعات واطرافها. على الجماهير، ومن اجل تحقيق حقوقها ومطاليبها العادلة، ان تفصل نفسها وبصورة تامة عن هذه التيارات وممارساتها واهدافها السياسية. ان التحرر يبدأ من التحرر من هذه الحركة وتياراتها. ان من يؤيد النظام البعثي في العراق ويحمل صور رئيس نظامه القومي الفاشي انما يرفع راية المستقبل الاسود، مستقبل المذابح والمجازر الدموية وحمامات الدم والحروب ومصادرة الحريات السياسية، كبديله لهذا المجتمع. في الوقت الذي يجب فضح السجل الدموي والاسود لهذا النظام القومي وتعرية هول مصائبه للجماهير وتسليح الجماهير بالافاق والسياسات الانسانية والتحررية والراديكالية. ان الجرح العميق الذي خلقه هذا النظام في جسد جماهير المنطقة لايمكن التئامه دون فضح ماهية وجوهر الحركة القومية واجتثاث جذورها.
يدين الحزب الشيوعي العمالي العراقي ويستنكر في الوقت ذاته الممارسات القمعية التي مورست بحق الجماهير المتظاهرة في قامشلي.
13اذار 2004
#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟