أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - ماذا تريد حماس من حربها الخاسرة ؟














المزيد.....

ماذا تريد حماس من حربها الخاسرة ؟


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن ما تفعله جماعة حماس بحق شعب غزة هو إفلاس عقائدى كبير ينجذب إليه العرب لأن تربيتهم قائمة على الشعارات الدينية الطائفية ، لذلك نحن أمام مجتمعات تنجب وتنتج متطرفين منذ نعومة أظافرهم لأن تضارب الهويات ومزجها الإجبارى بالدين والعقيدة يؤدى دائماً إلى شعوب ومجتمعات فاقدة للأنتماء الحقيقى لأوطانهم ، ويكون الثمن المدفوع باهظاً يتمثل فى العيش فى حاضر ومستقبل يتخلف عن ركب الحضارة والمدنية .
من الأمور البشعة التى يصعب أن يصدقها عاقل أن كل ما يجرى فى البلاد العربية سببه العقائد والفتاوى المأخوذة من العقيدة والشريعة كما يقول هؤلاء الناس الذين يتبنون عقيدة القتل والجهاد الحل الوحيد لعلاج مشاكلهم مع بنى البشر بأعتبار أن جميع البشر كفاراً وأعداء المسلمين وأعداء إلههم .
من هنا تكمن صعوبة الحوار بعقل سليم يحترم نفسه ويحترم أفراد مجتمعه وحقهم فى الحياة قبل أى شئ آخر وأن يحترم الآخر فى إطار الإنسانية التى نشترك فيها جميعاً ، فقد كان يكفى القائمين فى السلطة الفلسطينية وفى يدهم المسؤولية أى حركة حماس أن تنظر بعين الأعتبار لكثرة عدد الضحايا الذى وصل إلى تسعمائة قتيل ، فإذا كانوا حقاً يؤمنون بقيمة الروح الإنسانية فعليهم التوقف فوراً عن تلك الحرب المجنونة التى أرادوها لغرض فى نفس يعقوب كما يقولون.
كفى ركوضاً وراء سراب وأوهام يزينها لكم أصحاب السوء من إيران وسوريا ولبنان وإخوان الدول العربية ، إنهم يدفعونكم إلى التضحية بشعبكم الذى سيخرج من هذه الحرب مصاباً بالعاهات المزمنة التى من المستحيل أن تزيلها معجزات إلهية أو بشرية ،
لماذا تقنعون العالم بأن القتل والأرهاب هم الوسائل الوحيدة لديكم للتعامل مع العالم ؟ ماذا ستجنون فى النهاية من تلك الحرب ؟ وأى نصر ستحققون ؟ هل الذين يختبئون فى المخابئ والجحور الأرضية يستطيعون أكتساح الجيش الإسرائيلى والإستيلاء وتحرير أرض فلسطين والقدس والمقدسات الإسلامية ؟ أعتقد أنكم أول الذين يعترفون بعجزهم وهى حقيقة يعرفها كل عربى يفكر مثلكم مثلما توهم صاحب حزب الله وأوهم معه الشعوب الساذجة بأكذوبة النصر الإلهى بعد خراب لبنان.
يجب أن تفهم حماس وشركائها أن الإسلام ليس الحل ، وأن التحكم فى مصائر البشر بأستخدام الدين ليس هو الحل ، وأستمراركم فى نهج نفس هذه السياسة التى تدمر شعب غزة ، ستجعل منكم مصنعاً ينتج التطرف والإرهاب الإسلامى الذى يرفضه كل مجتمع وكل بشر يريد حياة كريمة ينعم فيها بالأخوة مع بقية بنى البشر ، ولولا دكتاتورية الأنظمة العربية المتسلطة التى أفسدت المجتمعات باللعب مع مختلف التيارات السياسية والدينية أيضاً للأستمرار فى السلطة لما كان لتلك الجماعات الأصولية الإرهابية وجود فى مجتمعاتنا.
إن أستغلال لغة الإسلام فى إشعار نار الحروب والفتن الطائفية يدفع ثمنها أفراد المجتمع الذى يظل يعيش فى تخلفه وإنعزاله فى فكر الماضى والتاريخ لأنه لا يسمع لصوت العقل بل يسمع لصوت العاطفة الدينية وفتاوى رجال الدين الغارقة فى الماضى السحيق وواقع البلاد العربية خير دليل على هذا التخلف .
إن حماس تستغل المدنيين كدروع بشرية يحتمون وراءها وكأن أهل غزة ليسوا بشر يستحقون الحياة وإنما أفراد حماس الإسلامية فقط وحسب عقيدتهم لهم الحق الوحيد فى الحياة للأحتفال بالنصر الإلهى المزيف على أجساد البشر وركام الدمار .
إن صواريخكم تنسف من الجذور فكرة إقامة دولة لفلسطين ، لأن الحقيقة التى لا يعلن عنها العرب والإسلامى خاصةً هى أنهم لا يقبلون الحياة بجوار دولة إسرائيل دولة أحفاد القردة والخنازير الكفرة ، لكن يجب أن تغيروا أفكاركم وتعلنون صادقين بأحترام هذا الآخر والأعتراف بحقهم فى الوجود ليس بأعتبارهم كفرة أو حفدة قردة وخنازير ، بل بأعتبارهم بشر لهم حق الحياة كما لكم نفس الحق ، واللجوء إلى لغة الحوار والدبلوماسية بدلاً من لغة القتل والإرهاب وفكر الصراعات العقائدية .



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساجد فى يوم النصرة والغضب
- متاجرة الإرهابيون بأطفال غزة
- هل يُحاكم الأسد بتهمة الإبادة الجماعية؟
- صكوك الغفران الإسلامية
- حزب الله عميل الشيطان
- الإسلام والعنصرية الإلهية
- الجهاد بالأحذية يا خلفاء صدام
- هل من يعتذر عن الأكاذيب ياعرب ؟
- الإعجاز القرآنى الوهم الزمانى
- متى يتصالح المسلمين مع خلق الله ؟
- حماس الوجه الحقيقى للإسلام
- رضاعة الكبير والعقل المستنير
- أسطورة آدم
- الحرية للفتاة القبطية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - ماذا تريد حماس من حربها الخاسرة ؟