قراءة في كتاب

رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ثورة كوردستان ومتغيرات العصر
نضال الجبال أم انتفاضة المدن؟
المؤلف: ملا بختيار
ندرك من العنوان كله، يحتوي سؤال لا بد من الإجابة عنه!.
واجد لا يستطيع الإجابة على مثل هكذا سؤال، أو لنقل جملة الأسئلة المطروحة في العنوان، غير من عانق سماء النضال والانتفاضة، وعرك معاني الثورة وفهم متغيرات العصر. وبما أن الكتاب الذي بين يدي هو الطبعة الثالثة، فلابد من التوقف عند كل ما حدث فيه من تجديد في الصياغة خلال الطبعات السابقة، وما تحوي مقولات المؤلف: ملا بختيار السياسي المحنك والمؤرخ المعروف بكتاباته التي أتحفت المكتبات الكوردستانية من دراسات وبحوث ومقالات وشملت فكره الفذ، نشرت جميعها في مختلف المجلات والصحف والدوريات التي تصدر في كوردستان العراق وخارجه.
ملا بختيار يعتبر من المفكرين الجادين في القضية الكوردستانية، يعمل بذكاء القادة، يفكر بحكمة الأنبياء المنصهرة روحهم في ذاتهم النقية، يتنقل برقة العشاق للحياة المتجسدة بالشجاعة والمتدفقة بحيوية الرجال الكفوئين، بكل تواضع الإنسان الشهم يستقبل ضيوفه، هكذا وجدناه في مهرجان( كه لا ويش الثقافي) في دورته الثانية عشر 2008 / لم يغب عن عيون الجماهير المثقفة والمشاركة في المهرجان، كان يحضر الجلسات النقاشية، ويشارك بمداخلاته الذكية، ويطرح الأسئلة الثاقبة للذهن بوعي متمكن، كأنه أحد المدعوين، وليس هو حامل لواء شعلة مهرجان ( كه لاو يش الثقافي).
الكتاب يحمل صورة على صفحة الغلاف، تمثل معاناة الشعب الكوردي، طبع الكتاب في مؤسسة ئاراس للطباعة والنشر/ رقم الإيداع (480) لسنة 2002 م.
الكتاب يحتوي على ( كلمة.. وامتنان) من قبل المؤلف: ملا بختيار، يقدم فيها دوافعه لتأليف مثل هذا الكتاب، ( ثورة كوردستان ومتغيرات العصر) وكيف اختمرت الفكرة عنده، وسبب تضمينه هذا المحتوى، والغاية من التعريف بواقع الظرف الصعب الذي عاشته هذه البقعة الجغرافية، التي تشمل شعب كوردستان، من الناحية السياسية والعسكرية والإنسانية، وما تَبِعْ ذلك الشعب من أقصاه إلى أقصاه، من ويلات جسام وما قدمه من ضحايا أبرياء، وأبطال لم تحد من نضالهم وبطولاتهم الدائمة طوال سنوات عجاف، فكل بقعة وشبر من تلك البقعة الجغرافية تحكي المآسي التي مرَّوا بها، من قمم الجبال العالية والوديان العميقة والينابيع والجداول والقرى والمدن والطرقات، وحتى العصافير التي على الأشجار، وأصغر نبته عانقت وجه الحياة، لم تسلم من الظلم الذي مرَّ بهذا الشعب، حتى الصمت والسكون أعلانا غضبهما مما حل بمدن كوردستان، مثل حلبجة وغيرها حين تعرضا للكيماوي، عانى شعب كوردستان كثير من الظلم الذي سببت له الألآم النفسية والجسدية، لكنه لم يقمع وقاوم ببسالة لما يحمل من قناعة بحقه في وجوده الكامل بأرضه، ومصر على تحقيق الهدف المنشود، وطن حر وشعب مستقل، له حق العيش فوق حدود وطنه معزز مكرم، فوق الأرض التي طالما دافع عنها بروحه وبكل غالي ونفيس.
في صفحة (7) المؤلف وذكريات نضاله..
قدم المؤلف بعض ذكرياته النضالية، بوضوح ساطع كالسماء النقية وتدفق صادق، لم يبالي بما يقال، غير كلمة الحق، والحق وحده لا غير، تحمل سطور الكتاب ما يشير إلى نشاطه السياسي وكفاحه المسلح مع جماهير الشعب الكوردستاني، منذ اندلاع أول شرارة للثورة الجديدة في ( 1/ 6/ 1976) إلى يوم انتصارها في الانتفاضة ربيع ( 1991).
- ولد ملا بختيار في (20/8/1954 ) في مدينة خانقين الكوردية العريقة الواقعة في الجنوب الشرقي من كوردستان العراق، التحق في ريعان شبابه بصفوف النضال، وبقي مستمرا في العمل النضالي في أصعب الظروف الحرجة، وما قدم من كفاءات فكرية في التنظيم النضالي صعد من شأنه كسياسي وجعل منه شخص قيادي، وتفرد في الخطاب السياسي الكوردي.

ص(25) ( ملا بختيار/المنهج والملاحم)..
يقول: يوسف يوسف عن ملا بختيار، إنه يسعى لترصين المنهج الذي يتوازى مع الاهتمام في مشروعه الفكري وللتأكيد على تاريخية اللحظات التي كتب عنها ملا بختيار في كتابه، لما يطرح من أفكاره في صيغة أسئلة، كما أنَّ بختيار يعلم من حيث هو صاحب مشروع فكري لا يقرر سلفا ما يجب فعله، ومن ابرز صفاته انه ينزع للعقلانية والحرص على الاجتهاد بدون إسراف، والسعي لتأسيس بيان يؤمن بالجماعة، كما يرى في النص الذي يحترم السياقات المتنوعة من التفكير البشري، ويؤكد كلام يوسف يوسف كلامي الذي أشرت فيه عن خصال ملا بختيار وما كان من تفاعله مع الجميع بدون تحيز أو تمايز في (مهرجان كه لا ويش الثقافي)، وما جاء في سياق هذه الصفحة(27) أن الذي يدخل مع ملا بختيار في حوار هادئ قوامه هذه الترسانة المعرفية الكبيرة التي يملكها، يجد ملا بختيار صاحب خبرة خصبة من كل النواحي المتنوعة: الثقافية والسياسية والعسكرية وسواها من نواحي الفعل النضالي التي يحاكمها المؤلف في هدوء من يملك الحجة المنطقية التي تحول دون الوقوع في الانفعال والعصبية وسواها من صفات اؤلئك الذين يضيعهم غياب المنطق والحجة.
ومن ثمة تبدأ فصول الكتاب التسعة في التوسع بكل ما هو معني بالكتاب ومضمونه.
أما الفصل التاسع وهو الأخير يحمل زبده أفكار المؤلف ملا بختيار، وما يود توصيله للقارئ من أفكار وتجارب وأسئلة للنقاش، ومما عايشه ويعيشه الشعب الكوردي من مواقف تدعو للتأمل في مصير هذا الشعب ولتأليف مثل هذا الكتاب( ثورة كوردستان ومتغيرات العصر) الكتاب يوطن مع القارئ الجو السلس في القراءة الممتعة وطريقة طرح البحث في الموضوع الذي من اجله أولف الكتاب، أثناء قراءته تجد انك أمام أكثر من تاريخ وشجون سياسية، بل انك تقف أمام صورة لحقيقة غيبت أو لنقل عمل على تغييبها، وكل مثقف بحاجة للاطلاع والمعرفة والوقوف بوجه الخداع في كل مفاصل الحياة كي تقام محافل الخير، لأن عجلة الزمن اصغر من أن تتخطى الحقيقة، التي لا بد لها ان ترى النور وتعيش تحت ضوء الشمس الساطعة، الكتاب يكشف لنا عن معاناة شعب صلب معنا يعيش وبشموخ رافع رأسه مع كل ما يعانيه منذ زمن ليس بالقليل، ولم يكشف عن أنينه ووجعه بشكل ساخر لا يليق به ولكن آن الأوان لرفع ستار الصمت، وإزالة الأقنعة عن وجه الطغاة وخانقي الأنفاس الحرة البريئة، لذا أقول وبكل قوة أن الإنسان الذي لم يقف مع أخيه الإنسان المظلوم وينصره، لا يستحق العيش، بل هو خارج عن حدود المعاني الإنسانية.
الكتابة من العراق

#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات