علي الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 00:15
المحور:
حقوق الانسان
أول من قام بجلب المصريين الى العراق وبالتحديد سنة 1974 م, وبتخطيط مسبق من قيادة البعث أنذاك, مدعيا حاجته اليهم للقيام بنهضة زراعية كبرى في العراق, وعلى أثرها تم تعيين عزت الدوري الذي لا يمتلك أي مؤهل علمي رئيسا للمجلس الزراعي الاعلى, فعند تعينه أول عمل قام به هو تخصيص ميزانية ب 10 ملايين دينار عراقي لغرض أنشاء قرى عصرية حديثة للزراعة وقام بأستيراد فلاحين مصريين ,وأسكنهم في القرى العصرية في مشروعي الوحدة وأبو منيصير, والتي بنيت على أكتاف وعرق الشباب العراقي بعنوان العمل الشعبي( وسرقت التخصيصات المالية أنذاك) لاسكان المصريين فيها والفلاح العراقي لا يملك حتى الكوخ ليسكن فيه.
هذين المشروعين على أساس أنتاج نباتي لزراعة محاصيل مختلفة, يرأسهما في حينها سنة 1976 م خريجي أعدادية رزاعة قسم الانتاج الحيواني, وهذا ما لمسته وشاهدته بأم عيني, وبقية المهندسين الزراعيين يشتغلون بأمرة هؤلاء وعندما سألنا عن السبب قيل لنا بأن هؤلاء من المناضلين البعثيين, فتصورو كيف تتطور الامور وهكذا جهل موجودمن خلال عدم وضع الرجل المناسب في المكان الناسب, وصرفت الملايين ولم ينتج هذين المشروعين أي شي ملموس من عمل المصريين, وثم أعقبها النظام البعثي سنة 1979 م بميزانية مفتوحة لمشاريع عزت الدوري الوهمية لغرض أشباع المصريين وجلب المزيد منهم, مع الاستمرار في نهب ثروات البلاد وامواله من قبل حزب البعث, لان البعث بدأ يخطط لغزو أيرن والتخلص من أتفاقية الجزائر الموقعة سنة 1975 مع شاه أيران, وحين بدأت الحرب العراقية الايرانية راح صدام بتجنيد الشباب العراقي سواء على المواليد أو الجيش الشعبي وأرسالهم الى الجبهات , مع السماح للمصريين وبكثافة من دخول العراق ليتزايد عددهم حتى وصل الى أكثر من 5 مليون مصري, وهنا ومع بداية الحرب تحول دور المصريين من مزارعين الى عمال وموظفين في المدن العراقية, شاغلين الفراغ في كافة مجالات الحياة في العراق , وعملوا ما عملوا من نصب وأحتيال ونهب أموال ونساء العراقيين وأنتهاك حرمة البلد وسيادته الوطنية , تحت شعار أمة عربية واحدة, وحارس البوابة الشرقية , والمدافع عن كرامة العرب وغيرها من الشعارات الرخيصة والتافهة.
أن الجيش العراقي في وقتها أكثر من 80/0 منه كان من مناطق الوسط والجنوب(من الشيعة) اما المناطق الاخرى (السنية) فكانوا ضباط الجيش العراقي وقادته الكبار والشباب القليل العدد المجند منهم كانوا يشتغلون في الاجهزة الامنية والحلقات المقربة من الطاغية صدام, والقسم الاخر في فرق الاعدامات التي أنشاها المجرم صدام في الخطوط الخلفية للجبهات.
وأعطى صدام للمصريين الحرية في السكن والتملك والزواج بنساء الشهداء والعمل في أي مدينة بالعراق, حتى ذكر في أحدى خطبه الموجهة للمصريين( أذا قال لكم العراقي أخرجوا من بلادنا , فقولوا له هذه بلادنا وأنت تخرج منها)
وأراد نظام البعث وصدام من جلب المصريين أشياء عديدة منها:
1_ الاستفادة من العمالة المصرية الرخيصة لتدوير العجلة الاقتصادية, لان الشباب العراقي على جبهات القتال , ومن ناحية أخرى تجنيد البعض منهم للتجسس على العراقيين , وقسم منهم لملي الفراغ في دوائر الدولة كافة.
2_ أراد أن يخدع الدول العربية بصدق أدعاته وحربه مع أيران, ولجعل قادسته عربية , راح بتشكيل أفواج من المصريين والعرب أسماها المتطوعين العرب وأرسالهم الى الجبهة مع أيران, كي يكسب تعاطف العرب لارسال المزيد من المتطوعين من الشباب العربي كوقود لادامة النار المشتعلة على الجبهات.
3_ التوازن السكاني المذهبي في العراق , كي يصبح لصالح ا لسنة أكثر مما هو عليه للشيعة, لان الشيعة في ذبح مستمر على الخطوط الامامية للجبهات, والمصريين يتزجوا العراقيات ويتكاثروا بسرعة تكاثر الجراد.
4_ الاطمئنان على الجبهة الداخلية بعدم حدوث أنتفاضة ضد نظام البعث, وذلك من خلال تدريب المصريين على السلاح لحماية الجبهة الداخلية ورصد أي تحرك مشبوه ضد نظام صدام. .
وأصبحت الزراعة وما جلب من الفلاحين المصريين في مهب الريح , حيث هجرت الارض العراقية وأصبح العراق يستورد كل شي من الخارج لتمشية قطار الحرب, وسد أفواه الشعب كي لا يشعروا بالجوع وينتفضوا عليه, وبعد غزو الكويت ومقاطعة النظام من قبل الدول العربية, وفرض الحصار الاقتصادي على العراق, غادر أغلب المصريين والعرب الى بلدانهم( لان عملية تحويل الدولار الى بلدانهم قد توقفت) لان المصريين أنما جائوا للعراق لا حبا بالعراق وشعبه وأنما طمعا بخيراته وأمواله, وبقي العراقي صابرا محتسبا وألام الحرب والجوع يتضور منها, غير القتل الجماعي والمقابر الجماعية التي زرع بها النظام العفلقي الارض العراقية من الشمال الى الجنوب
وبقي الشعب العراقي مترقبا اليوم الذي يتم فيه الخلاص من النظام العفلقي وتنجلي الغيوم السوداء من سماء العراق وينبلج الصبح بعد ليل طويل دامس الظلام من حكم العفالقة, متشبثا بأي طرف يخلصه من الكابوس البغيض الجاثم على صدره لاربع عقود من الزمن , ومتأملا من الدول الاسلامية وعلى رأسها أيران أن تكون المنقذ والمساعد له في تخليصه من الوضع الذي هو فيه كي يستطيع أن ينهض ببناء وطنه ويعيش بأمن وسلام كبقية شعوب الارض بدون حروب وأعتداء على الاخرين.
وأتت ساعة الخلاص وتم أسقاط نظام الطاغية يوم 28_3_2003 والعراق وشعبة مثقل بجراح الحصار الاقتصادي الظالم وبقايا الحروب التدميرية الثلاث., وأنسحبت الدول العربية كلها من العراق ووقفت بالضد من النظام الجديد وأعتبروه نظاما مذهبيا شموليا كنظام صدام الشمولي, وأخذوا بأرسال وتجنيد الارهابيين من مختلف دول العالم العربي والاسلامي لمحاربة شعب العراق وقتلهم على الهوية معتبرين الشيعة مغتصبين لحكم السنة الذي دام اكثر من 1400 عام, وهذا ناتج عن ردت فعل من تصرفات الاحزاب الشيعية ,حيث عندما جاءوا الى الحكم لم يأتوا بشعارات وطنية ووحدة وسيادة العراق أرضا وشعبا, بل جائوا بشعارات المظلومية والاضطهاد المذهبي والثأر وأقامة أقليم الشيعة وأقليم السنة, محاولين فرض زعاماتهم على كل العراق متناسين وجود قوميات وأديان ومذاهب أخرى سوف تتولد عندهم ردة فعل معاكسة , ومهمشين لهم في كتابة الدستور والانتخابات التي حصلت في العراق سنة 2004, مستخدمين نفس السوط الديكتاتوري في جلد معارضيهم في الفكر والعقيدة, وأول عمل قاموا به تأسيس ميليشيات وتسليحها وتدريبها في أيران وتمويلها من اموال الشعب المنهوبة من قبلهم. , تاركين الشعب في فاقة وسوء خدمات على مختلف الاصعدة,وهذا لا يمكن لاثنان أن يختلفوا فيه لان نوابهم في البرلمان أعترفوا ولاكثر من مرة بأنهم لم يوفقوا في تقديم الحد الادنى المأمول من الخدمات للمواطن العراقي.وكان الشعب العراقي يتأمل من الجارة المسلمة أن تضمد جراحه لا تعمقه وبدلا من ان تحاول ان تخفف من اللهجة الطائفية والمذهبية أخذت تزيدها من خلال اعلامها الموجه وتصريحات مسؤليها المستفزة لباقي المكونات من غير الشيعة.واخذوا يتدخلون بالشان العراقي بكل صغيرة وكبيرة وكأنهم أوصياء على العراقيين, مما أسائوا الى سمعة الاسلام والمذهب بكل المقاييس والمفاهيم من خلال أرسالهم المجاميع الخاصة باللاغتيالات وتوريد المواد التالفة وسرقة النفط العراقي وغيرها , ويوميا نسمع عن فضيحة جديدة ضد شعبنا بطلها أيران ناهيك عن تصريحات نجادي باملاء الفراغ الامني في حال أنسحاب القوات الامريكية, وهذه الايام نسمع في كل يوم القبض على عسكرين أيرانيين ومعهم أسلحة ومعدات يدخلون الى العراق بصورة غير شرعية, وما أحداث البصرة وديالى لهي خير دليل على مدى تدخل أيرن السافر وأطماعها في احتلال العراق بدلا من أمريكا, وفرض نظام الملالي على الشعب العراقي, والاحداث والوقائع أثبتت أن أيران تغذي المجاميع الخاصة باللاضافة الى المجاميع المسلحة السنية والقاعدة, وهي الازدواجية تدل على خبث السرائر لدى حكام طهران لاغراق العراق في الفوضى وعدم أستقراره من خلال نقل صراعها العسكري مع امريكيا الى الارض العراقية.
40 عام والعراقي يتأمل أن يأتي الاسلاميين لينصفوه من نظام صدام وظلمه , وأذا النظام الاسلامي أظلم بكثير من نظام صدام المقبور, وأن أكثر الناس بدأت تكفر في الاسلام ومبادئه وتريد الخلاص من هكذا نماذج تدعي الاسلام.
6 ملايين عاطل عن العمل في العراق وعادل عبد المهدي عند زيارته للقاهرة يقول نحن بحاجة الى عمالة 3 ملايين مصري في العراق(هل هذا دجل سياسي أم غزل للقومية العربية والامة العربية بأعتبار مصر أم العروبة والعرب والباب التي تفتح ليطل منها العراق على الدول العربية الاخرى) ؟أم أن ضغوط الاخوة العرب السنة في الدول العربيةعلى العراق لحمله على موازنة المكونات المذهبية مرة أخرى في العراق؟؟؟؟أم أن صبغة العمالة لايران التي اصطبغت بها الاحزاب الاسلامية العراقية هي التي جعلتهم يتوددون الى الدول العربية التي تقف بالند من النظام الجديد في العراق.وزير الزراعة يطالب بأستيراد 2 مليون مصري ىللزراعة , وزير الصناعة يطلب 1 مليون عامل مصري.. يا وزراء المجلس الاعلى مذا تفعلون بالمصريين والبطالة تنهش في الجسد العراقي ؟ هل تريدون أن تبثوا التشيع بين صفوف المصريين ؟ أم أنكم تريدوا تكرار ما أقدم عليه الطاغية من تبذير وأسراف للاموال العراقية؟ ألا يكفيكم ما قمت به من السرقات من قوت الشعب الجائع [اسم الاسلام والدين؟ أم أنكم تعدون العدة لخوض غمار حرب على المدى البعيد ؟
الان وبعد أنفضاح أمرهم بالعمالة وأنكشاف دور أيران التخريبي فى العراق وتذمر جميع مكونات الشعب العراقي من تدخل أيران السافر في شوؤنه الداخلية, بدأ قادة الاحزاب الاسلامية بالتملق والتقرب نحو الدول العربية ,دافعين الرشى مقدما ودون ضمان النتائج, فاللاردن وسوريا النفط المخفض, ولمصر جلب المصرين لتخفيف البطالة عن كاهل النظام المصري وأفراغ ميزانية العراق المحروم منها الشعب العراقي, ولليمن الشقيقة (500) زمالة دراسية وطلبتنا لا يقبلون في أي دولة عربية, وللسعودية نسلم ذباحينا وقاتلي شعبنا وبكل أحترام و[اعلى المستويات( موفق الربيعي سلم السعودية وجبتين من القتلة), واخر يطلب بدفع تعويضات الحرب الى أيران., وأخر يصدر الفتاوى بقتل المثقفين والعلمانيين واليساريين, وأخر يبدأ حملة أغتيالات لتصفية معارضيه لان الانتخابات قادمة, والبلد في دوامة من العنف والقتل والتهجير, فلو أردنا ان نتحدث عن الوضع في العراق منذ 5 سنوات ولحد الان نحتاج الى عدة مجلدات وليس مقالات , وبون فائدة تذكر لانهم عمي عن رؤية الحق, وصم عن سماع صرخة المظلوم, وبكم عن النطق بكلمة صدق وعدل.
#علي_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟