أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصباح الحق - كابوس














المزيد.....

كابوس


مصباح الحق

الحوار المتمدن-العدد: 2525 - 2009 / 1 / 13 - 09:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تصببت عرقاً عندما انتهى الكابوس الذي انتابني، وكلي أمل ألا تتعرضوا لهذه الثواني الحرجة في حياتكم. رأيت نفسي متقمصاً شخصية ما يدعى الإله، جالساً على كرسي عرضه السموات والأرض، تحمله ملائكة مخلصة بملل. بدأ الكابوس عندما صرفت النظر عن الكون الفسيح، وألقيت نظرة شاردة من عليائي إلى الأرض، فتلطخت عيناي بدم حار جداً نفر من جسد أحد عبادي.

لم أستطع التمييز، كعادتي، إن كان مصدر التلطيخ والتلوث ذكراً أم أنثى من شدة ما أصابني من حرقة، لدرجة أني لم أقف طويلاً للتمحص عما إذا كان المغدور أو المغدورة يهودياً أو مسيحياً أو مسلماً حسب الخطوط العريضة لجبهاتي السماوية، فأنا لا أفرق بين جنودي إلا بالتقوى حسبما جاء في الكتب.

التزمت صمت القبور وعضضت على أسناني لأكبح غضبي المعروف عني، محاولةً مني للتكهن بسبب عدم توخي الفاعل الحذر وارتكابه لهذا العمل الطائش، فعلى ما يبدو أن البشر عقلاء ولديهم ما يوحي بأنني انتظرهم في سدرة المنتهى ولن يفلتوا من عقابي. استغربت هذا العمل واستنكرته وقررت- للمرة الأولى- أن أنظر في الأسباب التي حملت هذا المصدر أن ينفر دمه في وجهي الذي لا يشبه المندوزا.

هل يا ترى لأنه صدق ما افتروه عن حبي للدم، وقد مكر بي ودلقه في عيني بدلاً من ساحة الوغى الدينية التي ما فتأت تشرب وتتخضب من دمائهم؟! لابد أنه قرأ التوراة الأسطورية التي تفوح منها رائحة القتل والتصفية الجماعية بلا رحمة ولا هوادة ليعيش الشعب المختار؟! إلا أنني أتذكر أنهم استدركوا ذلك وفبركوا إرسالي أبناً لي ليراق دمه تطهيراً للبشرية وغفراناً للعقاب الجماعي الذي عشش في أذهانهم. تعاليت عن هذا الإفلاس في إيجاد الذريعة والأسلوب الدموي وفكرة الصلب، آملاً بأن يكون كبش الفداء الموهوم كفيلاً لنشر فكرة التضحية من أجل استمرار الحياة باعتدال ومحبة وسلام.

لم يجد ذلك نفعاً، فقد أصر أحدهم ادعاء إرسالي له كآخر الأنبياء، وجاء لهم بكتاب ململم، وطعمه بأفكار تخدم مصالحه وأمثاله، وجزم بأنني أدعو الناس للجهاد في سبيلي وبأني أحب رؤية الدم مراقاً فيما بينهم لغبطتي ونشوتي ونصري. قال لهم أني خير الماكرين، وبأني داعر واسمح لهم بممارسة الجنس في سمواتي؟! استأصل الكثير من القيم البشرية التي أوجدوها وافتخروا بها، مثل التبني، وزاد من إفراغ جعبتي من أية رحمة، إلا للذين استشهدوا في سبيلي بالقتل والنهب والترهيب، وتركهم في حيرة من أمرهم في ذلك الشأن. كيف لهم أن يوفقوا بين جبهاتي السماوية الآن، بعد كل هذا الموروث الخرافي عني؟! أنا لا أعرف كيف سيتقاسموا المقابر بمحبة بعد كل هذا التصور الدموي عني. أوليس من الإباحية أن يشوى الكفار عراةً والمؤمنون بي ينظرون إليهم بحبور؟ كيف لهم أن يملاؤا الدنيا بفكرة أن العبادة مصدرها الخوف؟ وما دام الحال كذلك، فلماذا يسرعون بفناء الحياة برمتها ولديهم الموت قادم لا محالة؟ لعمري أنه كابوس.



#مصباح_الحق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زلزال توكوماسو في اليابان
- النصوص الدينية منبع الإرهاب
- كلمة سواء أم هراء
- مرح البقاعي والمرح في الإسلام
- سؤال عن ملكات اليمين
- عدالة قسمة الإرث الربانية في الميزان
- تنويه لابد منه
- عقد بيع الله
- بصمات البشر في القرآن
- الأكاديمية الإسلامية السعودية بولاية فيرجينيا
- ما هطل من السماء الخاوية
- في شيزوفرينيا الله
- الله مصاب بالشيزوفرينيا
- قراءة مغايرة لمأساة نجود وعائشة
- هل في الحياة حقيقة مطلقة؟
- قدسية الأسماء وتغييب العقل
- تأكيد أسطورة دور التعليم الديني في نشر الإرهاب
- فقحنا وصأصأتم
- حراس الله
- وفاء سلطان....... الوعي للجميع


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصباح الحق - كابوس