الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 775 - 2004 / 3 / 16 - 10:15
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في عملية ارهابية كبيرة حدثت اثر انفجار عشرة عبوات ناسفة في ثلاث محطات للقطار في العاصمة الاسبانية مدريد يوم الخميس المصادف 11 من اذار، اوديت، وبابشع الطرق، بحياة مايقارب (200) انسان بريء واكثر من (1200) جريح، البعض منهم في حالة خطرة. ان هذه الجريمة البشعة والمناهضة لابسط القيم الانسانية لهي مدانة وبشدة.
ومن الساعات الاولى للحادث القت الحكومة الاسبانية بمسؤولية هذا العمل الارهابي على عاتق منظمة ايتا الانفصالية في اقليم الباسك والتي اعلنت عن عدم مسؤوليتها عن الحادث، بيد ان العديد من وسائل الاعلام تتحدث عن اعلان منظمة القاعدة الارهابية الاسلامية عن مسؤوليتها تجاه الحادث.
لقد تحول العالم اليوم في ظل النظام العالمي الجديد والهيمنة الامريكية الى ميدان لاستباحة حرمة الانسان وهدر كرامته. اذ غدا الارهاب في ظل هذا النظام المقيت اسلوباً شائعاً لبلوغ قوى الارهاب العالمي الحكومية وغير الحكومية لاهدافها ومطامحها السياسية القذرة. لم يبق الاطفال، النساء، الانسان بعيدا عن ان تطاله اصابع الارهاب والتفجير والقتل. اصبحت محطات القطار والانفاق، الشوارع والمحلات، المطاعم، المدارس، ومجمل الاماكن العامة وكانها ميدان لهذه الحركات والعصابات الارهابية تستبيح دم الانسان، تحيل وفي غضون ثوان معدودات اجساد البشر العزيزة الى اشلاء تبعث على الرعب والفزع والغضب.
وقبل اعلان اي تنظيم او جهة مسؤوليتها عن الحادث ، يعرف العالم المتمدن ان مثل هذه الاعمال تعود الى التقاليد والحركات القومية والدينية والتي تقف، وبالاخص الاخيرة اليوم، وراء عمليات الاستهتار وحمامات الدم الجارية بحق الناس الابرياء. 11 ايلول، حروب امريكا وارهابها، العراق، افغانستان، فلسطين، يوغسلافيا السابقة، الشيشان، كشمير وغيرها لاتتعدى سوى غيض من فيض جرائم الارهاب القومي والاسلامي الاخيرة. انها، وبايديولوجياتها، وافكارها، واهدافها لهي حركات مناهضة حتى نخاع العظم للانسان، حركات تكن اشد اشكال العداء للانسان.
لا يمكن فصل هذا الحدث عن السباق الارهابي الذي استشرى اليوم اثر احداث (11) ايلول والنفق المظلم الذي تسعى امريكا وقوى الاسلام السياسي من دفع البشرية اليه. ان اوضاع اليوم لهي تجلي مباشر لناقوس الخطر الذي حذر منه الرفيق الخالد منصور حكمت، بعد ايام قلال على (11) ايلول، على ان قطبا الارهاب العالميين اليوم سيدفعا البشرية في اتون دوامة من التنافس والصراع الارهابي يكون الانسان البريء اول ضحاياه. يتعكز الاسلام السياسي على ارهاب امريكا وحروبها على افغانستان والعراق ودعمها غير المشروط لاسرائيل، ليرد باعمال ارهابية واجرامية تطال المدنيين العزل قبل غيرهم.
لايمكن ان تنعم البشرية بحياة امنة دون اجتثاث هذه الحركات ومجمل الافكار والعقائد التي تقف خلفها. ان اصطفاف البشرية المتمدنة والساعية للرفاه والحرية والامان وحضورها الميدان هو السبيل الوحيد لاستئصال هذا الارهاب المنفلت العقال. يجب ان يقطع، وبحزم، دابر الارهاب. ان على جماهير العالم ان تصطف جنباً الى جنب مع جماهير اسبانيا والعالم المناهضة للارهاب. ان استئصال الارهاب لهي مهمتنا نحن، مهمة الجماهير الساعية للتحرر والرفاه.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
12 اذار 2004
#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟