تساؤلات حول السيرة النبوية

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2523 - 2009 / 1 / 11 - 09:48
المحور: سيرة ذاتية
    

حين بلغتُ من العمر عشرون عاما كنت قد كتبتُ في تلك الفترة بحثا مُبسطا عن السيرة النبوية , وكنت أهملتُ تكملتَه لأنني لم أجد في سيرة إبن هشام ما يُثري فضولي المعرفي بحيث أنني لم أجدْ أحداثا تتحدث عن النبي محمد وهو في مرحلة الطفولة ..والشباب ..!!!
وأتسائل : كيف إختار له جده هذا الإسم علما أنه غير مستعمل إلا ما ندر , ولا أبالغ إذ أقول أن أحد الأعراب كان إسمه (محمود) في الجاهلية .


هنالك فقط بعض الصور الدرامية وهنالك بعض الروايات عن سفره وإلتقائه ببحيرى الراهب , ولكن لا توجد تفاصيل دقيقة عن تلك الرحلات أو تلك الطفولة الهادئة أو غير الهادئة .
وورقة بن نوفل , فمن المفترض أن تكون بينهم معرفة كبيرة ؟؟!! كونه تنصّر بالجاهلية ولبس المسوح , وآمن باليسوع ربا ودينا , وبالدين الحنيف أحيانا .
ما سر السكوت عن علاقته بورقة بن نوفل الذي كان ينسخ التوراة والإنجيل ما تيسر له أن ينسخه !!
وحتى زيد بن نُفيل الذي إتبع الدين الحنفي وإعتصم بالجبال هربا من بطش الخطاب !!والخطاب هذا هو والد عمر بن الخطاب الخليفة الثاني .
فمن المفترض أن تكون بينهم صلة وأحداث وقيلْ وقال ْ..وقال وقيل.. وهَلُما جرّا .

هو طفل نشأ يتيما , ولا توجد روايات تحدثنا مثلا عن تلك الحالة وهل سببت مثلا له بعض المشاكل .؟؟
أم أن الرواة أهملوها لأنها أصلا لم تترك أثرا في حياته وسلوكه ؟

من خلال السيرة المذكورة هنالك رأي شائع أنه لم يكن مؤمن بأي ديانة ..سواء أكانت مسيحية أم يهودية ..أو حنفية ..إلخ .
فهل هذا يعني شيئا للمؤرخ الحصيف ؟
أم أنه لا يعني شيئا ؟

إن حياة محمد الرسول لا يستطيع أحد أن يعرف عنها شيء قبل الرسالة الإسلامية , وإنني أتحدا كل المؤرخين إذا كانوا يعرفون شيئا غير تلك الشذرات وبعض الأحداث والحكايات البسيطة عنه (ص), وأتسائل دائما ؟ :
ترى ما طبيعة الحياة العامة التي خاضها وهل كانت بوفرة وكميات هائلة؟ أم أنها كانت هادئة ليس فيها أحداث ؟ فإننا نعرف عن كثير من العظماء الذين غيروا مجرى التاريخ أن بعضهم كانت حياتهم مليئة بالأحداث , وبعضهم كانت حياتهم ليس فيها أحداث.

يبدو أننا لا نعرف شيئا عن حياته خصوصا أثناء الطفولة غير تلك الحادثة التي تقول أن الملائكة فتحوا صدره وأخرجوا من قلبه النقطة السوداء ؟ على حسب تعبير الرواية , وهنالك مقولة عنه من أنه كان صادقا وأمينا غير أننا لا نعرف الحكايات التي جعلت تلك الصفات به , وهذا ليس طعنا به وبصدقه وأمانته غير أنني أتسائل ؟ أين الروايات ؟ وأين الأحداث ؟ وأين الإثارة ؟ أي أنني أسأل وأبحث عن الدراما الروائية , الدراما التاريخية , إن السيرة الذاتية والتي قرأتها (سيرة إبن هشام) وجدتها تخلو تماما من الروايات عنه في أثناء فترة شبابه من 1سنة واحدة وحتى 40 سنة من عُمره , أما الروايات عنه بعد سن الأربعين من عمره نعرف أغلبها حيث قرأناها نضالا وكفاحا في مكة والمدينة والتي خاض بها أعتى حربين مع قومه وهما بدر وأحد .

أنا لا أطعن في شخصية الرسول ولكنني أطالب بمزيد من المعرفة عن حياته وهو في سن سنة 1- إلى 40 سنة , ترى ما طبيعة الأحداث في تلك الفترة عنه ؟

يبدو أن هنالك جانبا مسكوت عنه من حياته وحياة صحابته فإننا لا نعلم غير اليسير منها .
وأتسائل إذا كان الصمت عنها مسكوت عنه أو إذا كان غير مقصود ؟ فهل هذا يعود إلى طبيعة التأليف والكتابة عن التاريخ , أي هل ذلك إسلوب لكتابة التاريخ الإسلامي والعربي بحيث أنهم كانوا يهملون الكتابة عن الفترة التي لم تنزل بها الرسالة من سن 1 - 40 سينة ؟
أم أن هنالك جوانب يحبذ ُ أن لا يتحدث عنها المؤرخون أي أنهم إتبروها غير مهمة والمهم هو تناولهم لطبيعة نزول الرسالة عليه فقطك لا غير ؟

أنا لا أطعن ولكنني أطالب بحقي في المعرفة , وهنا أطالب الجامعات والكليات الدينية وخصوصا جامعة محمد بن سعود بضرورة فتح باب الحوار والنقاش في هذه المسألة .
وأتسائل أيضا : لماذا لم يتحدث المؤرخون المحدثون عن هذه الظاهرة المسكوت عنها ؟

فمثلا نحن قرأنا عنه أنه كان (ص) صادقا وأمينا , ولكن أين الأحداث التي دللت على صدقه وأمانته , وهذا ليس طعنا بل هو مجرد تسائل يُثري البحث العلمي والنقلش .

إنني أطالب بمعرفة المزيد عن حياته .

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات