إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 775 - 2004 / 3 / 16 - 09:29
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
على خلفية ما يجري في محافظة الحسكة من مجازر ، للحيلولة دون إزهاق المزيد من الأرواح
سيادة الرئيس :
تماماً ، في الوقت الذي أوفدتم فيه مشكورين لجنة من مستوى رفيع من المسؤولية، الى مدينة قامشلي لتهدئة الأوضاع ، بعد المجزرة البشعة التي جاءت عقب محاولة جمهور فريق الفتوة القادم من دير الزور بالهتاف بحياة صدام حسين ، بل رفع أحدهم صورته كتحد استفزازي لمشاعر الحضور في ملعب نادي الجهاد الرياضي بالقامشلي ( وفي حوزتنا صور ، فيديو ملتقطة تؤكد ذلك يمكننا وضعها بين أيديكم )، وعدم الاكتفاء بذلك بل التحرش بجمهور المدينة من خلال المفردات والتشكيك بوطنيتهم وبيان تبعيتهم للأجنبي " التهمة التلفيقية الجاهزة دائماً لقمع أي حوار أو سواه " ، وكان نتيجة ذلك إصابة العديد من أبناء المدينة
لقد بقيت الأمور ضمن هذا الحد ، إلا إن ذروة ما حدث هو تجمهر الكثير من المواطنين وبشكل عفوي مذعورين مضطربين للاطمئنان على مصير فلذات أكبادهم .
أجل لقد بقيت الأمور ضمن هذه الحدود ، إلى تلك اللحظة المؤلمة التي قدم فيها السيد محافظ الحسكة د. سليم كبول ، حيث لاحظنا تحول المشاجرة المفتعلة إلى شكل آخر ، إذ تم على الفور توجيه الرصاص إلى صدور هؤلاء المواطنين العزل ؛ الذين تدل وقائع الاعتداءات حتى هذه اللحظة ، عدم وجود أية نية مبيتة لديهم لاستفحا ل المشكلة ، وعندما حاول أبناء المدينة " الثكلى " تشييع جنازات ضحاياهم على نحو سلمي ، بعيداًُ عما تم من ردود فعل في الليلة البارحة إثر الاعتداءات المسلحة على المواطنين ، تفاجأنا ـ ولقد كنت أحد هؤلاء في مؤخرة موكب التشييع ـ برشقات نارية ، حيث أصيب عدد من الشباب الأبرياء برصاص مجموعة مسلحة استهدفت موكب المشيعين انطلقت من مبنىا لجمارك وبرصاص عناصرها ، مستقلبن سيارتين مصفحتين ....
سيادة الرئيس ..!
لكن ـ كما يبدو ـ ان هناك من لا يريد لهذه المواجهة غير المتكافئة بين الطرفين والتي نجمت عنها المجزرة البشعة أن تنتهي ، حيث إنه ومنذ مساء البارحة بدأت مجموعات مسلحة ، وبحضور قوى عسكرية اقتحام محال المواطنين الأكراد في الحسكة ، ونهب ما فيها ، وحرق بعض منها ، بيد إنه الآن ـ ومنذ ساعات اتخذت هذه العملية طابعاً آخر ،هو شن الهجوم على منازل الأبرياء من أبناء هذه المدينة ، وهو ما يشكل حرجاً كبيراً يسبب بلبلة الوضع الأمني في المحافظة ـ بأكثر ـ خاصة إذا تم تسليح جزء من المواطنين على حساب سواهم من المواطنين الأكراد .
سيادة الرئيس
باسم العديد من المثقفين الأكراد ، وباسمي شخصياً كصحافي سوري كردي ـ أتقدم إليكم ـ على اعتباركم في رأس هرم السلطة ـ وثمة واجبات متكاملة بيننا كل من موقعه إزاء الآخر: أنتم من موقعكم ، ونحن كرعايا في المقابل ـ التدخل من أجل حقن المزيد من دماء ، رعيتكم الأكراد وقطع دابر هذه الفتنة النكراء التي من شأنها أن توسع الصدع الذي يصيب الوحدة الوطنية المنشودة في الصميم ، وقطع الطريق أمام أي تدخل خارجي ، ليس في مصلحة الجميع ، بل نتضرر منه على حد سواء .
قامشلي
إبراهيم اليوسف
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟