أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - العيد السبعون على ولادة القرنفلة الحمراء لتكن الحياة كالقرنفلة الحمراء مسالمة وجميلة تخلق السعادة والسلام في نفوس الملايين














المزيد.....

العيد السبعون على ولادة القرنفلة الحمراء لتكن الحياة كالقرنفلة الحمراء مسالمة وجميلة تخلق السعادة والسلام في نفوس الملايين


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 775 - 2004 / 3 / 16 - 09:23
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اليوم وبعد هذه السنين العجاف و25 من الغربة أجد ان كل ذلك التاريخ عبارة عن قطرة من الندى ساهمت مع عشرات الالاف من القطرات على استمرار نضارة وحيوية القرنفلة الحمراء وتجددها لتكون دائماً اشارة ضوء إذا ما عم الظلام فترة من الفترات، وكم مرة جاء الظلام والضوء بقى ينير تلك المسالك الوعرة ثم يصبح هالة مرة أخرى فتبتهج السهول والجبال والوديان والقرى والمدن والبلاد، وكم مرة حاول الاجلاف جلاوزة القهر والاضطهاد والعنف والجريمة الذين يحملون تقاليد البربرية الوحشية والهمجية المنفلتة والعقول المريضة المتربصة ودعاة القومية والدين والتقاليد البالية ان يحجبوا نقطة الضوء لكي تذبل القرنفلة ولكن دون جدوى، ففي كل مرة تعود القرنفلة زاهية حمراء، وتصبح الحدائق الفكرية ساحات لها فتباركها وتسيقها من أجل الديمومة، ديمومة البقاء والتفاعل ، والغناء والاناشيد الآملة بالمستقبل الوردي المطعم باريج العطور البشرية..
اي سر في هذا الاستمرار ؟ هل هي المعجزة كما يشار لها؟ واية معجزة ان تصارع القرنفلة الرقيقة اعاصير الظلام المدرعة والمسلحة والآمرة ثم تنتصر عليهم ليسقطوا خائبين ذليلين.. وكم نيرون وعد واستوعد ان يقطف القرنفلة الحمراء لكي ينشف الامل في قلوب الكادحين والمثقفين والكسبة وبقية المضطَهدين لكنه يهرب ذليلاً خائباً إلى مزبلة التاريخ..
أي سر هذا؟ وأية قوة عظيمة تكمن في هذا البقاء والتحدي والاشراق؟.. وكأن القرنفلة الواحدة بمليون قرنفلة إذا ما حاول الهمج قطفها تضيع عليهم معالمها فتتيه بهم عقولهم الجرباء ، بينما القرنفلة تعطر الاجواء وتخلق القيم الجمالية في النفوس..
السر هذا كامن في عمق نشوئها وتكويناتها وترعرعها في صلب وجدان الناس، فما كانت حديقة إلا وبذرة قرنفلة ساكنة تنتظر الخروج، وما حقل إلا وكان شتلة مموهة تتزواج مع الشمس لكي تصبح قامة طويلة تحفظها العيون، وما جبل أو وادي إلا وكانت حاضرة تتحين الفرص لتغسل بنورها تعرجات الطريق وتبعد الافات عنه، أما المدن والقرى فكانت القرنفلة موجودة في قلوب عشرات الآلاف المقهورين الذين ينتظرون ساعة الخلاص من القهر والاضطهاد والعفونة..
القهر وليد الطبقات والجريمة ووحشية التصور بالقضاء على الامل ولكن هيهات أن يموت أمل الناس.. ومهما كان الامل يبتعد لكنه يعود ثانية أقوى وارسخ من السابق.. ليس المشكلة في الوقت مادام في صالح التوهج المستمر، لكن المشكلة بعدم الايمان وفقدان الثقة بمستقبل زاهي ، وليس المشكلة في التراجع والهزيمة الوقتية ولكن المشكلة في النكوص واليأس والاستسلام..
تقول القرنفلة هذا.. ان المعجزة في استمراري على العطاء ايمان الناس بسعادة الاجيال القادمة وهو الخروج من الذاتية والانانية في الكسب الآني، فجميع الذين حققوا للناس معجزة السعادة قدموا التضحيات الجسام بدون الكسب الوقتي..
اذن القرنفلة هي شجرة مثمرة وزهرة معطرة.. هي السرايا بالخيول والفرسان المدججين بالفكر الراسخ الأصيل.. بالعزيمة والقوة والتضحية ونكران الذات على صدورهم شعار القرنفلة لكي تتجمع نقاط الضوء فتزدهر الخليقة من جديد، الخليقة بمعناها الودي الجميل، وبروائعها الانسانية النبيلة.. الخليقة بروحها المتكاتفة ضد الهمجية التي تحاول ان تخرب حدائق العالم، وتجعله خرائب تنعق فيها الغربان لكي تحقق هدفها الظلامي البائس..
أذن هي لم تكن قرنفلة حمراء واحدة يسعون إلى تدميرها لأنها متفرعة في كل شبرٍ من الأرض ومتألقة في كل ضوء يشع على الخليقة..
لماذا هذا التكالب عليها وهي لا تملك سوى الفكر والاريج والجمال ورونقه؟ لماذ يبغون
تدميرها وهي تخلق المسرة في القلوب والجمال في العيون ؟.. لماذا الخوف والجبن من قرنفلة حمراء لا تملك سوى جوهرها المضيء وعطر افكارها الرقيقة وجماليات وجودها وفائدتها للناس؟.. بينما الطغاة والدكتاتوريين وعناصر الظلام البربرية يملكون الأموال والقصور والجاه والسلطان ووسائل الاعلام من صحف مأجورة وقنوات التلفزة والاذاعات و جميع الاسلحة الفتاكة من طائرات ودبابات ومدرعات ومدافع وصواريخ وسفن حربية واسلحة الدمار الشامل وبنادق رشاشة وجيوش جرارة واجهزة الامن والمخابرات الخاصة والعامة والوكلاء والبصاصين والسجون والمعتقلات العلنية والسرية وارتال من المجرمين المتفوقين في الجريمة والقتل والتمويه بمختلف الوسائل.. إلا يدل على ان كل قوتهم وجبروتهم فقاعة صابون تنفجر لمجرد ان تلامس الضياء.. بينما القرنفلة الحمراء تنمو وتزدهر وان اصابتها اضرار فهي وقتية لأنها سرعان ما تهب واقفة متحدية..
الاتستحق الحياة أن تكون كالقرنفلة الحمراء مسالمة وجميلة تخلق السعادة والسلام في نفوس الملايين؟
الجواب لدى العمال والفلاحين والكسبة والمثقفين وكل الشرفاء الوطنيين الذين تعز عليهم قضيتها لأنها قضية الوطن..
ألف تحية لعيدك السبعين وانت عالية الهامة قوية الشكيمة رائعة الطلعة ومستقبلية الأمل والخير للناس..
14 / 3 / 2004
*************************************



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يا شاعرنا الجميل سعدي يوسف ليس ما نقله باتريك كوكبورن وتر ...
- عملية حسابية بسيطة وليشربوا ماء المحيط إذا استطاعوا وثيقة قا ...
- مابعد الأباريق المهشمة
- الدستور المؤقت والعراق الديمقراطي التعددي الفدرالي
- بمناسبة الثامن من آذار عيد المرأة المرأة والدستور العراقي ون ...
- الدستور العراقي واهميته في الظروف الراهنة
- قصيدتان
- راية الفرسان..
- المجلس الرئاسي القادم ومشكلة الطائفية
- الانفلات الامني والتفجيرات في كربلاء والكاظمية في بغداد.. ان ...
- لماذا بعض الإسلاميين في مجلس الحكم ضد تمثيل أكبر للمرأة في ا ...
- ها أنتَ رضيت بقهر العالم حولي ..!
- ارهاصات متفرقة في زمن الارتعاش !..
- ما بعد أغاني المدينة الميتة
- تحفز
- الحالة المعاشية وردود فعل الجماهير الكادحة العراقية.. يجب ان ...
- القوات التركية مرة أخرة أخرى قوات دول الجوار لايمكن أن تساه ...
- التفنن في الزمن الرديء مافيا الثقافة ديناصورات لم ولن تنقرض ...
- قلق الخليقة في زمن التشرذم والخواء
- لا منتمي بعد الضرورة .....!!


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - العيد السبعون على ولادة القرنفلة الحمراء لتكن الحياة كالقرنفلة الحمراء مسالمة وجميلة تخلق السعادة والسلام في نفوس الملايين