أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - المساجد فى يوم النصرة والغضب














المزيد.....

المساجد فى يوم النصرة والغضب


طاهر مرزوق

الحوار المتمدن-العدد: 2522 - 2009 / 1 / 10 - 09:55
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أدرى مدى جدوى دعوة يوسف القرضاوى إلى إقامة يوم الجمعة يوماً عالمياً لنصرة القضية الفلسطينية والغضب من أجل غزة وتخصيص خطبة الجمعة فى المساجد لنصرة القضية الفلسطينية ، فى حين يعلم الجميع علم اليقين أن الله خالق السموات والأرض وما عليها موجود فى كل مكان ورأى ما حدث من حركة حماس من إطلاق الصواريخ ويرى رد الفعل وما تفعله إسرائيل .
فإذا كان الله لم يحرك جيوشه من الملائكة ولم يخسف بشعب إسرائيل والموالاين لها الأرض ولم ينزل عليهم الصواعق والنيازك لحرقهم ولإزالتهم من الوجود ، فمعنى ذلك أن الله يرضى بهذا الوضع والله عليم بصير !
ليس من حق بشر أن يرفع عقيرته بالدعوات ولعن أخوة القردة والخنازير إلى آخر مفردات ذلك القاموس البلاغى فى الأدعية النى منذ ألف وأربعمائة سنة يرددها المسلمون فى صلواتهم ويصبون فيها جام غضبهم على اليهود والنصارى الكفار الذين أعد لهم الله جهنم الحمراء ولك أن ترجع إلى مراجع الإسلام لتكتشف مدى بشاعة أوصاف نار جهنم "التى أعدها الله للكافرين المغضوب عليهم والضالين " .
ما الفائدة من خروج جماهير المصلين فى مسيرات لإعلان تضامنهم مع القضية الفلسطينية ، هل هذا سينصر شعب فلسطين وأهالى غزة ؟ ولمن سيسيرون هل للقادة السياسيين فى بلادهم أم لقادة إسرائيل وأمريكا الكافرة أم إلى الله الذى أستمع إلى دعواتهم ولاعناتهم منذ قليل ؟ ما هو النفع الذى سيعود عليهم ؟ النفع الوحيد هو ضياع الكثير من الساعات فى خطب عصماء وأموال تخرج من جيوب الغلابة لصنع لافتات تكتب عليها الشعارات الرنانة التى يرددها كل عربى فى المناسبات الحزينة !!
أن هذه المسيرات الشعبية ستخدم قادة حماس أكثر وتجعلهم يتمسكون بمواقفهم التى تؤدى إلى إراقة دماء أهل غزة من المدنيين ، أما أفراد حماس وقادتها فسيكونون فى آمان أمام أجهزة التلفزيون الفضائية وأجهزة الكمبيوتر لرؤية مدى تجاوب شعوب المسلمين مع صمودهم الألهى أمام آلة الحرب الأسرائيلية .
لقد تحولت أماكن العبادة أى مساجد المسلمين لأداة ووسيلة سياسية لنشر العنصرية والكراهية بين الشعوب عندما يرفعون أيديهم بالدعاء بالموت للقوم الكافرين أعداء الله وأعداء الدين اليهود الظالمين ، وذلك بدلاً من أن يكون المسجد وسيلة حقيقية للتعبد للإله ونشر ثقافة المحبة والسلام بين البشر.
هذه الدعوة لم تأتى من جانب بعض الجهلة أو عامة الشعب من العاطلين عن العمل أو الطلبة الذين ينفعلون ويتأثرون عاطفياً بسرعة نتيجة الشحن العقائدى الطائفى المتواصل يومياً ، بل جاءت من رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الذى دعى الأمة الإسلامية إلى القيام بما تقدم ذكره وكان ضمن وفداً من هؤلاء العلماء أو شيوخ المسلمين العلماء .
إذن القضية ليست حرباً بين إسرائيل وغزة بل هى حرباً دينية يشعلها قادة المسلمين من علمائها ، لأنهم لا يهتمون لوقف الحرب أو لوقف سفك دماء الأبرياء فى غزة ولا يهتمون للبحث عن حلول سلمية لوقف هذه الحرب المجنونة ، إنما يهتمون بتجييش مشاعر الشارع الإسلامى بالكلمات التى تلقى هوى فى نفوس المسلمين المتطرفين .
منذ اللحظات الأولى لهذه الحرب الجنونية وإعلام إمارة حماس الإسلامية والإعلام العربى الإسلامى يصور للجماهير إنتصاراً إلهياً ساحقاً للمقاومة الحماسية الإسلامية ، وهذا أكبر تضليل للحقائق وتعتيم على الضحايا الذين قتلوا فى حرب خاسرة أرادها الإسلاميون ، وهو أكبر تجاهل لحقوق الشعوب التى تريد العيش حياة مسالمة بدلاً من إهدار دمها لأن هناك جماعة من هذا الشعب وهم حماس الإسلامية تريد السلطة بشتى الطرق ولو على جثث شعب غزة .
وهاهو زعيم المتأسلمين زعيم الإرهاب العربى ينفى فى بيان لحزبه أى مسؤولية أو علاقة بحادث إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو إسرائيل . كان أشرف له بعد الخطابات الصاروخية التى أطلقها أن يطلق ولو على سبيل التجربة بضعة صواريخ لإعلان تضامنه الحقيقى وليس الخطابى والشعارات المستهلكة لمن يسميهم بالمقاومة فى غزة .
بعد كل هذا ألا تفهم الشعوب ما يجرى حولهم ؟ هل يبذلون وقتاً يستنبطون فيه الحقائق من الواقع بدلاً من اللجوء إلى أصحاب العقول الهمجية المتخلفة التى تدفع بالآخرين إلى الموت والخراب وهم فى عروشهم ينعمون بالحياة ؟
متى يفهم الإنسان أن هؤلاء القادة العميان يقودون المجتمعات نحو مستقبل مظلم يصنعونه بشعاراتهم وفتاويهم وتعاليمهم العنصرية المكرسة لضرب العقول العربية وإبقاءها فى جهلها وتخلفها فى الوقت الذى يتقدم العالم ويفكر بطرق إنسانية تمجد الإله الحقيقى ؟ !!



#طاهر_مرزوق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاجرة الإرهابيون بأطفال غزة
- هل يُحاكم الأسد بتهمة الإبادة الجماعية؟
- صكوك الغفران الإسلامية
- حزب الله عميل الشيطان
- الإسلام والعنصرية الإلهية
- الجهاد بالأحذية يا خلفاء صدام
- هل من يعتذر عن الأكاذيب ياعرب ؟
- الإعجاز القرآنى الوهم الزمانى
- متى يتصالح المسلمين مع خلق الله ؟
- حماس الوجه الحقيقى للإسلام
- رضاعة الكبير والعقل المستنير
- أسطورة آدم
- الحرية للفتاة القبطية


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طاهر مرزوق - المساجد فى يوم النصرة والغضب