أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - رسائل إلى أطفال غزة ..(..!!..)..















المزيد.....


رسائل إلى أطفال غزة ..(..!!..)..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


يصعب على الذاكرة أن تستعرض شريط الأحداث اليومي، الدامي لسيناريو الحرب الدائرة ظلماً على قطاع غزة، غزة الموجوعة، الباكية ظلماً والمأسورة بقيدٍ دامٍ، ما تزال نيران الحقد الصهيوني مستعرةً لليوم الثامن على التوالي، لم يتوقف القصف الجوي على منازل المدنين، ولم ينم السكان لحظة,,!! فكل ربع ساعةٍ غارة جوية، وبين الغارة والغارة غارة، وشهداء يرتقون إلى العلا، وجراح مفتوحة للألم الذي أوغل سكينه المسمومة في الخاصرة، كيف يهنأ المواطنون بلحظة أمان، فالنوم أصبح مفقوداً، والمضاجع مفتوحة للبرد القارص، مشهد صعب بكل تفاصيله، فعن أي شيء تتحدث ؟! عن الشهداء؟ أم النساء؟ أم المرضى والمسنين؟ أم عن الطفولة المبتورة ؟! مليون سؤال وسؤال يجول وفي المخيلة، أسئلة فتحت كل أبواب الاحتمالات على العبث، نعم وبكل أسف، الوضع من سيء إلى أسوأ .. ككرة الثلج كلما تقدمت متراً زاد حجمها، وأمام هذا وذاك لا يملكُ شعبنا إلا خياراً واحداً، لن ينكسرَ في وجه العاصفة، ويبقى نخلاً مرفوع الرأس أمام الريح، فالريح وان تسارعت قوتها، وعصفت بأزيزها المقيت، إلا أنها لا تلبثُ أن تنكسر، لأن هذا الجذع الكنعاني يأبي أن يطأطئ الرأس في وجه أي عاصفة مهما حملت معها من نذر الشؤم .
بكل أسف كانت صور الشهداء الواردة من قطاع غزة التي تناقلتها شاشات التلفزة مؤثرة أكثر من كل الأيام الماضية، فمعظمها صور أطفال لم يتجاوزوا العاشرة، رأيتهم يستشهدون، أمام عدسات الكاميرات، لله درهم، لم يكن ذنبهم إلا أنهم فلسطينيون، ربما كان قدري أن أشاهدَ تلك الصور لأن وقت التلفاز لم يعد مفتوحاً كما كان، فأطفالي وأطفال الضفة الغربية كأطفال غزة وإن فصلت بينهم أسلاك شائكة، وحقول ألغام، بدءوا يعانون مما يشاهدون ويصابون بحالات ذعر، وقلة نوم، مما يشاهدونه عبر الفضائيات، شاهدوا أيادي مقطعة وأطرفا مبتورة، وأشياء يصعب على الأقلام أن تكتبها، الآن أصبح من المحذور عليَّ أن أشاهد التلفاز والأطفال الصغار بالجوار، لذلك أحاول أن أختلس لحظة هنا، ولحظة هناك، دقيقة هنا، وبضعُ دقائق هناك، كي أكون متوصلاً مع ما يجري هناك في غزة حيث المحرقة تحرقُ نصفنا الآخر..!!
تجاوز العدوان على غزة اليوم الحادي عشر ، والكل ينتظر يوماً أخر لعل فيه الخير، لكن بشائر الخير أصبحت مفقودةً، فما يصلنا من أنباء مذهلٌ حد الإغماء، آخر الإحصاءات الواردة من قطاع غزة نفيد " بأن عدد الشهداء تجاوز والجرحى بالآلف ، 35 % منهم من الأطفال، والأرقام في تزايد كل دقيقة، مرعبة هذه الأرقام بكل تفاصيلها، وما هو مرعب أكثر هو ارتفاع عدد الأطفال الشهداء، إذا كانت هذه الأرقام تذكرُ الشهداء فما حال الأحياء، بالتأكيد هم ليسوا بأحسن حال، الأطباء العاملون في مستشفيات القطاع والطواقم الطبية منهكة وهي تعمل ليل نهار بالإمكانيات المتواضعة، والمنازل قسم كبير منها قد دمر، وباقي المنازل محطمة الزجاج مفتوحة للريح وللبرد القارص بفعل غارات الطيران الحربي الصهيوني، الكل في حيرة والجو الآمن الذي تتحدث عنها النظريات الاجتماعية والنفسية أصبح كسراب في صحراء قاحلة..!!
الأيام الماضية تسابقت الفعاليات الفصائلية ومؤسسات المجتمع المدني في مدينة قلقيلية بالضفة الغربية لعقد اجتماع لها في مبنى محافظة قلقيلية ترأسه العميد ربيح الخندقجي محافظ المحافظة، نخب من قيادات العمل الوطني تسارعت لتقدم المستحيل لغزة، جلسوا موحدين، تجمعهم وحدة الجرح، رفضوا حدود الفصائلية المقيتة، وأكدوا على عدم القبول بأية راية حزبية غير العلم الفلسطيني يرفع في الفعاليات التي سوف تجري في المحافظة، العلم الفلسطيني وحده بألوانه الأربعة المعروفة هو مرجعيتنا، تلك النخبة من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين وقادة الرأي، اقترحت برنامجاً يعج بالفعاليات القيمة، للدعم والمساندة، وللحق كل المقترحات أذهلتني لأنها تدل على عمق انتماء ورقي في التفكير، من بين الاقتراحات التي جعلتني اذهب بعيداً معها ما طرحه رائد عمر مراسل وكالة معاً في المحافظة، الذي اقترح بأن يقوم أطفال قلقيلية بتقديم العاب ودمى كهدايا لأطفال غزة ترسل عبر الصليب الأحمر الدولي، وللحق فإن كثيرا من الاقتراحات تناولت ما سيفعله أطفال قلقيلية من أجل أطفال غزة .
قد يتساءل البعض هل لدى أطفال غزة الوقت للعب بالدمى ؟! الاقتراح برمزيته يحمل معه آية من الجمال، يحمل ترانيم لفجر نقي، أطفالنا برغم الموت، وبرغم الدمار، من حقهم أن يعيشوا طفولتهم التي كفلتها لهم كل المواثيق والأعراف الإنسانية، ولأننا شعب اعتاد أن يروض المستحيل كي لا ننكسر أمام العاصفة الهوجاء فمن حقنا أن يعيش أطفالنا اللحظة بجماليتها حتى لو كانت وسط بحر من الموت، فعلى هذه الأرض ما يستحق الحياة..!! هذا جيل الطفولة هو من سيحمل الراية ليسير بها نحو القدس، ليرفع طفل أو شبل من أشبال فلسطين العلم الفلسطيني فوق أسوار القدس وكنائس القدس، ومساجد القدس..!! كلمات الشهيد الخالد ياسر عرفات قبل أعوام أثناء قيام قوات الاحتلال بهدم وتدمير مدن وقرى ومخيمات بالضفة الغربية.
منذ الأيام الأولى للعدوان الشيطاني على غزة جلت أماكن في قلقيلية، والتقيت عدداً من الأطفال، استمعت بإمعان لما قالوه عن العدوان ودونت بعضاً منه، إذ لا يمكن لك أن تهملَ حرفاً من حروفهم، للأمانة شعرت أنني احدثُ عظماء، رغم صغير سنهم، لقد أرسلوا حنينهم، وأشواقهم لأطفال غزة، قالوا لهم من خلف الجدار والأسوار التي تحيط بهم من كل الاتجاهات، قالوا ما تعجز الكلمات عن وصفه، وتجف المحابر من هوله، قالوا إنا معكم، كرروها مرات ومرات عبر الهواتف والنقالات، بكل براءة قالوها، ممزوجةً مع عطر الطفولة أرسلوها، لتصل هناك إلى مكان المحرقة، كي تداوي جرحاً مفتوحاً، فبالأمس كان أطفال غزة يرسلون أشواقهم ويعبرون عن تضامنهم مع أطفال قلقيلية أثناء الاجتياحات الصهيونية المتكررة للمدينة، هم الأطفال الرجال، يتضامنون بعضهم مع بعض برغم كل الحدود المصطنعة التي وضعها الاحتلال، فكل الاحتلالات زائلة لا محالة، ويبقى الوطن حضناً دافئاً لهم، فهذه هي رسائل أطفال قلقيلية لكم يا أطفال غزة، رسائل من تحت الحصار إلى المتواجدين تحت النار، فكونوا دائما في الانتظار دائما، صوتهم الطفولي الفلسطيني حتماً سيصلكم، وإن تجاوز الظالمون المدى ..!!



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من جيوس إلى غزة ..(..!!..)..
- كفاكم تباكياً على أوجاعنا ..(..!!..)..
- فإما نكون .. وإما نكون ..(..!!..)..
- مقابلة مع الدكتور زاهر الجوهر حنني ( أدب المعتقلات )
- صباح الخير جيوس ..(..!!..)..
- لِنُضِئْ شَمّعَةً خَيرٌ مِنْ أنّ نَلّعَنَ الظَلاَمْ ..(..!!. ...
- حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..
- حنين ..(..!!..)..
- لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..
- عندما كنتُ حماراً ..(..!!..)..
- نهركِ .. العذب ..(..!!..)..
- طفولة مُزّمِنةْ - قراءة في مجموعة ناصر الريماوي القصصية ..(. ...
- دلال المغربي أسطورة لن تنسى ..(..!!..)..
- الشهداء .. يرحلون إلى الجنة وتبقى ذكراهم خالدة فينا ...!!
- كامل نصيرات ( والمقال .. ) .. الصباحي الساخر..(..!!..)
- ستون عاماً نموت
- .. (..!!..)..شخابيط
- لا بد للقيد أن ينكسر .. (..!!..) ..
- قراءة في قصيدة -مروان- للشاعر د. متوكل طه..
- يزرعنهم أشجاراً .. ويودعنهم شهداء


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - رسائل إلى أطفال غزة ..(..!!..)..