أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمال علي - الثلاثاء الدامي، خدمةٌ لأية سياسة؟














المزيد.....

الثلاثاء الدامي، خدمةٌ لأية سياسة؟


شمال علي

الحوار المتمدن-العدد: 775 - 2004 / 3 / 16 - 09:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان يوم الثلاثاء الثاني من آذار يوماً دامياً، فكأن الدماء التي كانت تريقها القامات لم تكن كافية، ليأتي مؤمنون آخرون بعقيدة احتقار الإنسان والحياة ويكتبوا بدماء العشرات من الضحايا الأبرياء وبالاشلاء البشرية الممزقة فصلاً آخر من فصول السيناريو الأسود في عراق اليوم.
إنه حقاً فصل آخر من السيناريو الذي بدأته أمريكا وحلفائها بحربها المدمرة على العراق وما برحت تزيدها قتامة بسياساتها الرجعية في دعم القوى اليمينية القومية والدينية وتمزيق أوصال المجتمع بسكاكين الطائفية والمذهبية. فهذه المجزرة البشعة التي لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة في عراق ما بعد الحرب، جاءت وبعكس ادعاءات الإعلام الغربي الكاذب والمسؤولين الامريكيين والبريطانيين والاوساط السياسية الرجعية في العراق ليس لإيقاف العملية السياسية الجارية في العراق، بل لتدفع الأوضاع بأتجاه تلك السياسات اللاإنسانية والمغرقة في الرجعية.
إن خطورة هذا النوع من الإرهاب الإسلامي في الظروف الحالية في العراق لا تقاس بعدد ضحاياها وأبعادها الإنسانية، فالواقع الذي تكرسه مثل تلك الجرائم والابعاد السياسية لهذا الإرهاب الممذهب لهو اخطر بمئات المرات.
من المستبعد أن تثير مثل تلك الأحداث حرباً طائفية ومذهبية، فجماهير العراق وعلى الرغم من محاولات من نصبوا أنفسهم ممثلين للطوائف والمذاهب أكثر حنكة ودراية وأكثر وعيا من الانجرار وراء الدعوات المسمومة والانزلاق إلى مستنقع الحرب الأهلية. غير أن الجماهير وفي ظل الاجواء السياسية المتخمة بروح الطائفية والمذهبية وفي ظل تصنيف سكان العراق حسب الإنتماءات المذهبية والطائفية والقومية التي تحولت إلى صناعة تستثمر فيها المليارات من الدنانير والتومانات والريالات والدولارات، يدفعها الخوف والهلع، دون إرادتها إلى الانضواء تحت راية تلك الهويات المهترئة والمزيفة.
إن الذين اتخذوا من تلك الهويات مقياساً ومعياراً وراحوا رغماً عن رغبات الجماهير وإرادتها يصنعون ويفرضون مؤسساتهم ويقسمون الوزارات والمناصب ويأسسون الجيش وحتى الشرطة وفق مبدأ المحاصصات المذهبية والقومية، أصبحوا اليوم مدينين بشكر كبير لمرتكبي جريمتي بغداد وكربلاء، فها هي دماء العشرات من الابرياء تطبع الاختام على الهويات المذهبية المزيفة وتكلل جهودهم بالنجاح.
وهاهو الإسلام السياسي الذي يجد نفسه في حصار تجاربه الفاشلة في إيران وافغانستان والسودان وفي مواجهة الأحتجاج الجماهيري الواسع ضد ممارساته، وقد ولد اثر ذلك على الرغم من ضخامة جثته مشلولاً في الواقع السياسي الجديد في العراق، ها هو يتعكز على الطائفية ويمتطي حصان المذهبية ليخفي عيبه وليظهر كفارس للميدان السياسي في العراق. من حقهم والحال هذه أن يحتضنوا مهللين بركات هذا الإرهاب، بدل البكاء وذرف الدموع المزيفة.
الإرهابيون يغذون بعضهم بعضاً، ويتغذون على دماء ضحاياهم. من المستبعد أن يستطيع أبو مصعب الزرقاوي والإرهابيين الإسلاميين تنفيذ ما خططوا له في مخيلتهم المريضة، بيد أن الحرب الأمريكية والبريطانية على العراق وإغراقه في لجة الفوضى وأنعدام الأمن والأستقرار ومخططهم الرجعي لإعادة فرض دولة يمينية قومية و دينية عن طريق تقنين الطائفية والقومية وحتى العشائرية وتثبيتها في تركيبة السلطة السياسية، مهدوا أرضية ظهور وتقوية الإرهاب الإسلامي وأصبحوا يساعدون الإرهابيين سياسياً لتفتيت المجتمع في العراق. إن التهديد الحقيقي لمستقبل العراق يأتي من قبل الإرهاب الأمريكي ومخططه التدميري بمشاركة القوميين والإسلاميين الرجعيين، وليس من تلك العمليات الإرهابية مهما بلغت أبعاد أجرامها ووحشيتها.
إن التصدي المؤثر لهذا التهديد ليس في سد منافذ الحدود و تصعيد التدابير الأمنية وتعيين عدد أكبر من الشرطة، بل يتحقق بإفشال سياسة افغنة أو لبننة العراق وأنهاء أوضاعا يتكاثر فيها الإرهابيون الإسلاميون مثلما تتكاثر الجراثيم من القمامة، ويتحقق بتمحور جماهير العراق حول مطالباتهم وتطلعاتهم الإنسانية والتحررية لإفشال مخطط فرض دولة قومية ودينية والتشديد من نضالهم لأجل بناء دولة مدنية-علمانية وغير قومية. إن العلمانيين وسائر التحررين والجماهير المتعطشة للأمان والحرية مدعوون للإلتفاف حول البديل التحرري الذي يضمن تحقيق تلك التطلعات والحزب الشيوعي العمالي يحمل راية هذا البديل.



#شمال_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات الى جلال الطالباني حول ما يجري في سجون أمن (آسايش) الس ...


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - شمال علي - الثلاثاء الدامي، خدمةٌ لأية سياسة؟