العقوبات الجماعية الاسرائيلية ضد غزة

فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:06
المحور: حقوق الانسان
    

قتل اكثر من 650 فلسطيني منذ بدأت اسرائيل حربها على غزة ربعهم من المدنيين وجرح ما يقارب الفي شخص ضمنهم مئات من الاطفال .وقد شكلت عملية الرصاص المصبوب تصعيداً اسرائيلياً للحصار المفروض على غزة منذ عامين الذي حرم مليون ونصف فلسطيني من الغذاء والدواء والوقود والضروريات الأخرى.
استخدمت اسرائيل غاز الفوسفور المحرَم دولياً الذي يحرق الجسم ليصل العظام وأشار الدكتور Mads Gilbert عضو الفريق الطبي النرويجي العامل في غزة الى استخدام اسرائيل المتفجرات الفلزية الداخلية الكثيفة (DIME) التي تقطع الضحايا الى أشلاء وتسبب السرطان للناجين. عمل هذا الطبيب في عدة مناطق نزاع وقال ان ما راه في غزة هو الأسوأ.نالت الضربات الجوية من مدرستين تابعتين لوكالة الغوث (ثلاثة- المترجمة)قتل فيها 30 (42- المترجمة) من المدنيين.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز يوم الاثنين أن مستشفيات غزة مليئة بالمدنيين وليس بمقاتلي حماس.
يشكل استهداف المدنيين انتهاكاً للبند الرابع من ميثاق جنيف (والصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون لا تميز بين المدني والعسكري ولذلك فهي غير شرعية) لكن الهجوم الجوي والبري على غزة ينتهك ميثاق جنيف بأربع طرق: اولاً يشكل عقوبات جماعية ضد المواطنين في غزة نتيجة اعمال عدة مسلحين .ثانياً يستهدف المدنيين حيث ان عدداً كبيراً من الضحايا من المدنيين.ثالثاً استخدام القوة بشكل غير متكافئ.رابعاًالقوة المحتلة مجبرة على توفير الغذاء والدواء للمناطق المحتلة والحصار الاسرائيلي خلق كارثة انسانية في غزة.
لا يمكن للضربات الجوية والهجوم البري وقف اطلاق الصواريخ التي لم تقتل اسرائيلياً منذ عام قبل الهجوم الاسرائيلي لكنه يدعم موقف القادة الاسرائيليين في الانتخابات القادمة.
تحاول اسرائيل احداث اكبر دمار في غزة بينما ما يزال بوش في البيت الابيض فالخبراء السياسيين الذين قابلتهم نيويورك تايمز يعتقدون ان توقيت الهجوم على حماس قبل مغادرة بوش لاعتقاد اسرائيل انها ستتلقى دعماً كاملاً من الولايات المتحدة فرغم الدعم الذي قدمه اوباما لاسرائيل اثناء حملته الانتخابية لكن موقفه اثناء وجوده في البيت الابيض ما زال مجهولاً بالنسبة لها.
تقدم الولايات المتحدة لاسرائيل ثلاثة بلايين دولار سنويا من دافع الضرائب الامريكي فطائرات F16 والاباتشي التي تستخدم في الهجوم تم شراؤها بأموال أمريكية .وتشكل الحرب على غزة انتهاكاً للقانون الأمريكي فقد أوضحت منظمات حقوق الانسان في الولايات المتحدة ان الولايات المتحدة بتقديمها الدعم لاسرائيل تنتهك القانون الدولي تستخدم اسرائيل القنابل الأمريكية للدفاع عن النفس كما تقول ( لكن استهداف المدارس ومراكز الشرطة ومحطات التلفزيون لا يصنف كدفاع عن النفس).ورغم أن محكمة العدل العليا الإسرائيلية أمرت الحكومة بالسماح لوسائل الإعلام العالمية بالدخول إلى غزة لبث تقاريرها من هناك رفضت الحكومة ذلك. وقال Ethan Bronuer رئيس مكتب Times في القدس: لم تقيَد إسرائيل عمل الوسائل الإعلامية مثل هذه المرة. هذا عار عليهم إنه يدّمر المبادئ التي يدعون أنهم يعيشون عليها.
رغم التغطية الإعلامية الأمريكية المنحازة للجانب الإسرائيلي إلا أن Newsweek كتبت: هل من المعقول أن تدعم الولايات المتحدة سياسة معاقبة حماس التي تقوم بها إسرائيل بحرمان مليون ونصف فلسطيني في غزة من المساعدات والتطور الاقتصادي.
ودعت صحيفة L.A. Times إلى إنهاء الحصار الذي يرتقي إلى العقوبات الجماعية للفلسطينين تحت حكم حماس وكتبت نيويورك تايمز : أنه كلما استمرت إسرائيل في هجومها فإن شعبية حماس ستزداد بين مؤيديها.
مئات من الآلاف تتظاهر عبر العالم ضد العدوان على غزة في إسرائيل، وأوروبا والشرق الأوسط، والولايات المتحدة. وفي آخر استطلاعات الرأي فإن الرأي العام منقسم حول دعم إسرائيل (منتخبي الحزب الديمقراطي ضد الهجوم الإسرائيلي ومنتخبي الحزب الجمهوري مع الهجوم)(. غير أن قيادي الحزب الديمقراطي يتبعون إدارة بوش في دعمها لإسرائيل
عطّلت الولايات المتحدة قراراً لوقف إطلاق النار في مجلس الأمن وفي غياب فعل مجلس الأمن فإن الجمعية العامة مرشحة للقيام بدور . انتقد رئيس الجمعية العامة Miguel Descoto فعل إسرائيل في غزة وقال حان الوقت لعمل شيء في الأمم المتحدة إذا لم ترغب في توريطها في هذه المهمة, فيجب على منظمة حقوق الإنسان أن ترسل فريقاً للتحقيق في ما يجري في غزة إنه الوقت الملائم لوقف العنف وحمامات الدم.

#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات