أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - الدم يزعج السلام














المزيد.....

الدم يزعج السلام


نشأت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 08:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لقد اعتدت حضور عظة قداسة البابا على التلفزيون كل يوم عيد ولقد لفت نظري بل ألمني كثيراً ما قاله قداسة البابا عن سكان غزة الذين هم الآن تحت آلام القصف الإسرائيلي الداهم والذي لا يفرق بين رجل وامرأة أو كهل و طفل ,, ولكن ليس عجباً في ذلك فهذه هي الحروب وهذه هي السياسات الدولية.
وأنا هنا لست في صدد مناقشة حروب أو دول أو سياسات فهذه الأمور تم مناقشتها باستفاضة بواسطة المحللين السياسيين.
وأنا لا أخفي عنكم أنني لما قرأت بيان البابا ,, تعجبت كما غالبيتكم لما كتب, ولكنني حين سمعته تحرك قلبي فرجعت إلى قراءة ما جاء عن هذه الغزوة الإسرائيلية على غزة, أيقنت تماماً أن بشاعة الدم لا يمكن أن يتحملها أي إنسان عادي مهما كان نوع الإنسان الذي سفك دمه, فانحنيت خجلاً من نفسي وأيقنت أنني بعيداً جداً عن السلام لأن المحبة لا تفرح بالإثم بل تفرح بالحق, فأطلب من ملك السلام والذي هو المحبة أن يملأ قلبي الخاطئ بالسلام والمحبة التي في قلب قداسة البابا.
الفلسطينيين ليسوا ملائكة أو اليهود هم ملائكة الجميع زاغوا وفسدوا وأعوزهم مجد الرب,, كما أن مصرنا الحبيبة قد أهينت بكل أصناف المهانة , وكل هذا كان له بليغ الأثر على تعاطفنا كمجتمع مصري مع القضية الفلسطينية, حتى أن بيان المجلس الملي العام وبيان البابا اللذين يدينان هذا العدوان الإسرائيلي على غزة لم يلاقي طريقه في أوساط المثقفين.
ولأننا ببساطة شديدة كمسيحيين وفي وسط بلدنا مصر نلاقي كل صنوف العذاب بكافة ألوان الاضطهاد, ولم تسلم قياداتنا الدينية أو عقيدتنا المسيحية من الاعتداء بكل صنوف التجاهل والنقد والتجريح , في كل مجالات الإعلام وعلى شاشات الفضائيات , وكل هذا لم يحرك ساكن لقيادتنا الدينية في إظهار مصادر الاضطهاد أو العنف إلا في حدود قليلة .
ومع كل هذا تحرك قلب القيادة الدينية المسيحية في شخص قداسة البابا شنودة الثالث, لمعاناة الفلسطينيين في غزة , وهذا مرجعة لأن الدم يزعج السلام,,لقد أزعج منظر دماء الفلسطينيين,, قلب قداسة البابا الممتلئ سلام ومحبة بغض النظر عن شخص من سال دمه.
أما نحن ودمائنا التي سالت في بقاع كثيرة في أرض مصر فهذه هي الشهادة باسم الرب يسوع وهذه هي الضيقة والتي لا يمكن أن نهرب منها مهما بلغت شدتها ,, كما أنها وعود الإنجيل المقدس ( في العالم سيكون لكم ضيق ولكن ثقوا أنا قد غلبت العالم ) فإنها شيء طبيعي للسلام في قلب قداسة البابا ’ فلم ينزعج لها.
أما القتل الجماعي في الحروب والغارات على المدنيين وبدون رحمة أزعج السلام في قلب قداسة البابا, والله لا يقر أبداً الإبادة الجماعية لشعب مهما وصل شر هذا الشعب.
البابا قلب طيب ممتلئ بالنعمة والحق والسلام , مستمد سلامه ونعمته من رب السلام وملك السلام ربنا ومخلصنا يسوع المسيح, فليس معنى أنه تعاطف مع القضية الفلسطينية ومعاناة شعب غزة أنه حاد عن التعاطف مع شعبه ورعيته في محنتهم ولكنه هو جزء منها معاناتهم هي معاناته لهذا لو طلب نهاية لهذه المعاناة فهذا معناه هروب من الضيقات, والتي تواجهه هو وشعبه.
سفك الدماء لغة الأشرار كما أن القتل أيضاً فخرهم , والسلاح علامة لأعلام بلادهم لأنهم عطشى للدماء ولأنهم متكبرون لا يبغون السلام فكل طرف يريد نفسه دون الأخر لكل منهم حجته والتي يريد فرضها دون غيرها ,, لأن داء القيادات العظمة والتكبر ,, كما قال ابن سيراخ (مخاصمة المتكبرين سفك الدماء و مشاتمتهم سماع ثقيل (سيراخ 27 : 16)
وفي العهد القديم أيضاً لم يسر الله بسفك دماء الأبرياء فأرسل من يأسر بني يهوذا في أيام يهوياقيم من أجل خطايا منسي كما جاء في سفر ملوك ثان:
أن ذلك كان حسب كلام الرب على يهوذا لينزعهم من امامه لاجل خطايا منسى حسب كل ما عمل
4 و كذلك لاجل الدم البريء الذي سفكه لانه ملا اورشليم دما بريا و لم يشا الرب ان يغفر.
إذن الله لا يسر أبداً بسفك أي دماء وبالأخص دماء الأبرياء,, وهذا بالفعل ما أزعج السلام في قلب قداسة البابا, لأن سلامه في قلبه هو إشراقه سلام المسيح في قلوب أتقياه.
ومن خلال رسالة البابا إلى العالم أجمع بوقف سيل الدم الفلسطيني في غزة ننادي بنفس الرسالة لكل العالم, وحتى لا نزعج السلام لأبناء السلام:
• ننادي حماس كفاكم تعصب أعمى لا يجني غير مزيد من الأرواح البريئة, ولا تقحموا الأبرياء والأطفال من سكان غزة في حربكم وعنتريتكم المستفزة.
• ننادي جميع الفصائل الفلسطينية, وجب الآن العمل الجاد وليس الشماتة لما يحدث في غزة عليكم توحيد فلسطين تحت قيادة السلام, لأن المنافع من القضية الفلسطينية ثمنها دماء الفلسطينيين, كما أنكم أخطأتم كثيراً في انتخاب حكومة على مرجعية دينية لأنها فكرة فاشلة, وثبت فشلها على مر العصور والأزمنة.
• ننادي كل قيادات الدول العربية للعمل الجاد الداخلي بنزع سلاح أي مليشيات مسلحة بأي غرض مهما كان هذا الغرض لأن نهايتها حروب طائفية لا تجني غير دماء الأبرياء.
• وننادي مصر الحذر كل الحذر من فتح معبر رفح إلا إلى الحالات المرضية والإنسانية, ولا تأخذكم الشفقة فتأتون بفكر حماس إلى بلادنا والتي هي الآن تقترب من المواطنة, وأيضاً ننادي المصريين جميعاً لا يغركم أحد بتفاسير دينية تبغي سفك دماء الأبرياء, ويدعونكم من خلال دينكم بزعزعة الوحدة بين عنصري الأمة المسلمين والمسيحيين, لأنها لا تبغي غير مزيد من دماء الأبرياء والتي ينزعج منها السلام.
• وننادي إسرائيل كفاكم حروب ألم تشبع بطونكم من الدماء, ألم يرهق عواطفكم منظر الأطفال والنساء والشيوخ القتلى وفي كل بقاع حروبكم, الله رفضكم فأرسل ابنه لخلاص البشرية, وليس بسيف أو رمح ولكنه بمحبته أثر كل من يؤمن به, لينال السلام مع ملك السلام.
• نتضرع إلى الله هو وحده المعين لينظر إلى هذه المنطقة ليرفع عنها الموت, ويرد الضالين والمضلين لحياة التوبة عن الحروب وسفك الدماء.



#نشأت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين شمس الغربية.... أخرجوا القضية أنك مستوجب الموت
- المرأة وخطى واسعة للمشاركة
- الأقباط المسيحيين هم الأكثر ظلماً
- باراك أوباما أم باراك حسين أوباما!!
- سياسة العداء والعنصرية
- دولة علمانية وأفرادها متدينون
- قبول الأخر
- المسيحية والمشاركة المجتمعية
- أليس وَهٌوَ باق كان يبقى لك؟
- المواطنة نفخ في بالون مقطوع
- من وراء لصوص الحديد؟
- سمعة مصر
- الفتنة الطائفية أحداث فردية
- هذا فخ
- اضطهاد أم استضعاف
- حوار مع أبني
- استوعبوا الدرس يا مسلمي مصر
- عشمني بالحلق
- سرطان الهوس الديني
- الضمير الصالح


المزيد.....




- اللواء باقري: القوة البحرية هي المحرك الأساس للوحدة بين ايرا ...
- الإمارات تكشف هوية مرتكبي جريمة قتل الحاخام اليهودي
- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نشأت المصري - الدم يزعج السلام