أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - هايل نصر - مجلس الأمن أي امن !!!















المزيد.....

مجلس الأمن أي امن !!!


هايل نصر

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 09:52
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


انتفاضة عمر موسى, المواطن العربي, واستكانة عمر موسى, عضو النظام العربي ( انتفاضة لا يمكنها الوصول إلى الاستقالة ) في وجه تحيز مجلس الأمن, انتفاضة فيها شيء من روح الشارع العربي, واستكانة فيها كل خنوع النظام العربي. أما "انتفاضة" أعمدة هذا النظام ( نسميه نظاما تجاوزا ) "كطائر بلله القطر" فهي من طبيعة خاصة, وعلى طريقتهم المعهودة, تبرئة النفس وإلقاء المسؤولية إما على الاستعمار والصهيونية والاعتدال, وإما على الثورية والطيش والتطرف والإرهاب. وإما على المتغيرات الدولية, أو حتى على عمر موسى وجامعته. والأغرب من كل هذا أن الكثير الكثير من هذه الأعمدة ــ المتهاوية على الأقل بحكم الزمن ونوائبه ــ يكيل بعضها لبعضها الاتهامات ويُشتم النظام نفسه من كل الجهات , وكأنهم خارجه, وكأنه ليس من فعلهم, وكأن لسان حالهم يقول بأنه مفروض عليهم ولا حول لهم ولا طول, وان مهامهم التصدي للعدو الداخلي لاستتباب الأمن, وليس للعدوان الخارجي. انتفاضة هؤلاء تختلف عن انتفاضة عمر موسى المواطن العربي, في نقده مجلس الأمن, وتتفق مع عمر موسى عضو النظام العربي بعدم المساس بهذا النظام. ومثل عمر موسى لم تصل الانتفاضة بأحدهم حد التفكير بالاستقالة من المسؤولية, فالوطن بحاجتهم و يدخرهم للمستقبل المظلم وكروبه, وهم اقدر من يوصلنا إلى هذا المستقبل.
لم يستطع احد من هؤلاء اتخاذ قرار غير إطلاق العنان لمحطاته للإبداع في الضجيج والتهويش, و التضليل بحسن او سوء نية. ولم يستطع المجموع الاتفاق على عقد قمة من قممهم التاريخية. ولم يستطيعوا الاتفاق عما يجب قوله لمجلس الأمن بعد أن تعطلت مجالسهم. ونشط النافخون في النار منهم في محاولات إذكاء الحرائق ونشرها, وهم من يجيد هذا الفن منذ عقود, و إقحام الآخرين وجعلهم وقودا لها, ويجيدون في الوقت نفسه وببراعة الاحتماء من لهيبها, وحتى من سواد دخانها.
الطريق إلى مجلس الأمن معروف. وما يجب طرحه أمام مجلس الأمن معروف. ومجلس الأمن يرى ويسمع ما يحدث, أليس أعضاؤه من المخلوقات البشرية وقد يتأثرون بما يروع الإنسانية.؟ هذا ما هو مفترض بعد كل تحليل.
أم أن الذهاب إليه لاستصدار قرار يتطلب, أولا وقبل كل شيء, جهودا مضنية و تصريحات ومواقف وتنقلات؟ فبوش يعتبر أن وقف إطلاق النار مطلب نبيل, ولكن بعد توقف صواريخ القسام عن تهديد دولة وأمن إسرائيل. وهو يتفهم بعمق قلق إسرائيل ومشروعية مطالبها. كما تتفهمها معه الكثير من الأنظمة العربية, وان لم تعلنها صراحة, جبنا لا تأنيب ضمير. ومن المتفهمين أيضا أنظمة متواطئة في الاتحاد الأوروبي وعلى رأسها ساركوزي (الحالم بأمجاد الكبار من أسلافه رغم فشله في دولته نفسها), وإلا لما كلف نفسه عناء السفر والتنقلات. فلا بد أن يسبق أي اتفاق على مشروع قرار أن يحصل على الأرض فك الاشتباك, وتتوقف الغارات الجوية المتبادلة بين الطرفين المتحاربين, ويفصل بين دباباتهم المشتبكة. ويتوقف ولو مؤقتا القصف المدفعي والصاروخي المتبادل من البحر والبر.
وحينها, وعند التأكد من حسن النوايا, يمكن أن يتضمن القرار المتفق عليه لفت نظر إسرائيل ضبط النفس قدر الإمكان إلى معاناة المدنين. وهكذا يتوفر في القرار التوازن المطلوب.
مجلس الأمن ليس مجلسا لأمن إسرائيل, ولا للسكوت عن جرائمها, وتبرئتها في قرارات تتجنب إداناتها. وهي التي ومنذ قيامها تهدد السلم والأمن العالميين. مجلس الأمن هذا الذي حملته المادة 24 من ميثاق الأمم المتحدة " المسؤولية الأساسية للحفاظ على السلم والأمن الدوليين" , يستطيع التدخل لتسوية الخلافات والمنازعات الدولية التي تهدد السلم الدولي. وجعله هيئة دائمة حسب المادة 28 لتمكينه من ممارسة مهامه. ولكل عضو فيه ممثل دائم مقيم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك ليكون جاهزا في كل لحظة لتسهيل انعقاد المجلس فورا في كل مرة ينشب فيها نزاع تتعلق تسويته باختصاص هذا المجلس. ولتجنب تحكم قوة عظمى في إدارة أعماله جعلت الرئاسة فيه دورية يتناوب عليها الأعضاء الدائمون وغير الدائمين شهريا. هذا الإجراء ليس في الواقع إلا إجراءا شكليا إداريا لا يمكنه الحد من الهيمنة الفعلية للقوى العظمى على أعماله, وبشكل أساسي الولايات المتحدة الأمريكية.
لم يستطع, ولن يستطيع مجلس الأمن تمرير قرار واحد تعارضه دولة ذات عضوية دائمة تملك حق الفيتو, وهي الولايات المتحدة الأمريكية. وفرنسا. وبريطانيا. وروسيا. والصين. ولم يتم تعديل هذا الوضع الذي يتعارض الى حد كبير مع مبدأ المساواة في السيادة المعترف بها من قبل ميثاق الأمم المتحدة لكل أعضاء المنظمة الدولية . تتخذ القرارات الإجرائية في مجلس الأمن بالتصويت بأغلبية 9 أصوات من أصل 15. وفي المسائل الأخرى بأغلبية 9 أعضاء على أن يكون بينها أصوات الدول الخمسة دائمة العضوية.
خلال الحرب الباردة كان الخلاف الأمريكي السوفيتي يشل فعالية مجلس الأمن, ولكنه في الوقت نفسه يمنع استخدامه بغطرسة ولصالح إسرائيل بشكل خاص. فقد استعمل حق الفيتو 193 مرة بين الأعوام 1945 إلى 1990. بينما استعمل 12 مرة بين 1990 و2002. وقد بدأت بعد نهاية الحرب الباردة تتغير طبيعة العمل في المجلس بظهور نوع من التنسيق في الملفات الدولية العديدة بين الدول دائمة العضوية, وبينها وبين الأعضاء الآخرين, تعتمد على المساومات, والمراوغة, والتهديد المبطن, والصفقات, وتبادل المصالح, وكل الأساليب التي لا تمت إلى الحق أو العدالة و الأخلاق, والقيم والاعتبارات الإنسانية بصلة.. وأصبحت أمريكا هي التي تلجأ لحق الفيتو أو تهدد به لحماية اسرائيل من أية إدانة مهما كان نوعها.
مجلس الأمن هذا, وخاصة في الظروف الدولية الحالية وسيطرة القطب الواحد على السياسة الدولية, خرج وبشكل نهائي عن المهام التي حدده له ميثاق الأمم المتحدة, وأصبح أداة حقيقية للسياسة الخارجية الأمريكية تغطي قراراتها باسم المجتمع الدولي.
مجلس الأمن الذي توقف بشكل شبه دائم عن حماية السلم والأمن, أصبح بقراراته المنحازة و بالصيغ والتسويات التي يخرجها بها, يعمل على تثبيت الأوضاع الظالمة, ويرحل الأزمات, الحديث منها والمزمن, المهددة بشكل أساسي للسلم والأمن الدوليين بدلا من إيجاد الحلول العادلة لها, ليصبح هو نفسه عامل اضطراب وتهديد للسلم والأمن الدوليين الموكل إليه حمايتهما.
قصف عزة وقتل أطفالها ونسائها وشيوخها وتدمير بيوتها وأماكنها المقدسة بكل وحشية وخسة, أمام نظر وسمع مجلس الأمن الذي يماطل متعمدا لإعطاء الفرصة لإسرائيل لمزيد من القتل والتدمير, ويعجز, أو يتظاهر بالعجز, عن إصدار قرار ملزم, ويناور لإصدار بيان رئاسي, إدانة مخزية ووصمة عار في تاريخه. فأي امن يحميه هذا المجلس في ظل السيطرة والعنجهية الأمريكية؟ وفي ظل الغطرسة الصهيونية المنفلتة من كل رادع؟ وأي سلم وامن في عهدته يمكن أن يؤتمن عليهما؟.



#هايل_نصر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام جديد في عالم متحضر
- غزة تُقصف. وقصف عربي عربي مضاد.
- القضاء الجزائي الفرنسي في عيون رجاله
- لجنة عربية لمراقبة حقوق الإنسان في الوطن العربي. عهر سياسي
- إلى الحوار المتمدن
- في العداء للديمقراطية
- حق اللجوء, التفاف على المضمون وتعسف في التطبيق
- سلطات ثلاث والى جانبها رابعة
- في -السلطة- القضائية و فصل السلطات
- سنوات جزائرية
- قاضي التحقيق القاضي الأكثر إثارة للجدل
- نفاق -ديمقراطي-
- أسماء وصفات ومسيرة اندماج عرجاء
- فن المحاكمة (5/5) l’Art de juger
- فن المحاكمة 4 L’Art de juger
- صعق فتاة عربية بقرار
- ابتكار عمره 25 قرنا أسمه ديمقراطية
- فن المحاكمة 3 l’Art de juger
- اتحاد متوسطي أنّت لولادته شعوب الضفة الأخرى
- فن المحاكمة 2 l’Art de juger


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - هايل نصر - مجلس الأمن أي امن !!!