بمناسبة أقتراب مرور عام واحد على الهجوم الاميركي على العراق واحتلاله قسرا تحت ذرائع شتى : ابتدات من مسالة امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل التى انتهت بنفى الولايات المتحدة نفسها بالعثور على تلك الاسلحة وانتهت بذريعة التخلص من النظام المقيت الذى تولى فيه البعث وصدام حسين احتلالا داخليا طويل الاجل لم يقدم فيه الا الدمار للعراق والذى نجحت فيه نجاحا تاما جعل العراقيين في حالة من قبول الموازنة بين احتلال اميركي والسعي لتغيير مجمل مجرى حياتهم المستقبلية او بقبول البقاء في جحيم نظام صدام. ومهما كانت الاسباب والذرائع ، فالنظرة العقلانية المتانية والامانة التاريخية تدفع كل مثقف عراقي الى قول الحقيقة: فيما اذا كانت الولايات المتحدة دولة استعمارية او عدوانية دون تبني المواقف من منطلقات الكسب الذاتي او الولاء السياسى لهذه الجهة او تلك ، و بدون اي اندفاع عاطفي خاصة من المثقفين العراقيين الذين عاشوا في الغرب لمدة طويلة وبدون دوافع الحقد الايدلوجية على الولايات المتحدة من المثقفين العراقييين خاصة اليساريين منهم ممن عاشوا في دول المعسكر الاشتراكي السابق. ويجب ان يبقى ولاءنا الوحيد للوطن وليس لغيره مهما كانت وجهات النظر المختلفة ، اذ احيانا يمجد بعض المثقفين العراقيين الولايات المتحدة ويصدقون الكذبة التى لاتصدقها الولايات المتحدة نفسها : وهي انها دولة تريد نشر الحقوق والعدالة والمساواة والديمقراطية في حين تسعى هي للهيمنة على الدول وعلى خيراتها وللاسف فهم يعتبرونها المنقذ والمحرر للعراق من سلطة صدام العاتية ، في حين يغفل البعض الاخر حقيقة الدور الكبير الذى ساهمت فيه الولايات المتحدة في التطور التقني والعلمي والطبي الذى يستفيد منه عدد كبير من سكان هذا الكوكب .
الكل يعلم ان الولايات المتحدة دولة لا تنهج اسلوب الاستعمار التقليدي الذى نشا قبل الحرب العالمية الاولى وبعدها وانها بسبب دعوتها حمل راية الديمقراطية والحرية فانها لايمكن ان تنهج ذلك النهج المناقض لمبادئها.
وهي ليست كسواها من المستعمرين السابقين، لأنها، بعد نيل استقلالها وتوطيد أركانها، باشرت سلسلة من التدخلات العسكرية، بشكل تضاعف إلى حد كبير في القرن العشرين. رغم ذلك، لم تبن الولايات المتحدة إمبراطورية استعمارية على غرار سالفاتها الفرنسية والبريطانية وإنما اعتمدت على جولات التدخل في هذا البلد أو ذلك، لإسقاط حكومة هنا، وحماية "مصلحة قومية حيوية" هناك. وعلى الرغم من أن هذا التدخل التزم في البداية دائرة إقليمية، فحصر مجاله في الأميركيتين وفقا لمبدأ مونرو، ألا أنه سرعان ما امتد التدخل في غضون الحرب الباردة وما تلاها ليشمل مختلف القارات.
دخلت أميركا الحرب العالمية الأولى إلى جانب دول الحلفاء ضد الألمان والنمساويين والأتراك تحت شعار منح حق تقرير المصير للشعوب والقوميات التي كانت تحت سيطرة هذه الإمبراطوريات القديمةبعد حرب الغواصات التى جرت بين الألمان والإنجليز عرفت باسم "جاتلاند"، خرج خلالها الأسطول الألماني من موانيه لمقاتلة الأسطول الإنجليزي على أمل رفع الحصار البحري المفروض على ألمانيا، وانتصر الألمان على الإنجليز وألحقوا بالأسطول الإنجليزي خسائر فادحة، ولجأ الألمان في تلك الفترة إلى "حرب الغواصات" بهدف إغراق أية سفينة تجارية دون سابق إنذار، لتجويع بريطانيا وإجبارها على الاستسلام، غير أن هذه الحرب استفزت الولايات المتحدة، ودفعتها لدخول الحرب في (رجب 1335هـ= إبريل 1917م)، خصوصًا بعد أن علمت أن الألمان قاموا بمحاولة لإغراء المكسيك لكي تهاجم الولايات المتحدة في مقابل ضم ثلاث ولايات أمريكية إليها. وكانت الولايات المتحدة قبل دخولها الحرب تعتنق مذهب مونرو الذي يقوم على عزلة أمريكا في سياستها الخارجية عن أوروبا، وعدم السماح لأية دولة أوروبية بالتدخل في الشؤون الأمريكية، غير أن القادة الأمريكيين رأوا أن من مصلحة بلادهم الاستفادة من الحرب عن طريق دخولها.
وقد استفاد الحلفاء من الإمكانات والإمدادات الأمريكية الهائلة في تقوية مجهودهم الحربي، واستطاعوا تضييق الحصار على ألمانيا على نحو أدى إلى إضعافها.
ومنذ ذلك التاريخ، تكرس التدخل الأميركي في دول العالم كله تحت شعارات مختلفة. فتارة ترفع أميركا شعار "الدفاع عن الديمقراطية"، وأحيانا شعار "صد الخطر الشيوعي"، وترفع مرة شعار "نظرية الدومينو" (أعلنها الرئيس أيزنهاور عام 1954، وتعني أنه إذا ما سقطت أي دولة في المحيط الهادي في أيدي الشيوعيين فستسقط الدول الأخرى بالتتابع كتساقط الدومينو). كما رفعت أميركا شعار "إمبراطورية الشر" في بداية الثمانينيات ضد ثوار الساندنيستا في نيكاراغوا، وأخيرا "الاحتواء المزدوج" الخاص بإيران والعراق، و"الحرب على الإرهاب" بعد هجمات سبتمبر/ أيلول 2001، ثم شعار مواجهة "محور الشر" ويعني العراق وإيران وكوريا الشمالية، ثم اخيرا وليس اخر شعار نشر وتوطين الديمقراطية بما يسمى بمشروع الشرق الاوسط الكبير .
مبادىء سياسة الولايات المتحدة
قامت سياسة الولايات المتحدة منذ بداية عشرينيات القرن التاسع عشر على ما عرف حينها بمبدأ مونرو أو مبدأ الحياد، وهو إعلان أطلقه الرئيس الأميركي جيمس مونرو سنة 1823 وقد نص مبدأ مونرو الذي تم طرحه في خطاب أمام الكونغرس الأمريكي على: ضرورة عدم مد الدول الأوروبية نفوذها الإستعماري نحو أميركا. وعلى التزام الولايات المتحدة من جانبها بعدم التدخل في المشكلات أو العلاقات الأوروبية.
إلا أن هذا المبدأ ما لبث أن تم التخلي عنه بعد قرن من إقراره حيث تبنى الرئيس وودرو ويلسون (1913-1921) الدعوة الى الحرب واستخدام القوة العسكرية، ومع أن أهمية التمسك بمدأ مونرو ظلت تتردد في الأوساط السياسية الاميركية، إلا أن مجيء فرانكلين روزفلت الى الرئاسة (19331845 – ) قضى على هذا المبدأن ومنذ ذلك التاريخ أصبحت أميركا تنتهج خطأ عسكرياً مؤثراً في الاحداث الدولية وتهدد أمن كل من يقف أمام المصالح الاميركية اعتماداً على الإمكانات الهائلة التي تمتلكها الولايات المتحدة.
لقد شهدت الولايات المتحدة آخر تدخل أجنبي في أراضيها في العقد الثاني من القرن التاسع عشر مع الحرب الأمريكية البريطانية، ومنذ ذلك التاريخ لم يحدث - حتى الحادي عشر من سبتمبر 2001 - أن حدث هجوم على أراض أمريكية. وكان المبدأ الحاكم للسياسية الخارجية الأمريكية هو ما يعرف باسم "مبدأ مونرو" نسبة للرئيس الأمريكي جيمي مونرو؛ وفحواه أن الولايات المتحدة لن تتدخل في شئون العالم القديم، ولن تسمح بتدخل العالم القديم في الأمريكتين. بمعنى آخر أن مونرو والنخبة الحاكمة في القرن التاسع عشر رأوا أن العالم الجديد إنما هو مجال نفوذ للولايات المتحدة، وهو الأمر الذي تجلى في عملية الزحف نحو الغرب، والسيطرة على شاطئ الهادي، وطرد الأسبان من الولايات الجنوبية الغربية الغنية، وإبادة السكان الأصليين.
استمر هذا المبدأ ساريًا حتى نهايات القرن التاسع عشر، حيث حدث تغير كبير مع وصول ماكنلي للحكم، وحدوث خلافات بين أمريكا وأسبانيا بخصوص كوبا وغيرها من جزر البحر الكاريبي ودول أمريكا الوسطي التي كانت تحت سيطرة أسبانيا في ذلك الوقت. ومع تصاعد صوت دعاة الحرب في أمريكا، اندلعت الحرب الأمريكية الأسبانية؛ وشهد عام 1899 التدخل الأمريكي في الفليبين والاستيلاء عليها، وكان هذا أول تدخل أمريكي في العالم القديم. فراح ضحيته مئات الألوف من الفليبينيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا "لنداء الحرية والعدالة" على حد تعبير الصحافة الأمريكية في هذا الوقت.
إلا أن نقطة التحول الحاسمة واتجاه الولايات المتحدة للتدخل في العالم كله حدثت مع الحرب العالمية الأولى في عهد الرئيس وودرو ويلسون. ففي 1917 دخلت الولايات المتحدة الحرب إلى جانب دول الحلفاء ضد الألمان والنمساويين والأتراك تحت شعار نقاط ويلسون الرامية إلى منح حق تقرير المصير للشعوب والقوميات التي كانت تحت سيطرة هذه الإمبراطوريات القديمة.
مع الحقيقةان الحرب العالمية الأولى اخفقت في حل الصراعات والعداءات الدولية؛ مما خلف موروثا قاسيًّا من قومية محبطة، ونعرات عصبية، ورغبة عارمة في الانتقام من القوميات الأخرى. واشتد توتر القوميين في الأمم المعدَمة التي هزمت في الحرب مثل ألمانيا التي أصيبت بخيبة أمل بسبب شروط تسوية فرساي السلمية المجحفة.
ومنذ ذلك التاريخ، يتوالى التدخل الأمريكي في دول العالم كله تحت شعار "الدفاع عن الديمقراطية". وقد ازداد هذا التدخل بشكل واضح بعد الحرب العالمية الثانية؛ ومع انقسام العالم "لدول الستار الحديدي" أو الكتلة الشيوعية "ودول العالم الحر" أو الكتلة الرأسمالية؛ وتحت شعار "درء الخطر الشيوعي" أو "نظرية الدومينو" التي تهدف إلى منع تساقط الدول المختلفة في براثن الشيوعية.. تزايد التدخل الأمريكي في كل أنحاء العالم؛ بدءًا من كوريا عام 1951 ثم إيران 1954 ثم فيتنام 1964 وكل الهند الصينية 1970.
المسلسل الاميركي في التدخل ضد الدول والشعوب الاخرى
ولعل في الوقوف على بعض محطات التدخل الأميركي في العالم والطابع العسكري لهذا التدخل إسهاما في جلاء بعض معالم السياسة الأميركية المعاصرة.
ففي اللائحة التى صاغها زولتان غروسمان عن التدخلات العسكرية الأميركية على امتداد قرن. ونشر في كتاب "لماذا يكره العالم أميركا" ؟ لضياء الدين سرادار وميريل واين ديفيز (دار فايار):
داكوتا الجنوبية-1890-قوات أرضية قتل 300 هندي الأكوتاس في واندو ودكني.
الأرجنتين - 1890 -قوات أرضية. حماية المصالح في بوانيس أيرس.
تشيلي –1891- قوات أرضية. مواجهة بين البحرية والمتمردين المحليين.
هايتي-1891- قوات أرضية، قمع ثورة العمال السود في جزيرة ناقاسا من قبل الولايات المتحدة.
أيدهو-1892- قوات أرضية، الجيش يقمع المضربين في مناجم الفضة.
هاواي-1893- قوات بحرية، قوات أرضية. ضم المملكة المستقلة.
شيكاغو-1894- قوات على الأرض. قمع المضربين في سكك الحديد – 340 قتيلا
نيكارغوا-1894-1895- قوات أرضية. احتلال "بلوفيلد" لمدة شهر.
الصين- 1894-1895- القوات البحرية، قوات أرضية، دخول قوات المارينز.
كوريا-1894-1896- قوات أرضية، توقيف لقوات مارينز في سيول أثناء النزاع.
باناما-1895-قوات أرضية، قوات بحرية. دخول المارينز إلى الريف الكولومبي.
نيكارغوا-1896- قوات أرضية، دخول قوات المارينز إلى مرفأ كورينتو؟.
الصين-1898-1900- قوات أرضية. القوات الأجنبية تحارب الـ"بوكسيرز".
الفلبين-1898-1900- قوات بحرية، قوات أرضية. الاستيلاء على الفيلبين، الممتلكات الأسبانية 600 ألف قتيل فيلبيني.
كوبا-1898-1902- قوات بحرية، قوات أرضية. الاستيلاء على كوبا، ممتلكات إسبانية. صمود قاعدة بحرية.
بورتوريكو-1898- قوات بحرية، قوات أرضية. الاستيلاء على بورتوركيو، ممتلكات إسبانية، استمرار الاحتلال.
غوام-1898- قوات بحرية، قوات أرضية. الاستيلاء على غوام.ممتلكات إسبانية. لا تزال مستعملة كقاعدة.
مينيزوتا-1898- قوات أرضية، الجيش يواجه هنود الـ"شيبيواس" في لييش لايك.
نياكاراغو- 1898-قوات أرضية، دخول المارينز إلى مرفأ "سان خوان ديل سور".
أيداهو،1899-1901-قوات أرضية. الجيش يحتل منجم"كوردالين"coeur dAlene
أوكلاهوما- 1901- قوات أرضية. الجيش يقمع ثورة هنود "الكربكس".
باناما-1901-1904- قوات بحرية، قوات أرضية. فصل باناما عن كولومبيا في عام 1903، وضم منطقة القناة عام 1914 وضم منطقة القناة عام 1914، ولغلية عام1991.
هندوراس-1903- قوات أرضية. تدخل المارينز في الثورة
جمهورية الدومينيك، 1903-1904- قوات أرضية، حماية المصالح الأميركية المهددة من الثورة.
كوريا 1904-1905- قوات أرضية. دخول قوات المارينز أثناء الحرب بين اليابان وروسيا.
كوبا، 1906-1909- قوات أرضية. إنزال قوات المارينز في الوقت الذي كانت البلاد تجري فيه انتخاباتها الديموقراطية.
نيكاراغوا، 1907- قوات أرضية. نشوء بروتوكول "دبلوماسية الولار".
هوندوراس، 1907- قوات أرضية. إنزال قوات المارينز اثناء الحرب مع نيكاراغوا.
باناما، 1908- قوات أرضية. تدخل قوات المارينز أثناء مواجهات انتخابية.
نيكاراغوا، 1910- قوات أرضية. إنزال قوات المارينز في بلوفيلدز وكورينتو.
هوندوراس، -1911- قوات أرضية. حماية المصالح الأميركية المهددة من قبل الحرب الأهلية.
الصين 1911-1941- قوات بحرية، قوات أرضية. احتلال دائم مع وقوع انفجارات قوية.
كوبا، 1912- قوات أرضية. حماية المصالح الأميركية في هافانا.
باناما، 1912- قوات أرضية. إنزال قوات المارينز اثناء الإنتخابات.
هوندوارس، 1912- قوات أرضية، قوات المارينز تحمي المصالح الاقتصادية الأميركية .
نيكاراغوا، 1912،1933- قوات أرضية، قصف دائم. عشرون سنة من الاحتلال.
مكسيك، 1913-قوات بحرية. إخلاء القوات الأميركية أثناء الثورة.
جمهورية الدمينيك، 1914- قوات بحرية. معارك إلى جانب الثوار للاستيلاء على السان دومينيك.
كولورادو، 1914- قوات أرضية، الجيش أوقف إضراب عمال المناجم.
المكسيك، 1914-1918- قوات بحرية، قوات أرضية. سلسلة تدخلات ضد الوطنيين
هايتيي 1914-1934-قوات أرضية، قصف متواصل. تسعة عشر عاما من الاحتلال تلت محاولات التمرد.
جمهورية الدمينيك، 1916-1624-قوات أرضية. 8 سنوات من الاحتلال من قبل المارينز.
كوبا، 1917-1933-قوات أرضية. احتلال عسكري، خضوع لنظام الحماية الاقتصادية.
الحرب العالمية الأولى: 1917-1918-قوات بحرية، قوات أرضية. معارك ضد ألمانيا.
روسيا، 1918-1922- قوات بحرية، قوات أرضية. خمس إنزالات بحرية لمحاربة "البولوشفيين".
باناما، 1918-1920- قوات. أرضية. "عمليات بوليسية" تلي المشاكل التي أعقبت الانتخابات.
يوغوسلافيا، 1919- قوات أرضية، إنزال المارينز في "رالماسي" لمساعدة إيطاليا في مواجهتها مع صربيا.
هوندوراس، -1919- قوات أرضية. إنزال قوات المارينز أثناء الحملةالانتخابية.
غواتيمالا، 1920-قوات أرضية. 15 يوم من التدخلات ضد الاتحاديين.
فيرجينيا الغربية، 1920-1921- قوات أرضية، قصف متواصل. الجيش يتدخل ضد عمال المناجم.
تركيا، -1922- قوات أرضية. معارك ضد الوطنيين في "سميرن" (إيزمير)
الصين، -1922-1927-قوات بحرية، قوات أرضية. نشر القوات أثناء الثورة الوطنية.
هوندوراس، 1924-1925- قوات أرضية. إنزال المارينز مرتين أثناء المعركة الانتخابية.
باناما، 1925- قوات قمع الإضراب العام من قبل المارينز.
الصين، 1927-1934- قوات أرضية. انتشار المارينز في جميع أنحاء البلاد.
سلفادور،1932- قوات بحرية. بعث معدات حربية أثناء ثورة فابريانو مارتي.
واشنطن، -1932- قوات أرضية. الجيش يضع حد لمظاهرة قدامى المحاربين في الحرب العالمية الأولى المطالبين بتعويضات مالية.
الحرب العالمية الثانية واستخدام الولايات المتحدة السلاح النووي
الحرب العالمية الثانية-1941-1945- قوات بحرية، قوات أرضية، قصف دائم، قنبلة نووية.
أخذت الحروب الأميركية منعطفا هاما في بداية القرن الماضي، مع دخول أميركا في الحرب العالمية الثانية. وظل التدخل الأميركي العسكري في الشؤون العالمية يتوالى تارة تحت شعار "الدفاع عن الديمقراطية"، وأخرى تحت شعار "رد الخطر الشيوعي".
فدخلت أميركا الحرب العالمية الثانية بقيادة فرانكلين روزفلت الذي تخلى عن الحياد وقرر منع تصدير النفط والحديد إلى اليابان، مما دفع القوات اليابانية لضرب الأسطول الأميركي في بيرل هاربر. واعتبرت واشنطن قصف أسطولها إعلان حرب فوقفت إلى جانب قوات الحلفاء، ولم تنس ضرب الأسطول حتى بعد سنوات من المعارك فقصفت قبل أن تضع الحرب أوزارها اليابان بقنبلتين نوويتين.
اولا – قصف مدينة هيروشيما في اليابان لاجبارها على الاستسلام.
وكما يعلم معظم الناس، فإن القنبلة الذرية قد استعملت مرتين. التفجير الأول والأكثر شهرة كان في مدينة هيروشيما. فقد أسقطت قنبلة يورانيوم تزن أكثر من 4.5 طن وأخذت اسما هو "ليتيل بوي" على هيروشيما في السادس من أغسطس سنة 1945. وقد أختير جسر أيووي وهو واحد من 81 جسرا تربط السبعة أفرع في دلتا نهر أوتا ليكون نقطة الهدف. وحدد مكان الصفر لأن يكون على ارتفاع 1980 قدما. وفي الساعة الثامنة وخمس عشر دقيقة تم إسقاط القنبلة من إينولا جيي. وقد أخطأت الهدف قليلا وسقطت على بعد 800 قدم منه. في الساعة الثامنة وست عشر دقيقة وفي مجرد ومضة سريعة كان 66000 قد قتلوا و69000 قد جرحوا بواسطة التفجير المتكون من 10 كيلو طن.
كانت الأبخرة الناجمة عن التفجير ذات قطر يقدر بميل ونصف. وسبب التفجير تدميرا بالكامل لمساحة قطرها ميل. كما سبب تدميرا شديدا لمساحة قطرها ميلين. وفي مساحة قطرها ميلين ونصف احترق تماما كل شيء قابل لأن يحترق. ما تبقي من منطقة التفجير كان متوهجا أو محمرا من الحرارة الشديدة. اللهب كان ممتدا لأكثر من ثلاثة أميال قطرا.
ثانيا-قصف المدينة الثانية ناجازاكي في اليابان:
في التاسع من اغسطس سنة 1945، تمت معاملة مدينة ناجازاكي مثل مدينة هيروشيما، مع الفرق هذه المرة بأن قنبلة بلوتونيوم هي التي أسقطت عليها. أطلق على القنبلة إسم "فات مان". وحتى هذه المرة فقد أخطأت هدفها بمقدار ميل ونصف. ومع ذلك فقد كان في وسط المدينة تقريبا. وفي جزء من الثانية فقد انخفض عدد سكانها من 422 ألفا إلى 383 ألفا. إن 39 ألفا قتلوا، و 25ألفا جرحوا. كان هذا التفجير اقل قليلا من 10 كيلو طن. التقديرات من الفيزيائيين الذين درسوا كل من التفجيرين قدروا بأن القنابل التي سقطت قد استخدمت فقط 1من عشرة من واحد في المائة من قدرتها التفجيرية.
ثالثا- المنتجات الثانوية للتفجيرات الذرية: وبينما مجرد التفجير الذري هو قاتل بما فيه الكفاية، إلا أن قدرته التدميرية لا تتوقف عند ذلك. فالغبار الذري المتساقط يخلق مخاطر أخرى أيضا. إن المطر الذي يعقب أي تفجير ذري يكون محملا بجزيئات ذات نشاط إشعاعي. إن كثير ممن بقوا على قيد الحياة من انفجار هيروشيما وناجازاكي استسلموا للتسمم بالإشعاع الناجم عنه.
الإنفجار الذري أيضا له مفاجئات خفية قاتلة وذلك بتأثيره على الأجيال المستقبلية التابعة للذين عايشوه. سرطان الدم أو اللوكيميا يعتبر ضمن أعظم بلاء ينتقل لأبناء هؤلاء الذين بقوا على قيد الحياة بعد الإنفجار. وبينما السبب الرئيسي خلف القنبلة الذرية واضح، فإن هناك مخلفات جانبية اصبح لها إعتبارها عند استعمال الأسلحة الذرية. فبمجرد قنبلة ذرية صغيرة فإن منطقة ضخمة بما فيها من مواصلات واتصالات ومعدات وغيرها قد أصبحت فجأة ميتة تماما، وهذا راجع بسبب إحداث نبضات كهروماغناطيسية تم إشعاعها من التفجير الذري من إرتفاع عال. وهذا النوع
من التفجيرات من مستوى عال تقوم بإحداث نبضات كهروماغناطيسية بما يكفي لإتلاف أي شيء إلكتروني إبتداء من أسلاك الكهرباء أو أي جهاز الكتروني وأي نوع من معالجات.
أما اليابان فقد وقّعت وثيقة الاستسلام بدون قيد أو شرط في (4 شوال 1365هـ=2 سبتمبر 1945م) بعد إلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما ونجازاكي، وبعدها بثلاثة أيام رُفع العلم الأمريكي فوق طوكيو، وانتهت بذلك رسميًا الحرب العالمية الثانية بعد ست سنوات من القتال الشرس، خسرت فيه البشرية حوالي (17) مليونا من العسكريين وأضعاف هذا العدد من المدنيين. وإثر ذلك وقعت اليابان وثيقة الاستسلام بدون قيد أو شرط يوم 2 سبتمبر/ أيلول 1945، وبعدها بثلاثة أيام ارتفع العلم الأميركي فوق طوكيو. انتهت الحرب العالمية الثانية بعد ست سنوات من القتال الشرس، خسرت فيها البشرية حوالي 17 مليونا من العسكريين وأضعاف هذا العدد من المدنيين.
كانت الولايات المتحدة وراء تشكيل كل من عصبة الأمم، ومن بعدها الأمم المتحدة. فالعصبة أنشئت برأي من الرئيس الأميركي الثاني والعشرين توماس ويلسون، بينما كانت الثانية بمبادرة من الرئيس الثالث والثلاثين للولايات المتحدة هاري ترومان،
وقد حاولت الولايات المتحدة، من خلال الأمم المتحدة، مواجهة القوى الأوروبية الصاعدة التي يمتد نفوذها وراء البحار (بريطانيا وفرنسا تحديداً) والاتحاد السوفيتي الذي أخذ نفوذه يتسع. ومن خلال المنظمة الدولية ستملك أميركا -وفق هذا المنظور- آلية للمنافسة مع هذين العملاقين اللذين يجب احتواءهما داخل إطار المجتمع الدولي. ولتقليص نفوذ الدور الأوروبي، شجعت الولايات المتحدة تنفيذ حق تقرير المصير.
ومن نتائج الحرب العالمية الثانية إسقاط أميركا قنبلتين ذريتين على اليابان غيرتا مجرى الحرب وكرستا انتصار دول الحلفاء على دول المحور، ففتحت أميركا بذلك الباب واسعا أمام التسابق المحموم نحو امتلاك أسلحة الدمار الشامل.
لكن شهية شهية الولايات المتحدة للتدخل في شؤون العالم بعد انتصارها في الحرب العالمية الثانية، فدخلت الحرب الكورية في عهد هاري ترومان خوفا من المد الشيوعي نحو اليابان، ثم تدخلت في فيتنام ووسعت من دائرة الحرب لتشمل منطقة الهند الصينية كلها.
ومن أهم حلقات التدخل الأميركي المباشر في العالم الحرب الفيتنامية التي تطورت لتشمل منطقة الهند الصينية كلها. ولم تنجح المعونات المالية السخية لفيتنام الجنوبية ولا الهجوم العسكري الكاسح ضد الفيتناميين في عهد كل من دوايت أيزنهاور وجون كنيدي في كسر شوكة شمال فيتنام الشيوعي، وما كان القصف بقنابل النابالم للأهداف الفيتنامية في عهد ليندون جونسون بالذي أثنى من عزيمة الفيتناميين، مما اضطر الولايات المتحدة إلى سحب قواتها بعد تنامي المعارضة الدولية والداخلية للحرب وتورط ريتشارد نيكسون في فضيحة ووتر غيت التي أطاحت به. بدت فيتنام لسنوات طويلة درسا قاسيا أقنع الأميركيين بالبحث عن سبل لا تحملهم على التورط العسكري المباشر في النزاعات الدولية، حتى كان اجتياح القوات العراقية لأراضي دولة الكويت عام 1990 والذي تم بضوء أخضر من الولايات المتحدة الحليف السابق للرئيس العراقي صدام حسين. وشكل الاجتياح مبررا لأن ترسل أميركا قواتها العسكرية من جديد في عهد جورج بوش الأب إلى خارج حدودها لخوض حرب الخليج الثانية التي تصفها بعض الوثائق بالحرب القذرة ضد العراق. ورغم خروج القوات العراقية من الكويت فإن واشنطن واصلت فرض حصار عسكري واقتصادي على بغداد، مما عاد بالتشكيك في الأسباب المعلنة للحرب.
وقد تعرض العراق على يد إدارة الرئيس الأميركي بيل كلينتون لثلاث حملات عسكرية في أعوام 1993 و1996 و1998.
بقية مسلسل التدخلات الاميركية في شؤون الدول الاخرى
ديترويت 1943- قوات. الجيش يقمع" ثورة السود"
في 6 يونيو /حزيران 1944 قامت قوات الحلفاء بقيادة الجنرال الأميركي دوايت أزنهاور الذي سيصبح فيما بعد رئيس الولايات المتحدة بإنزال عسكري في شمال فرنسا على شاطئ النورماندي. ود تم إنزال أكثر من 200 ألف جندي أغلبهم أميركيين والبقية بريطانيون وكنديون وفرنسيون.
وقد تم التخطيط للعملية التي تعد أكبر إنزال عسكري في القرن العشرين في بريطانيا وقد تم تحرير المنطقة من الجيش الألماني بعد أن كانت الخاسرئر في الطرفين تقدر بـ 3 آلاف قتيل و6 آلاف ما بين جريح وأسير ومفقود. معركة بيرل هاربور
قامت أميركا في عهد فرانكلين روزفلت بفرض حظر بترولي على اليابان ومنع تصدير الحديد إليها تعاطفا مع حلفائها التقليديين البريطانيين والروس، فما كان من اليابان إلا أن هاجمت القطع البحرية الأميركية في ميناء بيرل هاربر بالمحيط الهادي في ديسمبر/ كانون الأول 1941 مغرقة أكثرها.
وقبل نهاية 1942 هزم الأميركيون الأسطول الياباني في معركة "ميداوي"، وهُزم القائد الألماني رومل في العلمين بمصر كما هزمت القوات الألمانية في ستالنغراد بالاتحاد السوفياتي، فبدأت هزيمة دول المحور تلوح في الأفق ودخل الحلفاء ألمانيا في ديسمبر/ كانون الأول 1944.
إيران، -1946- تحذير نووي. وجوب انسحاب القوات السوفياتية من الشمال الإيراني.
يوغوسلافيا، 1946- قوات بحرية، استنفار أميركي بعد إنزال طائرة أميركية.
أوروغواي، 1947- تهديد نووي. نشر القوات المسلحة للتخويف
اليونان، 1947، 1949- الولايات المتحدة توجه اليمين المتشدد أثناء الحرب الأهلية
الصين، 1948، 1949- قوات أرضية. قوات المارينز تخلي المنطقة من الأميركيين قبل انتصار الشيوعيين.
المانيا-1948- تهديد نووي. مسلحون أميركيون ذوو تجهيزات نووية يحمون الجسر الجوي في برلين
الفليبين، 1948،1954- الـ"سى أي أي" توجه المتمردين "الهوكس".
بوتكوريكو-1950- قمع المتمردين الاستقلالين في "بوتس"
كوريا، 1950-1953- قوات أرضية، بحرية، قصف، تهديد نووي. حالة مسدودة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية من جهة والصين وكوريا الشمالية من جهة أخرى. تهديد باللجوء للقنبلة(A) عام 1950، وجود قواعد أميركية حتى يومنا هذا.
الحرب الأميركية ضد كوريا لصد المد الشيوعي بلغ عدد الخسائر البشرية ما بين قتيل ومفقود وجريح نحو أربعة ملايين شخص، وكان ضحايا المدنيين ضعف ضحايا العسكريين. تدخلت أمريكا في كوريا بدعوى صد العدوان الشيوعي الشمالي ضد كوريا الجنوبية. والأمر الجدير بالملاحظة في هذا التدخل هو أنه حدث تحت مظلة الأمم المتحدة، وكانت تلك هي المرة الأولى التي تستخدم فيها الأمم المتحدة لتبرير التدخل الأمريكي.
إيران 1954- الـ"سي أي أي" تسقط الديموقراطية وتضع الشاه على رأس السلطة بعد الإطاحة بحكومة مصدق في إيران بتدبير من الاستخبارات الأميركية بعدما تقلصت سلطات الشاه وبعدما قام مصدق بتأميم البترول الإيراني، فمع وصول حكومة الدكتور مصدق وتقليص سلطان الشاه وضرب الجناح الأمريكي البريطاني في النخبة الإيرانية، ثم تأميم البترول الإيراني وتشكيل حكومة وطنية معادية للإمبريالية وداعية للاستقلال الاقتصادي - دبّرت المخابرات الأمريكية انقلابًا عسكريًا أدى للإطاحة بمصدق وإعادة الشاه واغتيال الألوف من الجماهير الإيرانية وأعلام الوزراء اليساريين في الحكومة. وكان المبرر هو "حماية البلاد من الشيوعية". ووقتها أعلن ريتشارد روبرتسون - أحد كبار مسئولي الخارجية الأمريكية - "أنه كان علينا أن نتدخل للدفاع عن مواردنا"؛ ويعلق الكاتب الأمريكي الكبير نعوم تشومسكي على هذا قائلا: "مواردنا التي حدث أنها وجدت في أراضيهم!!".
فيتنام 1954- تهديد نووي. اقتراح بتقديم قنابل للفرنسيين المحاصرين.
غوانتلاما-1954- قصف، تهديد نووي. الـ"سي أي أي" ترأس عملية إنزال المنفيين بعد تأميم أراض تابعة لشركات أميركية من قبل الحكومة الجديدة. نشر مسلحين في نيكاراغوا.
فيتنام، 1960-1975- قوات أرضية، قوات بحرية، قصف، تهديد نووي. معارك ضد الـ"فيت-كونغ" في الفيتنام الجنوبية وضد الفيتنام الشمالية: مليون إلى مليوني قتيل في أطول الحروب الأميركية. التهديد باللجوء إلى القنبلة النووية، بين 1968-1967
خسر الفيتناميون خلال سنوات الحرب الثماني مليوني قتيل وثلاثة ملايين جريح وما يناهز 12 مليون لاجئ. أما الأميركيون فتقدر خسائرهم بـ 57 ألف قتيل و153303 جرحى و587 أسيرا ما بين مدني وعسكري.
كوبا، 1961-فشل محاولة إنزال المنفيين المعادين لكاسترو، والتي قادتها ال"سي أي أي".
ألمانيا 1961-تهديد نووي. حذر عالمي أثناء أزمة جدار برلين.
نيكارغوا-1961- التدخل في نيكاراغوا وهي إحدى دول أميركا الوسطى لمحاولتها انتهاج سياسة مستقلة عن طريق مساعدة القوات المناوئة التي عرفت وقتها باسم الكونترا، مما أدى في النهاية إلى إسقاط حكومة الساندنيستا.
كوبا، 1962- تهديد نووي، حصار بحري اثناء أزمة الصواريخ. تجنب الحرب مع روسيا في اللحظة الأخيرة.
لاووس، -1962-تنام النفوذ العسكري اثناء حرب العصابات.
مصر، 1956-تهديد نووي، قوات أرضية. الطلب من السوفيات عدم التدخل في أزمة السويس. قيام المارينز بإخلاء المنطقة من الجانب.
لبنان، 1958- قوات ارضية، قوات بحرية. قمع المارينز لثورة المتمردين.
العراق، 1958- تهديد نووي. إنذار العراق بعدم اجتياح الكويت.
الصين، 1958- تهديد نووي، مطالبة بعدم التحرك ضد تايوان.
باناما، 1958-قوات أرضية. مظاهرات ضد رفع العلم تؤدي إلى مواجهات عنيفة.
باناما، 1964- قوات أرضية. باناميون يفتحون النار لاسترجاع القناة.
إندونيسيا، 1965- وصول سوهارتو إلى الحكم في إندونيسيا بعد انقلاب دموي شهد مصرع ما يقارب المليونين من الفلاحين الفقراء بدعم من المخابرات الأميركية.
جمهورية الدمينيك، 1965،1966- قوات أرضية. إنزال لقوات المارينز أثناء الحملة الانتخابية.
غواتيمالا، 1966-1967- تدخل ضد المتمردين.
ديترويت 1967- قوات أرضية. مواجهة بين الجيش والواطنين السود، 43 قتيلا
الولايات المتحدة ،1968- قوات أرضية. انتشار 61 ألف جندي في البلاد بعد اغتيال مارتن لوثر كينغ
كمبوديا، 1969، 1975- قصف، قوات أرضية، قوات بحرية. مليونا قتيل خلال 6سنوات من القصف، المجاعة والفوضى السياسية.
عمان، 1970- الولايات المتحدة تقود عملية إنزال القوات البرية الإيرانية.
لاوس، 1971، 1973- الولايات المتحدة تقود عملية اجتياح الفيتنام الجنوبي. "سجادة قنابل" في المناطق الريفية.
داكوتا الجنوبية، 1973- الجيش يقود حصار لاكوتاس في واونديد كني.
الشرق الأوسط، -1973- تهديد نووي. حذر عالمي أثناء حرب 1973
التشيلي، 1973- الـ"سي أي أي" تدعم انقلابا أسقط الرئيس الماركسي المنتخب سلفادور الليندي. وقوف أميركا خلف انقلاب الجنرال أوغستو بينوشيه ضد الرئيس التشيلي سلفادور الليندي، وقد أدى الانقلاب إلى مصرع الرئيس ومقتل آلاف المواطنين التشيليين والأوروبيين وحتى الأميركيين في "ملعب الموت"، وكان ذلك من أجل تغيير الحكومة اليسارية.
كامبوديا، -1975-قوات أرضية، قصف، غاز. تفتيش مركب بحري، وقوع 28 قتيلا في حادث هليكوبتر.
أنغولا، 1967، 1992- الـ"سي أي أي" تساعد المتمردين المدعومين من قبل إفريقيا الجنوبية.
إيران، 1980- قوات أرضة، تهديد نووي، فشل نحاولات القصف. محاولة تحرير الرهائن في السفارة. سقوط 8جنود في حادث هليكوبتر. إنذار السوفيات بعدم التدخل في الثورة.
ليبيا- 1981- jets بحرية.
سلفادور 1981-1992- قوات أرضية. بعث مستشارين، تحليق جوي لدعم الحرب على المتمردين. اشتباكات قصيرة بسبب الرهائن.
نيكاراغوا، 1981-1990- قوات بحرية. الـ"سي أي أي" تدير عملية إنزال المبعدين المعاديين للثورة وتزرع الغاما ضد القوات الثورة.
لبنان،1982-1984- قوات بحرية، قصف، قوات أرضية. قوات المارينز تطرد منظمة التحرير الفلسطينية وتساعد ميليشيا الكتائب. المواقع السورية تخضع لقصف القوات البحرية المسلحة.
هوندواس، 1983—1989- قوات أرضية. المساعدة على بناء قواعد بالقرب من الحدود.
غرانادا، 1983-1984- قوات أرضية، قصف، دخول الجزيرة بعد 4 سنوات من الثورة.
إيران، 1984- تحليق طيران، إسقاط طائرتين إيرانيتين في الخليج الفارسي.
ليبيا، 1986- مهاجمة مدينتي طرابلس وبنغازي الليبيتين ردا على اتهامات أميركية سابقة موجهة لليبيا.
بوليفيا،-1986-قوات أرضية. الجيش يساهم في الحملة ضد الكوكايين.
إيران، 1987-1988- قوات بحرية، قصف. الولايات المتحدة تتدخل لصالح العراق خلال الحرب.
الجزر العذارى 1989- قوات أرضية. مشاكل مع السكان السود.
الفيلبين،1989- تحليق طيران، غطاء جوي لحماية الحكومة من خطر الانقلابات.
باناما، 1989-1990- قوات أرضية، قصف، 27 ألف جندي يطردون الحكومة الوطنية، توقيف ، أكثر من 200 قتيل. تتهم الولايات المتحدة نوريجا الذي سكتوا عنه عندما كان عميلاً لهم، ثم عندما حاول انتهاج سياسة متوازنة، أصبح "مهرب مخدرات". وتم التدخل العسكري مباشرة للإطاحة به، بل وإلقاء القبض عليه وسجنه. ثم التدخل ضد العراق عام 1991. ثم أخيرًا الانقلاب الفاشل ضد رئيس فنزويلا هوجو شافيز، الذي كانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي أيدته.
ليبيريا، 1990- قوات أرضية. إخلاء المنطقة من السكان الأجانب.
السعودية، 1990-1991- قوات أرضية، طيران. احتجاج على العراق بعد غزوه لدولة الكويت، 54 ألف جندي إلى عمان. قطر، البحرية، الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
العراق، 1990- قوات بحرية، قصف،قوات أرضية حصارات المرافئ العراقية والأردنية، ضربات أكثر من 200 ألف قتيل عملية غزو العراق والكويت، إنشاء منطقة حظر جوي في الشمال الكردي والجنوبي الشيعي. تدمير شامل للقوة العسكرية العراقية.
الكويت، 1991- قوات بحرية، قوات أرضية، استعراش العائلة الملكية الكويتية.
لويس أنجلوس، 1992- قوات أرضة. الاستعانة بالجيش والمارنز لقمع الفتنة ضد الشرطة.
الصومال، 1992-1994- قوات أرضية، قوات بحرية، قصف. احتلال من قبل الأمم المتحدة بطلب من الولايات المتحدة خلال الحرب الأهلية. حملة على الفتنة في مقاديشو. تدخل أميركا في منطقة القرن الأفريقي بإرسال 28 ألف جندي إلى الصومال، وموت 18 جنديا أميركيا في أكتوبر/ تشرين الأول 1993 مما أدى إلى انسحاب أميركا بداية عام 1994.
يوغسلافيا، 1992-1994-تدخل مباشر مع قوات حلف الناتو وتقسيم يوغسلافيا الى جمهوريات هي عبارة عن دول صغيرة وضعيفة.
البوسنة، 1993-1995- طيران، قصف منطقة حظر جوي خلال الحرب الأهلية. إسقاط طائرات. قصف على الضرب.
من 1994 إلى 1995- قصف جوي أميركي للقوات الصربية.
زائير (كونغو) 1996-1997- قوات أرضية. بعث قوات المارينز إلى مخيمات اللاجئين الهوتسي في رواندا، في المنطقة التي بدأت فيها الثورة الكونغولية.
العراق –1998- قصف، صواريخ. أربعة أيام من القصف الجوي المكثف بعدما بالسماح لهم بدخول بعض المواقع.
أغسطس/ آب 1998- قصف أميركا لمناطق في أفغانستان ولمنشآت طبية في السودان مدعية أن لها علاقة بتفجير سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا. وأسفر القصف عن مقتل أكثر من 200 شخص هجوم.بالصواريخ على مصنع أدوات صيدلة، اعتقد أنه مصنع "إرهابي" لتصنيع مادة النوروتوكسيك
مارس/ آذار 1999- قصف القوات الأميركية يوغسلافيا كي توافق على خطة السلام الدولية لإنهاء الحرب في كوسوفو، وانتهت الحملة بانسحاب القوات الصربية من كوسوفو والسماح لقوات حفظ السلام التابعة لحلف شمال الأطلسي بدخول الإقليم.
أكتوبر/ تشرين الأول 2001- بدء العمليات العسكرية ضد أفغانستان كرد فعل على هجمات 11 سبتمبر/ أيلول.
العراق 2003- وعندما تولى الرئيس جورج دبليو بوش الرئاسة سارع إلى تعديل نظام العقوبات المفروضة بنظام ما سمي "العقوبات الذكية"، وظلت إدارته تسعى إلى إسقاط حكومة الرئيس العراقي صدام حسين وتبديلها بنظام تابع يحفظ المصالح الإستراتيجية الأميركية في الخليج ويضمن وضع يد أميركا على نفط العراق. ولئن كان غزو أميركا للعراق قد اشتعلت نيرانه فجر العشرين من مارس/ آذار 2003 مدشنة حرب الخليج الثالثة فقد يكون بالنسبة للعرب في هذه الحرب درس للزمن الآتي. وسيذكر التاريخ أن المسرح الإعلامي للحرب الأميركية على العراق لم يكن أقل شأنا من مسرحها الحربي.
اساليب الولايات المتحدة في التدخل
للولايات المتحدة اسلوبا اخر تستخدمه نموذج الانقلاب العسكري كما حصل في ايران وتشيلي او التدخل المباشر كما حدث في كوريا وفيتنام وهذان النموذجين يتكرران بشكل روتيني واحيانا بدمجهما معا.
بالنسبة لنموذج الانقلاب العسكري، سنجد أن تركيا من أبرز الأمثلة في عهد الرئيس عدنان مندريس. فقد وصل مندريس إلى الحكم بعد انتخابات حرة في تركيا بعد كمال أتاتورك وخليفته عصمت إينونو، وكان الشعار الوعد الذي رفعه مندريس، ومِن ثَم نجح به، هو "إعادة الأذان بالعربية". لقد كانت سياسات مندريس المستقلة والرامية للتقارب مع الدول الإسلامية وإضعاف القبضة العلمانية على تركيا أمرًا غير مقبول في نظر الحكومة الأمريكية، التي اعتبرت هذه السياسات إضعافًا لحلقات الضغط التي كانت تصنعها في وجه الاتحاد السوفيتي، وخاصة أن فترة الخمسينيات في القرن العشرين شهدت تناميًا للمدّ القومي في المنطقة المسماة بالشرق الأوسط، والتي صارت ذات أهمية إستراتيجية كبرى في السياسة الأمريكية.
ومن أمثلة الانقلاب العسكري كذلك: سوهارتو في إندونيسيا عام 1965 الذي وصل للحكم بعد انقلاب دموي شهد مصرع ما يقارب المليونين من الفلاحين الفقراء في إندونيسيا.
أيضًا من أهم أمثلة الانقلاب العسكري نجد انقلاب الجنرال أوجستو بينوشيه ضد الرئيس الشيلي سلفادور إييندي عام 1973، الذي أدى إلى مصرع الرئيس ومقتل الآلاف من المواطنين الشيليين والأوروبيين وحتى الأمريكيين في "إستاد الموت". وكان ذلك من أجل تغيير الحكومة اليسارية في شيلي منعًا لامتداد العدوى؛ وفقًا لنظرية الدومينو.
والأمثلة على الانقلابات العسكرية التي دبرتها المخابرات الأمريكية في كل قارات العالم لا تعدّ ولا تحصى، بل إن المنطقة العربية شهِدت العديد من تلك الانقلابات ومحاولات الانقلاب على الأنظمة التي كانت تعتبر في هذا الوقت أنظمة معادية، وفقًا لمبدأ فوستر دالاس "من ليس معنا فهو ضدنا"!!.
واشهرها كما يعرف العراقيين انقلاب 8 شباط 1963 الذى اعترف فيه قادة البعث انهم جاءوا للحكم بقطار امريكي ضد توجهات الجنرال عبد الكريم قاسم الوطنية.
أمثلة عن التدخل العسكري المباشر
النموذج الآخر، وهو نموذج التدخل العسكري المباشر، نجده في العديد من الدول وعلى امتداد قارات العالم كذلك. ومن أشهر أمثلته الدومينكان.. تلك الجمهورية الصغيرة في أمريكا الوسطى التي تشتهر بإنتاج الموز والنفط، التي حاولت في نهاية الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن الماضي اتباع نموذج مستقل في التنمية، متأثرة بعض الشيء بالنموذج الكوبي الذي بدأ مع ثورة كاسترو في 1959.
وبالطبع لم تسمح الإدارة الأمريكية بأن يكون فضاؤها الخلفي مثار الاضطرابات وموطن القلاقل، وإذا كان التدخل العسكري ضد كوبا قد فشِل في خليج الخنازير 1961 وتصاعدت الأزمة مع الاتحاد السوفيتي وقتها، فإن الدومينكان لم تكن تحظى بالتأييد السوفيتي نفسه، كما كانت المصالح الأمريكية فيها أكبر. ولذا تدخلت قوات مشاة البحرية الأمريكية في الدومينكان، واحتلت سان دومنيجو العاصمة، وأطاحت بالحكومة الوطنية.
وتستحق كوبا منا وقفة.. فعلى الرغم من فشل الغزو العسكري المباشر وفشل الانقلابات المدبرة المتكررة - بل وربما بسبب هذا الفشل - وضعت الخارجية الأمريكية بالمشاركة مع وزارة الدفاع خطة تهدف إلى غزو ساحق لكوبا. وكانت المشكلة في مبررات الغزو؛ وكانت المبررات هي محور الخطة؟! ولم يكشف عن هذه المبررات إلا مؤخرًا بعد 40 سنة من وضع الخطة ذاتها.
كانت المبررات هي إثارة الذعر وسط الشعب الأمريكي عن طريق موجة من الانفجارات المزيفة والمدبّرة لكي يتم إلصاقها بكوبا، ولكي يتم تصوير كوبا في وضع من يريد غزو أمريكا!! وتكشف الوثائق السرية التي خرجت للنور مؤخرًا، عن أن واضعي الخطة توقعوا خسائر بشرية في صفوف الشعب الأمريكي تصل إلى عدة آلاف نسمة، لكنهم رأوا أن هذا ثمن بخس من أجل تطهير القارة الأمريكية من فيروس الشيوعية اللعين! لم تنفذ تلك الخطة لأن كيندي الرئيس الأمريكي وقتها اعترض عليها بشكل شخصي، وهاله ما فيها من إرهاب وفظاعة.
إلا أن نموذج التدخل لم يقتصر فقط على التدخل العسكري؛ فهناك أيضًا التدخل السياسي والدبلوماسي والضغط المادي، وهو ما حدث مع إيطاليا عام 1976. فبعد أن سجلت استطلاعات الرأي أن الحزب الشيوعي الإيطالي في سبيله لإحراز نصر مدوٍّ في الانتخابات، وبعد أن خطَت سياسة الحل الوسط التاريخي – التي اقترحها زعيمه الشهير إنريكو برلنجر المسمى بأبي الشيوعية الأوروبية – خطوات واسعة نحو إنجاز مذهل، أعلنت الخارجية الأمريكية صراحة أنها لن تسمح بوصول الشيوعيين للحكم، سواء في شكل ائتلاف أو في شكل حكومة يسارية، بل قيل وقتها إن ثمة انقلابا عسكريا كان يدبّر في إيطاليا لو حدث ونجح الشيوعيون، وفشِل التدخل الدبلوماسي والمالي الأمريكي.
لكن يظل النموذج الأكثر وضوحًا لسياسة التدخل المباشر هو فيتنام، ومن بعدها الهند الصينية كلها. هذا النموذج الذي كانت له آثاره على أمريكا داخليًا وعلى العالم ككل أيضًا، وهو نموذج مركّب جمع بين مختلف أشكال التدخلات. بدءًا من الانقلاب العسكري - الذي أطاح بالجنرال نجوديين ديم الذي كان يحكم فيتنام الجنوبية ولم يستطع أن يوقف المد الشيوعي في بداية الستينيات - ثم مرورًا بالتدخل المباشر الدبلوماسي والمالي عن طريق المساعدات الهائلة لحكومة فيتنام الجنوبية العميلة من أجل الحيلولة دون سقوطها، ثم أخيرًا التدخل السافر العسكري مع حادثة خليج تونكين المفتعلة، الذي اتخذ شكل الغارات المذهلة والمدمرة على شمال فيتنام، ثم التدخل العسكري بما يقارب المليون جندي في الجنوب ولمدة استمرت 11 عامًا كاملة. وشهدت انقلابات عسكرية في كمبوديا أطاحت بالملك نوردوم سيهانوك، الذي كان ينتهج سياسة الحياد وتنصيب "لون نول" العميل رئيسًا وتدخلات عسكرية في لاوس لمنع انتصار الشيوعيين. وامتدت الحرب إلى الهند الصينية كلها، وأثرت على أمريكا بشكل مباشر!.
فمع تزايد الخسائر البشرية الأمريكية في الهند الصينية، تعالت أصوات المعارضين للحرب حتى وصلت للنخبة الحاكمة ذاتها التي لم تر أن هناك جدوى حقيقية من الاستمرار، وخاصة بعد تحويل فيتنام كلها إلى أرض محترقة نتيجة لقصف جوي وحشي استخدمت فيه كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليًا، حتى أصبح من المستحيل تقريبًا قيام أي نوع حقيقي من الاقتصاد في هذه الدولة. وهكذا تحقق الحد الأدنى المراد من التدخل، ألا وهو منع انتشار نموذج التنمية المستقلة، وبالتالي خروج دول المنطقة المعنية عن دائرة النفوذ الأمريكية.
إلا أن الجانب السلبي بالنسبة للإدارة الأمريكية تمثّل في شكل الوعي السياسي المتنامي لدى الشعب الأمريكي والرفض الكبير الذي ازداد بين مختلف فئاته لسياسة التدخل ذاتها، وهو ما عبّر عن نفسه في شكل حكومة كارتر التي أتت عام 1976 بعد عام من انتهاء الحرب الفيتنامية. تلك الحكومة التي أتت بوصفها الحكومة المدافعة عن حقوق الإنسان. المشكلة كانت كيف يمكن التدخل للمحافظة على "الموارد الموجودة في أراضي الغير" دون إثارة الرأي العام؟
تلك هي القضية التي شغلت حكومة ريجان اليمينية التي أتت لتمحو آثار حرب فيتنام؛ وهو الأمر الذي يحتاج إلى وقفة تحليلية.
لقد أتت حكومة ريجان ممثلة لمصالح أقصى اليمين المتطرف في طيف السياسة الأمريكي؛ وكانت أجندتها الأساسية هي: إنهاء عقدة فيتنام، وبمعنى آخر إفساح المجال للتدخل الذي يصل إلى حد التدخل العسكري المباشر. وكذلك ضرب المكتسبات الديمقراطية للشعب الأمريكي، أي منعه من التدخل في سياسة التدخل. وأخيرًا زيادة سباق التسلح العسكري في العالم؛ وذلك لخدمة مصالح الشركات الضخمة التي أتت بتلك الحكومة، والتي تعتمد أساسًا على الدعم الحكومي لها عن طريق شراء ما أسماه تشومسكي "النفايات التكنولوجية العالية".
وهكذا ظهرت إلى الوجود خطة "حرب الكواكب" أو الصواريخ الموجهة فضائيًا لضرب الصواريخ عابرة القارات. تلك الخطة التي تتكلف بليارات الدولارات، التي لا لزوم لها على الإطلاق، ولكن يجب إقناع دافع الضرائب الأمريكي بأنه لا غنى عنها.
كانت هناك أيضًا مشكلات صغيرة من قبيل خروج نيكاراجوا - وهي إحدى دول أمريكا الوسطى - عن الخط المرسوم ومحاولتها انتهاج سياسة مستقلة؛ أي أنها أصيبت بفيروس خبيث يجب استئصاله سريعًا.. وكذلك إيران التي تغيرت حكومتها الموالية العميلة بقيادة الشاه، ووصلت حكومة معادية إسلامية.. فماذا فعلت الإدارة الريجانية؟
كانت إشاعة الخوف هي السبيل الأول لإقناع الناس بأنه من الضروري التسلح ضد عدو ما. وإذا كان هذا العدو غير موجود فمن الضروري أن نوجده. وهكذا ظهر مصطلحا "إمبراطورية الشر" و"الإرهاب الدولي". وكان الدافع لهذا هو إشاعة الخوف وسط الرأي العام الأمريكي؛ وإظهار الأمر له كأنه سيتعرض للغزو والتدمير لا محالة؛ ومن ثم فمن الضروري اللجوء إلى تلك الإجراءات التعسفية والتدخلية.. لكن هذا لم يؤت ثمارًا كبيرة، فاضطرت الإدارة إلى اتخاذ ما يسمى بالإجراءات السرية – خاصة فيما يخص التدخل – وهكذا كان التدخل العسكري المباشر في نيكاراجوا عن طريق مساعدة القوات العميلة، التي عرفت وقتها باسم الكونترا، والتي دفعت لمهاجمة المشروعات التنموية في تلك البلاد الفقيرة من وحدات صحية ومزارع تعاونية وصناعات صغيرة.. وهو ما أشاع جوًا من الإرهاب أدى في النهاية إلى إسقاط حكومة الساندنيستا في انتخابات وزعت فيها النقود الأمريكية بسخاء. وتكرر الأمر – أي إسقاط المرشح السانديني – ثلاث مرات، كان آخرها منذ عدة شهور.
من كل ما سبق نستطيع ببساطة أن نستنتج أن التدخل في السياسة الداخلية للدول الأخرى هو نموذج أصيل في السياسة الأمريكية، وأنه يمثل حجر زاوية في تلك السياسة؛ لكنه لا يمثل الرؤية الأمريكية. فهناك هوة شاسعة تفصل بين الإدارة وبين الشعب الأمريكي؛ وعلى حد تعبير تشومسكي – مرة أخرى - "أكثر من 90% من الرأي العام الأمريكي يرفض سياسة حكومته".
http://www.aljazeera.net/in-dpth/American_wars/2003/3/3-21-2.htm
http://www.mtholyoke.edu/acad/intrel/ww2.htm
http://www.islamonline.net/arabic/mafaheem/2001/02/article1.shtml
http://mostakbaliat.com/war2.htm
http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/11/article28.shtml
http://perso.wanadoo.fr/echanges/grossman.htm
http://www.islamonline.net/Arabic/politics/2002/07/article07.shtm
http://www.khayma.com/almuna/ur3.htm
http://www.aljazeera.net/in-depth/American_wars/2003/3/3-20-4.htm
http://www.islamonline.net/Arabic/history/1422/10/article04.shtml
http://www.multied.com/ww2/index.html
http://www.historyplace.com/worldwar2/timeline/ww2time.htm
عبد العظيم رمضان: تاريخ أوروبا في العالم في العصر الحديث ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
هـ.أ.ل فيشر: تاريخ أوروبا في العصر الحديث ـ (1789-1950) ـ تعريب أحمد نجيب هاشم ووديع الضبع ـ الطبعة التاسعة ـ دار المعارف ـ القاهرة ـ بدون تاريخ.
سمعان بطرس: العلاقات السياسية الدولية في القرن العشرين ـ مكتبة الأنجلو المصرية ـ القاهرة ـ الطبعة الثالثة ـ 1980م.
محمود صالح منسي – الحرب العالمية الثانية – حقوق الطبع محفوظة للمؤلف – 1989