|
((أسس التوتاليتارية)) لأرندت مجدداً في الواجهة
هونغ يينغ
الحوار المتمدن-العدد: 151 - 2002 / 6 / 5 - 21:42
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
<<أسس التوتاليتارية>> لأرندت مجدداً في الواجهة >تيان آن مبن تخرج من الضمير الصيني إلى العلن الأدبي
|
|
>للمرة الأولى، يُقدِم ناشر فرنسي (منشورات غاليمار) على جمع وفي كتاب واحد الأجزاء الثلاثة من كتاب الفيلسوفة الاميركية (من أصل الماني) حنة ارندت <<أسس التوتاليتارية>> وهو كتاب <<حول راديكالية الشر>>. وقد برر الناشر هذا الأمر بقوله انها <<محاولة لمجانسة فكر الفيلسوفة بالكامل>>، مثلما تبدى في النصوص الثلاثة التي حملت العناوين التالية: <<المعاداة للسامية>> و<<الامبريالية>> و<<التوتاليتارية>>، وهي نصوص كانت صدرت بالفرنسية عند ثلاثة ناشرين مختلفين، وتحت اسماء مترجمين عدة. >الطبعة الجديدة من اعمال ارندت، عمل عليها ستة مترجمين، وقد اعاد قراءتها ومراجعتها <<هيلين فرابا>>، احدى اكبر الباحثات الفرنسيات في فكر ارندت، وبذلك تكون الطبعة الفرنسية الجديدة، قد لحقت بالطبعتين الألمانية والانكليزية اللتين احتوتا هذه الاجزاء الثلاثة. >الا ان الناشر الفرنسي، الذي اصدر الكتاب في سلسلة <<كواترو>> (تحت اشراف بيير بوريتز) اضاف الى هذه الاجزاء الثلاثة كتاب <<أيخمان في القدس/ تقرير حول تفاهة الشر>> لأنه وعلى قوله اراد ان يجمع كل ما كتبته ارندت حول موضوع الشر في كتاب واحد. كذلك يحوي الكتاب ملفا نقديا يتحوي <<بعض المقالات التمهيدية غير المنشورة>> حول <<اسس التوتاليتارية>> (من مثل <<الثورة الهنغارية>>) وبعض المقاطع من مراسلات ارندت مع الفيلسوف كارل ياسبرز. اضف الى ذلك بعض <<الوثائق>> الاخرى، كمثل مراسلات ارندت مع بعض الشخصيات من بينها مراسلاتها مع زوجها هينريتش بلوخر (الذي تهديه <<الأسس>>..) والروائية ماري ماكارثي، وهي وثائق تضيء جانبا كبيرا من كتابها <<أيخمان..>> وبخاصة ذلك الجانب السجالي الذي اثاره، حيث اتهمها بعض اليهود بأنها معادية للصهيونية. >ولدت حنة ارندت في مدينة هانوفر الألمانية العام 1906 من عائلة يهودية، وكانت عشيقة استاذها في الجامعة الفيلسوف الكبير مارتن هيدغر، وقد التجأت الى فرنسا العام 1933 هربا من النازية، وقد غادرت اوروبا نهائيا العام 1941 لتستقر في الولايات المتحدة، حتى وفاتها العام 1975. >حاولت ارندت في ثلاثيتها هذه ان تفرح <<ذلك الشكل الجديد الراديكالي للهيمنة>> المتمثل في التوتاليتارية النازية او السوفياتية وهو شكل ولد من انهيار البنى السياسية والاجتماعية التقليدية غداة الحرب العالمية الاولى، كذلك ارتقاء <<النيهيلية الى ظاهرة شعبية>>. >أما في كتاب <<أيخمان>>... فتحلل ارندت آليات الرعب انطلاقا من قصة محاكمة احد المسؤولين النازيين الذين اشتركوا في <<الحل النهائي>> خلال الحرب العالمية الثانية. >بعد 27 عاما من وفاتها، لا تزال ارندت تحظى في العالم وبخاصة في فرنسا بافتتان كبير في عالم النشر، اذ صدر عنها، منذ بداية هذه السنة، كتابان هما: <<مقولات الكوتي: سيمون فايل وحنة ارندت (<<منشورات لارماتان>>) و<<ثلاث نساء في عتمات الزمن: اديت شتاين وحنة ارندت وسيمون فايل>> (منشورات <<البان ميشال>>). >تيان آن مين والأدب الصيني >عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها (العام 1989) كانت آني يانغ، تذهب كل يوم الى ساحة تيان آن مين، القريبة من مدرستها، لتشاهد التظاهرات: <<كنت اذهب لأن الامر مثير، لا من اجل السياسة. كان الامر اشبه بحفلة روك..>>. بقيت تتردد لغاية ان بدأ الجنود اطلاق النار على الحشود، ليل 3/4 حزيران من العام 1989. في ذلك اليوم، وبينما هي نائمة، انهار عالمها: <<لقد جعلني ذلك ثائرة>>. >كانت آني يانغ، مراهقة نشطة، تكتب بعض التعليقات الصحافية، كذلك تقدم برنامجا في الاذاعة الوطنية. بيد انها غداة احداث تيان آن مين، رفضت ان تصبح مقدمة نشرة الاخبار التلفزيونية، لكي تذهب وتكمل دراستها في الولايات المتحدة. >بعد 13 سنة، عادت لتستوحي <<من اهم حدث سياسي في حياتنا>> لكي تكتب <<ليلي: رواية تيان آن مين>> (التي صدرت مؤخرا بالانكليزية عن <<بانتيون بوكس>>)، لتشكل بذلك، احدى اولى الروايات الصينية التي ترتكز حول هذه الاحداث التي لا تزال موضوعا محرّما في الصين. >مؤخرا، صدرت بالانكليزية، ثلاث روايات تعالج هذا الموضوع، وقد نشرت كلها خارج الصين. الروايتان الأوليان هما لكاتبتين، أما الثالثة فلكاتب <<نيويوركي ولد في تايوان>>. >صحيح ان العديد من الكتاب الصينيين، يتعرضون للرقابة حين ينشرون اعمالا حول المخدرات والفساد وبعض الموضوعات الاخرى الحساسة، الا ان قلة منهم تجرؤ على معالجة احداث <<تيان آن مين>> التي لا تزال الحكومة تفرض عليها صمتا كثيفا. حتى بالنسبة الى <<الكتّاب الشجعان>>، فان <<ربيع 1989>> لا يزال يشكل صدمة كبرى، وعارا كبيرا يمنعانه من ان يكون موضوعا روائيا، مثلما يشرح ذلك <<هوارد غولدبلات>>، الخبير في الأدب الصيني في جامعة <<انديانا>> الاميركية، والذي ترجم ما يقارب ثلاثين كتابا من الصينية الى الانكليزية. >يضيف غولدبلات بالقول: <<برأيي، اعتقد ان الاحداث قد تسربت الى اعماقهم، لكنهم لا يكتبون عنها كي يحموا انفسهم، اضف الى ذلك، انه من الصعب تحليل ذلك الوضع، اذ قد تكمن الصعوبة في القول إنهم يكتبون رواية حول مجزرة راح ضحيتها المئات، ربما الآلاف، كانوا يتظاهرون من اجل الديمقراطية>>. >خلال سنوات، كانت الروائية البيكينية، هونغ يينغ، التي تعيش في لندن، الوحيدة التي اقتربت من هذا الموضوع في كتاب <<صيف الخيانات>> وبالطبع، منعت الرواية في الصين. لكن، ربما قد تكون الأمور، في طريق التبدل، إن، مع رواية <<ليلي، رواية تيان آن مين>>، هناك ايضا كتاب التايواني تيرنيس تشانغ الذي صدر بعنوان <<ابن السماء>>. >صحيح ان هؤلاء الكتاب بدأوا بكسر ذلك <<التابو>> الأدبي، الا اننا، لا نجد اي كتاب يلوم الحكومة حول قتلى الساحة. ففي كتاب <<ليلي...>> نجد الكاتبة وهي تلاحق شابة، وصلت حديثا الى بكين لتكتشف <<الميني جوب>>، و<<دجاج كنتكي>> والحب قبل ان تلتحق بالمتظاهرين في الساحة. تقول وانغ <<ان كتاب ليلي، هو قصة امرأة، وليس حجة للحديث عن السياسة>>. >كلام وانغ يشبه كلام تشانغ. فالكاتب التايواني الشاب الذي نشأ في الولايات المتحدة يؤكد ان صور الاضطهاد التي بثها التلفزيون ولّدت عنده شعورا بالانتماء الى بلاده الذي غادرها بعد مولده بقليل: <<من هنا بدأت بطرح بعض الاسئلة، هل كنت مخولا للقيام بما كان يقوم به طلاب بكين؟ هل كنت املك الشجاعة لذلك؟>>. >كتاب يينغ، نجده اليوم في مكتبات تايوان، كذلك نجد بعض النسخ المقرصنة في الصين. اما بالنسبة الى وانغ فإن كتابها سيوزع في تايوان واليابان وكوريا الجنوبية، وهي تأمل، بالرغم من الصعوبات، ان يوزع الكتاب في مسقط رأسها: <<قد اكون ساذجة لكنني اعتقد ان ذلك لن يسبب اي مشكلة. اعتقد انه مع كل هذه التحولات، على الصين ان تقبل أدبا مماثلا..>>. >
#هونغ_يينغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق
...
-
محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا
...
-
ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة،
...
-
الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا
...
-
قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك
...
-
روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
-
بيع لحوم الحمير في ليبيا
-
توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب
...
-
بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
-
هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|