أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السياسية الحلقة السابعة والاخيرة















المزيد.....


البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السياسية الحلقة السابعة والاخيرة


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 06:59
المحور: الطب , والعلوم
    


لقد مرّت العلاقة بين الوكالة الدولية للطاقة الذريّة وايران بمرحلتين كلاهما تعدّ مرحلة مهمّة، كلّ بصفتها. المرحلة الاولى هي مرحلة الالتزام الايراني من وجهة نظرالوكالة الدولية للطاقة الذريّة وهي منذ منتصف السبعينيات من القرن الماضي الى عام 2003. والمرحلة الثانية إبتدأت من عام 2003 الى الآن، وهي المرحلة التي عملت فيها ايران على كسب الاقرار من مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية على الاعتراف الرسمي بعدم رغبة او امكانية ايران للحصول على السلاح الذري! وبفعل الزيارات المتواصلة للجان تفتيش لم تكن خالية من عناصر قدمت بإسلوب أو بآخر الى معرفة البرنامج بشكل قريب لكتابة التقارير اللازمة الى الجهات المرسلة لها!! حيث نلاحظ العديد من التقارير التي تضمنت المعلومات الدقيقة التي أكّدت الوكالة الدولية بوعود متكررة لايران على الاحتفاظ بسرية هذه المعلومات واذا بها على صفحات الجرائد المتعددة!!! [* يشير تقرير سري اعدته الحكومة الفرنسية في مايو (آيار) الماضي الى ان ايران اصبحت على نحو مفاجئ قاب قوسين او ادنى من الحصول على يورانيوم مخصب او بلوتونيوم لاستخدامه في انتاج قنبلة نووية. وطبقا لما ورد في نسخة من تقرير قدمه جهاز استخبارات اجنبي(!!)، فإن الحكومة الفرنسية نبهت حكومات اخرى الى ضرورة «التحلي باليقظة ازاء صادراتها الى ايران والى الشركات الايرانية التي تستخدم كواجهة لصرف الأنظار عن البرنامج النووي الايراني». وقال ضباط استخبارات اجانب ودبلوماسي اميركي(!!) ان الاختبار الذي اجري على عينات اليورانيوم التي اخذها مفتشو الامم المتحدة في ايران في يونيو (حزيران) الماضي اثبت وجود مستويات خصوبة عالية تشير الى وجود محاولة لإنتاج سلاح نووي.!!!!!!!!!!!!!].
نحن نعلم وهم يعلمون انّ نسبة التخصيب التي توحي الى التوجّه العسكري تتجاوز 85% الى 90% بينما ما اشير له كان لا يتجاوز 5% في كل مواقع التخصيب، فتأمّل!! وكذلك انظر الى((وثيقة سرّية(!!) للوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي يشار فيها الى نسبة تخصيب اليورانيوم التي لوحظت في تلك المواقع (( ان ايران بدأت انتاج وقود نووي في مصنعها لتخصيب اليورانيوم تحت الارض لتزيد من تحديها للامم المتحدة)). كما نقرأ من وكالة رويتر عن الوثيقة السرّية(!!)(( أن طهران بدأت تشغيل ما يصل الى 1300 جهاز طرد مركزي بخطى متسارعة لوضع اساس لتخصيب "على نطاق صناعي" في مجمع نطنز)).[أنظر الى تقريررويتر المشار اليه ليوم الخميس/19ابريل 2007 تحت عنوان: في مصنع للتخصيب تحت الارض:ايران بدأت في انتاج الوقود النووي.
لقد لعب الاعلام دوراً غريباً كما هي عادته في الاعمّ الاغلب، حول الوثائق التي تنشر. حيث أشارت العديد من الصحف الاجنبية وبعض الصحف العربية إلى العديد من التقارير غير الدقيقة ولا تخلو من بصمات لا علاقة لها بالعلمية والواقعية، حيث نشرت مواضيع وفق تصورات يراد لها ان تسير باتّجاه معّين، يوصف ايران الى انّها تسير بمنحى ضدّ رغبات الوكالة الدولية للطاقة الذرية طبقاً للاسلوب الذي اتفقت عليه دول النادي النووي. بينما تشير العديد من تقارير الوكالة الى انها لم تطلب ايقاف تخصيب اليورانيوم لانّها(أي الوكالة) على لسان مديرها لا تمانع من عملية التخصيب بنسب قليلة قد حوتها مواقع ايران وفق تقارير مفتّشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لانّ المعروف انّ النسب العالية توصل البرنامج الى الطريق الذي يصب في عسكرة البرنامج بالنسب العالية التي ذكرناها.
لقد وصل الامر بالدول التي تتصارع ضد مصالح ايران السياسية في المنطقة ومنها دول عربية تردد ما تقول هذه الوكالات وفق ما ذكرنا. وكأنّه ذلك التوجيه الذي ترغبه الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل، وهو التوجيه المطلوب من قبلهم، بينما يشير معهد العلوم والامن الدولي -وهو معهد بحوث في واشنطن يتابع النشاط النووي لايران- في إشارة الى وثيقة الوكالة الدولية عن كمية خام التغذية لسادس فلوريد اليورانيوم حيث يقول((أنّ الكمية المنتجة في هذا الوقت صغيرة وأجهزة الطرد المركزي تعمل تحت ضغط منخفض الامر الذي يشير الى ان ايران في مرحلة أولية من عملية التخصيب في تلك الاجهزة)). حينها لاحظ مفتشو الوكالة وجود (( 1312 جهازا للطرد المركزي مقسمة الى ثماني مجموعات او شبكات لدورة الوقود كانت تعمل وأنه يجري تغذيتها "بقدر" من اليورانيوم)). ويزيد المعهد المذكور الى انّ (( يكون ذلك كافيا لتكرير يورانيوم من أجل صنع قنبلة واحدة خلال عام اذا أرادت ايران ذلك واذا استمر تشغيل الاجهزة فترات طويلة دونما انقطاع)). هذا ما قيل من قبل المعهد المذكور دون قول المفتشين، علماً انّ كلمة تكرير يقصد بها تخصيب اليورانيوم لنسب اخرى، وقد وردت النسب التي تمّ العثور على نتائجها اعلاه. فتأمّل!
كذلك يشار ولاكثر من مرّة في وثائق الوكالة الدولية انّ ايران تسير معها بين مدّ وجزر!باعتبارانّ ايران توافق وتتراجع عن مواقف متعددة، بينما اغلب فقرات الوثائق تجيبك بنفسها على الاشكالات التي اوردتها هي نفسها ضدّ ايران. خذ مثلاً القول((ومنعت ايران وصول مفتشي الوكالة لمفاعل اراك في اطار القرار الذي اتخذته منذ أسابيع بالتوقف عن إعطاء المفتشين تفاصيل عن خططها المبكرة لمنشاتها النووية في المستقبل. وجاءت الخطوة ردا على قرار للامم المتحدة في مارس اذار الماضي بتوسيع العقوبات المفروضة على ايران بسبب تحديها النووي)). عندما وجدت هذه الدولة هذا الاستخفاف بما تصرّح به عن البرنامج النووي فتضطرّ ان تمنع المفتّشين للدول الى المواضع التي تطلبها. فالفقرة تقول((بالتوقف عن إعطاء المفتشين تفاصيل عن خططها المبكرة لمنشاتها النووية في المستقبل)). ورغم ذلك عاودت ايران ووافقت على دخولهم بعد ان رأت اللعب الواضح وذلك لتفويت فرصة اخرى. وفعلاً بعد ان سمحت لدخولهم ارادوا وضع كامرات فيديو موجّهة الى اجهزة الطّرد المركزي تحت الارض، علماً ان ايران ضمن نظام الوكالة الدولية غير ملزمة باتّباع هذا الاسلوب. رغم كلّ التصريح الذي تصرّحه ايران يبقى (الشكّ) و(الظنّ)و(يقال) هي الجمل التي تردد من قبل مفتّشي الوكالة. انظر تصريح السفير الايراني علي اصغر سلطانية اخيراً لوكالة رويترز نفسها((التخصيب مستمر تحت ضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. كل شيء مستمر حسب المقرر والوكالة الدولية للطاقة الذرية مبلغة به))،فتأمّل!
برغم كلّ ذلك تمّت عدّة تصديقات من قبل ايران للعديد من الوثائق التي التزمت فيها ايران بالتخلي عن اي نشاط يصبّ في استخدام البرنامج النووي للاغراض العسكرية. بينما يقابل ذلك التصديق بردود تدعو ايران الى التخلي الكامل عن تطوير البرنامج النووي الايراني بأي شكل من الاشكال تحت ضغوط الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل. لقد أظهرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قلقا مستمرا رغم كل البيانات التي تقدمها ايران كرد على التساؤلات. والاسئلة الواردة كتقرير اتفاق الضمانات المعقود مع ايران وطلب الوكالة الدولية لعدد من الطلبات لغرض تنفيذها. واشارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى التزام ايران وعدم وجود اي اهتمام ايراني بصنع اسلحة نووية(انظر نص الوثيقة المشار لها بالرقم:
[وإلى الآن تقرأ الوثائق التي تشير الى نفس التوجّه تقريباً].GOV/2003/69
بل ويشير الى امتثال تام لمعاهدة عدم الانتشار ولضمانات الوكالة. وتشير الوثيقة الى الفهم الافضل (ولو انه غير مكتمل!) لبرنامج ايران النووي نتيجة انشطة التفتيش المكثفة التي اضطلعت بها الوكالة في ايران منذ شباط من عام 2003. رغم رغبة المدير العام (برغبته) التي يطالب بها ايران الى المزيد من التعاون.
وقد كان أحد هذه التصديقات ما سمي بإتّفاق الضمانات والمتضمّن قائمة المرافق الخاضعة لتلك الضمانات. وقد تمّ الاتّفاق على شكل وثيقة.
لقد قدّم التقرير المزيد من المعلومات عن طبيعة القضايا المتعلقة برقابة المنشآت الايرانية النووية محل الاتّفاق والاجراءات التي تتّخذ ويشمل كلّ التطورات التي تجري في هذا الصدد على المنشأات المذكورة منذ آذار/مارس من عام 1974 الى الان (العام 2003) (ولا تتناول هذه الوثيقة الحالية مزيداً من التبليغ العام عن تنفيذ الضمانات في ايران وإنّما يتمّ ذلك في تقارير تنفيذ الضمانات)[راجع الوثيقة اعلاه بلغتها العربية برقم
في موقع الوكالة الدولية للطاقة الذرية:GOV/ 40/2003
وقد قام المدير العام للوكالة الدولية بزيارة موقعين من المواقع التي أثارت العديد من وسائل الاعلام الشكوك حولها(من هذه الوكالات عدد من الوكالات العربية الخليجية والتي تتوجّس خيفة من المارد النووي الايراني ولا تعبأ بالمارد المتوسّع في إسرائيل!! والذي تشير كلّ الوكالات والاعلاميات العلمية الى وجود فعّاليات نووية في اسرائيل تثير الكثير من الخوف وتهدد مستقبل المنطقة بالكامل!!). وبالفعل زار المدير العام المنشئتين في ناتانز بصحبة خبراء رقابيين في 21 الى 22 شباط/ فبراير عام 2003. وقد قامت ايران بابلاغ المدير العام بكلّ التفاصيل المتعلّقة بالمنشئتين واكّدت على خططها في تطوير عملية تخصيب اليورانيوم حيث شوهد هناك مصنع تجريبي لاثراء الوقود يوشك على الاكتمال. ومصنع تجاري ضخم جار تشييده. وقد أشارت ايران الى نيّتها في اكمال مصنع يشيّد حالياً لانتاج الماء الثقيل في أراك(مرافق انتاج الماء الثقيل ليست مرافق نووية خاضعة لاتفاقات الضمانات بموجب الاتّفاق ولا يلزم اعلان الوكالة بشأنها بمقتضى الاتفاقيات(راجع الوثيقة أعلاه).
في حزيران 2003 أظهرت مستندات قدمت الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية حول عيّنات أخذت من مصائد كيميائية في ناتانز وقد وضّحت وجود جسيمات من يورانيوم شديد الاثراء. وطلبت الوكالة تفسيراً من السلطات الايرانية. ممّا حفّز الوكالة الدولية أن تطلب من ايران عقد اتفاق أو بروتوكول اضافي مع ايران. وفي 23 تموز تلقت الوكالة من نائب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لشؤون الامان النووي رسالة اقترح فيها جدولا زمنيا للاجراءات المعتزم اتخاذها بحلول 15 آب 2003. وعلى اثر المناقشات المتعددة قامت فرقة من الوكالة الدولية بزيارة الى ايران وناقشت حول عينات ناتانز ومن مكان ورشة شركة قالاي الكهربائية، كما تمت مناقشة تكنولوجيا الطرد المركزي. وفوق ذلك قدمت ايران رسالة مؤرخة في 19 آب 2003 معلومات اضافية عن جداول زمنية للعمل وعن برنامج الماء الثقيل الايراني واستخدام ايران لثاني اوكسيد اليورانيوم المستوردلانتاج رابع فلوريد اليورانيوم وحول عدة مسائل اخرى. تتعلّق بإنتاج وإستيراد العديد من المواد التي تدخل في العملية النووية كنقل ثاني أوكسيد اليورانيوم ورابع فلوريد اليورانيوم وسادس فلوريد اليورانيوم* لمواصلة المعالجة والاستخدام المباشر لها.كما وتشمل المسائل الاخرى انتاج فلز اليورانيوم ونترات اليورانيل وغير ذلك من المواد التفصيلية الاخرى. وقامت ايران بابلاغ الوكالة الدولية حول استعدادها لبدء التفاوض بشأن البروتوكول الاضافي. لقد أجابت ايران على النشاط الدولي تجاهها ايجابيا من خلال تقارير الامين العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. حيث قامت بتوفير المعلومات التصميمية والتفصيلية للمرافق المتعلقة كذلك بانتاج النظائر المشعّة كالموليبيدينيوم واليود والزينون وقدمت تفاصيل تصميم مفاعل طهران للاغراض البحثية وزودت الوكالةالدولية بمعلومات حول خزن النفايات النووية في اصفهان كما وسمحت لمفتشي الوكالة بمعاينة مكان خزن النفايات النووية في آناراك وقم. (علماً انّ ايران لا تمانع من التصريح ولاكثر من مرة الى انّها تحتل المرتبة السابعة بين الدول المنتجة لسادس فلوريد اليورانيوم حيث ذكرت وكالة انباء (ايرنا) الرسمية الايرانية، حيث قال محمد قنادي نائب المدير العام لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية بأن هناك مصنعا لانتاج سادس فلوريد اليورانيوم في ايران). واضاف "إن سادس فلوريد اليورانيوم يلعب دورا هاما في دائرة انتاج الوقود النووي المستخدم في البرنامج النووي السلمي الايراني والمستخدم ايضا في التخصيب والانتاج بالمفاعلات النووية. بل ذكر نائب المدير العام لمنظمة الطاقة الذرية الايرانية أنّ جمهورية ايران الاسلامية ((تلتزم بانتاج عشرة في المائة من احتياجاتها من الطاقة التي تصل الى 20 الف ميغاوات من محطات الطاقة النووية في المستقبل القريب)). وقد ذكر أنّ من ضمن جدول اعمال المنظمة ان انتاج 5 آلاف ميغاواط من الطاقة في السنوات الخمس القادمة. بل وصل الامر بعد عمليات التفتيش المستمرة صرح المدير العام ان الوكالة قادرة على اثبات عدم انحراف البرنامج النووي الايراني ودعا البرادعي الى حوار مباشر بين الجهات المعنية لايجاد الثقة
والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط.

هامش:
*((سادس فلوريد اليورانيوم(ويسمى هكسافلوريد اليورانيوم)، مركّب كيميائي يتكوّن من ذرة واحدة من اليورانيوم مع ست ذرات من الفلور. شكل كيميائي لليورانيوم يستخدم خلال عملية تخصيب اليورانيوم في فترة معقولة من درجة حرارة وضغط . يكون هذا المركب صلبا أو يمكن ان يكون سائلاً أو يكون غازياً. وشكله ان كان صلباً ابيض كثيف بلوري ويكون شبيهاً بالملح الصخري. لا يتفاعل مع الاوكسجين ولا مع النتروجين ولا مع ثاني اوكسيد الكربون او مع الهواء الجاف ولكنه يتفاعل مع الماء أو مع بخار الماء)).



لقد بيّنت ايران الى انها أجرت عمليات تحويل اليورانيوم على نطاق تجريبي ولكنّها لا تفصح عمّن قام بتلك العملية على مستوى الاشخاص والسبب معروف للكثيرين! كما قامت بغلق العديد من المواقع التي تمّ اخراجها من العمل ووعدت آنذاك الوكالة الدولية بتزويدها بالعديد من المعلومات فيما يتعلق بالنشاطات الاضافية وبشأن دورة الوقود النووي. لقد استمرّت حملة التشكيك بالاراء الايرانية وبتقاريرها في كلّ تفاصيل العملية النووية. حيث بحثت الوكالة الدولية لاكثر من مرة عن آثار لسادس فلوريد اليورانيوم المستورد وفقدان كمية منها بسبب الخزن(كما تقول ايران وتشكّك الوكالة الذرية في ذلك!). لقد أفادت ايران في نفس العام(أي 2003) الى أنها اجرت 113 تجربة في مختبرات جابر بن حيان باستخدام رابع فلوريد اليورانيوم المستورد لاغراض تحسين مستوى ظروف التفاعل ولانتاج معدن اليورانيوم. وقد اشارت الوكالة الدولية الى انها عثرت على يورانيوم مستنفذ في عينة رابع فلوريد اليورانيوم الماخوذة من مختبرات جابر بن حيان وتشكك الوكالة الدولية (كما هي عادتها استناداً على تقارير اسرائيلية وامريكية!) بعمليات التحويل النووية بحجة الحصول على مواد نووية لا تنوي ايران الكشف عنها. علماً ان الوكالة الدولية لم تشر الى اي نشاط من هذا القبيل يوم كان نفس النشاط مستمرا منذ عام 1977 يوم حكم الشاه محمد رضا. حيث استوردت ايران ثاني اوكسيد اليورانيوم المستنفذ وكلّ المعدات التي كانت تعمل لانتاج رابع فلوريد اليورانيوم من ثاني اوكسيد اليورانيوم لم تعد موجودة ).
)GOV2003/63 (راجع الوثيقة
لقد أشارت مجموعة الخبراء الدوليين في تقرير موجز اعدّ نهايات عام 2003 الى ان ايران ليس لديها امكانية لتطوير تكنولوجيا اثراء استنادا الى معلومات مستقاة من (مصادر مفتوحة!!) فيما يتعلق بموقع ناتانز. للعلم في كل ما قيل حول امكانية التخصيب بالطرد المركزي انذاك كانت ضمن تقارير زودت بها ايران الوكالة الدولية للطاقة الذرية واشارت الى السنة التي وجهت فيها ايران نشاطها الى هذه العملية وهي عام 1987 السنة التي قامت بها جهة اجنبية بتزويد ايران بالرسومات الخاصة بالطاردات المركزية. وتمت اول عملية تجريب للالة المفردة لاجراء عملية التخصيب بادخال سادس فلوريد اليورانيوم الى الطاردة المركزية الاولى تمت في حزيران 2003 وفي شهر آب من نفس السنة بدأ اختبار سلسلة تعاقبية صغيرة بمعدل عشر آلات لما ذكرنا. ويقول التقرير الدولي الى ان ايران ما فتئت تتعاون مع الوكالة في تنفيذ التدابير الرقابية اللازمة لاثراء الوقود ورصد اختبارات الالة المفردة والسلسلة التعاقبية الصغيرة المشار لها.
لقد أشارت ايران في احد تقاريرها المهمة الى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في عام 2003 عن مفاعل للماء الثقيل تنوي انشاؤه في عام 2004 تبلغ قدرته المرتقبة 40 ميغاواط حراري وهو من النوع المسمّى
IR-40
ويكون الفيض النيوتروني في هذا المفاعل هو 10^13 و10^14 نيوترون/سنتمتر^2 /ثانية.

تشير هذه الوثيقة بنسبة كبيرة الى القلق المستمر من عدد من التعديلات التي تجرى بين الحين والاخر في المنشآات العديدة ضمن البرنامج النووي الايراني والذي اكدته ايران لمرات عددية على لسان المسؤولين السياسيين وفي رسائل الى المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومن العجيب ورود الفقرات المستمرة على وجوب تنفيذ التقرير الاضافي لاتفاقية الضمانات بدون شروط!!(ويرجو من ايران ان تعمل مع الامانة من اجل الاسراع دون قيود بالتوقيع على البروتوكول الاضافي والتصديق عليه وتنفيذه تنفيذاً تاما وان تتصرف من الان فصاعداً كتدبير لبناء الثقة، بما يتماشى مع البروتوكول الاضافي) راجع نفس الوثيقة الفقرة 6.
نلاحظ من خلال كلّ الوثائق أنّ الوكالة الدولية عموما تتعامل مع دول في طريق النهج النووي أنّها في محل الشكّ الدائم لو قدّمت كلّ الوثائق المطلوبة وكلّ المنشآات كانت تحت المراقبة الدائمة. وللتاكيد على ما نقول نلاحظ الوثائق المذكورة والتالية منها. لقد تضمّنت كلّ الوثائق كلمات أقرّت وإعترفت وغير ذلك.
وبشكل عام تؤكّد التقارير الدولية للوكالة الى ان برنامج ايران النووي يتألف من(مرحلة امامية شبه كاملة لدورة الوقود النووي تتضمن تعدين اليورانيوم ومعالجته والتحويل والاثراء وصنع الوقود وانتاج الماء الثقيل واقامة مفاعل ماء خفيف واقامة مفاعل بحوث يعمل بالماء الثقيل ومرافق البحوث التطويرية المرتبطة الفقرة 45. راجع الفقرة دال من الوثيقة:
GOV/2003/75
ولنا عودة الى الوثائق الاخرى (وربما عشرات الوثائق القادمة!!) في الوقت المناسب وسنبقى نراقب الوضع عموماً بهذا الاتّجاه وانت ايها القاريء الكريم ستراقب معي ان كنت مهتمّاً بهذا الموضوع.



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الصراعات السياسية والحقائق العل ...
- من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا! الحلقة الثانية
- هل نهاية الكون في معجّل الهادرونات الكبير؟!!
- من مشكلات النفايات النووية في منطقتنا!
- مفاعلات كوريا الشمالية وتجاربها النووية
- بين العرفان والصوفية والسياسة!
- التلوث بالاشعة النووية في العراق
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...
- البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السيا ...


المزيد.....




- عقار الاغتصاب -GHB-.. أضرار بالغة و3 نصائح لتوعية الفتيات ...
- مصر تعزز حماية حقوق البحارة بانضمامها لاتفاقية العمل البحري ...
- موقع روسي: هل يفجر الاحتباس الحراري حروب المياه بآسيا؟
- “أنا لولو المرتبة” تردد قناة وناسة الرائعة بإشارة قوية على ا ...
- لهذه الأسباب لا تهمل علاج مرض السكري.. اعرف أهمية فحص العين ...
- بعد انتشارها فى أمريكا نتيجة جزر عضوى.. ما هى البكتيريا الإش ...
- الصحة العالمية: حالات الكوليرا بلغت 486760 ألفا و4018 وفاة ف ...
- تصاعد نسب التلوث.. رائحة الكبريت تُقلق البغداديين
- كل ما تريد معرفته عن الالتهاب الرئوي عند كبار السن.. الأعراض ...
- الأعراض الأولى لسرطان القصبة الهوائية والوقاية منه


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مؤيد الحسيني العابد - البرنامج النووي الايراني بين الحقائق العلمية والصراعات السياسية الحلقة السابعة والاخيرة