أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أيمن رمزي نخلة - تدين ظاهري ونجاح وهمي














المزيد.....


تدين ظاهري ونجاح وهمي


أيمن رمزي نخلة

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 07:18
المحور: الصحافة والاعلام
    


يطلع علينا الكاتب الكبير فاروق جويدة بهوامش حرة كل جمعة في جريدة الأهرام يمتعنا دائماً بشعره ويؤلمنا كثيراً بتبصيرنا بحقائق أليمة. كتب هذا الأسبوع، بتاريخ 26/12/2008 مقالة بعنوان: أحمد شفيق.. نموذج للنجاح. وأحمد شفيق هو وزير الطيران المصري، والمشروع الناجح ـ على حد قول الكاتب فاروق جويدة ـ هو مطار القاهرة الجديد، أو، ما يُسمى بصالة "3". تناول الكاتب ـ من وجهة نظره ـ عظمة تشييد المطار الجديد مقارنة بالمباني الهشة ومئات المدارس الجديدة المتهالكة بعد بنائها بفترة وجيزة وكذلك آلاف الوحدات السكنية التي تصدعت وهرب سكانها والمشروعات التي سرق أصحابها قروض البلد ـ على حد قول الكاتب ـ وهربوا الأموال إلى خارج مصر، حتى بلغت ديون مصر 650 مليار جنيه. كل التعميمات السابقة ذكرها الكاتب الراقي فاروق جويدة في مقالته الأسبوع الماضي.
وليسمح لي الكاتب الكبير بوقفة سريعة نعرض ونناقش ما كتبه لأنه شاهد أمين على تداعيات العام الماضي:
• يسأل فاروق جويدة: "أين أختفت البلايين التي تسربت في مباني متصدعة ومدارس بلا دورات مياه ومساجد علمت الشعب الإرهاب؟". انتهى المقطع المعبر الذي أخذته من كلمات الكاتب الراقي. حقاً هناك ترابط كبير بين كثير من المدارس وأماكن العبادة ـ أياً ما تكون هذه الأماكن ـ التي يتم صرف بلايين الجنيهات عليها لتكون أماكن للتدين الظاهري والعبادة التي بدون عمل صالح وتعليم بدون جدوى سوى مزيد من الإرهاب وكراهية المختلف في العقيدة، أياً ما تكون هذه العقيدة. ويا ليت الأمر توقف على مباني المدارس المتصدعة، لكن حتى الجامعات جميعها لم تنل واحدة منها شرف محاولة أن تكون في ترتيب أفضل الجامعات العالمية، بما فيها الجامعات التي تتخذ الدين علماً بدلاً من علوم العصر. ومع تزايد التعليم ومظاهر التدين وإنشاء الهيئة العامة لتعليم الكبار وفخامة المباني المشيدة لمحاربة الأمية، إلا أن الأمية تتزايد عاماً بعد عام حتى مع الحاصلين على شهادات التعليم العالي.
• ربط الكاتب فاروق جويدة بين الفريق أحمد شفيق كونه من أبناء الجيش المصري العظيم صاحب أكتوبر وصانع النصر وبين إنجاز المطار الجديد. لا أعرف ما حقيقة هذا الترابط وهناك بعض القيادات من رجال الحرب السابقين في مناصب مشابهة ولهم مظاهر عمل براق لكن قد لا يبدو لها قيمة في رقي وتقدم وحضارة البلد.
• تم بناء هذا المطار الجديد في وسط العمران وفي أرقي المناطق السكنية الحديثة في القاهرة الكبرى. لماذا لم يتم بناء مثل هذا المطار في الصعيد المهمل في أغلب مناحي الحياة؟ أو لماذا لم يتم بناء مثل هذا المطار في الصحراء الشرقية أو الغربية، وما يتبع ذلك من زراعة مجتمع سكني وصناعي وزراعي جديد موازي للدلتا كنقلة حضارية ورؤية لمائة سنة قادمة بدلاً من زيادة التكدس في أماكن التكدس؟؟؟
• الفاضل فاروق جويدة، هناك العديد من المشاريع التي كانت براقة في بدايتها لكن أُُكتشف بعد مرور الوقت أنها كانت قبور مبيضة من الخارج ومن الداخل عظام وروائح أموات نتنة، أو "بطولة من ورق". يا عزيزي كم يحزنني عدد من أماكن العبادة الضخمة الفخمة وكثير من المدارس التي أسير أمامها في ذهابي وإيابي وأجد حولها "مقالب قمامة عمومية" تصنعها بعض المجالس المحلية كأماكن لتجميع القمامة لحين نقلها لأماكن أخرى. إنني أدعوك لتبني منظومة عامة من البناء والتشييد التي يجب أن ترقى بالمجتمع كوحدة متكاملة يرى الجمال والحضارة في النظافة والنظام والعمل بعيداً عن تدين ظاهري يرفض الآخر المختلف ويرهبه مادياً أو فكرياً أو عقائدياً.

في النهاية للكاتب الراقي الشاعر فاروق جويدة كل التقدير والاحترام لأنك علمتنا أن لا ننخدع ونُغيب بنصف الكوب الممتلء، لكن ننظر إلى نصف الكوب الفارغ حتى نفكر كيف نعمل على ملئه.



#أيمن_رمزي_نخلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمي منتقبة
- صحافة تحت الإرهاب الأمني والديني.
- الحوار المتمدن سيعيد للإنسان العربي إنسانيته
- مَن المسئول عن الصعيد؟
- عبادة جماعية وتحرش جنسي جماعي
- حول اتهام القرآنيين بازدراء الأديان.
- دوائر التكفير
- دعوة للهجرة بعيداً عن التخلف.
- رسالة إلى المتدينين المحترمين
- صراع فاروق حسني الديني والثقافي
- حتى لا تعود الذكرى الرمضانية لإهانة الإسلام.
- كيف يكون الفساد تجسيداً للوحدة الوطنية؟
- لماذا اللحن المتواصل لكراهية إسرائيل؟
- يا فاروق ارتدي حُلة البهاء لتعلوا بها فوق الجهلاء.
- البهائيون: أمل وورود بلا حقوق.
- هناك يعبدون البقر
- صناعة الفتنة الطائفية
- الزوجة الزلزال.
- الأزهر قام بواجبه: الجنسية أو الحرية الدينية.
- أين سخونة جمال وأنوثة المرأة المصرية؟


المزيد.....




- حاول تثبيتها فسقطت منه في البحر.. شاهد ما التقطته كاميرا تحت ...
- علماء يكتشفون سببًا محتملًا لإعادة بناء نصب -ستونهنج- قبل آل ...
- أحبّها بعمق.. قد يصدمك ما فعله رجل ليبقى بقرب حبيبته
- فيديو يظهر محاولة اقتحام سجن مكسيكي بعد أعمال شغب دامية.. شا ...
- -العنف الطائفي بعد الإطاحة بنظام الأسد أقل حدة مما كان متوقع ...
- آلاف السوريين يحتشدون في ساحة الأمويين في الجمعة الثانية بعد ...
- إل ألتو البوليفية: -المنازل الانتحارية- مهددة بالانهيار والس ...
- فنلندا تجدد رفضها فتح الحدود مع روسيا
- ليبيا.. ضبط شبكة نشطت في تصنيع وبيع الخمور المغشوشة في بنغاز ...
- مصر تدين اعتداء الدهس في ألمانيا وتؤكد رفضها كل أشكال الإرها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - أيمن رمزي نخلة - تدين ظاهري ونجاح وهمي