أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - رسالة لمجلس القمة العربية















المزيد.....

رسالة لمجلس القمة العربية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2519 - 2009 / 1 / 7 - 07:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


والله ..ما بعرف شو بدي أحكي أو أقول وأنا طبعا بخجل من نفسي جدا لمّا بحمل ورقة وقلما عشان إنتوا عودتوني أن أخجل من نفسي ومن ثقافتي ومن مهنتي كمثقف ولذلك تعودت على الخوف ..والخجل ..حين أمسك قلما , ويستغرب كثير من الناس كيف أنني ما زلت على قيد الحياة !!رغم أنني كأبنائهم المثقفين رحمهم الله جميعا ورحم معهم زمان العرب وبالرغم من الجراح الكثيرة غير أنني ما زلت أحب القراءة والكتابة والنظر في وجوه الناس : بس على كل الحال الصحة عال العال ولا داعي للقلق ..رغم أنني محاصر كغزة وهنالك من الناس أمثالي بس هم لا يجيدون الكتابة وأنا أكتب لكم بالأصالة عني وعنهم , فبالأصالة عن نفسي وعنهم أعبر لكم عن خالص إمتناني الكبير لكم لما أرسلتموه لغزة من مؤن ومواد غذاية وأسألكم سوآلا:
أفلا يوجد بعواصمكم عائلات يحاصرها الجوع ؟ما الفرق بينها وبين غزة غير وجود آلة الحرب والدمار .

.على عموم كافة الأحوال أنا شاعر إنها حالتكم اليومين هذول مش ولا بُد..يعني حاسس إنه في شيء مضايقكم ...وأنا متأكذ إنكم متضايقون عشان موضوع الحرب على غزة ..وأنتم اليوم محرجون بس شو بدكوا إتساوا؟ هاي الدنيا وأحوالها هيك , يوم بتكون معك , ويوم بتكون عليك, يوم واحد 1 لينا وعشره 10علينا , والقوة كذلك ,مره معنا ..ومره علينا ..وهاي المره صدقوني ما هي معانا نهائيا هي عليكم بس إنتوا لحالكم طبعا بدكم الله ينصركم ؟
ما بعرف كيف هذي بدها إتصير أو كيف بدها إتكون ؟ ولنعود معا إلى جدتي ورؤيتها المستقبلية في المنطقة أو للمنطقة ككل ,صدقوني جدتي كان عندها سنة1990م رؤيا سياسية للمنطقة أنا ما بعرف من وين جابت هذي الرؤى؟؟ بس على الأقل كانت إلها أيضا رؤيا مستقبلية للمنطقة أفضل من رؤاكم.
كانت جدتي رحمها الله تقول : ولا يمكن العرب يشخوا بالقدس ؟
كنت أسألها ليش ؟ وشو يعني يشخوا بالقدس؟
يعني أن يبولوا بها وهي كناية عن السكن بها والنوم وممارسة الحياة اليومية .
بس من وين لجدتي هذه الرؤيا المستقبلية الثاقبة وخصوصا إذا عرفتم بعد قليل رؤيتها للعراق والحجر المنشور .

ودعوني أن أنتهز فرصة تحرك مشاعركم وأن أنسى جدتي قليلا ...لأحدثكم بضمير الغائب ..والحاضر ..والماضي .. ودعوني أشعر لأول مرة بحياتي بأنني وغيري من العرب محط إهتمامكم وإعجابكم وصحيح أنني لم أكتب إليكم منذ زمن ولكن صدقوني أنني كنت مشغولا جدا وأرجو منكم أن تعذروني في هذا اليوم , وأعرف أنكم إعتدتم على قراءة مؤلفاتي ومذكراتي وأعرف أنكم مدمنون جدا على الثقافة ولولا معرفتي بثقافتكم العالية جدا لما حملتم لا قلما ولا ورقة لأكتب إليكم .
لقد بدأت أشعر منذ الصباح الباكر بألم واضح في مفاصلي وأعتقد أنكم تعانون من هذا المرض وأظن أن السبب الرئيس هو إشتداد حالة الطقس الباردة جدا , فلقد ذهبت إلى طبيب المركز الصحي في الأردن بمحافظة إربد وشكوت له عن حالتي المرضية هذه وأوضح لي السبب وقال أن البرد القارص في هذه الأيام هو الذي يعمل على ذلك , وأنا كعادتي ناقشت وعارضت وقلت له : من المحتمل يا دكتور أن يكون السبب هو الحالة السياسية وةالطقس السياسي في غزة وأريحا وباقي مدن القطاع .
فطمئنني الطبيب قائلا :
لا لا لا أظن أن مشاعرك كعربي يحترق أله قد تحركت وأظن أن البرد هو السبب الرئيسي .
وأنا بدوري أطمئنكم جدا على حالتي الصحية وأدعوكم إلى عدم القلق عليّ كعادتكم وأوعدكم وعدا تاما وحقيقيا أن أزوركم في قصوركم الجمهورية حال تحسن صحتي , وأنا أعرف أنني لم أزركم منذ 36 عاما أي من يوم ولادتي , بس , يعني ما بدكم تآخذوني واعذروني جدا , عشان مشاكل الدنيا كثيرة في هذي الأيام وأنا ما بدي حدى منكم يتصل بي عشان أنا مشغول في كتابة كتاب عن تاريخكم العظيم , عفوا : أقصد أنني مشغول جدا هذه الأيام بتزوير كتاب جديد أضيفه إلى قلئمة كتبكم المزورة وتقاريركم المزورة وأوعدكم خيرا أن أتحدث عن معاملتكم الحسنة لي رغم أنني مضطهد ومحاصر أكثر من غزة .. الحاضر الذي هو أمامي لكي يكون تاريخا مزورا لنا ولكم , أي شو بدنا نحكي للأجيال القادمة ؟
على كل حال هذه رسالتي لن تكون الأخيرة لأنني سأكتب غيرها وغيرها وصدقوني أنني قلق جدا على صحتكم , أخبروني بها , ترى هل أنتم على ما يرام ؟

اليوم هو العاشر في الحرب على غزة وسنة 1967م قاتلتم اليهود 6 أيام وكنتم خلالها شجعانا جدا , وعلى الرغم من أنني لم أكن معكم في تلك الأيام غير أنني عرفت كل شيء من نساء الحارة اللواتي يفهمن بالسياسة أكثر من غالبيتكم .
حتى جدتي رحمها الله : قالت لي يوما :
-شو مالم طربان ؟-
-عادي ما في شيء , بس بغني .
- بتغني ..والله والله والبيت إل بناه الله ,عمركوا ما بتشخوا بالقدس .
كنت في تلك الفترة أبلغ من العمر 15 عاما وكنت مغرما بالعزف والغناء فإستاءت جدتي جدا وقالت لي هذا الكلام .
وأنا بصراحه ما كنت فاهم معنى كلام جدتي ,كيف يعني : عمرنا ما بنشخ بالقدس ؟رايحين إظلهم يدحروا بالعرب حتى يصلوا من العراق إلى القدس , وبعدين بظهر المسيح وبخلصنا من كل الشرور .
كيف يعني بظهر المسيح بالرغم من أن جدتي لا تجيد لا القراءة ولا الكتابة ولكن رؤيتها السياسية للمنطقة تدل على خبرة واسعة في مجال العمل السياسي وكأنها حكمت أكثر من الزعيم الياباني (هيرو هيتو).
بس لما كبرت وتقدمت بي السنون والأيام عرفت مرة أخرى حين غزى صدام حسين الكويت , أن جدتي وأمي ونساء الحارة يفهمن بالسياسة أكثر من غالبية قادتنا العرب , ففي الوقت الذي نزلت به القوات الأمريكية في الخليج قالت أمي وجدتي معا : لو كان صدام حسين زلمه كان أسع بضرب البوارج وهي بالبحر ولو كان زلمه كان هجم بجيشه على إسرائيل مش على الكويت .
على كل حال نساء الحارة شاطرات جدا بالسياسة وأنا ما بحكي هذا الكلام من أجل المطالبة بأن يكون لأمي وجدتي دور سياسي محوري في المنطقة , فجدتي رحمها الله ماتت في سنة 1993م وأما بالنسبة لأمي فهي اليوم لم تعد متفرغة للعمل السياسي والإجتماعي فيكفيها من الآلام الروماتزم ما يكفيها وهي تعاني من السك والقرحة في الإثنى عشرة وأظن أن السبب في كل ذلك هو الأغذية الفاسدة... وكمان الأنظمة الفاسدة , فمن يوم ولادتي وهي تتحمل فساد الحكومات العربية لأنها تدفع عن الحكومة ثمن فسادها المتكرر ليلى نهار .
على العموم أطمئنكم مرة أخرى ..أنني بخير وما زلت أحمل ورقة وقلما .




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب تحل المشاكل التي لا يستطيع السلام أن يحلها
- مع من يقف الله اليوم ?....أو بصف من سيقاتل ؟
- الدين مشكلة كبيرة
- أسيادُنا الجُدد
- المُخدرات الفكريةُ
- إفهموني : ماركس مسيح العمال
- هذا المقال يسمم البدن
- خُرافةُ اليسار العربي 2
- هذا المقالُ يُسمم البدن
- خُرافةُ اليسار العَربي1
- يا يسوع خلّصنا يا رب هللولي هللوليه
- اليسار يكذب علينا
- ليش المواطن العربي مش شبعان الخبز؟
- لماذا 99% من الشعب العربي يؤيدون كندرة منتظر
- لعبة السلّم والحية الأردنية
- من عجائب الوطن
- سرقوا المواطن شلةٌ ..واحد ورا الثاني هَربْ
- لو أن الحوار المتمدن تصدر من دولة عربية
- جفرا هي يا إلّرّبع صاير أعرف أرقُصْ
- لماذا نحن خارج السجون ؟


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - رسالة لمجلس القمة العربية