أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - من جيوس إلى غزة ..(..!!..)..














المزيد.....

من جيوس إلى غزة ..(..!!..)..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


لأنه الدم الفلسطيني الواحد، ولأنها الأرض الفلسطينية الواحدة، فهي لا تقبل القسمة إلا على فلسطينيين، هي الأرض التي كانت تسمى فلسطين وأصبحت تسمى فلسطين، ليس المجال مفتوحاً لكافة العمليات الحسبية، ولسنا صفحة في أجندة أحد، نحن الورثة الحقيقيون لهذه الأرض لذلك كان قدرنا أن نكون فلسطينيون، نموت ونحيا نتعب ونشقى، نداس بأسلحة الغدر، ونقتل بسيف الصمت العربي..!!

بالأمس كانت الفعالية الأسبوعية في بلدة جيوس شرق قلقيلية، اجتمعت الفعاليات الرسمية والشعبية في البلدة، وساندتها مؤسسات المجتمع المدني، والفصائل في المحافظة، ليكون عنوانها وحدة " شعب واحد لا شعبين " " دم واحد لا دمين " هكذا هتفت الجماهير، فكانت غزة الحاضرة في جيوس كان العنوان " غزة "، هتفت الحناجر عالياً، بوحدة وطن، وبأرض واحدة، وبمصير واحد، هكذا كانت جيوس أكثرُ من الألفين فلسطيني وفلسطينية رفعوا العلم الفلسطيني عالياً، استظلوا بظله، وتوحدوا تحته، ساروا في شوارع البلدة باتجاه جدار الفصل العنصري، حيث تواجد الجند والعسكر، كانوا بالانتظار وكأنهم على موعد، فيوم الجمعة وتحديداً بعد الصلاة هو القبلة الثانية لأهالي البلدة، يوم الاشتباكات، ويوم الصدور العارية التي تتحدى بإرادتها المخرز ..!!..

في جيوس رأيتهم يشبكون اليد باليد، والساعد بالساعد، تعالت إرادتهم فوق الجرح، وتمسكوا بأن يكون هذا اليوم يوم الوفاء لغزة ، ما لبث أن وصل الفلسطينيون إلى الجهة الشمالية الغربية من البلدة حيث يطوق الجدار بين الضم والاقتلاع " 8600 " دونم، بدأ الفصل الحقيقي للمعركة، وبدأ الحاقدون يطلقون نارهم الحاقدة، غاز مسيل، ورصاص مطاطي، وذخيرة حية، كانوا يظنون بأن المسيرة الحاشدة سيتم تفريقها بكل سهولة، ظنوا خطأً بأن صور القتل المرعب وما يحدث في غزة سينال من إرادتهم، استمرت المواجهات ساعات وساعات، وليرغم الجيش الفلسطينيون على التراجع بدأ بإطلاق الغاز على المساكن الآمنة، التي لا يوجد بها إلا العجائز، والصبية، والمرضى، ومع ذالك توحد الشبان في حالة عشق قل ما تجد لها مثيلاً هذه الأيام، لم يكن بالإمكان إلا أن يكتبوا بالدم رسالة وفاء إلى غزة، ويجدوا البيعة لهم بأننا موحدون، همنا واحد، لن نسلم ولن نستسلم، ولن نساوم على ثوابتنا .

النساء والشيوخ والعجائز تقدموا إلى الصفوف الأولى، والى خط المواجهة الأول، أكدوا بأن مشهد الوفاء لن يكتمل إلا إذا قال الكل كلمته، دون خوف، أو رعب من محتل، أصروا على ما أصر عليه الجميع، بعثوا بكل ما يمكن أن يبعث من وفاء إلى غزة، وعاهدوهم بأن نكون على موعد دائم نتواصل روحانياً، نتوارد ذهنياً، نحمل أيادينا على الأكف وننتظر مصيراً واحداً إما الموت، وإما النصر، علامةٌ فارقة في سجل عطاءات شعبنا، وأيقونة معطرة بدت واضحةً في سماء جيوس .

منذ أكثر من شهرين والفعاليات في بلدة جيوس تنظم المسيرة تلو المسيرة، بشهادة كل المراقبين الذين تابعوا ما يجري في البلدة، فالمسيرات الأسبوعية يزداد زخمها، ويزداد ترتيبها، ولان الإصرار الذي رأيته في عيون الناس في جيوس يختصر كل بلاغة الكلام، وفلسفات اللغة، لذلك هم مصرون على الاستمرار رغم همجية الاحتلال وبشاعته، فالجدار، والاستيطان، والعدوان على غزة هي دليل على تشابه الاحتلال في أدواته وقمعه رغم اختلاف المكان والزمان .

بكل أسف رغم الصفاء، والنقاء، والطهارة التي يحملها شعبنا في الضفة وغزة، ورغم حالة التوحد التي صاغها شعبنا في مواجهة إجرام العدو الصهيوني إلا أن إعلامنا العربي وبكل أسف يحاول وبكل عبثية نقل المشهد بضبابية ودون وضوح، في بلدة جيوس رأيت مشهداً وحدوياً، وطنياً متقدم، في مسيرة يتجاوز المشاركون ال " 2000 " مواطن تجري المواجهات، وتضرب المنازل بالغاز المسيل للدموع، ويطلق الرصاص الحي على الصدور العارية، ويسقط الجرحى، بالمقابل لم ينقل الحدث وما جرى في البلدةعبر فضائياتنا العربية حفظها الله، كأن ما جرى في البلدة لم يكن حدثاً معبراً لينقل إلى العالم، بالمقابل مسموح أن يظهر قادة العدو الصهيوني بدئاً من " تسيفي لفني " وانتهاءً بالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي وهم يدلون بدلوهم ويتوعدون الفلسطينيون والمقاومة عبر فضائياتنا العربية ووسائل إعلامنا العربي ، فإلى متى يبقى هذا العبث والتضليل في الإعلام العربي؟ سؤال أبقيه للفضائيات النفطية، ولمقاولون الذين يرقصون على جرحنا ..!!

الحرب على غزة تتشابك خيوطها، وخسائرنا في صفوف الأبرياء والأطفال والمدنين مرتفعة، كما أن هناك تدميراً لكل مقومات الشعب الفلسطيني من بنى تحتيه وممتلكات، ومع ذلك ما يزال الصمود هو العنوان، الحال في غزة وفي جيوس التي خسرت الكثير من أرضها، واقتلع زيتونها، وحاصرها الاحتلال من كل الجهات، هي الحالة نفسها، إما حصار وإما موت تحت قنابل الدمار، ومع ذلك فالفلسطيني الأقدر على الحياة، حتى وسط حقول الألغام، من هناك من جيوس علت الحناجر، وارتفعت الأيدي الطاهرة إلى رب الكون " اللهم أنزل غيثك، وثبت جندك، وكسر عدوك، انك على كل شيء قدير " هذا ما يملكه الفلسطينيون صدورٌ عارية خلقت لتجعل من الموت فلسفة، وقلوب لا تتوجه إلا لله ترتجي منه الثبات والنصر .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كفاكم تباكياً على أوجاعنا ..(..!!..)..
- فإما نكون .. وإما نكون ..(..!!..)..
- مقابلة مع الدكتور زاهر الجوهر حنني ( أدب المعتقلات )
- صباح الخير جيوس ..(..!!..)..
- لِنُضِئْ شَمّعَةً خَيرٌ مِنْ أنّ نَلّعَنَ الظَلاَمْ ..(..!!. ...
- حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..
- حنين ..(..!!..)..
- لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..
- عندما كنتُ حماراً ..(..!!..)..
- نهركِ .. العذب ..(..!!..)..
- طفولة مُزّمِنةْ - قراءة في مجموعة ناصر الريماوي القصصية ..(. ...
- دلال المغربي أسطورة لن تنسى ..(..!!..)..
- الشهداء .. يرحلون إلى الجنة وتبقى ذكراهم خالدة فينا ...!!
- كامل نصيرات ( والمقال .. ) .. الصباحي الساخر..(..!!..)
- ستون عاماً نموت
- .. (..!!..)..شخابيط
- لا بد للقيد أن ينكسر .. (..!!..) ..
- قراءة في قصيدة -مروان- للشاعر د. متوكل طه..
- يزرعنهم أشجاراً .. ويودعنهم شهداء
- آمنة منى .. والقانون الدولي الإنساني المنسي..(..!!..)..


المزيد.....




- وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
- مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي ...
- ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
- -تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3 ...
- ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
- السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
- واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
- انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
- العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل ...
- 300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - من جيوس إلى غزة ..(..!!..)..