لماذا يتضامن النظام السوري مع ... العملاء ؟

داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 151 - 2002 / 6 / 5 - 21:29
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

قد يبدو السؤال (العنوان) إستفزازيا ، وعدوانيا ، وذو صبغة هجومية تحريضية تفتقر للمنطق السياسي السليم وللمصداقية المعلوماتية ؟ ولكن الأمر ليس كذلك تماما فما أكتبه وأعلنه لايدخل ضمن مجال المعارضة للنظام السوري فذلك أمر لايعنيني من بعيد أو قريب وإنما مايعنيني أساسا هو رصد إنقلاب الموقف السوري وإنحيازه المعلن والصريح لجانب النظام الفاشي العدواني المهزوم في العراق مع مايعنيه ذلك الموقف من حرب سورية سلطوية على حرية الخيار الشعبي العراقي خصوصا عندما يتعلق الأمر بتشويه مواقف المعارضة العراقية ومحاولة بعض الأوساط المشبوهة والإرتزاقية في سوريا إلصاق تهمة العمالة للأميركان بها ؟؟ وهي تهمة جاهزة ومشرعة على الدوام ضد أي معارض شريف ! بل أن هذه التهمة قد إبتذلت ولم تعد تعني شيئا من فرط ماأستعملت في البيانات والأدبيات السياسية للأحزاب والمنظمات الشمولية ذات التوجهات الفاشية المغلفة بالشعارات الوطنية والقومية ؟ ونعود لأصل الحكاية ولب الموضوع ونتحدث عن العملاء والمشبوهين الذين يساندهم النظام الوراثي السوري حاليا ونعني النظام الصدامي المهزوم ؟ وصفة العمالة لم نطلقها نحن على صدام وجماعته بل من أطلقها هو النظام السوري ذاته عبر تصريحات قياداته التاريخية والبارزة وأهمهم سيادة العماد مصطفى طلاس وزير الدفاع السوري المخضرم والذي يعتبر أحد الطهاة المتميزين في مطبخ السياسة السورية طيلة العقود الثلاث الأخيرة والذي مدد  الأسد الإبن لخدمته عامين إضافيين بعد تجاوزه السن القانونية ، والعماد طلاس غني عن التعريف فهو رجل السيف واليراع وهو الشاعر الحالم والمقاتل الشرس وهو رجل الصالونات الأدبية ورجل الثقافة والفكر والزهور والمطابخ والتاريخ والجغرافية وحتى المطابخ الشامية واللبنانية والفرنسية!! إذن فإن آراؤه وكلماته وأقواله لها وزنها ومصداقيتها خصوصا وأنه لم يزل أسيرا ومدينا لتراث معلمه الراحل الأسد الأكبر ؟ وفي ظني وتقديري أن خطوات التقارب والتعاون بين النظامين البعثيين في العراق وسوريا تصطدم بآراء العماد طلاس ومعلوماته التاريخية والسياسية الموثقة ؟ ولكن المشكلة أن الأنظمة العربية ومنها النظام السوري تعتقد أن الشعوب العربية غبية ولاتقرأ ولاتهتم بما يقال ولاتعرف الأرشفة لكي تحاسب على أفعال الماضي بل أنها شعوب مخصية ومغيبة لاتهتم إلا بإشباع بطونها..؟ وكذلك يتصرفون على الدوام ؟ فماذا قال العماد مصطفى طلاس قبل سنوات قليلة ماضيات بحق النظام العراقي ؟ تعالوا نتابع ماقاله بالحرف والنقطة ........................................................

في السابع من آذار مارس عام 1988 كتب العماد مصطفى طلاس في صحيفة تشرين الدمشقية النص التالي       

(كان الرئيس جمال عبد الناصر أول من كشف صدام وإرتباطه بالمخابرات الأميركية عندما كان طالبا فاشلا في كلية الحقوق بجامعة القاهرة... لقد قالها لي عبدالناصر في داره بمنشية البكري في شهر شباط فبراير عام 1970 )       

وأعتقد أن النص أعلاه واضح بما فيه الكفاية فهل سمعت به أو قرأته الحكومة السورية الحالية ؟                     

هل قرأ هذا النص رئيس الوزراء السوري مصطفى ميرو وهو يلطخ يديه وسمعة سوريا القومية بإهدائه ذلك السيف والدرع الدمشقي المرصع والرمز للبطولة القومية لعميل قديم وفاشل للمخابرات المركزية  ؟                             

وماهو رأي الرفاق المناضلون في قيادة قطر العراق وفي القيادة القومية التعبانة التي لاتقود أحدا ؟                     

ماهو رأي الرفيق المناضل فوزي الراوي وهو يبرر تصرفات سادته وأولياء نعمته المقاولين الجدد حكام دمشق ؟

هل نصدق العماد مصطفى طلاس ونحن لانملك سوى هذا الخيار لأن أفعال وجرائم نظام صدام القومية تدعم هذا الرأي ولأن أجهزة الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر الإستخبارية معروفة بدقة معلوماتها ؟ فكيف إذن يتنطع النظام السوري ويقفز على التاريخ ويتجاوز شعاراته المرفوعة يوميا ويساهم في تعزيز حكم العملاء والمشبوهين في العراق ؟ بل ويتمادى في التعاون الإستخباري والعسكري والإرهابي معهم ويسهل مهمة تهريب قتلة المرحوم الشهيد الشيخ طالب السهيل التميمي ويساهم في تهريب الأسلحة والرادارات وتمرير المعلومات لنظام العملاء في بغداد ؟ كيف يبرر السوريون هذا التعاطي المكشوف ثم يتهمون المعارضة الوطنية العراقية بتهمة ألصقوها وأكدوها هم بحق صاحبهم الجديد ؟ وكيف تستقيم كل هذه المتناقضات ؟ ومن هو الصادق ؟ ومن هو الكاذب ؟ ولماذا يعمد النظام السوري المفلس الحالي لتعويم العملاء والمشبوهين ؟                                                                                                    

هل يستطيع دهاقنة دمشق التنكر لتصريحات الماضي القريب ؟.                                                                    

ومن أذن لهم بإصدار بيان ببراءة الذمة القومية لنظام عريق في العمالة والإجرام ؟                                             

لماذا تساندون العملاء ياحكام دمشق ؟                                                                                                      

 

[email protected]

#داود_البصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات