|
الإعلام -الفانوس السحري- الذي أدخل أوباما الى البيت الأبيض
قاسم محمد عثمان
الحوار المتمدن-العدد: 2517 - 2009 / 1 / 5 - 07:28
المحور:
الصحافة والاعلام
الإعلام .. وسيلة سحرية استطاعت فصل واحدة من أكبر الأحداث التي هزت الوسط الإعلامي في العالم كله، الانتخابات الأمريكية لم يقتصر تأثيرها على حدود دولتها خاصة إعلامياً، فكان تكاتف الجهود الإعلامية العالمية أمر واضح لتخطي الفارس الأمريكي الجديد "باراك أوباما" الحواجز للوصول للبيت الأبيض. كشفت "CNN" الستار عن الدراسة التي أجراها "مركز الشؤون العامة والإعلام" وأوضحت أن معظم التعليقات الصادرة عن قنوات التلفزة الامريكية، ومنها ABC و CBS، وNBC، خلال الشهرين الماضيين، كانت إيجابية عن أوباما وبواقع 65 %، مقابل 31 % لغريمه الجمهوري، وفقاً لوكالة الأسوشيتد برس، في الوقت الذي لم تشمل الدراسة شبكتي CNN أو MSNBC، ومن جانبه قال رئيس المركز "روبرت ليتشر" "لسبب ما، الإعلام يصور أوباما بأنه الاختيار الأفضل كرئيس عن جون ماكين،إذا شهدت الأخبار المسائية فأول ما سيتبادر إلى الذهن إنه يجب التصويت لأوباما." وأعلنت بعض الدراسات، والتقارير عن الحملة الانتخابية الخاصة بـ"باراك أوباما" أن قناة NBC هي الأكثر محاباة لأوباما حيث بلغ عدد التقارير الإخبارية المؤيدة له 179 تقريرًا بنسبة 37% أي أكثر من عشر أضعاف التقارير السلبية التي بثتها عنه والتي لم تتعد 17 تقريرًا بنسبة 3%، تليها نشرات الأخبار الليلية على قناة "CNBC" التي بثت 156 قصة إخبارية مؤيدة لأوباما بنسبة 38% مقارنة بـ21 قصة ضده بنسبة 5%، فيما جاءت تقارير قناة "ABC" في المركز الثالث حيث أذاعت تقارير إخبارية موالية لأوباما أربع أضعاف التقارير السلبية، 127 قصة إيجابية بنسبة 32% مقارنة بـ 27 قصة سلبية بنسبة 7%، فجاءت النتائج إيجابية للثلاث قنوات الأمريكية حتى في في الأوقات التي خسرَ فيها بعض الولايات لصالح منافسته في الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون. فيما أشارت قناة "Fox News" لاستطلاع رأي أُجْرِيَ في أواخر يوليو الماضي على 900 شخص أوضح أن الأمريكيين يرغبون في فوز أوباما بالرئاسة عن منافسه الجمهوري جون ماكين بواقع ستة أضعاف. لم تكن المؤسسات الإعلامية الكبرى التي انساقت وحيدة وراء أوباما في حملته الانتخابية فظهر بين الوسط الصحفي الأمريكي من أيد الرئيس الأسود لدرجة تتبع خطواته في حملته الانتخابية وكانت ليندا دوجلاس المراسلة السابقة لمحطتي "ABC" و"CBS" التي استقالت من عملها الصحفي لتنضم للحملة الرئاسية لباراك أوباما النموذج الصارخ للانحياز الإعلامي لأوباما، التي قالت " إنها تتبع ما يمليه عليها قلبها الليبرالي حيث ترى اللحظة الحالية لحظة تحول وتغيير في أمريكا تفرض عليها أن تشارك في صنعها". تأثير وينفري اوبرا وينفري تساند أوباما وكانت الإعلامية الأمريكية الأشهر "أوبرا وينفري" أبرز الدعاة لحملة أوباما الانتخابية على مدى شهور طويلة استغلت فيها وجودها ضمن قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم عام 2005، وكذلك حصولها على لقب أكثر النساء تأثيراً في العالم في دفع باراك أوباما نحو البيت الأبيض بشتى الطرق الدعائية لذلك تعمدت الظهور إلى جانب أوباما وزوجته ميشيل في 3 تظاهرات ضخمة؛ مستغلة اللون الأسود في حشد أكبر عدد من الأصوات لصالح أوباما حتى أصوات غير العاملين وصغار السن مستغلة في ذلك شعبيتها وقالت "سأبذل قصارى جهدي من أجل أن يصل باراك أوباما إلى البيت الأبيض"، وقامت بحملة في ولاية كاليفورنيا التي تنحدر منها لجمع التبرعات وكانت الحصيلة ثلاثة ملايين دولار في ليلة واحدة. فعملت "أوبرا وينفري" كمؤسسة إعلامية تتكاتف مع مصالح أوباما الانتخابية، وسعت أوبرا لتوظيف برنامجها الحواري في التلفزيون والذي يتابعه حوالي 8.4 مليون متفرج، ووظفت موقعها على شبكة الإنترنت، الذي يبلغ زواره 2.3 مليون زائر ، وكذلك استغلت شعبية مجلتها "أو" للغرض نفسه. نجوم هوليوود كذلك لم يتناسى أوباما دور نجوم الفن في توجيه الدفة الانتخابية لصالحه فحشد معه أبرز نجوم هوليوود وركز في ذلك على أجمل نجمات أمريكا ذات الجاذبية، والنجوم الشباب، فصرح النجم "ليوناردو دى كابريو" الذى دعمه للمرشح الديمقراطي وقال " إنه يعتقد أن رئيسا أمريكيا من أصل أفريقي يدعى باراك أوباما ليمثل الولايات المتحدة في مثل هذه المرحلة يتفق مع القيم الحقيقية، والحلم الأمريكي" وأضاف "إنه يدعو الله أن يفوز أوباما لأنه يعتقد أنه سيحدث فى الولايات المتحدة تغييرات ضخمة نسعى إليها ويسعى إليها باقي العالم أيضا"، مؤكدا أن أوباما رجل سياسي مميز وواسع الثقافة يعرف ماذا يفعل، في الوقت الذي يريد فيه أن يفعل . التغطية الإعلامية العربية فرحة أوباما بالفوز لم تغفل الشاشات العربية المعركة الانتخابية الأمريكية فجاءت التغطية الإعلامية العربية بعيداً عن الانحياز الإعلامي العالمي لكلا المرشحين ولكن كان أول ما يشغل تلك التغطية هو السيناريو القادم للمنطقة العربية، والشرق الأوسط بعد انتخاب أحداهما ، وفي الوقت الذي لم يتعمد الإعلام العربي وخاصة القنوات الإخبارية الموضوعية التحيز في تغطية ذلك الحدث الهام كان هناك بعض القنوات التي مال ميلها نحو باراك أوباما ربما لتحقيق مصالح معينة ، فجاءت قناة "العربية" الإخبارية استثناءً في ذلك لتحتل المركز الأول في قائمة الانحياز الإعلامي للمرشح الديمقراطي حيث استنفذت قناة "العربية" الإخبارية كبار مراسليها لتغطية الحدث الأمريكي وشملت سياسة التغطية على المعلومات، والتحليلات ووصلت ساعات تغطيتها للحدث الإعلامي الأكبر إلى 20 ساعة متواصلة بعد أن وعدت "العربية" مشاهديها بتزويدهم بما يحدث في الولايات قبل شبكات البث في الولايات المتحدة نفسها، كذلك تطرقت التغطية إلى تأثير الانتخابات على الصراع العربي- الإسرائيلي والعراق وإيران وملف الإرهاب والأزمة الاقتصادية. حتى أن مراسلي "العربية" أصبحوا يؤيدون أوباما وكأنها انتخابات محلية فقالت الأستاذة "راندا أبو العزم" مدير مكتب قناة "العربية" بالقاهرة "خلينا ندعي أن أوباما يكون الرئيس القادم، وأنه يتمتع بكارزما عالية واللون مازال عائق أمام أوباما، فلولا أنه رجل أسود كانت الانتخابات اتحسمت منذ فترة طويلة" جاء ذلك أثناء استضافتها في برنامج "كل ليلة" على قناة النيل للمنوعات. ثم جاءت "BBC" العربية بساعات طويلة من البث وصلت لـ 36 ساعة بث قدم تلفزيون "BBC" العربية تغطية شاملة وحيّة لمجريات الانتخابات الرئاسية الأميركية، من خلال نشرات إخبارية مفصلة ومقابلات مكثفة مع محللين وشخصيات سياسية عربية وأميركية مباشرة من استوديو "BBC" في واشنطن حاولت فيها التوازن بين المرشحين وخاصة في الساعات القليلة الأخيرة قبل البدء في إعلان النتائج. فيما صمدت قناة "الحرة" في التغطية المباشرة للأحداث من خلال برنامج "الطريق إلى البيت الأبيض" بآخر المستجدات حول المعركة الانتخابية من خلال شبكة مراسليها المنتشرين في عدد من الولايات، وتضمنت التغطية متابعة للنتائج لحظة بلحظة، ومقابلات مع عدد من المحللين السياسيين الذي مال أغلبهم في تأييد أوباما، أما قناة "أخبار المستقبل" فخصصت حلقة أسبوعية طويلة من برنامج "استديو 24" من تقديم نديم قطيش لمواكبة الانتخابات الأميركية بالتحليلات ، وفرص كل منهما، من خلال نقل مباشر من CNN. كذلك جاءت قناة "LBC" في تغطية مباشرة من واشنطن من خلال برنامج "أنت والحدث" من تقديم شذا عمر والتي ركزت في حلقة الأمس على التغطية المباشرة قبيل إقفال صناديق الاقتراع لإعطاء النتائج الأولية مع قراءة النتائج والتعليق على النسب المئوية من خلال محللين سياسيين أميركيين. حشد إعلامي لترشيح أوباما مراسليها في مناطق عدة من الولايات المتحدة، بل أقامت الاحتفالات في حدائق التروكادير وعلى بعد أمتار من برج إيفل، والتي أقامت موقعاً يضم شاشة عملاقة بعد شراكة بين المحطة و"راديو فرانس انترناسيونال" واستوديو نقالاً، يستقبل فيه مقدمو المحطة عدداً من الشخصيات الأميركية من الديمقراطيين وجمهوريين، ويرى بعض المحللين أن الاحتفال بفوز أوباما لا يستحق كل ذلك الضجيج ولكن يستحق " بالتأكيد وداع جورج دبليو بوش والتيقن من إنه لن يعود". وفي مصر، اتضح العديد من المظاهر المؤيدة للرجل الأسود ذو الأصل الأفريقي على أمل أن يكون عهده نقطة تحول للقضايا العربية المعلقة وكانت من أهم تلك المظاهر أقام بعض المراقبين مجموعات إلكترونية "groups" على الفايس بوك facebook والتي تمدح المرشح الديمقراطي للرئاسة الأمريكية باراك أوباما كان أخرها الحملة العربية لدعم أوباما ضرورة والتزام, وترى هذه المجموعات أن أوباما هو التغيير الحقيقي الذي سيأتي بالخير للعرب ويطلبون من المشتركين والمنضمين استقطاع نصف ساعة من وقتهم لدعوة الأصدقاء ووضع الإعلانات الخاصة بأوباما على المواقع والمجموعات. فماذا كان مصير أوباما دون تلك البروباجاند الإعلامية الصاخبة التي أحاطت به وأيدته طوال شهور حملته الانتخابية لتسيطر على الرأي العام الأمريكي، خاصة مع رصد آراء المحللين الذين أكدوا أن اللون الأسود عرقل أوباما كثيراً، ولولا اللون ما وقف الشارع الأمريكي طويلاً يفكر .
#قاسم_محمد_عثمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مجازرغزَّة تكشف القناع عن الأنظمة العربية المتواطئة
-
تحليل سياسي: لبنان و المرحلة الصعبة في اتخاذ القرار
-
لبنان يعتزم الصمود في وجه الارهاب مقابل الانهيارات السياسية
...
-
على طريق استثمار التهدئة في لبنان دوليا و عربيا
-
لبنان و بداية نهاية الازمة- تحليل سياسي
-
الشرطة المجتمعية وقاية استباقية من الجرائم
-
تاريخ علم البصمات و تطوره - الجزء الأول
-
لا موالٍ و لا معارض فقط لبنان و لاجل لبنان
-
الداهشية ...مذهب عقائدي و ايماناً تعتنقه البشرية في العالم
-
الدكتور النعماني يسال المحلل السياسي اللبناني قاسم محمد عثما
...
-
حماس وفتح الى أين؟
-
الادارة الامريكية:تضم ادارة لخلق الازمات في العالم العربي
-
الداهشية عقيدة يعتنقها معظم المهندسين و الاطباء و المثقفون ف
...
-
التغيرات اللبنانية منذ خروج سوريا من لبنان
-
نيقولا مكيافيلي منذ النشأة الاولى الى مسواه الاخير...
-
المحامي طلال الخضري يروي وقائع تحوّل الطفلين لقيطين: الطفل ا
...
-
شارل رزق رئيسا للجمهورية اللبنانية...تم التوافق بين اطراف ال
...
-
هل ينجح حوار -قادة لبنان- ام الخلاف سيتفجر ... بري يضع يده ع
...
-
الازدواجية الملغومة... عشية حوار لبناني؟؟!
-
عزل لحود أم إفقاده المصداقية ؟
المزيد.....
-
رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري
...
-
جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
-
مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في
...
-
لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج
...
-
لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن
...
-
قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
-
كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
-
أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن
...
-
شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة -
...
-
-عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|