هادي الخزاعي
الحوار المتمدن-العدد: 774 - 2004 / 3 / 15 - 04:34
المحور:
ملف - اذار/ نيسان 2004 - مرور عام على الغزو/ الاحتلال الأمريكي للعراق وانهيار النظام البعثي الدكتاتوري
الحالة العراقية الراهنة بكل ما فيها من أختلاطات,محض حالة معقدة, ومع ذاك فأنها تشكل مركزجذب لمحترفي التجـارة وهواة السياسة وشيوخها من غير العراقييــــــن والعراقيين على حد ســــــــــواء, فمذ سنة تقريبا,أي منذ ـ التحريلال ـ والعبدلي وحفر الباطن وعرعر والجزيره ـ بمــــــــا فيها قناة الجزيره ـ والعقبه وبدره وجصان وراجان وأبراهيم الخليل,قد فتحت أبوابها مشكورة للعراقيين وغيرهم كي يدخلوا العـراق آمنين, ولكن هذه الأبواب لم تنس أن تفتح لمن هب ودب, لمن يحمل قلبه للعراق ليبنيه, ولمن يحمل على قلبه حزمة ديناميت ليخربه, لمن يدخل بشـــاحنة فيها مقطورة مملوءة بما لذ وطاب من آثاث وشراب أو بدون تلك المقطوره, لمن يدخل نفرات بسيارات الأجره غير باهضة الثمــن. ولمن يحمل الصوغه لأحبته الذي أمتـــــد فراقه الأجباري عنهم سنوات عديده,ولمن يحمل الأفيون والحشيش والترياق, وفي سبيل المزحة المبطنة أقول..أنها العداله,عدالة حراس البوابات المشرعـــة, عدالة التحريلال. ألا أن بعضا من الهواجس المجربة التي توخز خاصرتي كلما أنسدح لأستريح, لتهتف بي..أن كل ذلك بسبب من عمى الألوان الذي تتميزبها دهــــــاء السياســـة الأمريكية المارينزيه البيضاء ـ نسبة الى البيت الأبيض ـ,اوالذي تتقصده عندما تريد فرض أرادتها أوقانونها المسجل في غرفة التجارة العالمية على مشهد ما ,تريد أن تلونه بألوانها التي توفرلأبناء العم سام المتعة, لم لا, فهناك معامل في هوليود عاصمة السينما والأكشن, تحول أفلام الأسود والأبيض الى أفلام بالألوان وبسينما الديجيتال التي يمكنها أن تعيد الشريط الى الخلف دون أن يؤثر على سير الأحداث , ألم يستحيل تحريرها للعراق الى أحتلال, والدروب المفروشة بالورود الى دروب مزروعة بالألغام والقنابل من نوع الماركات المسجله المجربة في أصقاع الأرض, الحارة والباردة, الغنية والفقيرة, المقدسة والنجسه!, وبدل ـ الواهليه العراقيه ـ راح الناس يجمعون الشظايا وبقايا السيارات المفخخه وأوصال بقايا أجساد الأبرياء وغير الأبرياء, وبدل أن يجني العراقي والعراقية المصفوعة بقرار مجلس الحكم 137 على خدها وقفاه هو,بدل أن يجنوا المن والسلوى التي حرموا منها في زمن الديناصورات المنقرضه, لم يجنوا الى اللحظة حتى الكريع (ثمرالسدرغير الصالح للأكل). لقد جار عمى ألوان الكونغرس بربطات عنق اصحابه الفاخرة وغفلة السي. آي. أ. كتلك الغفلة! التي جرت في 11سبتمبر, وشيطنة ناجي وأبوه وأخوانه وجميع أقاربه, الذين لا تتعب آذانهم من التصنت على الناس, كل الناس الذي يوسوس في صدورهم الخناس ككوفي عنان ومفتشي الأسلحة في الصومال وجزرالفوكلاند. أن من يقف على واحد من أرصفة شوارع العراق في دورة أستحالته الحاليه, يجده قد تحول الى ما يشبه جراب الحاوي ذي الباع الطـــــــــويل بشغلة الضحك عاى الذقون, جرابهيحتوي الأرهاب والكباب,ويحتوي أيضا سوق مريدي الذي يبيعك بأرخص ســــعر وظيفة ملك في أي مملكة تريد,وفيه رزمات الأرانب والباكوات الخضراء على الطريقة المصريه ترقص من جيب الى جيب على أيقاع الوحده ونص, وفيه الحربآءات التي لايستعصيها لون أو جلد, وفيه من أبناء آوى وبناته الكثير ووفق مواصفات الشاعر وغير الشاعر,فيه الفارس منقاش والمجاهدون الزرقاوي والخضراوي والبربن,وفي ذات الجراب هناك الحملان والمتقاعدون ومعوقوا حروب الأمهات, من أم المعارك الى الحواسم التي ليس لها أم, وفيه أيضا طلاب المدارس الذين يتوجب عليهم الحصول على معدل120% في أمتحان الثانوية العامه حتى يدخلوا كلية الطب أوالشريعه فمعدل 73% الذي كان في ظل عهود الديناصورات التي أنقرضت يؤهل لكلية الطب,لم يعد في زمن الديناصور الضرورة حسب مقاســـاة عطوان والمحلل المســـــفر وقابضي دولارات الكابونات, يؤهل ألا للكليات البائسة التي ليس لها سوق في خانة طموحات الشباب وأحلامهم الفاقدة لأي طعم أو رائحة أو لون. كما أن في الجراب يا سادتي مدمني الزنجيل والشخصين الذين حرمهم آخر ديناصور منقرض من التخلص دماء شرايينهم الزائده في مناسبة يعتزون بها. ولا يخلوا الجراب أيضا من الجربان والجلحان والملحان, فللحاوي في موجودات جرابه شؤون, فهو يجعلهم حينا علامات تعجب وحينا علامات أستفهام وفوارز, وأحيانا ليسوا بأكثر من نقطه لينتهي السطر,وفي الحراب يا أخوتي ما يسميه نساجوا الجمل وكتاب العرائض بالمصائد والألغام,كالفدرالية والمرجعيه والعشيره وأبن علي الشريف وعشرات من علامات الأستفهام والتعجب,ولايخلوا الجراب من الحدود والسدود وما نتج عن الفرهود في الماضي والحاضر. في العادة يتلاعب الحاوي بأراداة من يحتويهم الجراب, يخرج هذا أويخرج ذاك, يلوح بهذا أوبذاك, يطيح بمن يشاء, تلك قضية تخضع لمقتضيات الضرورة التي يتطلبها عرض الحاوي. ولم يحدث أن أخرج الحاوي,حاذقا كان أم غشيم, كل ما في جرابه دفعة واحدة, فبحكم الخبرة, يعرف أن ذلك يفقد عنصر التشويق عند المشاهد,هذا أولا, وينفلت الوضع,مثلما هو منفلت الأن,ومثلما أنفلت في الأتحاد السوفيتي عليه الرحمه, فيفقد السيطره عليه ثانيا,وهناك ثالث ورابع ووو,لا أجد ضرورة للتعداد, فيمكن أختزالها بأحد مقولات العراقيين الشعبية أذا حدث ذلك فعلا, " ظرط وزانه وتاه الحساب ". ولأنه لم يفعلها الوزان لحد الأن, فأننا نتابع الحساب بقدر الدفاتر المكشوفه أمامنا على الطاولات,ونحمد الله على أن عمى الألوان مرض غير معد كماهو مثبت في مكاتب الصحة العالميه, وألا لقلنا عن القليلين ممن لم يحتويهم جراب الحاوي من أصحاب العقد والحل, الذين يعول الناس على حكمتهم وبياض تاريخهم ,بأن عمى الألوان البيضاوي المحلى باللون الأخضر قد أصابهم.
والى الحين الذي يجري فيه الأســــــتلام والتسليم نتمنى على الوزان أن لا يفعلها, فنتقي متاعب أعادة تنظيم الحساب, وكذلك نتقي عودة الديناصورات التي من المؤكد ان الجراب يحتفظ ببعضا منهن, مــــــــمن لم يصيـــــــ،بهن الزنجار,كتلك التي يطلقها الحاوي عندما يشاغب الجهال. وما أكثرما يحتوي الجراب,لاسيما الطبالين والمداحين والنباحين, النباحين الذين حفظـــوا عن ظهر قلب آلاف القصائد والهوسات والكفلات بأسلوب الحسجه وهزالأرداف وأعوذ بالله من أولئك الذين زيتوا حناجرهم بالعديد من المراهم لمنع النشاز حين تردد حناجرهم ..بالروح..بالدم..نفديك يا( )وأملء الفراغ بأسم أي ديناصورجديد يهواه الحاوي.
#هادي_الخزاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟