أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟















المزيد.....

هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2516 - 2009 / 1 / 4 - 09:13
المحور: حقوق الانسان
    


ارتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني الغادر والغاشم إلى أكثر من 420 شهيداً، وأكثر من ألفي جريح ( ساعة كتابة هذه السطور)، وهذا يعني بالتوصيف القانوني، الذي سنأتي عليه أدناه، عملية "إفناء جزئي" لجماعة بشرية، يرتقي إلى مرتبة جريمة الحرب والإبادة الجماعية، وما يترتب عليه من ملاحقة قانونية دولية واجبة وملزمة. وأرى أنه من الملائم تسمية العملية بـ"الدم المتدفق"، بدلاً من الرصاص المتدفق فهو أفضل تعبير عن هدف العملية، وواقع الحال.

وبداية، فلقد ظهر مصطلح الإبادة الجماعية الـ Genocide في العام 1943 على يد المحامي البولندي اليهودي رفاييل لمكين الذي اشتقها من كلمتي "جينوس" وتعني عـِرقاً أو قبيلة، وكلمة "سايد" اللاتينية التي تعني القتل. وما يحصل اليوم في غزة من محرقة بشرية دموية مرعبة، وهولوكوست وعنصري ووحشي فظيع هو، بالتوصيف القانوني، واحدة من جرائم الحرب الكبرى، والمجازر المرتكبة ضد الإنسانية، وانوع من العقوبات الجماعية والإبادة المنظمة ضد جنس بشري بعينه يعاقب عليها القانون الدولي. وما كان لمجرمي الحرب الصهاينة، من القيام بهذه المذبحة لولا تواطؤ وتسهيل وغض طرف من أطراف عربية وفاعلة وعلى رأسها مصر –مبارك الذي أعلن بالفم الملآن، في خطابه المتلفز الأخير، بأنه لن يفتح المعبر، رغم علمه اليقين بأن ذلك يساهم بتكريس عمليات الإبادة والمجزرة، ويعمل على رفع أعداد ضحاياها، باضطراد. فالإبادة الجماعية، تعني حسب النصوص القانونية الدولية، أي فعل من الأفعال المحددة في نظام روما ( مثل القتل او التسبب بأذى شديد)، يرتكب بقصد إهلاك جماعة قومية أو أثنية أو عرقية أو دينية، بصفتها هذه، إهلاكا كليا أو جزئيا.

ولقد ساهمت جهود المحامي اليهودي هذا في فتح الباب أمام تبني ميثاق الأمم المتحدة للإبادة الجماعية في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 1948، والذي دخل حيز التنفيذ في يناير/ كانون الثاني عام 1951. وتعرف الفقرة الثانية من الميثاق الإبادة الجماعية بأنها "ارتكاب أي من الأعمال التالي ذكرها بـِنـِيـّة إهلاك، سواء كليا أو جزئيا، جماعة قومية أو عرقية أو دينية. وهذه الأعمال هي:

1- قتل أفراد الجماعة.
2- التسبب في إلحاق أضرار بدنية أو نفسية خطيرة بأفراد الجماعة.
3- تعمد إجبار جماعة ما على العيش في ظل أوضاع مهيأة خصيصاً لكي تهلكها بدنياً.
4- فرض تدابير بغرض منع الجماعة من التناسل.
5- نقل أطفال جماعة ما قسراً إلى كنف جماعة أخرى.

ولعل البند الثالث المذكور أعلاه، بشكل خاص، من الميثاق يوضح، بجلاء، وبلا لبس، ويحدد مسؤولية القيادة المصرية مباشرة عما يرتكب، وتعتبر مسببة للمجازر المروعة في غزة عبر الحصار الذي "يتعمد إجبار جماعة ما على العيش في ظل أوضاع مهيأة خصيصاً لكي تهلكها بدنياً"، وهو نص صريح وواضح ولا يقبل التأويل. وهذا الحصار الجائر يتعمد، أيضاً، التسبب في إلحاق أضرار بدنية ونفسية خطيرة بأفراد الجماعة، ويجبرهم على العيش في ظل أوضاع مهيأة خصيصاً لكي تهلكهم بدنياً. وفي الحقيقة تعمل اليوم بعض الجماعات الحقوقية، من جهة أخرى، وبناء على هذه الفقرات بالذات، على إخضاع الرئيس بوش لمحاكمة دولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وعمليات إبادة جماعية بحق عراقيين تجاوزت أعدادهم المليون، إضافة إلى ملايين أخرى مهجرة من العراق، وهذا ما نأمل ألأن يطبق مستقبلاً على عمليات التهجير التي طالت مسيحيي العراق، وأقباط مصر، والشرق الأوسط بشكل عام. فهل هناك ثمة فرق، في هذه الحالة، بين مبارك وبوش؟ ولتأكيد تماهي الأدوار وتبادلها أحياناً، وفي هذا السياق، لم يكن من المستغرب البتة، أن يتصل بوش شاكراً مبارك على "الدور الإيجابي" الذي لعبته مصر في الأيام الأخيرة كما صرح بذلك المتحدث باسم البيت الأبيض جوردون جوندرو. فما يعجز أو يخجل بوش عن فعله، يوكله إلى الزعماء العرب لتنفيذه.

والاتفاقية الدولية المبرمة في عام 1948 بشأن منع جريمة الإبادة الجماعية، عـَرّفت في مادتها الثانية هذه الجريمة، بأنها تتمثل في «إخضاع جماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية عمداً لظروف معيشية يراد منها تدميرها كلياً أو جزئياً، وهو ما عبر عنه النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية الذي عرف الإبادة المـُجـَرّمة بأنها «تشمل فرض أحوال معيشية من بينها الحرمان من الحصول علي الطعام والدواء»، وقد أشار النظام الأساسي إلي اختصاص المحكمة بمختلف قضايا الاضطهاد، الذي عرف بأنه «حرمان جماعة من السكان أو مجموعهم حرماناً متعمداً وشديداً من الحقوق الأساسية. وتقول المادة 25 (3) (ج) إن كل من يساعد شخصاً على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية أو الشروع في ارتكابها أو يحرضه على ذلك أو يساعده بأي شكل من الأشكال يعد مذنباً بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية. ورغم أن التآمر على ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية لم يعرف صراحة باعتباره جريمة، على النقيض من المادة 3 من اتفاقية منع الإبادة الجماعية، و المادة 25 (3) (د) [في الأصل الإنجليز ي خطأ المادة 23] من النظام الأساسي تنص على تجريم هذا السلوك نفسه. (الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ومصادر حقوقية أخرى).

ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة وتجريمهم أمر بديهي ولا يحتاج لكبير عناء لتأكيده، غير إن تطبيق الاتفاقيات والمواثيق الدولية والتوسع في ملاحقة المتورطين والمسهلين والمنغمسين في الإجرام، وهو من صلب آلية أية عدالة وعمل قانوني، سيجد تطبيقه، ولا بد، سبيلاً إلى الرؤوس الكبار في الدولة المصرية، وعندها قد يتحقق جزءاً من العدالة الإنسانية المطلوبة، رغم أنه لن يعيد للضحايا حياتهم الأغلى والأعز التي فقدوها، كما لن يخفف من وطأة الآلام النفسية والجسدية والخطيرة التي خلفها الحصار، والتي كان للقيادة المصرية، الباع الأولى، والطولى فيها. فهل يفلتوا مجرمو الحروب من العقاب واستحقاقات العدالة الدولية؟

*( استقينا، بالطبع، بعض المعلومات الحقوقية من أكثر من مصدر حقوقي معنية بنشر الاتفاقيات والمعاهدات الدولية)..














#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس المبارك والضوء الأخضر لذبح القطاع
- نداء إنساني عاجل إلى قمة مجلس التعاون الخليجي
- أكثر من دعارة سياسية
- فصاحة رئيس
- الحرب على الحذاء
- خبر عاجل: قصف مصنع للأحذية جنوب بغداد
- أحذية الإذلال الشامل العراقية: أصدق إنباءً من الكتب
- غزوة الشيخ دقماق
- صلة الرحم الإليكترونية
- مصافحة الأزهر: انكشاف دور الكهنوت الديني
- الانهيارات المالية الكبرى: اللهم شماتة
- الحوار المتمدن: كلمة حق لا بد منها
- أيام الولدنة، ودهر المتصابين الطويل
- سماحة الإمام الأكبر شيخ الأزهر: تقبل الله طاعتكم
- غزّة تحاصرنا
- رسالة عتب رقيق لحوارنا المتمدن الجميل
- أوباما والمهام الأمريكية القذرة
- في الدفاع عن الباطنية
- ما قال ربك ويل لمن سكروا، بل للمصلينا
- رسالة إلى جلالة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نضال نعيسة - هل يُحاكم مبارك بتهمة الإبادة الجماعية؟