أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - مستقبل العراق بين وعي الناخب وكفاءة النائب














المزيد.....


مستقبل العراق بين وعي الناخب وكفاءة النائب


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2516 - 2009 / 1 / 4 - 09:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


زحون تحت وطأة فقدان تلك المستلزمات المعيشية ، و لكن جرى عكس ذلك فكان بينهم من برز كفاسد محترف ، ومزور من طراز جديد ، وبدلا من ان يتحلى المنتخبون بثقافة سياسية واقتصادية عالية ليكونوا قادة لبناء البلد ، كانوا يتمتعون بثقافة التخلف والتخريب والفساد وعزل الاخر ، ويتوجونها بالصراعات البينية على المغانم الحرام ،
من المؤكد ان عملية الاقتراع والادلاء بالصوت الانتخابي لايفعله الا مستوى الوعي الذي يتمتع به الناخب ، فهو الكفيل الذي يهدي لحسن اختيار من هو جدير بتحقيق طموحات الناخب العامة والخاصة ، كما ان حالة الفرز التي تتجلى على اثر تجربة ماضية هي عادة ما تخصب تربة نمو الوعي لدى المواطن ، وكذلك الحاجات الحياتية هي الاخرى تعتبر حوافز مباشرة للبحث عما يعين ويمهد السبيل لتحقيقها ، وبهذه مجتمعة تصنع خامة نسيج الوعي المفترض لدى من سيذهب الى صناديق الاقتراع ، لا لمجرد اختار احد المرشحين فحسب ، وانما سيختار المستقبل الواعد له ولوطنه ولشعبه ، ومن على هذه العتبة يحق للناخب معرفة مستوى ثقافة وكفائة المرشح وخلفيته الفكرية والسياسية والتي لاتكتمل الا بنزاهته و وطنيته العالية .
ان الوعي الثقافي لدى المواطن العراقي قد دمر في غضون العقود الثلاثة الماضية ، وكان التدمير هدفاً مقصوداً من قبل النظام المباد ، بغية الوصول بالمواطن العراقي الى ان لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ، لغاية ان يصوت صمتاً للقائد الضرورة بنسبة مائة بالمائة في الوقت الذي كان فيه العراقيون يرزحون تحت قساوة الحصار الجائر ، محرومون من ابسط مستلزمات الحياة ، في حين كان القائد يبني لشخصه القصور الخيالية ، بمواد بناء مستوردة مسموح بها من قبل الدول التي تفرض الحصار على العراقيين ، ومع ان نتائج انتخاب الطاغية صدام كانت مفضوحة التزييف ، الا انها تعكس حال بات فيها وعي الناس معلباً بمفاهيم تدعو الى عدم استخدام العقول طالما يوجد عقل القائد ، والذي يصنع المعجزات للشعب العراقي مثل ام المعارك وجلب الحصار والحملة الايمانية وما شاكلها .
ويبدو ان البعض يحذو على منهج الدكتاتور في اخذ اصوات الناخبين الجياع الحفاة العراة ، في الوقت الذي تنعم فيه القيادات وليس القيادة الواحدة بقصور صدام ذاتها وبامتيازاته وحشمه وخدمه وربما فيها تطور نوعي بسبب عدم وجود اي نوع من الحصار او العقوبات الدولية ، وهنا يكمن الفرق اذا ما اراد احد يقول ان زمن صدام طاول مايقرب من اربعة عقود ولم تتحرك الجماهير فهل تتحرك عقول الناس بخمس سنوات عجاف اخرى وهم قد تعودوا العيش تحت وطأتها اصلاً ؟ واذا ما كان مبعث الخوف سابقاً هو بطش سلطة الارض ، فاليوم يُهدَدون بعقاب سلطة السماء اذا ما جرى مخالفة الفتاوى والدعوات المبرقعة بالدين ، الا يدعو ذلك الى فك هذا الحصار الفكري بقوانين ملزمة لكي ينعتق الفكر ويتحرر الوعي العلمي وترتقي الثقافة والمعارف السياسية لدي الناس ، مما يمكنهم من الاختيار الصح وعدم تكرار صفحة الانتخابات الماضية ، التي تم فيها التصويت في الاغلب الاعم تحت طائلة الخوف من العقاب الالهي .
لقد مرت خمس سنوات مهلكة على العراقيين بسبب الاختيارات الخاطئة ، وكانت افرازاً منطقياً لما كان سائداً من مد موروث من الماضي ومكرس في الحاضر ، وكلما بقيت هذه الحالة المدمرة ، كلما ظل مستقبل البلد مهدداً بالتخلف وبالضياع وربما بالتقسيم الذي امسى العراق واقفاً على مشارفه ، ولا غرابة في الامر فهو حاصل تحصيل لبؤس الاختيار ، زد على ذلك انعدام الثقافة والكفاءة الادارية لدى من عينتهم القوائم المغلقة كنواب ، والأمّر من كل هذا ، هو اذا ما اعيد انتخاب اناس لاثقافة لديهم ولا يملكون من الآهلية شيئاً ولا من الحرص قدراً على مستقبل العراق ووحدة ترابه .
ان ما اثبتته التجربة الماضية قد اكد على انعدام الكفاءات لدى اعضاء مجالس المحافظات بالملموس ، فلم يظهر من بينهم من هو مختص بالتطوير الصناعي ولا في التنمية الزراعية ولا في مجال علم الاجتماع لكي يفيد في اصلاح ذات البين ، ولا من خطط لمعالجة البطالة في محافظته ، اوعالج مشاكل السكن ، والرعاية الصحية ، والتعليم ، والخدمات الاخرى ، مما ابقى المواطنين ير كما كان بعضهم لا يعلم ماذا يصنع بخطط مشاريع الدولة المركزية في محافظته ، فاضاع نصف المبالغ المخصصة لاعادة البناء بمشاريع وهمية وبمبالغ خيالية ، وارجع نصفها الاخر مشكوراً .
وعليه لابد من وقفة جادة يجب ان يقفها الناخب العراقي ، امام القوائم ومرشحيها ولكي لايعيد التاريخ نفسه كمهزلة باعادة انتخاب الفاشلين والمفسدين او من على شاكلتهم مرة ثانية ، يتحتم على الناخب ان يقرأ بتأن تام مفردات القائمة التي ينوي التصويت لها ، وهنا ليس مطلوباً سوى ضرورة التعرف على شخوصها وسيرة كل منهم الذاتية ، وبرنامجها الانتخابي ببنوده المختلفة ، ولاتنتهي تلك الوقفة الا بمعرفة مدى نظافة كتلها السياسية من الطائفية والاثنية والفساد ، وينبغي ان تتحلى بالوطنية العالية تجاه سيادة العراق ووحدة ترابه .










#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المحكمة الجنائية العراقية .. اولوية ملفات ام محاصصات ؟!!
- العراق .. انتصار في مجلس النواب وانتصار في مجلس الامن
- ثغرة { الدفرسوار } في دفة الحكم !!
- المدنيون ... من ابناء محلتنا
- اوباما .. وجه جديد ام مجرد واجهة ؟
- الاتفاقية الامنية ... اختبار نهاية المطاف
- منطلقات مواقف الرفض والقبول للاتفاقية الامنية
- التعامل مع اغتيال الشخصيات.. جريمة لاتغتفر وجريمة مشابهة فيه ...
- تمخض الاحتلال فولد اتفاقية امنية
- الاتفاقية الامنية يستلزمها جواز مرور ام سلامة ظهور ؟
- وحدة الصف الوطني تحت رحمة المحاصصة
- سلامات ياخدمات !!!
- البرلمان العراقي ... سائر الخطى ام خائر القوى ؟
- احتراس روسي من عربدة ناتوية فوق القوقاز
- { ارض متنازع عليها ,, } اكذوبة صدقها من اطلقها !!!
- كامل شياع .. كنت قنديلا احمرا اطفأتك ريح سوداء
- الامن في العراق بين استراتيج الحكومة وتاكتيك الارهابيين
- قانون مأزوم وناخب مظلوم
- اول غيث قانون الاقاليم نزاع حدودي عقيم !!
- {{ الراصد }} اصلحوا الدستور تٌصلح الامور


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي عرمش شوكت - مستقبل العراق بين وعي الناخب وكفاءة النائب