أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عصام خوري - حقوق الإنسان من اجل الجميع














المزيد.....

حقوق الإنسان من اجل الجميع


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2518 - 2009 / 1 / 6 - 09:51
المحور: حقوق الانسان
    


سعت السلطات السورية إلى تقويض الحركة الحقوقية في سوريا مستخدمة مختلف معايير التحجيم من منع تجمعات إلى إغلاق منتديات وصولا لاعتقالات ومنوعات سفر لعدد من النشطاء. لكن اللافت خلال العام الماضي واستمرارا لهذا العام التوجه الرسمي نحو الاهتمام بتدريب العديد من الكوادر الامنية وقطاع الشرطة على معايير حقوق الانسان.
إن هذا التوجه على الرغم من حملة الاعتقالات الأخيرة خلال العامين الأخيرين إنما يدلل على ترسخ أهمية حقوق الإنسان عند السلطة الرسمية السورية، وإدراكها هول الإقصاء الذي تعانيه المؤسسة الرسمية في المنتديات العالمية والاقليمية.
فالشراكة الأورو- متوسطية تنتظر الاصلاحات الاقتصادية السورية وتحسن سجل حقوق الانسان من أجل توقيع الشراكة مع سوريا، ومنظمة التجارة الدولية لا تستطيع تصور اقتصاد حر في سوريا بغياب تطبيق معايير الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ولو بحدودها الدنيا.

فتبرير عديد من الأجهزة الأمنية لمنع سفر عدد من النشطاء المدنين بعد سلسلة الدورات سالفة الذكر، قائم على معيار "ضرورة التواصل بين النشطاء المدنيين والسلطة، ما داموا غير متعاملين مع جهات تنيط السوء للنظام السوري"، بينما يرى عدد من الحقوقيين في هذا الرأي أنه قائم على مبدأ القوة التي تتميز بها الأجهزة الأمنية، حيث تسعى هذه الأجهزة لخلق عملاء لها داخل مؤسساتهم المدنية تبعد عنها سمة الاستقلالية التي تعد عماد مفهوم العمل المدني في العالم.
إن هذين الرأيين على الرغم من تناقضهما الكبير، إلا انهما يدلان على مدى تفهم كلا الطرفين لحاجات كل واحد منهما.
إشكالية الأجهزة الأمنية في سوريا أنها قائمة على اساس مركزي، فلو برزت شخصية أمنية سورية قادرة على التعاطي المميز مع النشطاء المدنيين بعد إمتلاكها للأدوات الحقوقية المدربة عليها مؤخرا، فإنها قد تخفق في ابراز وجهة نظرها أمام قيادتها المركزية في السلطة الأمنية الأعلى منها رتبة. من هذا الجانب يرى الحقوقي أن تمكن الأجهزة الأمنية من البنود الحقوقية، إنما هو مسخر لهدف تقويض الحركة المدنية بشكل ممنهج، أكثر مما هو قناعة حقيقية بهذه الحقوق لهدف إخراج سوريا من عزلتها.

وفي جانب آخر نرى بعض النشطاء السوريين ذوي الخلفية السياسية السابقة، معتمدين في عملهم المدني على آليات العمل السري التي كانوا يمارسوها في أحزابهم السرية، مما يعيق اندماجهم الفكري أو العملي مع المنظومة الأمنية في الدولة السورية، القائمة على نظام مؤسساتي أمني قوي وفاعل في أغلب جوانب الحياة، وهذا الأمر انعكس سلبا على مختلف النشطاء المدنيين في مختلف الحقوق الغير سياسية، حيث وضع كل النشطاء السوريين في خانة الإتهام الأمنية، طبعا مع تفاوت في سلوك التعامل من قبل هذه الاجهزة معهم.
فلو أشهر الناشط المدني عن مختلف أنشطته وتحركاته في وسيلته الإعلامية "الموقع الالكتروني"، فإنه مضطر للذهاب نحو الأجهزة الأمنية للنقاش حولها... ويأتي السؤال الامني له، بطريقة الشك وبرغبة عارمة في اقتصاص المعلومة بشكل غير مباشر، وفي نهاية الأمر يأتي السؤال مباشر وبصيغة اتهاما او تحذيرا، كل هذا الأمر من خلال استدعاء أمني بات معروفا تحت عنوان "دعوة لشرب فنجان قهوة".
و يأتي أسف النشطاء المدنيين الغير سياسيين من عدم قدرة المحققين الأمنيين، على تغيير أسلوبهم معهم، رغم علنية كل أعمالهم، وقد يضطر هؤلاء النشطاء مستقبلا لانتهاج أسلوب سرية العمل وغياب علانيته مؤديين لكسر أهم ركن من أركان العمل المدني في العالم القائم على عملية "إشهار النشاط والهدف والرسالة".

إن الأجهزة الأمنية والنشطاء الذين ينتهجون السرية في عملهم يرتكبون أخطاء جسيمة في حق العمل المدني السوري، لأن كل منهما يسعى من طرفه لحماية مؤسسته، بالطريقة السرية التي تتنافى مع معايير الشفافية، والشفافية هي الغذاء الروحي الواجب وجوده بين أفراد مجتمعنا الطيبين من أجل تحقيق مجتمع التوائم الذي يرفع من مكنون الفرد ليخلق شخصية المواطن السوري الشريف والغيور على احتياجات وطنه.
فالجهاز الأمني السوري بكل جبروته هو أقوى من أي مؤسسة مدنية مهما علي شأنها، وبدورها أية مؤسسة مدنية تحتاج إلى الاستقرار الذي توفره الأجهزة الأمني، ولا شك بأن المجتمع السوري بعموم مؤسساته الإدارية وأفراده المستقلين يحتاجون معايير حقوق الانسان من أجل بناء دولة الحداثة والديمقراطية السورية.




#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحفي يصبح خبرا
- تقرير: سفاح القربى في سوريا
- القاعدة في فلسطين
- أسياد الشرق الوسط
- تقرير: نازحين بحاجة لهوية
- ثقافة السوق الاجتماعية السورية الرشيدة
- ملف: الإعلام الرشيد وحكومة العطري
- الحركات الاسلامية في لبنان
- تقرير: حزب الله وتنسيقه الخارجي
- الاقتصاد الأميركي ينهش اقتصادياتنا رغم انكماشه
- العشاريين الجدد -حكومة عطري-
- تقرير: النفط في سوريا
- قمم للفقراء وقمة واحدة للأغنياء
- من داكار إلى دمشق
- الأرز أهم من أولمرت
- الجوع في سوريا
- لمن نكتب!!
- لبنان أولا... إنه الشرق الأوسط الكبير
- القذافي ينزعج من الدكتاتورية
- اللاذقية تدخل التاريخ


المزيد.....




- الأمم المتحدة: مقتل عدد قياسي من موظفي الإغاثة في 2024 أغلبه ...
- الداخلية العراقية تنفي اعتقال المئات من منتسبيها في كركوك بس ...
- دلالات اصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنيا ...
- قرار المحكمة الجنائية الدولية: هل يكبّل نتانياهو؟
- بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه..رئيس الوزراء المجري أوربان يبعث ...
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تعلن إعادة مجموعة أخرى من الأطفال ...
- هل تواجه إسرائيل عزلة دولية بعد أمر اعتقال نتنياهو وغالانت؟ ...
- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عصام خوري - حقوق الإنسان من اجل الجميع