|
بيان الأمين العام في افتتاح دورة عام 2004 للجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف
الامم المتحدة
الحوار المتمدن-العدد: 773 - 2004 / 3 / 14 - 07:36
المحور:
القضية الفلسطينية
نيويورك، 12 آذار/مارس 2004 غداة المأساة الرهيبة التي وقعت أمس في مدريد، أود أن أؤكد مجددا تعازي العميقة والقلبية للملك خوان كارلوس الأول ملك إسبانيا، ولحكومة وشعب إسبانيا، ولأسر وأصدقاء الأشخاص الذين قُتلوا وجرحوا، سيداتي وسادتي، تفضلوا بالانضمام إلي في التزام الصمت لمدة دقيقة في ذكرى الضحايا الأبرياء لهذه المأساة. سيدي الرئيس، دعني أتقدم بالتهنئة إليكم وإلى زملائكم في مكتب اللجنة على انتخابكم لرئاسة هذه اللجنة. أصحاب السعادة، والسيدات والسادة، لا يزال الوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يتسم بالتوتر البالغ. ولم يحدث أي تقدم ملموس في جهود السلام. ولا يزال هدف الفلسطينيين – المتمثل في إنهاء الاحتلال وإنشاء دولة فلسطين المستقلة – بعيد المنال. ولم يتحقق بعد أمل الإسرائيليين في الأمن. وبدلا من ذلك، اضطرب الوضع على أرض الواقع مرة أخرى بموجة من العنف. واستمرت عمليات الاقتحام الإسرائيلي للمدن الفلسطينية، والاعتقالات، وهدم المنازل، وإغلاق المتاجر وفرض حظر التجول. واستؤنفت عمليات الاغتيال الموجهة. ولم يقتصر ضحاياها على الأهداف المعنية – إذ قُتل أيضا بطريقة مأساوية عدد كبير من المدنيين الذين كانوا يسعون لكسب قوتهم اليومي في الشوارع المزدحمة. وعلى مر السنوات القليلة الماضية، أدت الهجمات الإرهابية الفلسطينية إلى قتل عدد كبير من المدنيين الأبرياء في إسرائيل، ولا يوجد أي مبرر لهذه الجرائم. ولم تسفر عن أي نتائج الجهود الرامية إلى تحقيق وقف شامل لإطلاق النار، والذي سيساعد على منع هذه الأعمال الرهيبة. ويشعر الفلسطينيون بالفزع لرؤية المزيد من أراضيهم وقد تم الاستيلاء عليها لإفساح الطريق أمام امتداد الجدار الفاصل، والذي تولد عن بنائه احتجاجات ثائرة، مما يضاف فقط إلى الغضب واليأس الفلسطينيين. وتواصل إحصاءات القتلى منذ أيلول/سبتمبر 2000 تصاعدها. وقد بلغت الآن أكثر من 000 3 قتيل فلسطيني وأكثر من 900 قتيل إسرائيلي. وقد جرح آلاف آخرون. ومعظم القتلى كانوا من المدنيين، وعدد كبير منهم من الأطفال. وكان الثمن الذي دفعه الإسرائيليون والفلسطينيون على السواء مرتفعا للغاية. ودعونا لا نضيع المزيد من الوقت. فهناك حاجة ملحة إلى التوصل إلى تسوية عن طريق التفاوض لهذا الصراع المميت. وأدى عدم إحراز تقدم ملموس في اتجاه التوصل إلى تسوية سلمية إلى رفع معدلات فقدان الأمل واليأس فيما ما بين عامة الفلسطينيين والإسرائيليين. وبدأ المجتمع المدني، الذي شعر بالإحباط من حالة الجمود في عملية السلام، في استكشاف السبل المحتملة التي يمكنها حفز صنع السلام ودفع العملية إلى الأمام. وفي أواخر العام الماضي، بعث كل من مبادرة جنيف وبيان المبادئ لأيالون – نسيبة برسالة قوية فحواها أنه يمكن التغلب على الخلافات وأن الحوار ممكن. ولكن التصميم السياسي الواضح من جانب القيادتين الإسرائيلية والفلسطينية سيؤدي إلى إزالة الجمود وبدء العملية من جديد. وأي محاولات من أي جانب لحل هذا الصراع المطول من طرف واحد يمكن أن يثير في الواقع المزيد من الغضب والعنف. ولا يوجد أي بديل لجلوس الطرفين معا والعمل سويا على وضع تفاصيل اتفاق يمكن أن يتعايش الشعبان في ظله. وقد قبل الطرفان خارطة الطريق، التي أُعلنت في عام 2002. وهي تحظى بتأييد واسع النطاق من المجتمع الدولي. وإذ تستند إلى قرارات مجلس الأمن 242 و 338 و 1397، فهي لا تزال تمثل أكثر السبل العملية لتحقيق تطلعات كلا الجانبين. وفي القرار 1515، أعلن المجلس مرة أخرى تأييده لخارطة الطريق. والهدف من القرار واضح – دولتان، إسرائيل وفلسطين، تتعايشان جنبا إلى جنب في سلام وأمن. وأناشد اليوم كلا الطرفين اتخاذ خطوات فورية ومحددة لتنفيذ الخطة دون شروط مسبقة. وأهيب بالسلطة الفلسطينية أن تتخذ إجراءا حاسما لوقف الهجمات الإرهابية التي تشنها الجماعات المقاتلة على الإسرائيليين. وفي نفس الوقت، أهيب بالحكومة الإسرائيلية أن توقف توسيع المزيد من المستوطنات وبناء الجدار الفاصل. ويعتبر إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي شارون لخطة إخلاء مستوطنات قطاع غزة مشجعا. وأتطلع إلى رؤية جدول زمني لذلك. وينبغي النظر إلى إخلاء مستوطنات قطاع غزة باعتباره جزءا من عملية أوسع نطاقا، وإجراء مؤقت يمكن أن يؤدي إلى تنشيط جهود السلام المتجمدة، مما يتسق مع خارطة الطريق. وينبغي للمجتمع الدولي، من جانبه، أن يهيئ ذاته لمساعدة الجانبين للخروج من حالة الجمود الراهنة. ويتعين على ممثلي المؤتمر الرباعي، من جانبهم، بذل محاولات أقوى لجمع الطرفين مرة أخرى على مائدة المفاوضات. وقد اجتمعت لجنة الاتصال المخصصة في روما في كانون الأول/ديسمبر الماضي لتأمين المساعدة المالية للشعب الفلسطيني، الذي لا يزال يعاني من أزمة اقتصادية وإنسانية مدمرة. ويواصل المنسق الخاص ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية عملهما، وكذلك وكالات الأمم المتحدة الأخرى، بما في ذلك وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) وبرنامج الأغذية العالمي، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) – ويمتلك البعض منها موارد محدودة، وتعمل جميعها في ظل ظروف غاية في الصعوبة. فالمساعدة الدولية مسألة في غاية الأهمية في هذا الوقت. وستواصل الأمم المتحدة عملها، ولكنها تحتاج إلى أن يُعطي المجتمع الدولي بسخاء. سيدي الرئيس، لهذه اللجنة دور هام يتعين عليها الاضطلاع به في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق أهدافنا المشتركة. وأشكركم على التزامكم المستمر بالسلام في الشرق الأوسط، وأتمنى لكم النجاح في الاضطلاع بمهمتكم. وأشكركم.
#الامم_المتحدة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اتفاقيات دولية حول حقوق المراة
-
رسالة بشأن يوم المرأة الدولي
-
إعلان بشأن حق الشعوب في السلم
-
اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب
-
إعلان بشأن حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والمنازعات
...
-
عقوبة الإعدام، وخاصة للمجرمين الأحداث
-
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
-
الإعلان الخاص بحقوق المتخلفين عقليا
-
إعلان بشأن القضاء على جميع أشكال التعصب والتمييز القائمين عل
...
-
إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة
-
ضمانات تكفل حماية حقوق الذين يواجهون عقوبة الإعدام
-
البروتوكول الخاص بوضع اللاجئين
-
الاتفاقية الخاصة بوضع اللاجئين
-
اتفاقية حق التنظيم النقابي والمفاوضة الجماعية
-
إعلان حقوق الطفل /اتفاقية حقوق الطفل
-
البروتوكول الاختياري الثاني الملحق بالعهد الدولي بهدف العمل
...
-
اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة الق
...
-
إعلان الأمم المتحدة للقضاء علي جميع أشكال التمييز العنصري
-
العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
-
العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية
المزيد.....
-
مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
-
السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون-
...
-
مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله
...
-
اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب
...
-
محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
-
مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
-
من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
-
خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال
...
-
هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
-
قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|