أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - لا يا شاعرنا الجميل سعدي يوسف ليس ما نقله باتريك كوكبورن وترجمته بهذا الشكل المؤسف.!















المزيد.....

لا يا شاعرنا الجميل سعدي يوسف ليس ما نقله باتريك كوكبورن وترجمته بهذا الشكل المؤسف.!


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 773 - 2004 / 3 / 14 - 08:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شاعرنا الجميل سعدي يوسف صباح الخير إذا قرأت كلمتي هذه في الصباح ومساؤك بألف خير وانت نشوان إذا كان الوقت مساءً، لست بصدد الرد أو التقليل من شأن آرائك التي تطرحها، فلكل انسان حرية الاختيار .. إلا اختيار العبودية فهو اسوء اختيار للإنسان ، ولطالما وقفت إلى جانبك وهو ليس فضلاً بمقدار ماهو موقف مبدئي يرضي الضمير عندما حاول البعض من الإساءة إليك بشكل شخصي والتقليل من شانك وتشويه امكانياتك الثقافية بصدد الاراء التي تطرحها، وربما أنت تذكر عندما نشرت قصيدة (مصطفى) كنت قد سبقتك مذكراً وقائلاً " انك انطنيو بيرنز العزيز.. اكتب ما تشاء ...الخ ".
لا لأنك العظيم الذي لا يضاهى، أو لوجود رابطة عميقة من المعرفة بيننا، لكنني وجدت انهم يريدون ان يشوهوا مكانتك الثقافية وأفكارك التقدمية لمجرد اختلافك معهم في رصد الصورة، ولا لكونك على صواب 100% ولا يمكن لآرائك ان تدحض لكن احتراماً لحرية الرأي والاختيار وعدم الغاء الآخر.. ولا اخفيك سراً على الرغم من اختلاف الطريق الآني بيننا فكثيراً ما تطابقت افكارنا حول الاحتلال وما جرى ويجري في بلادنا العراق، بلد الحضارة الاولى كما يقولون والذي جعلها اجلاف العوجة مزبلة للتاريخ وافقدوها حتى الصفات التاريخية التي اطلقت عليها، فليس يا شاعرنا الجميل من انسان وطني شريف يشعر بالغيرة والحمية ان يقبل مجرد فكرة احتلال بلده .. وممن؟ من هؤلاء اليانكي ومستعمرينا القدماء ابو ناجي.. فالوطن هو الأم الحنون التي ارضعتنا من حليبها على الرغم مما قاسيناه في تلك الظروف القاسية التي مرت علينا ولا تنسى 35 عاماً، لا بل معذرة 43 اربعون عاماً على مجيء اجلاف الظلام والجريمة.. أما قبلها فكانت " كالفأر تبحث عن وظيفة " غير سهلة ومرّة وقاسية ظلامية.. بقدر الوعي الذي كان موجوداً حينذاك..
الوطن يا شاعرنا الجميل هو القبلة التي لا يمكن أن يضحي بها الوطني الحقيقي.. لكن
يا سيدي الجميل كان لا بد أن ارد على من نقله وترجمته عن باتريك كوكبورن.. أقول
أرد ليس من باب النفي المطلق للأمور ولكن علينا النقل بنزاهة احتراماً للذات والكلمة والقراء الذين سيقرؤون ما ننقل وما نكتب.
السيد باتريك كوكبرون يصور لك وللآخرين بشكل درامتيكي ساخر مصور كل شبرٍ أو مترٍ أو زقاقٍ أو شارعٍ في العراق عبارة عن جحيم ملتهب متواصل.. ينتظرك القتل والاعدام والتشويه والتفجير والاعتقال في كل لحظة تمر عليك وانت في العراق، وكأن الملايين من العراقيين ونتيجة هذا النقل يعيشون في جحور تحت الأرض لا يخرجون ولا يعملون ولا يشترون ويبيعون ولا يتزاورون ويسافرون.. وان باتريك كوكبورن طورد بإستمرارحتى من قبل خياله.. وينقل مع شديد الأسف كذبة عن مخارج بغداد التي قطعوا فيها النخيل والاشجار وحرقوها وغيرها من التهويلات التي لا يمكن لعاقل تصديقها..
لا أخفي عليك سراً فأنا لم يكن تصوري أبداً بهذا الشكل قبل سفري إلى بغداد وليس العراق فكثيراً ما سافرت الى كردستان العراق في السابق، أما بغداد فقد دخلتها بعد غربة 25 عاماً، دخلتها عن طريق الرمادي ـــ فلوجة..
لقد سافرت إلى البلاد في 15 / 10 / 2003 وخرجت منها في 3 / 2 / 2004 .. زرت الكثير من شعاب العراق ومناطقه وسافرت إلى العديد من المدن.. تصور لدي اقرباء حميمين في الفلوجة واصدقاء أعزاء في الرمادي.. سافرت عبر الخالص عن طريق الضلوعية إلى بلد وسامراء والدور وتكريت ثم الحويجة وكركوك.. وكم سافرت إلى كركوك واربيل.. وزرت النجف ومناطق أخرى.. وعشت في بغداد، تجولت في الاماكن التي كنت قد ترعرت فيها أو ارتادها او التي كنت أعيش فيها وجميعها مناطق شعبية وصدقني طوال تلك الفترة لم اشاهد اية حادثة تتقرب مع الحوادث التي نقلها السيد باتريك كوكبورن .. شاهدت الامريكان بسيارات الهامفي والمدرعات والدبابات، وسمعت أصوات انفجارات بين فترة وفترة، لكنني شاهدت العشرات من الاشخاص يحملون هواتف الثريا وفي اماكن عديدة، وآلاف الاشخاص يسافرون إلى المحافظات جميعها بما فيها السفر إلى الاردن أو سوريا ومع ذلك هذا لا يعني أن حوداثاُ وتفجيرات لم تقع في حينها فأنت تعرف جيداً ان مثل هذه الحوادث والتفجيرات والاغتيالات ولأسباب عديدة ستستمر حتى وان رحلت الجيوش المحتلة لأن المصالح وانت تدرك أيضاً تغلب الطباع، والذين فقدوها ليسوا بالقلة فهم تربوا خلال 35 عاماً على المنفعة والجاه والسلطان والقوة والارهاب والقتل والمناصب والجاه وتحكمهم برقاب الملايين من ابناء شعبنا الكادح.. ثم انظر بلدان أخراى فلها نصيب كبير من هذا التفجيرات والحوادث والاضطرابات.. وها هي أمامك اسبانيا مثالاً صارخاً..
شاعرنا الجميل لن أقول لك ــ كف من مهاجمة الاحتلال واعوانه وخونة الوطن ولكن في الوقت نفسه لا تجعل من قتلة شعبنا الكادح السابقين والحاليين وطنيين نجباء لمجرد انهم يقولون لك انهم ضد الاحتلال أو انهم مقاومة نجباء هدفها جيوش الاحتلال بينما الضحايا هم من الابرياء، أو يجري تشبيههم بحركات لشعوب تختلف في واقعها وموقعها وظروفها عن العراق..
أقول لك وأنا معك وجميع الذين تعز عليهم قضية وطنهم وشعبهم لا تتهاون يا شاعرنا الجميل مع الاحتلال واكتب ما تشاء ضده حتى آخر نقطة من دمك.. ولكن علينا معرفة الطريق والطريقة للخلاص وليس لأعطاء الحجة لبقاء جيوش الاحتلال أكثر أطول مدة ممكنة، ليس عن طريق تشجيع القتل والتدمير وخلق الرعب وعدم الاستقرار لأبناء وطننا حتى لا يشاركوا في عملية النضال من أجل العراق واستقلاله.. أن لا نكون أو تكون مطية يركبك اعداؤك المعروفين بكراهيتهم لك لأنهم بقوا يتربصون بك ويطاردوك ولطالما عذبوك وارادوا ذبحك لا لذنب اقترفته بل لأنك تختلف عنهم بفكرك وبكلمتك الشريفة..
شاعرنا الجميل سعدي يوسف أن السيد باتريك كوكبرون بالغ حتى النخاع وهي ان كانت ذات مغزى حسبما تقول فإنها تضخيم الأمور أكثر من حجمها وهنا يكمن المغزى والمعنى ليس في قلب الشاعر لكن في أكثرية قلوب الناس..
وكما فعله ويفعله ايتام قناة الجزيرة والعربية والصحف القابضة واصحاب الكوبونات النفطية عندما بالغوا بالدفاع عن الشعب العراق والعراق بينما كانوا في الجوهر يدافعون عن ولي نعمتهم نظام القتلة الذي جلب الاحتلال إلى العراق.
13 / 3 / 2004



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية حسابية بسيطة وليشربوا ماء المحيط إذا استطاعوا وثيقة قا ...
- مابعد الأباريق المهشمة
- الدستور المؤقت والعراق الديمقراطي التعددي الفدرالي
- بمناسبة الثامن من آذار عيد المرأة المرأة والدستور العراقي ون ...
- الدستور العراقي واهميته في الظروف الراهنة
- قصيدتان
- راية الفرسان..
- المجلس الرئاسي القادم ومشكلة الطائفية
- الانفلات الامني والتفجيرات في كربلاء والكاظمية في بغداد.. ان ...
- لماذا بعض الإسلاميين في مجلس الحكم ضد تمثيل أكبر للمرأة في ا ...
- ها أنتَ رضيت بقهر العالم حولي ..!
- ارهاصات متفرقة في زمن الارتعاش !..
- ما بعد أغاني المدينة الميتة
- تحفز
- الحالة المعاشية وردود فعل الجماهير الكادحة العراقية.. يجب ان ...
- القوات التركية مرة أخرة أخرى قوات دول الجوار لايمكن أن تساه ...
- التفنن في الزمن الرديء مافيا الثقافة ديناصورات لم ولن تنقرض ...
- قلق الخليقة في زمن التشرذم والخواء
- لا منتمي بعد الضرورة .....!!
- الديون والتعويضات المفروضة على العراقيين الأبرياء موقف البعض ...


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مصطفى محمد غريب - لا يا شاعرنا الجميل سعدي يوسف ليس ما نقله باتريك كوكبورن وترجمته بهذا الشكل المؤسف.!