أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الدين بوزيان - ترمومتر الموت














المزيد.....


ترمومتر الموت


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:40
المحور: حقوق الانسان
    


150، 200، 280، 300، 350، هذه بعض الأرقام التي بقيت في ذهني من خلال متابعتي كما كل الناس هذه الأيام للقنوات الإخبارية المتسابقة لبث صور الموت والدمار بغزة. أرقام تعبر عن حجم الكارثة الواقعة بغزة، عن عدد الشهداء، الضحايا، القتلى، ربما لا تهم تسميتهم هنا ولا اللون الإيديولوجي الذي ترتديه تلك التسمية بقدر ما يهم فعلا عددهم الرهيب المتصاعد، لأنّ ترمومتر الموت لا يعرف النقصان أبدا.
ما يهم أيضا، هو كيفية جعل الترمومتر ثابتا عند عدد معين، أو على الأقل جعله بطيئا، لأنه وللأسف حتى هذه المهمة صعبة جدا، إلا في حالة رضا الأسياد عنها. آلة الموت لن تتوقف إلا أرادوا هم.
الإعلام في زمن العولمة خلق لنا متعة جديدة وفرجة ممتعة ومؤلمة في آن واحد، تجعل من المشاهد إما ساديا أو مازوشيا. يسارع المراسلون والصحفيون إلى الظفر بالخبر اليقين وتأكيد عدد الضحايا في كل مرة، يحسبون ويعدّون ونحسب ونعد معهم لعلّهم يخطئون، نترقب وندقق في كلامهم لعلّنا نجد تناقضا في العملية الحسابية البسيطة التي يقومون بها، 4 موتى جدد زائد 380 سبق وماتوا يساوي 384 ميتا، يتوقع المحللون تزايد عدد الشهداء ويزيد فعلا، لأن الأمر لا يحتاج لمحلل ذكي يكلف القناة الفضائية مالا وتعبا واتصالا بالأقمار الصناعية، ما دامت أسباب الموت مستمرة كما تم التخطيط لها.
أطفال غزة يمثلون أكثر من نصف سكانها، يا ترى كم سيكونون بالنسبة لهذه المدينة المنكوبة بعد انطفاء نار الجحيم التي اشتعلت لتوها؟ أكيد عددهم سينقص، لكن بالمقابل عدد الشيوخ والنساء والكهول والشباب أيضا سينقص. الأمر بديهي. لكن من سينقص أكثر؟
الجواب على هذا السؤال سنسمعه من إحدى القنوات التي ستحقق السبق الصحفي بعد انتهاء ما يحدث، وتأتي لنا ببيانات وأرقام دقيقة بعدما يتوقف ترمومتر الموت عن الصعود.
ليس لنا إلا متابعة الفضائيات، ومساعدتها في تدقيق عدد الشهداء.
ولكن، أثناء هذه المتابعة، نكتم في أنفسنا حلما جهاديا يرفض الظهور إلا عند تحققه، نتمنى خلال مشاهدتنا لصور الموت والدم، أن نسمع عن رد فلسطيني قبل كل شيء وليس عربي، رد جهادي فلسطيني مهما كان لون عباءته أو اتجاهه السياسي، رد يجعلنا نرضى ونطمئن، وأكيد أن الأغلبية تتمنى توقف كل هذا، لكي نعود لحياتنا العادية كما كانت، ونرتاح من مشاهدة القنوات الإخبارية والتدقيق في عدد ضحايا العدوان الصهيوني.





#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعود جهادية لن تتحقق
- فئران التجارب التعليمية
- الدراما العربية و الخوف من التغيير
- وزارة التضامن الجزائرية تحتفي بمرضى السكري على طريقتها
- وزارات تصدر قوانين ظالمة
- تكريس الجملوكية الجزائرية
- إلغاء عقوبة الإعدام في دولة اللاعقاب
- هوس الخلوة غير الشرعية
- اقتناص الفرص لإقالة المسؤولين المغضوب عليهم
- الخجل الإعلامي لأستاذ السوسيولوجيا الجزائري
- ثقافة الدعم و الترويج
- في أيد محترفة
- الجهاد ضد الفئران
- الحب بدون نظرة
- 9 أو 19، لماذا الهوس بالصغيرات؟
- المصدر الأخير للحقيقة - في معركة حامية الوطيس -
- احتكار الجنة
- دراما العجائز
- إرهابيو الأمس، نجوم اليوم
- الدعارة حلا


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الدين بوزيان - ترمومتر الموت