أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد خليل عبد اللطيف - تقرير الغارديان عن الوضع في العراق















المزيد.....

تقرير الغارديان عن الوضع في العراق


محمد خليل عبد اللطيف

الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:37
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


في اليوم الذي غادرت فيه الدكتورة صباح بغداد منذ سنتين وطئت فوق جثة متمددة امام باب منزلها. هذا الحادث المروع عزز مخاوفها من القدر المحتوم لعائلتها فيما لو بقوا في تلك الارض اليباب التي كانت في يوم ما وطنا لهم.
تقول الدكتورة صباح بعد بضعة اسابيع من عودتها الى بغداد "لا اريد تذكر تلك الايام. عندما كنا نغادر المنزل للعمل كنا نرى جثثا على قارعة الطريق بصورة دائمة. الناس كانوا في هلع شديد يمنعهم من الاقتراب منها او رفعها".
عندما بدء الجيش الاميركي برفع الجثث كانت العائلة قد قد تفرقت على الاطراف البعيدة من شبه الجزيرة العربية.
تحدثنا الدكتورة صباح " ذهبت انا الى ابو ظبي بناء على دعوة من اخي، حين ذهب زوجي واولادي الى مصر وبقي لي ابن آخر التجأ الى النجفحيث لم يحصل على تاشيرة (فيزا) لاي بلد".
استقبلتنا الدكتورة صباح وهي تزيل غبار سنتين من منزل العائلة في حي الجامعة المختلط (طائفيا) في بغداد، الكتورة صباح كانت تؤكد على انها اتخذت القرار الصائب بالعودة، العائلة لعبت دورا في اتخاذ القرار كما ان الفة الاشياء في الوطن كان لها دورها، وتضيف"في الحقيقة لم احب ابو ظبي، انا احب وطني". المهنيون الخريجون العراقيون يتم اغراؤهم ماديا للعودة برواتب متضاعفة وامل متزايد بعودة المجتمع للحياة بصورة طبيعية.
هرب العقول العراقية وفراغ البلد منها تباطأ الى النقطة التي بدأ البعض من الذين يحتاجهم العراق لاعادة بنائه اصبحوا يفكرون بالعودة حين كانت عودتهم قبل عام واحد امرا لايمكن ان يخطر ببالهم.
بعد 2005 ترك العراق اكثر من 30000 طبيب وطبيب اسنان وصيدلي ولحد الان لم يتجاوز 1000 عدد من تجرأ على العودة ولكن النسبة بازدياد كل شهر.
الاعداد متشابهة بالنسبة للمهندسين والتقنيين والمحاسبين والاكاديميين واصحاب الصناعات والمعامل ممن ترك فوضى العراق لحياة وسط وقرب ابراج دبي اللامعة الى عالم دمشق القديم. اكثر من مليوني عراقي مازالوا مبعثرين خارج العراق. اكثر من 200000 منهم هم من المهنيين المحترفين الذين هم مفتاح الحل لاعادة بناء بلد فقد الكثير.
الذين عادوا مازالوا يواجهون التفجيرات شبه اليومية ولكن العنف الطائفي والخطف وتقطيع الاوصال الذي حدا بهم نحو ترك بلدهم ودفع بالعراق نحو الحرب الاهلية قد انحسر بشدة بل واصبح نادر الحدوث قياسا بما كان.
العائدون كالدكتورة صباح يخبرون زملائهم في المنفى القسري ان العراق على الاقل من الممكن احتماله الان وتقول الدكتورة صباح "انا لي امل جديد يوما بعد اخر" وتوضح بان مرتبها القديم بحدود 3000$ شهريا قد تضاعف الان وتقول " عندما اخرج الان اجد انهم يقومون ببناء شئ جديد، حتى الطرق يقومون بتنظيمها واصلاحها وكذلك الكهرباء".
ربما كان ذلك صحيحا للبعض ولكنه ليس كذلك بالتاكيد لكل مناطق بغداد او على مستوى العراق ككل حيث مستوى الخدمات الاساسية اقل من مستوى الخدمات في البلدان النامية وذللك حسب المخططون الاوربيون الذين عادوا الى العراق ليدرسوا امكانيات البناء.
هناك عقود قيمتها اكثر من 9 مليارات دولار للتعمير والتحديث الكثير منها للقطاع النفطي لكن القليل منها قد تم الاتفاق عليه. اي استثمار تزيد قيمته على 250 مليون دولار تحتاج الى مصادقة مجلس الوزراء والحكومة المركزية اللامستقرة في هذه المرحلة لاتبدو مهتمة.
الاعمال الخدمية والمدنية هي الاكثر الحاحا للعراقيين من قانون النفط والغاز الذي سيحدد توزيع الارباح لثروة العراق الطبيعية. العرقلة البيروقراطية تشبه الازحام المروري في شوارع بغداد.
ازدحام الشوارع وحالة الفوضى مطلب ملح على ميزانية العراق البالغة 22 مليار دولار. الحكومة تعلن عن خطوط مترو وخدمات الترام على الاطراف تبعث على الدهشة والامل في بغداد. ولكن العديد من البغداديين لايصدقون ويعتبرونه مجرد كلام.
حدثني عمار الكيلاني في احدى تقاطعات بغداد "عندما تستقر الحكومة بما يكفي لترى ماذا ستفعل باموال العراق عندذاك يمكنهم الحديث عن هكذا احلام ولكن الان مانحتاجه هو ضبط الطرقات والقضاء على الميليشيات مرة واحدة والى الابد".
الميليشيات التي سيطرت على الخدمات الاساسية اثناء فراغ السلطة الذي تبع اسقاط نظام صدام في تراجع ولكن الفرز الطائفي الذي اسست له مازال قائما.
خارج العاصمة، مدن واقضية ونواحي العراق مازالت مهملة. البصرة، ثاني اكبر مدن العراق والتي ينظر لها البعض على انها دبي المنتظرة ولكن هذا الكلام يعتبره البصراويون ـ الذين يعانون من المجاري المفتوحة والبرك والبحيرات الناتجة عنها والكهرباء المتقطعة والحصة القليلة المزودة بها من الشبكةالمركزية والحكومة المحلية تبدو فاقدة للارادة والنقد ـ باغلبهم مجرد سراب.
كانت البصرة وحتى اذار الماضي تحت القبضة القوية لجيش المهدي وهي الميليشيا الشيعية الموالية لمقتدى الصدر. الجيش العراقي والقوات البريطانية المعسكرة في مطار البصرة دحرا الميليشيا في عملية سميت بصولة الفرسان التي نتج عنها هروب الميليشيا واعادة الحياة للاهالي. ثمانية اشهر مضت والامور تبدو مختلفة نحو الافضل الا ان المهمة شاقة للادارة الجديدة.
مقاهي ومطاعم السمك على ضفة النهر اعيد فتحها بل ان هناك تململ في الحركة الملاحية والمراسي والسفن الصدئة منذ سنين يجري العمل بها. الاعمال الخدمية والمدنية قد بدات وتجار نفط الخليج يقومون بجولات مدعومة من وزارة التطوير الدولي البريطانية والتي جلبت هذا العام 15 مجموعة مستثمرة.
ولكن التقدم بطئ جدا ويبدو معتمدا على الاستثمار الخارجي. في الجنوب الصحراوي للمدينة يقع طرف احد اضخم حقلين نفطيين اللذان يكمن فيهما مستقبل العراق واللذان كانا احد اسباب ماضيه المشبع بالدم.
يقول السيد جهاد الناطق باسم وزارة النفط "لدينا 115 مليار برميل نفط وهذا تقدير متحفظ والحقيقي قد يكون الضعف. هنا يكمن ثالث احتياطي نفطي يبشر بمستقبل زاهر".
النفط الكامن تحت اقدام الكرد في الشمال والشيعة في الجنوب يعتبر المحرك لمستقبل واعد للعراق في القرن الحالي على الاقل. اخراجه يبدو بصعوبة تحديد من سيجني ارباحه. طاقة الانتاج اقل بكثير من المطلوب خصوصا بعد الازمة المالية التي اطاحت بسعر البرميل الى ثلث سعره قبل 12 شهرا. ميزانية العراق تعتمد على استخراج وبيع مليوني برميل يوميا بسعر 80 دولار للبرميل ولكن الانتاج هبط بمقدار مائة الف برميل شهريا للستة اشهر الاخيرةصاحبه الانخفاض في السعر الى النصف.
هذا الانحدار سيقلص من الميزانية كما سيزيل الثقة من المناخ السياسي المنقسم واللامستقر اصلا.المجتمع العراقي مازال يعاني من تبعات الظلام الذي خيم على البلد خلال اوائل 2006 الى اوائل 2008 عندما قتل اكثر من 150000 شخص في العنف الطائفي حسب الاحصائية العراقية. الكثير من المساهمين في العنف الطائفي مازالوا يتمتعون بالحماية والحصانة الرسمية في مجتمع عشائري يحق ماهو باطل وهذا مايشكل اشكالية اساسية.
يقول المتكلم باسم مجلس القضاء الاعلى عبد الستار بيرقدار "لايوجد قاض في العراق لم يتم تهديده، منذ 2003 والى اليوم تم اغتيال 37 قاضي لتطبيقهم للقانون. يوجد 87 حالة قتل واختطاف لاحد من افراد عوائلهم".
القضاة الرئيسيون يعيشون في مجمعات امنية ويتنقلون في مواكب مع حراس امنيين. بعضهم هددته الميليشيات او نجا من محاولة اغتيال.
اثنان ممن تحدثت اليهم الغارديان اشارا الى اسلحة تحت مكاتبهم وشكا من كآبة يعانيان منها وقال احدهم"نشعر باننا مطاردون كالكلاب ونشعر بالتهديد طوال الوقت".
رئيس الوزراء نوري المالكي اظهر تقدما في قيادته ومؤشرا لثبات في حكومته وسلطة شخصية له عندما دفع الى البرلمان الاتفاقية الامنية وحالة القوات والتي تضع الحد لتواجدها الى منتصف 2011. الولايات المتحدة وافقت على تسليم كل المتطلبات تدريجيا. في منتصف 2009 سيتم اغلاق كافة سجونها الا انها ستحتفظ لعدد غير محدد منهم. حركة ابناء العراق التطوعية والتي ساهمت في الحد من العنف في السنة الماضية هي تحت السيطرة العراقية وكذلك القرارات المتعلقة بمصير الموالين للقاعدة ي اوساطها.
بريطانيا ستبدا انسحابها في اذار وتكمله في نهاية تموز. ال4100 جندي بريطاني لايغادرون قاعدتهم الا بالكاد وواجبهم تحول الى المراقبة والتدريب.
لكن قبل اي انسحاب هنالك اختبار مهم للعراق على طريق الاستقلال وهو الانتخابات المحلية في كانون الثاني. كما ان مستقبل عراق مابعد الاحتلال معلق بايدي جيرانه الخفية. العالم العربي السني غير مقتنع لا الان ولا سابقا للتعامل مع حكومة عراقية ذات اغلبية شيعية. بالنسبة للسعودية ومصر والاردن وسوريا ودول الخليج يبقى العراق تحت حكم الشيعة بمثابة ايران صغيرة او موال لها ولايستطيعون الوثوق به كما لايثقون بايران الامبريالية ذات الاهداف التوسعية.
في وقت مبكر هذا العام ذهب وفد كان يعتبر معاد للولايات المتحدة الى واشنطن بدعوة رسمية لمقابلة جورج بوش. كان وفد من رؤساء عشائر الانبار الذين شكلوا مايسمى بابناء العراق لمحاربة القاعدة في العراق.
اخبرنا محمد هلال الريشاوي "اخبرناه بقصة قصيرة في احدى الاساطير العربية تقول ان هناك اثنان من زعماء العشائر ممن تقاتلوا الى الموت فقام احدهم باصابة الاخر اصابة بالغة وحينما استدار الاول ليبتعد قال له المصاب ارجوك اما ان تقتلني او تساعدني لاتتركني بهذا الحال. نفس الشئ يمكن ان يقال بخصوصنا. نحن اخبرنا بوش بالقصة ومطابقتها لواقع العراق. نحن بحاجة للحماية من الايرانيين. ضحك بوش بصوت عال ثم قال لاتقلقوا نحن سنبقى معكم دائما فاخبرناه اننا نامل بذلك ونحن قد راينا فراغا في العراق سابقا وان حدث مرة اخرى فسنواجه الكارثة".


ترجم عن الغارديان






#محمد_خليل_عبد_اللطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ما يجري في غزة عدوان اسرائيلي؟
- ردي على مقال سعاد خيري الاخير 25/12
- هل كل منا يغني على ليلاه...دعوة للمصالحة
- لن يجردوا مني عراقيتي
- كافكا له منافس..وزارة الخارجية البريطانية تعطينا درسا عن حقو ...
- الجيش العراقي في ذكرى تأسيسه.. وقفة وتأمل
- ماالذي تعلمه المسلمون منذ 11/9


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد خليل عبد اللطيف - تقرير الغارديان عن الوضع في العراق