أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!















المزيد.....

الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 773 - 2004 / 3 / 14 - 07:28
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


" كانت الشوارع مليئة بالجثث والدماء قبل نقلها الي مرقد الامام الحسين.", " لقد كان حمام دم. رأيت أشلاء أدمية وفتاة صغيرة أطيح برأسها..الدماء تتناثر في كل مكان والناس يصرخون " , " يبحث الحراس في الضريح المقدس عن جوازات سفر وخواتم زواج وأي شيء يمكن أن يقود للتعرف على أصحاب الاشلاء الادمية التي خلفها الانفجار."
هذه هي الصورة الممزقة للقلب التي نقلتها وسائل الاعلام عن الجريمة المزدوجة التي روعت الكاظمية وكربلاء, بل والعراق كله, في ذلك الصباح الدامي.

هكذا تمكنوا من ان يضيفوا الى احزان مذبحة عاشوراء الممتدة نحو الف ونصف من السنين احزان مذبحة جديدة.
تقول لنفسك ان هذه الوحشية لن تمر دون عقاب, حتى ان اقتضى الامر وحشية اكبر منها. قبل نصف عام فقدنا السيد محمد باقر الحكيم في النجف بجريمة مماثلة. الا ان الغضب لا يجد منفذا ينفجر منه. حنق ممزوج بالرعب والشعور بالعجز يخنق النفوس!

تتوالى التعازي بكلمات لا تكاد تعبر الا عن روتين وواجب دبلوماسي. مجلس الحكم يدين والامريكان يدينون وديوان الوقف السني يستنكر والسعودية تدين والمنظمات تدين وتستنكر وتشجب.

وليس اكثر من التعازي والادانات, الا دعوات ضبط النفس : "علماء دين سنة وشيعة يدعون الي الهدوء وتجنب رد الفعل الغاضب". لا تفعلوا شيئا لالا تقعوا في الفخ:" إن هذه التفجيرات تأتي في إطار ما سمته اشعال فتيل حرب طائفية في العراق".... العلماء يذكرونا بالوحدة: " ..كما دعا السيستاني، وهو المرجع الديني الأعلى للشيعة في العراق والعالم، العراقيين إلى الوحدة الوطنية والتلاحم" ويذكرونا بالعراق: " ودعا السيستاني العراقيين إلى المزيد من الانتباه واليقظة للرد على ما وصفها بأنها "دسائس العدو"، وطالبهم ببذل أكبر جهد ممكن لتحقيق الوحدة، وان يكون لهم صوت واحد للاسراع باستعادة السيادة الجريحة للعراق واستقلاله واستقراره ", والشيخ فضل الله يحذر من فتنة كبرى بين الشيعة والسنة تهدف لاطالة الاحتلال, و رابطة العالم الإسلامي تريدنا ان "نفوت الفرصة" على "المغرضين" واخر يدعونا الى التحلي بالحكمة والقوة.

وهل هذه اول مرة؟ الم

اهو الزرقاوي يريد الفتنة فعلا؟ اتهم البعض القاعدة, ونفت القاعدة علاقتها بالامر. السيد السيستاني يؤكد ان الامريكان وراء الامر, والشيخ فضل الله يؤكد ان السنة قد استهدفوا ايضا, وانها من فعل نفس منفذي جريمة عاشوراء, وانها مؤامرة طائفية.
في غرب بغداد قتل ثلاثة من السنة عند خروجهم من المسجد, في نهاية العام الماضي, وفي وقتها اتهم البعض مسلحين من الشيعة ايضا. ولا ننسى الهجمات الدامية على شرطة الفلوجة وكان اخرها قبل اقل من شهر, وهم من السنة ايضا. في وقتها حاول البعض ايضا الاشارة باصبع الاتهام الى الشيعة وقال ان المهاجمين تحدثوا بالفارسية وان اللبنانيين الذين قتلا كانا يحملان اوشام شيعية على اكتافهم. لكن السنة في الفلوجة لم يقبلوا على ما يبدو بهذه الرواية, فلم يشتف الناس في الفلوجة بجريمة عاشوراء بل اطلقت النداءات في جوامع الفلوجة عبر مكبرات الصوت تحث المواطنين لاغاثة المصابين.
وعندما أطلقت مجموعة أرهابية ألنار من سيارة مسرعة على ضامر ألضاري, اخو حارث الضاري, رئيس هيئة علماء المسلمين السنية, بينما كان يخرج من جامع في بغداد وأردته قتيلاً. في وقتها اتهم اخيه جهات تعمل على أشعال حرب طائفية في بيان رسمي, ورفض توجيه الشكوك نحو الشيعة.

ليس سادة الشيعة وشيوخ السنة وحدهم من يرى ان هذا العداء مصطنع, فحتى الكاتب البريطاني روبرت فسك قد كتب يقول: لم ار اي اثر للعداء بين الشيعة والسنة ولم اسمع اي قائد من الطرفين يحرض ضد الطرف الاخر.

كذلك, والحق يقال, كان للاكراد موقف رائع مشرف حين لم يسارعوا لاتهام العرب بشكل عشوائي حين قتل المئات منهم في جريمتين حقيرتين حولت عيدهم مأتما.

في الاعظمية كانت مكبرات الصوت تصرخ باهالي الاعظمية لنجدة الكاظمية، بللتبرع بالدم، استجاب لها الشباب وتطوع سائقون لعدة حافلات بنقل اكثر من ألف متبرع بالدم, والقيت الكلمات والشعر للحث على النجدة والتازر مع الكاظمية, فاغلقت المحلات وقال البعض كلمات جميلة في الجسر الذي وصل بين الاختين المتناجيتين على ضفتي دجلة منذ قديم الزمان.

صلاح التكمجي يكتب مقالة رائعة عن التألف العراقي القديم فيحدثنا عن جارته المسيحية التي نذرت خبز العباس , والحاجة أم مهدي التي اشعلت شمعة في كنيسة مريم العذراء بالكرادة الشرقية و سيرح اليهودية التي كانت تعلم نسوان المحلة الخياطة ويخبرنا ان الشيخ محمد مهدي البصير روى له ان المظاهرات المعادية للاستعمار كانت تنطلق من جامع الحيدرخانة وتنتهي في صحن الأمام موسى بن جعفر (ع) وان عبد الجبار, الصائغ الصابئ كان يسهر الليل مع أولاد المحلة لتهيئة الهريسة لمواكب عزاء الحسين ثم يشارك فيه رغم اختلاف عقيدته. صلاح يحلم بعراق الوئام مرة ثانية, بل هو يتوسل بالعراقيين ان يعيدوا الحياة لعراقه الذي احبه!

هذا حق لا ينكر, وهذا كلام جميل ....ولكن قولوا لي ماذا نقول لامهات قتلانا الذين قاربوا ال 300؟ وماذا نقول لاولاد واقارب ضعف هذا العدد من الجرحى؟ بل ماذا نقول لانفسنا ونحن نتلقى الصفعة تلو الصفعة والحزن وراء الحزن؟ هل يجب ان نرقص فرحا بان "اعداء الوطن" لم ينجحوا باثارة الفتنة مرة اخرى؟ اننعم بالنوم ونحن نعلم ان مرة "اخرى" و "اخرى" و "اخرى" قادمة بلا شك؟ قلوبنا تحترق الما وغضبا ولا تعرف اين توجه نارها, لكنها لن تهدأ قبل الثأر من القتلة. يقولون ان الشرطة العراقية لم تسجل أي حوادث انتقام لا في بغداد ولا في كربلاء. ولكن ممن ننتقم؟ وهل لو اننا عرفناهم لسكتنا؟

كان اجدادنا اسعد حظا! فان قتل بعضهم البعض, عرف اهل القتيل من يطلبون لشفاء جراح احزانهم والامهم, وناموا وهم يعدون انفسهم بان يوم نهايتها قريب. انهم يحولون حزنهم اولا الى غضب وهيجان قبل ان يقتلهم ذلك الحزن والالم. وما ان يأخذوا بثأرهم حتى يستقر غليان الدماء تهدأ الناس ويتكفل الزمن بازالة معالم المفقودين من الذاكرة وتسير الحياة مرة اخرى وقد صلحت النفوس ورضيت.
اما نحن فيبدو ان الجنون اوالموت غما قد كتبا علينا. فممن ننتقم؟ لتذهب الحكمة والعقل الى الجحيم, وليذهب ضبط النفس والتروي ايضا, فلكل شئ نهاية ولكل حمل حدود, ولن يلومنا احد, لكن قولوا لي ممن ننتقم؟

الى متى نقبل الخسائر تلو الخسائر والهزائم تلو الهزائم؟ لا تقولوا لي ان الهدوء و"تجنب الفتنة" انتصار, هذا كلام نقنع به انفسنا. المبادرة في يدهم ليكيلوا لنا الصفعات والكفخات, ثم علينا ان نفرح بسيطرتنا على اعصابنا. وهذا الالم ماذا نفعل به؟ حسنا....انا مقتنع ان هدف هؤلاء الانذال هو التفرقة واثارة الفتنة والطائفية والحرب الاهلية وربما بقاء الاحتلال طويلا, واننا لن نفعل ما يريد لاننا واعون ووووو... لكن هذا لا يكفي. لا يكفي ان نعرف ما يجب ان لا نفعله, بل اريد معرفة ما يجب ان نفعله تجاه هذا الهجوم وهذا القتل وهذا الاستنزاف! اريد ردا", فما هو الرد؟ وهل يمكن الرد على عدو دون ان نعرفه, وكل ما نعرف منه اهدافه؟

نعم ...نعم...يمكن ذلك! لقد تجلى الحل امامي ناصعا واضحا مثل الشمس! انه الحل الذي سينزل الغضب والحيرة والالم في قلوب المجرمين, وينعش قلوبنا باحساس الرد والنصر والتشفي منهم. الحل هو: ان لانكتفي بعدم السقوط في الفخ وتنفيذ ما يريد ويأمل الغادرون, بل ان نبادر ونفعل عكس ذلك تماما! يريدون زيادة العداء بين الشيعة والسنة؟ لن نكتفي بان لا يزيد عداؤنا, بل سنخفضه! سيتحدث ائمتنا وسادتنا مع بعضهم, وسنحرص ان يرى المسلمون واعداؤهم ذلك. يريدون رؤية العراق سابحا في دماء الحرب الاهلية؟ سنفعل المستحيل لكي يرى الجميع ان العراق صار بعد الجريمة اقرب الى السلام والتعاون من اي وقت مضى. يريدون ان يزداد الشق بيننا؟ سنصلي معا في كل مسجد من مساجد العراق, ولو تحملنا الجهد من اجل ذلك. ان في هذا رمزا عظيما اضافة الى انه يحرمهم هدفهم الرئيسي للفتنة. فلن يضرب مثل هذه الجوامع سنة او شيعة, بل سيكون واضحا انه عدو للاسلام والعراق. وكلما قاموا بجريمة جديدة لن نكتف بأن "لا نحقق اغراضهم" بل سنجعلها ابعد منالا, الى ان يقتنع ان جرائمه تعمل عكس ما يروم فيتوقف عنها!

لنبدأ بجعلهم يندمون على جريمتهم الكبرى بشئ غير معتاد..لنخترع عيدا يخلد شهداء كربلاء والكاظمية وليكن عاشوراء شهرا يصلي فيه المسلمون في مساجد مختلطة تجمع الشيعة والسنة ويستمعون الى خطباء من كلا الطرفين كل عام! اليس هذا رائعا! الن تفرح ارواح شهداؤنا وهي ترى ان حياتها لم تذهب هدرا"؟
وان فعلوها ثانية سنوحد طريقة صلاتنا ووضعية ايدينا ودعواتنا ....وان فعلوها ثالثة فسنصوم ونفطر ونحج معا!

صعب؟ يتطلب تقديم كثير من التنازلات والتضحيات؟ ان من يقول ذلك لايحترم شهدائه ولا يراها تستحق الجهد والتضحيات اللازمة , بل ولا يحترم ارواح من سيستشهد غدا ان لم نجعل هؤلاء السفلة يندمون على فعلتهم ويدركون ان جرائمهم انما تزيد وحدتنا. ان على سادتنا وشيوخنا اخذ المبادرة من اعدائنا وان يجدوا الطريقة لتنفيذ انتقامنا هذا, والا فمتى ينفع السادة والشيوخ؟

اننا اليوم على مفترق طريق لا عودة فيه: فأما ان يسجل التأريخ جريمة عاشوراء في الكاظمية وكربلاء كهزيمة وانكسار, وربما بداية لحرب اهلية طاحنة, واما ان تذكرها اجيال العراق القادمة بفخر, كنقطة تمكن العراقيون من تحويلها الى بداية لتوحيد صفوفهم كما لم يفعلوا من قبل ابدا. انها النقطة التي سيذكرنا فيها اطفالنا اما باللوم والاسف والخجل, واما بالاعتزاز والامتنان والفرح وهم يتغامزون: لقد عرفت الحضارة لاول مرة كيف تنتقم من الهمجية.

www.anbn.iraqcd.com



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 188: احترام لمرونة الشريعة


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صائب خليل - الثأر...الثأر...لدماء كربلاء والكاظمية!