|
تصريحات لم تنشرها الصحف المصرية حول زيارة وزيرة القوي العاملة إلي المحلة الكبرى
عبدالوهاب خضر
الحوار المتمدن-العدد: 2514 - 2009 / 1 / 2 - 07:56
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
الفرقة الموسيقية التي عزفت أناشيد الاستقبال الرسمي أثناء زيارة عائشة عبدالهادي وزيرة القوي العاملة إلي المحلة الكبري فى الاسبوع الماضي كانت تستخدم ألحانا خاصة ومن تأليف بعضهم حول تحفيز العمال علي الانتاج والعطاء دون مقابل علي اساس ان العمل الجاد هو الحل للنهوض باقتصادنا ، ولكن أحد افراد الفرقة تخوف بأن تاتي اللحظة التي لا يتبقي من هذه القلعة الصناعية سوي هذه الألحان ، وقال : "ساعتها هنغني علي الاطلال " ،وهو الامر الذي اجابت عليه الوزيرة في لقائها مع عبدالحميد الشناوي محافظ الغربية قبل الزيارة بساعة واحدة عندما قالت : ان المحلة سوف تبقي قلعة صناعية وان مهمة الحكومة في المرحلة المقبلة ستكون كيفية الحفاظ علي بقاء 22 مليون عامل هم عدد عمال القطاع العام دون تشريد . وهذ التصريح جعل البعض يعتقد أن الحفاظ علي العمال يجعل الحكومة كالماسك علي الجمر خاصة ان حالة عدم الاستقرار التي يعاني منها عمال القطاع الخاص من غياب بعض الحقوق يجعل المهمة أصعب علي الحكومة خاصة ان شعار مثل : لا تراب الحكومة ولا هباب القطاع الخاص ينتشر بصورة كبيرة مع عمليات التخلص من عمال القطاع العام في صور مختلفة اثناء التصفية او البيع أو الخسائر ، ومع تحكم اصحاب الاعمال في مصير العمال وحقهم في الفصل في اي لحظة والتحكم في الاجور والارباح والعلاوات بالقانون ، ومع ذلك فقد قالت الوزيرة في هذا اللقاء المهم أن القطاع الخاص هو المنفذ الأوسع لاستيعاب العمالة الآن ومواجهة الهجرة غير المنتظمة وهرولة ابناء البلد إلي الخارج ، وهنا انتهزت الفرصة وقالت إن الخادمات المصريات اللاتي تعرضن لمشكلات في السعودية مؤخرا سافرن من وراء ظهر الحكومة ، وان المسئولية في هذه الحالة بالذات تقع علي الأسرة !!!.
السلامة المهنية !:
حالة التفاؤل التي سيطرت علي عدد من المسئولين في الغربية لم تمنع البعض من القلق والخوف علي مستقبل مدينة عملاقة بحجم المحلة الكبري خاصة ان " الجواب بيبان من عنوانه " ، فإذا كان السيد عبدالحميد الشناوي المحافظ - وهو مسئول امني سابق - قد اكد علي اهمية السلامة والصحة المهنية وقال ان لديه دراسات وابحاثا حول الشركات والمواقع التي تغيب عنها وسائل السلامة والصحة المهنية ، فإن الاضافة علي تصور المحافظ هو ان وسائل السلامة والصحة المهنية مطلوبة في معظم شوارع المحافظة العملاقة فبنظرة سريعة إلي مدخل المحلة خاصة مناطق مثل الرجبي والشون والجمهورية وبعض مداخل مدينة قطور وزفتي ، يتلاحظ فيها طفح المجاري واختلاطها بمياه الشرب ، فهل سيصدر المحافظ قرارا عاجلا بصرف كمامة لكل مواطن غرباوي؟! ، وهو الامر الذي دفع مكتب صحة زفتي ان يصدر سلسلة من التقارير ننصح المحافظ بان يقرأها تقول بالنص أن عمال شركة الدلتا للغزل والنسيج بطنطا وزفتي يشربون مياها ملوثة ، وارض المصنع غير مستوية وان بعض العاملات يجلسن علي مقاعد غير صحية ، والاخطر من ذلك هو وجود مداخن قصيرة جدا تسرب الادخنة داخل فرع زفتي بالذات، ونتذكر هنا آخر حريق حدث يوم 4/10/2008 و الذي شب في ثلاثة مصانع للنسيج الهواء بشركة غزل المحلة ، من جانبها أعلنت الوزيرة عن تفاؤلها بالدور الذي سوف يلعبه المحافظ لمواجهة ذلك في المرحلة المقبلة . أكثر 100 بوكيه ورد و55 لافته في استقبال وفد الوزيرة - وانا منهم طبعا - الامر الذي يؤكد للبعض مدي أهمية الضيف الكريم ، ولم يقتصر الامر علي ذلك فقط بل أننا لم نسمع، والهتاف داخل قاعة المسرح التي إنعقد فيها المؤتمر من شأنه ان يقول ان هناك مشكلة واحدة للعمال في المحلة ، ولم تجد الوزيرة مخرجا الا ان تصرف مكافآت عشرة ايام للعاملين في مديرية القوي العاملة هناك علي أساس نشاطهم غير المسبوق ، وعندما سألت بعض الحضور قالوا :"والله يا استاذ ولا مشكلة واحدة ، دا إحنا حتي نصحنا الفرقة الموسيقة ان تغني اغنية ليالي الانس في الغربية ، لكنها لم تستجب !"
لا للطرد:
زيارة الوزيرة للمحلة ومحلة مرحوم وطنطا وصلاة الظهر في مسجد السيد البدوي لم تجعلها تنسي التطرق إلي مشكلة 700 اسرة من الذين يسكنون في مساكن الشركة ، وقالت عائشة بالنص : لن نسمح - وتقصد الحكومة - بطرد اي عامل من مسكنه الا بعد توفير البديل . وهنا انتهي كلام الوزيرة ، ولكن السؤال هنا يطرح نفسه : لماذا تصر إدارة عبدالعليم حسان المدير المفوض والادارات السابقة في ارسال خطابات إنذار تطالب هذه الاسر بترك المساكن خاصة أنهم خرجوا علي المعاش.
الوزيرة لن تسمح بذلك هكذا نعتقد خاصة أن هؤلاء العمال سددوا قيمة هذه الوحدات خلال سنوات العمل ناهيك عن بعض المخالفات الخاصة بتوزيع هذه المساكن علي بعض المحاسيب والتي لا مجال للحديث عنها الآن.
الوزيرة العاملة كانت صريحة للغاية لدرجة ان بعض الصحفيين الاقليميين قال لى : " هي الوزيرة دي مش من الحكومة ولا إيه ؟ " والذي جعله يقول ذلك هو ان الوزيرة أعلنت ان معظم مطالب عمال المحلة تم حلها ، ولكن هنا مشاكل لم تحل ، وهي مشاكل عامة مثل الأجور فهي مشكلة تعاني منها البلد كلها ، فالعالم كله يعاني من مشكلة مالية طاحنة فما بالنا بمصر التي تتأثر بهذه الازمة . حجم التعجب هنا يرتبط بتصريحات كبار المسئولين الذين يؤكدون ويكذبون كل يوم علي ان مصر لن تتأثر بالازمة العالمية ، وهو كذب يستحق العقاب بل والحبس فهي جريمة تفوق قيام احد الشباب الامريكي بالكذب علي خطيبته لإقناعها انه علي علاقة سرية بالممثلة الشهيرة ديمي مور للتهرب من زواجهما فحكمت المحكمة بحبسه . وبمناسبة الحبس فإن الوزيرة قد اكدت مرات عديدة علي اهمية توفير كل وسائل السلامة والصحة المهنية داخل جميع مواقع العمل وقالت ان العقوبة قد تصل إلي الحبس لصاحب العمل الذي لا يلتزم بذلك
زيارة مفاجئة :
من جانبة وعقب نهاية زيارة الوزيرة بساعة واحدة أصدر مركز افاق اشتراكية بالمحلة بيانا دعا فيه الوزيرة إلي تنظيم زيارة مفاجئة إلي مصانع الغربية حتي تقف علي الحقيقة كاملة فالعمال بالقطاع الخاص وغزل المحلة والنصر للصباغة لم يحصلوا علي اي دورات خاصة بالصحة المهنية او الامن الصناعي او كيفية استعمال وسائل الامن الصناعي ولم يستلموا أي ملابس وقاية او حماية كالاحذية او الكمامات وغيرها ، ويفيد عدد من العمال ان هناك أجهزة جديدة في الدواليب تخرج عند اي زيارة مسئول فقط ، وما زالت الابخرة الضارة والسامة تخرج من فتحات الصرف الصناعي الخط الجديد امام مصنع الشافعي والجندي وبالشارع الرئيسي للمصانع مما يعرض اهالي مساكن ابو شاهين للخطر وكذا المارة من المواطنين وأن مياه الشرب بمصانع المسيري والسامولي غير صالحة للشرب وتعرض العمال للخطر ومداخن مصانع القطاع الخاص قصيرة جدا والادخنة تدخل لنوافذ السكان المجاورين للمصانع ومياه الشرب بمصنع نسيج زفتي مختلطة بالمجاري والطحالب ومحطة الكهرباء الرئيسية بغزل المحلة دائما ما تسببت في حالات وفيات واصابات لعدم وجود قطع غيار لصيانتها وانتهاء عمرها الافتراضي وعدم التزام مسئولي غزل المحلة بتشغيل العمال في المواعيد الرسمية وتشغيلهم في ايام ما بعد الإجازة مباشرة قبل مواعيد العمل في عدد من المصانع مما يزيد التحميل علي الكهرباء فيؤدي إلي الحرائق المتعددة التي حدثت مؤخرا ، كما أن سيارات الاتوبيسات بشركة الدلتا غير صالحة للاستعمال وتعرض العمال للحوادث المميتة . واعلن المركز عن ثقته في ان الوزيرة سوف تدرس كل هذه المطالب وتسعي لحلها .
بعض الإجابات:
وكانت الوزيرة قد ردت في تصريحات صحفية لها خلال افتتاحها مكتبين للتشغيل والتفتيش بطنطا ووضع حجر الاساس لانشاء مركز تدريب بتكلفة 4 ملايين جنيه في نفس يوم الزيارة علي بعض هذه التساؤلات والملاحظات وقالت ان الحكومة استجابت للمطالب العامة لعمال المحلة وفي مقدمتها اعتماد 20 مليون جنيه من وزارة الاستثمار لاقامة مستشفي، كما قدمت وزارة الصحة اعتمادا ماليا لدعم المستشفي العام بجانب تطوير مرفق النقل الداخلي والذي يعتبر مطلبا أساسيا للعمال وأضافت ان مصر حصلت علي حصة اخري لزيادة العمالة المهاجرة إلي إيطاليا ولم يتم الاعلان عن نسبتها مشيرة الي ان المسئول عن الاتفاقية الايطالي سيصل مصر خلال نهاية الشهر القادم لوضع بنود تسرع من تنفيذ الاتفاقية.
#عبدالوهاب_خضر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل تلدغ -المعارضة المصرية- من - الحزب الحاكم - مرتين ؟!!
-
قانون النقابات العمالية حائر بين الحكومة المصرية والاتحاد وا
...
-
انا قلبى مساكن شعبية!
-
منظمة العمل العربية نصف حامل !!
-
مصر على القائمة البمبى (السوداء سابقا )
-
حول المساعدات العسكرية لمصر !
-
گيف تتحرر النقابات العمالية فى مصر ؟
-
إجتماعات شبه سرية للحكومة المصرية - لجعل - أموال العمال المح
...
-
كيف يصبح اتحاد العمال مستقلا عن الحكومة والأمن والصراعات؟
-
وقائع وأرقام حول أزمة الغذاء والوقود الحيوى فى العالم :دعوة
...
-
مفيش علاوة من غير بنزين
-
الارض تهتز من تحت أقدام النظام الحاكم فى مصر !
-
عن العلاوة وارتفاع الاسعار فى مصر : فين الرجالة ؟!!
-
حسين مجاور : إضرابات العمال فى مصر .. حق مشروع !!
-
مفاجآت الرئيس مبارك للعمال .. بلا ضمانات!
-
رقبة الوزير وليست ذراعه !
-
فيرجن ميغاستور ... وكيف تستفيد منها الحكومات ؟
-
بالاسماء : شركات أمريكية ترعى الارهاب
-
الحكم المصرى يدفع البلاد إلي الهاوية
-
حزب التجمع المصرى يقود اخطر معركة ضد تدمير الاقتصاد الوطنى :
...
المزيد.....
-
وزارة المالية العراقية : موعــد صرف رواتب المتقاعدين في العر
...
-
“اعرف الآن” وزارة المالية تكشف حقيقة زيادة رواتب المتقاعدين
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
-
تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال
...
-
النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع
...
-
مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا
...
-
وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا
...
-
اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا
...
-
مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|