أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الشمري - (( شراء الذمم وما يترتب عليها من مأسي للاجيال اللاحقة))















المزيد.....

(( شراء الذمم وما يترتب عليها من مأسي للاجيال اللاحقة))


علي الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2521 - 2009 / 1 / 9 - 08:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحلقة الاولى/
أن عملية شراء الذمم وبيع الضمائر لم تكن حديثة في مجتمعاتنا الاسلامية, وأنما تمتد الى زمن الرسالة النبوية الشريفة, حيث أن الغالبية العظمى من المسلمين الاوائل لم يلتزموا بوصايا نبينا محمد(ص) حيث أن الله جل جلاله أخبرنا في كتابه العزيز ( الرسول أولى بالمؤمنين من أنفسهم).
فعند حجة الوداع اوصى الرسول الكريم محمد (ص) في جمع من المؤمنين ناهز ال 10 ألالاف مسلم بأن يكون الخليفة من بعده الامام علي (ع) وذلك من خلال خطبته المشهورة ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه)وهي الوصية لم تأتي من فراغ ولا من جانب القربى وصلة الرحم , وأنما أتت من خلال أختبارات عدة من قبل الرسول للتأكد من كفاية وأيمان علي (ع) الحقيقي بالمبادي الاسلامية, ولم ننسى كلمة النبي (ص) ( خرج الايمان كله للشرك كله) يوم معركة الخندق عندما خرج الامام علي لمبارزة عمر بن ود العامري, حيث جسدالامام علي (ع) الايمان الحقيقي بالدعوة الاسلامية,
وبعد وفاة النبي لم يلتزم المسلمين بوصيته وعمدوا الى السقيفة وجسد النبي الكريم لم يوارى الثرى بعد لغرض ابعاد الامام علي (ع) عن الخلافة , وما جرى بعد ذلك من فتن وكوارث ومعارك دموية ذهب ضحيتها الالاف من المسلمين من أمثال حروب الردة في عهد الخليفة أبو بكر (رض) ومقتل الخليفتين عمر وعثمان وما رافقهما من اراقة الدماء بسبب الفتنة وبعدها مقتل الامام علي (ع) .
أن ما جرى من مأسي وويلات في زمن الخلفاء الراشدين الاربعة على المسلمين كان سببه الاول هم العصبة التي نكثت العهد الذي قطعته للرسول يوم حجة الوداع في( غدير خم) وبايعوا الامام علي (ع) أمام النبي.
أن الامام علي لم يساوم ولن يهادن على مبادي الاسلام قيد أنملة وقصته مع طلحة والزبير معروفة عندما ارادوا الاحتفاظ بأموال وهبات عثمان الممنوحة لهم مقابل مبايعة الامام علي , فرفض ذلك وأصر على أرجاع جميع الاموال الى بيت مال المسلمين, وكذلك رفضه على أبقاء الولاء على الامصار الاسلامية لحين استتباب دولته وقام بعزل جميع الولاة الجائرين من ال مروان والمنصبين من قبل عثمان بما فيهم معاوية على الشام .وفي حرب صفين التي جرت بين جيش الامام علي وجيش معاوية ومن خلال مؤامرة التحكيم بقيادة عمر بن العاص الذي استطاع أن يوضب مكره ودهاءه السياسي في شراء ضمائر وذمم بعض قادة جيش الامام علي لصالح جيش معاوية, وبعد مقتل الامام علي أصبح لمعاوية دولة قائمة بذاتها وأستطاع تحويل الخلافة الاسلامية من بني هاشم وجعلها وراثية لبني أمية الطلقاء( حيث أن من أحد شروط الخلافة الاسلامية أن لايكون من الطلقاء في حين أن معاوية وأبيه من الطلقاء يوم فتح مكة على أيدي جيش النبي محمد (ص).
وراح معاوية يستأثر بالسلطة والمال ويحكم المسلمين بالحديد والنار ويهيأ الاجواء السياسية ليورث الخلافة من بعده لابنه يزيد من خلال تصفية خصومه من قادة الاسلام أمثال أبا ذر الغفاري وعمار بن ياسر وغيرهم من الصحابة الاجلاء.
في فترة حكم يزيد بن معاوية جارت البلاد الاسلامية من حكمه وظلمه للعباد , واستنجدوا بالامام الحسين (ع) بالقدوم الى الكوفة لمبايعته لخلافتهم وأرسلوا له أكثر من 70 ألف كتاب يدعوه الى القدوم الى الكوفة, فأرسل الحسين سفيره مسلم بن عقيل لاستطلاع الامر .و وعندما علم بذلك يزيد أرسل بن زياد الى الكوفة والذي أستطاع أن يشتري الذمم والضمائر من خلال توزيع الاموال الطائلة على أهل الكوفة وقمع المعارضين ليزيد من خلال قتلهم والتنكيل بهم واستطاع من قتل سفير الحسين مسلم بن عقيل وبعض أعيان الكوفة امثال هاني بن عروة , وعند قدوم الحين الى الكوفة لم يجد أنصاره ومبايعيه, ولم ينفع مع جيش يزيد كل الحجج والادلة الدامغة التي قدمها الحسين من خلال خطبه لجيش يزيد, لان الاموال عمت بصيرتهم واماتت ضمائرهم, وبعد مقتل الحسين (ع) في واقعة الطف الشهيرة, ما هي النتيجة التي ألت اليها الامور,أن الذين قبضوا الاموال ثمنا بخسا لضمائرهم فقد قتل اغلبهم بنفس سيف البغي والظلم سيف يزيد وطواغيته أمثال بن زياد والحجاج, وحكموا البلاد الاسلامية بالقهر والذل والعبودية لاجيال وأجيال, حيث أن في عهد الامويين عادت تجارة الرق وأغتصبت حقوق عامة الناس من قبل حكام الاموين وولاتهم, وأستمر هذا الحال حتى في زمن الدولة العباسية والتي ولدت على انقاض الدولى الاموية وبداية دعوتها التحدث بمظلومية واحقية بني هاشم ومقدار ما وقع عليهم من الحيف والظلم وأن بني العباس سوف يعيدون الحق الى اهله, ولكن حين أستتب لهم الامر فأول ما قاموا به هو ظلم بنو أعمامهم من بني هاشم وزجهم في السجون والمعتقلات وقتل الاغلب منهم بدس السم لهم.
وقاموا بأشرس حملة تطهير مذهبي ضد اتباع بني هاشم المتباكين على مظلوميتهم في بداية الدعوة لقيام دولة بني العباس, وقمعوا بكل وحشية الثورات التي حدثت ضدهم أمثال ثورة الزنج في البصرة وثورة البرامكة.
وأستمر الحال على ما هو عليه من بيع وشراء الذمم في زمن الدولة العثمانية التي قامت عقب
انهيار الدولة العباسية, حيث تتجه الضمائر والولاأت صوب كثرة الاموال المقدمة اليهم مقابل جور وظلم وطغيان وفقر لعامة الشعب, أن الذين يقبضون الاموال لقاء بيع ضمائرهم بأبخس الاثمان من خلال دعمهم الباطل وترك الحق غير أبهين ما تؤول اليه مصير شعوبهم في المستقبل المنظور.
نشأت الدولة العثمانية وحكمت الدول الاسلامية بأسم الدين ولكن في الحقيقة ليس بمبادي الدين الاسلامي بقدر أستغلال ثروات الشعوب المحكومة والتعصب للقومية التركية وفرض ثقافتها على الشعوب الاسلامية من خلال اللغة وتهجين المجتمعات .
هذا هو الحال لجميع الامبراطوريات الاسلامية التي تشكلت وتلاشت بدأ من الدولة الاموية ونهاية الدولة العثمانية فكلها تدعي الحكم بالاسلام وفي خدمة المسلمين وحقيقة الامر انهم لمصالحهم الخاصة بعيدا كل البعد عن تعاليم ومبادي الاسلام السمحاء متخذين من المبادي الاسلامية وتعاليمه برقعا لحجب الانظار عما يقومون به من ظلم وطغيان ومساومات وبيع وشراء الذمم والضمائر في كل الفترات.........
للحديث بقية في الحلقة القادمة



#علي_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنتخابات مجالس المحافظات وعدم تكافؤ الفرص بين المرشحين
- الذكرى ال60 لحقوق الانسان/ أحتفالية خجولة وأعلام فقير
- هل ستلقي أعياد الميلاد بضلالها على العالم
- قادة العراق الجديد على خطى الطاغية المقبور
- (( االصراع الطبقي والفكري وأنتخابات مجالس المحافظات))
- (( عبطان والنجف الاشرف -أعمار أم دمار))؟؟؟
- ((قناة الجزيرة تتباكى على عروبة العراق و شمعون بيرز يتجول في ...
- شد الأحزمة والتقشف , المحصلة النهائية لحكم أحزاب الإسلام الس ...
- 7 أيام وثلاث رسائل بليغة للارهابين
- مشروع وطني في زمن اللاوطنية
- تهنئة لموقع الحوار لدوره الريادي في بناء ثقافة تتطلع اليها ا ...
- أقليم البصرة يبدد أحلام الأمارة الحكيمية
- ((هجمات مومبلي ووجوب مكافحة الفكر التكفيري)
- الإرهاب وأنعكاساته السلبية على ثقافة الطفل
- متى أصبحت أرض الرافدين لا تطعم أبنائها يا وزير الزراعة ؟؟؟
- حجب المواقع العلمانية وخوف الانظمة الرجعية والدينية المتزمة ...
- مظلومية المرأة باقية في العهد الجديد
- وهب الأمير بما لا يملك
- مظلومية المرأة باقية في العراق الجديد-1
- تصريحاتكم مبالغ فيها يا قادة العراق الجديد


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي الشمري - (( شراء الذمم وما يترتب عليها من مأسي للاجيال اللاحقة))