أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله تركماني - هل يكسب الفلسطينيون الرهان ؟














المزيد.....

هل يكسب الفلسطينيون الرهان ؟


عبدالله تركماني

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 04:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليست مجزرة غزة أولى المجازر الصهيونية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني على يد الآلة العسكرية الإسرائيلية، غير أنّ هول ما يجري بغزة وفظاعته لا يتأتيان من المشهد الدموي البشع الذي تحدثه آلة الحرب الإسرائيلية فحسب وإنما من المشهدين العربي العاجز والفلسطيني المنقسم على نفسه.
لقد كان الوضع عشية محرقة غزة اعتقاد حماس أنّ باستطاعتها تحسين موقعها التفاوضي مع إسرائيل التي خرقت مرارا التهدئة، وأنّ تأزيما محدودا للوضع الأمني قد يعزز أوراقها الفلسطينية الداخلية. أما إسرائيل فكانت تسعى، وفقا لتصريحات قادتها العسكريين، إلى استعادة ورقة الردع لديها. ومن المؤكد أنّ الأداء العسكري الإسرائيلي في غزة لن يثير فخرا لأي قائد إسرائيلي، لأنه يضع مخططيه ومنفذيه تحت طائلة القانون الدولي كمجرمي حرب ضد الإنسانية.
إنّ الوقائع العسكرية تفيد أنّ ثمة حربا إسرائيلية تستخدم عوامل القوة والتفوق الإسرائيليين، بواسطة سلاح الجو تحديدا، أي أنّ العدوان على غزة يستند إلى توازن قوة شديد الخلل لصالح إسرائيل. ومن الواضح أنّ إسرائيل كانت تعد منذ وقت لهذه الضربة الوحشية لقطاع غزة، وأنّ جيشها كان جاهزا لتنفيذها، لكنها كانت تبحث عن ذريعة وتوقيت مناسبين، وجاءها قرار " حماس " وقف العمل بالتهدئة على طبق من فضة.
لاشك أنه ليس من اللائق القسوة على حركة " حماس‏ ",‏ وهي تتعرض لما تتعرض له حاليا من عدوان إسرائيلي‏,‏ ولكنّ الحق يجب أن يُجهر به‏,‏ بعد أن تبين بوضوح أنها لا تملك استراتيجية فعالة لتحقيق برنامجها السياسي‏,‏ وأنّ الشركاء الإقليميين والدوليين لا يريدون اتخاذها شريكا‏,‏ بعد أن خدعتهم بإعلان قدرتها على التوفيق بين برنامجها وبين الأساس القانوني الذي جاءت عليه إلى الحكم‏,‏ ذلك أنّ الانتخابات التي أتت بها إلى السلطة أجريت على أساس " اتفاقية أوسلو " الموقعة بين السلطة الوطنية الفلسطينية‏‏ وإسرائيل‏,‏ وكان معنى دخول " حماس " الانتخابات هو التزامها بهذه الاتفاقات نصا وروحا.‏
ولكن من المؤكد أن قادة " حماس " ليسوا وحدهم المسؤولين عما يجري‏,‏ فإلى جانب ارتكاب إسرائيل لهذه الجريمة عن عمد‏,‏ وبتخطيط مسبق‏,‏ فإنّ انتهاكاتها من وقت لآخر للتهدئة‏,‏ وحصارها المستمر والخانق لمليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة‏,‏ ومنع وصول إمدادات الغذاء والدواء والوقود إليهم في برد الشتاء القارس‏,‏ قد تسببت في دفع هؤلاء إلى حافة اليأس وإطلاق الصواريخ معتقدين‏,‏ من وجهة نظرهم‏,‏ أنّ التهدئة لم تساعد في فك الحصار‏,‏ ولا وقف الاعتداءات على الفلسطينيين‏,‏ ولا الاقتراب من الحل النهائي العادل للقضية‏ الفلسطينية.‏
وفي الواقع فإنّ ما جرى من " عسكرة " للنضال الفلسطيني في الداخل، وصولا إلى " اقتطاع " أرض غزة وتحويلها منطقة عسكرية، ومحاولة تحويلها إلى " إمارة إسلامية "، إنما أساءا إلى القضية الفلسطينية وكبّدا النضال الوطني الفلسطيني أضرارا جسيمة.
إنّ المجزرة الدموية المتوحشة التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة لها تداعيات كثيرة: فلسطينيا، وعربيا، ودوليا. فعلى المستوى العربي، مثلا، يتكرر انكشاف العجز الرسمي الكبير، مضافا إليه العجز الشعبي المحصور بـ " الغضب " هنا أو هناك، فحتى كتابة هذه السطور لم يسمع الغزاويون غير بيانات الشجب والاستنكار وتصريحات الأسف لما يجري.
لا أحد في الواقع يمكن له أن يحدد كيف ستنتهي الأمور، لكنّ المؤشرات تدل على أنّ " حماس " تلقت ضربة موجعة ستضعفها. ويبقى السؤال المصيري والأهم لدم أبناء غزة المستباح: هل يمكنه أن يلغي حالة الانقسام ويوحد الحركة الوطنية الفلسطينية من جديد على وقع الهتاف الشعبي الذي صرخ به أبناء المخيمات من حرقتهم " يا فتح ويا حماس وحدتكم هي الأساس ". عندها فقط لا يذهب الدم الفلسطيني رخيصا، بل يكون جديرا بتحقيق ما عجزت عنه الوساطات واللقاءات والاتفاقات، ويضع قطار الكفاح الوطني الفلسطيني من أجل تحرير الأرض والاستقلال الوطني على السكة من جديد.
إنّ المدخل المباشر إلى مواجهة العدوانية الإسرائيلية هو استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار شرعية وطنية فلسطينية موحدة، بما يطوي صفحة الانشقاق القاتل الذي وقع في يونيو/حزيران 2007، وبما يعيد غزة جزءا لا يتجزأ من جغرافية فلسطين.
والمدخل المشار إليه يعني أن يتفق الفلسطينيون فيما بينهم على برنامج سياسي - نضالي موحد، يعطي دفعا لمبادرة السلام العربية لتستند إلى وحدة فلسطينية في المشروع والوسائل. إذ أنّ تكامل الشرعيتين الفلسطينية والعربية هو الدينامية السياسية التي لا بد منها من أجل جعل " تدويل " عملية السلام العربي – الإسرائيلي العادل والشامل مسألة ناجحة.
بالطبع قد لا يكون اليوم أو غدا مناسبا لتوقع مبادرة من " حماس‏ "‏ للعودة إلى الحوار الوطني المؤدي إلى استعادة الوحدة‏ الوطنية الفلسطينية,‏ فليس متوقعا أو مطلوبا أن يأتي ذلك تحت القصف الإسرائيلي‏,‏ ولكنّ المخرج هو أن يقدم زعماء الحركة ما يكفي من الضمانات للوصول إلى هذه الغاية‏,‏ على أن تكون هذه الضمانات هي مدخل الديبلوماسية العربية لحملة دولية وإقليمية‏,‏ تستهدف وقف العدوان الإسرائيلي كخطوة أولى في عملية شاملة متعددة المراحل‏,‏ لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني‏,‏ والانطلاق إلى مفاوضات سلام جادة تفضي إلى السلام العادل والشامل‏.‏
فهل يؤدي العدوان الإسرائيلي على غزة إلى توحيد الصف الفلسطيني، وتاليا توحيد موقف العرب من إسرائيل، إذ لا يمكن التوصل إلى اتفاق ما لم يتم توحيد الصف الفلسطيني من خلال تشكيل حكومة وحدة وطنية تشرف على انتخابات رئاسية وبرلمانية في أقرب فرصة.





#عبدالله_تركماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حسيب بن عمّار .. وداعا
- حقوق الإنسان .. تراث مشترك للإنسانية
- تحديات مغاربية
- حقوق الإنسان في عالم متغيّر
- كيفيات التعاطي المغاربي المجدي مع التحديات
- حقوق الإنسان في التشريعات العربية
- حوار الثقافات .. إلى أين ؟


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عبدالله تركماني - هل يكسب الفلسطينيون الرهان ؟