مايدور اليوم في العالم العربي من إتصالات وتحركات محمومة لم تتكرر منذ عقد الستينيات مؤشر واضح على دخول بعض الأنطمة العربية في نفق الأزمة والتي يحاولون جاهدين الإفلات من أسرها أو تقليل نتائجها السلبية على الأنظمة الوراثية الثورية الركيكة التي لم تزل تجتر وتلوك بشعارات الماضي السحيق التي نبذها أصحابها ولم يعد لها وجود إلا في متاحف التاريخ وهياكله العظمية! ، فالفضيحة المدوية التي تسبب بها شارون بإظهاره لحالة العجز السلطوي العربي على حقيقتها حينما فعلت قواته مافعلت من مجازر مأساؤية ضد الفلسطينيين ، وحالة العجز الفضائحي العربي والذي لم يتعد حدود المساندة المادية والتي قامت بها أيضا الفضائيات العربية المناضلة كفضائية رفعت الأسد وفضائية وليد الإبراهيم وفضائية صالح كامل وفضائية عبد الله بن زايد!! وغيرها من صحف إبراهيم وموسى ، كلها أمور تجاوزت الفضيحة إلى ماهو أكبر منها بكثير ، ليعيش العرب اليوم في عصر الإنحطاط السياسي والإقتصادي والعسكري الشامل وليكونوا بفضل أنظمتهم الوراثية المستنسخة مجرد ظاهرة صوتية أو أمة على قارعة طريق التحولات الدولية حيث تتقاذفهم الأنواء والأمواج وهم أشبه بالقوم النيام الذين يجري حولهم الماء السلسبيل وهم في غفلتهم سادرون ؟ وحالة المعارضة العراقية لاتختلف بكثير أو قليل عن الحالة العربية العامة ، فرغم أن القضية التي يحملها المعارضون العراقيون على أكتافهم تعتبر أم القضايا العربية جميعا ، ورغم التاريخ النضالي والكفاحي الطويل للشعب العراقي ضد حكامه وجلاديه البدائيين البعثيين ، ورغم شلالات الدماء المتدفقة من شهداء الشعب العراقي في صراعهم الطويل والمشرف ضد الفاشية والإرهاب ، ورغم كل السجلات النضالية الحافلة للشعب العراقي إلا أن معارضته ممثلة بقياداتها لم ترتق للأسف لمستوى التحدي ولم تنسجم مع حجم الصراع ولم تعرف كيفية إدارة هذا الصراع في ظل أوضاع دولية أكثر من مؤاتية ، ومع بروز مرحلة تتطلب من المعارضة العراقية أن لاتمثل نفسها فقط بل أنها بالضرورة تمثل الطليعة في العالم العربي على مستوى شكل وطبيعة الصراع ، فعلى مستقبل الوضع العراقي تتوقف الكثير من المتغيرات القادمة في العالم العربي بأسره ، ومن هنا يتبين بشكل جلي إصطفاف الأنطمة العربية المخنلفة بكل شيء في جبهة تضامنية واحدة من أجل منع التغيير في العراق والذي سيكون المقدمة الحقيقية لسلسلة من المتغيرات الأخرى في العالم العربي !! ولعلنا نلاحط جميعا الفزعة العشائرية التي إنتابت العالم العربي لنرى النظام السوري الإستنساخي مثلا يهرع لنجدة شبيهه وتؤأم روحه صدام رغم الخلافات الفظيعة والمتوارثة بين النظامين والتي تتفوق في العديد من حلقاتها على الخلافات مع الدولة العبرية؟؟ وبسببها أيضا نقرأ تصريحات لولي العهد السعودي والذي تحول لعضو نشيط في جمعية الرفق بصدام وحيث دعا الإدارة الأميركية بشكل صريح للإبقاء على صدام والتعامل معه بنفس الصورة التي يتعاملون بها مع كاسترو في كوبا أي أن السعوديين قد تبنوا الخيار الكوبي في الحالة العراقية ؟ وكذلك رأينا ملك المغرب وهو يرسل مندوبه للبلاط الصدامي معلنا وقوفه وشعبه مع النظام العراقي في نفس الوقت الذي تسرح الوفود الإسرائيلية وتمرح في الأرض المغربية لتبيع الأنظمة الكلام ولتعمق حالة النفاق السياسية وأزاء كل مايحصل ماهو دور المعارضة العراقية في المعمعة الدائرة ؟ يؤسفنا القول أن قيادات المعارضة العراقية قد فشلت في التعاطي السياسي والعملي مع جميع الملفات المطروحة ! فحتى البيانات التي لاتكلف شيئا سوى إعلان الموقف قد تلاشت فمثلا ...........................
ماهو موقف المعارضة بجميع قبائلها من إنقلاب الموقف السوري وتحوله وإنحيازه الواضح لصدام ؟
وماهو موقف المعارضة العراقية من الدعوات العربية المتصاعدة لإعادة تأهيل وصبغ وطلاء النظام ؟
وماهو موقف الأقطاب في المعارضة والذين تجمع بعضهم علاقات وثيقة مع بعض الأنطمة العربية ذات العلاقة بالملف العراقي وأقصد هنا بالتحديد السيد محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الأعلى العراقي والمشغول حاليا بالخروقات المتزايدة في الهيكل العام للمجلس ؟ هل تحرك وأصدر بيانا طالب فيه من حلفائه وأصدقائه في دمشق وطهران بالوقوف الصريح لجانب القضية العراقية أم أنه إكتفى بنقل المعلومات حول أسرى الشعب الكويتي والتي تعرف المخابرات الدولية عبر أقمارها ووسائلها التجسسية الشيء الكثير عنهم ؟ ولكنه أي السيد الحكيم لم يقل للملأ شيئا عن أسرى الشعب العراقي في سجون المخابرات السورية أو الإيرانية أو السعودية وغيرها ؟ لم يقل لنا السيد الحكيم ولا السادة الآخرون عن الخيوط الإستخبارية والدبلوماسية التي نسجها النظام العراقي مع أطراف حساسة ومهمة في الساحة اللبنانية كنا نعتقدها حليفة لشعبنا وجهاده فإذا بنا نفاجأ بإنحيازها للفاشية العراقية البعثية تحت ستار صهيل الشعارات الدينية والقومية المزيفة ؟ أين المجلس الأعلى من هذا الإختراق ؟ وأين بقية السادة الكرام نجوم المعارضة التي أضحت ليست مستنسخة فقط كأنظمة الموت والدمار بل تحولت لقيادات مستنعجة تصمت صمت القبور عن إنتهاك حرمات شعبها وتبحث عن الحلول التوفيقية السهلة وتبرع في إصدار البيانات الفارغة من كل مضمون حقيقي وتفشل في الدفاع عن شعبها وفي مخاطبة العالم ؟ ولا أدري مم يخاف المعارضون بعد أن فقدوا وطنهم وبات بعضهم يستمريء لعبة الزعامة والكراسي والدفاع عن آخر موقع قيادي يحقق الوجاهة لسيادته والصورة الحقيقية تبدو بكل صراحة مؤلمة من أن الأنطمة العربية وبعض قيادات المعارضة العراقية هي المستفيدة من إستمرارية الوجود الصدامي فمع إنهيار النظام الصدامي ستنهار أصنام عديدة تحسب نفسها أرقاما فاعلة رغم أن حجمها الحقيقي لايتجاوز الصفر!!! وإن كان الأمر عكس ذلك فلماذا يصمت المعارضون ؟ ولماذا يرضون بحالة الإستنعاج والهوان ؟ ولماذا يهربون من مجابهة الموقف وجميع إستحقاقاته ؟ وقديما قيل في الأمثال الشعبية
هذا الميدان ياحميدان ؟؟؟
فهل يستيقظ السيد حميدان وينزع لباس الذل والإستنعاج ؟ أم أننا نؤذن في مالطا ؟
[email protected]