أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زهير الخويلدي - الانتفاضة الثالثة قد تبدأ من غزة














المزيد.....

الانتفاضة الثالثة قد تبدأ من غزة


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 01:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


" إن ناسا حين جهلوا الأسباب والمعاني وقصروا في الخلقة عن تأمل الصواب والحكمة فيها خرجوا إلى الجحود والتكذيب"
عمرو ابن بحر الجاحظ – الدلائل والاعتبار على الخلق والتدبير
عندما تكون الإبادة الجماعية والتصفية الدموية والقتل المؤسس هي لغة الحوار التي يتكلم بها الكيان الصهيوني في غزة والإجراءات التكتيكية التي يتبعها لتركيع أصحاب الحقوق الشرعية وعندما يصل الحقد إلى أعلى درجاته اللانسانية فان الكرامة الإنسانية هي التي تتداس لأتفه الأسباب وتزهق الأرواح لمجرد الانتماء إلى الزمان والمكان والولاء لمن حمل هم القضية وأطعم الفم وحاول تفريج الكرب.
حجم المحرقة كان كبيرا والدماء التي روت الأرض كانت وارفة والأهل هناك أخذوا على حين غرة وفي واضح النهار وعلى مرأى ومسمع العالم وبمبارك عربية وفلسطينية وبعد حصار طويل وقطع خطوط الإمداد وتفجير الأنفاق ومنع السفن الإنسانية من كسر الحصار والاقتراب من موانئ غزة.
هناك جريمة حقيقية يرتكبها جيش نازي جديد بعقلية سادية تتلذذ بتعذيب الآخرين وتتاجر بالآلام وهناك صمت نظامي رسمي عربي وحالة من العجز والسلوك النعائمي النعائجي لبعض الهيئات الفاقدة لكل عزة عسكرية عندنا وعويل ونحيب وصياح إلى حد الاختناق في الشارع العربي لا يجدي ولا ينفع وهتاف من أعماق الوجدان بموت الامبريالية وربيبتها الصهيونية وكل من تحالف معها من الأنظمة العربية الرجعية وهناك مواقف بربرية غير حضارية تصدر من زعماء دول غربية وبعض الأقلام المأجورة في بعض المجلات المتصهينة والمواقع الالكترونية الممولة من طرف أجهزة المخابرات المعادية للعروبة والإسلام ولكل منزع وطني وأممي شريف.
أسباب العدوان عديدة أهمها حقيقة النوايا الصهيونية التوسعية تجاه القطاع ورؤيتهم الإستراتيجية العدمية حول مصير السكان العرب في المنطقة وتبنيهم العقائدي لعقيدة الحل العسكري لسوء المفاهمات مع الأغيار، أما السبب الذاتي فهو تخلي العرب والمسلمين عن تبني القضية الفلسطينية كقضية مركزية واستمرار الانقسام الفلسطيني ومناشدة الفريق المنبطح والاستسلامي إسرائيل للتدخل وإضعاف الفريق المتصلب حسب رأيهم من أجل استكمال ما بدأوه في مدريد وأسلو من تنازلات وإغلاق الملف نهائيا.
الغريب أن هذه الأقلام تحمل حماس وتحرض عليها وتدعو إلى إلغائها من الوجود بكل الطرق ومهما كانت الخسائر البشرية وتسند إلى بعض حركات التحرر الوطني والهيئات المدنية المقاومة مسؤولية التطهير العرقي الذي تقوم به عصابات الهاجانا الجديدة في القرن الواحدة والعشرين وبذلك تحتفل هذه العصابات بطريقة بذكرى الستين للنكبة وبداية مسلسل اغتصاب فلسطين وقيام كيان وهمي عبر أكوام أشلاء الجثث وأنهر من الدماء الطاهرة.
ردود الأفعال تراوحت بين مطالبة المتظاهرين العرب بإيقاف العدوان والدعوة إلى انعقاد قمة العربية طارئة وتقديم المساعدات العاجلة لعائلات الضحايا والمنكوبين الفلسطينيين وبين مطالبة الشارع الإيراني بالرد المدوي على العدوان وتحميل القادة الإيرانيين بعض الأنظمة العربية المعدلة بالاتفاق مع جيش العدو على تصفية المقاومة في غزة والتهديد بشن الحرب على الكيان الغاصب ورجم مدنه ومنشئاته العسكرية بالصواريخ الإيرانية طويلة المدى.
لقد تبين بالكاشف بعد الهجمة الشرسة على عزة الصامدة من هم أنصار الحقوق العادلة والقيم الإنسانية ومن هم الذين يروجون السلام الكاذب ويشنون الحروب الدموية المروعة وارتسم في الأفق برزخ فاصل بين الإرهاب المتطرف في أرقى أشكاله العنجهية الذي تمارسه إسرائيل والمقاومة الشريفة في أرقى أشكالها الشرعية التي يلجئ إليها الفلسطينيين.
مهما تكن نتيجة العدوان الغاشم الذي تقوم به الطغمة العسكرية الصهيونية على شعبنا العربي المسلم الأبي في غزة ومهما يقدم الفلسطينيون من شهداء بررة ومهما كانت الخسائر في البنية التحتية المادية وحجم الدمار والتخريب ومهما يتواصل الصمت الرسمي العربي وتتأجل اللقاءات المشتركة وتتعطل المساعدات وتقبر القرارات الجريئة والشجاعة من قبل المنتظم الدولي تجاه القضية الفلسطينية بفعل الفيتو الأمريكي المرفوع فان عزة ستخرج لامشاحة من الكماشة ولو كان مخاض الخروج دمويا وصعبا ومتأخرا وان شعبية حماس ستتضاعف وأرصدة مشروع المقاومة والاستثبات سترتفع وخط الانبطاح والتطبيع سيتلاشى والمشروع الصهيوني ستدور علية الدوائر والانتفاضة الثالثة ستنطلق من جديد لتشرق معارج القدس من غزة الشاهدة على جبن الإنسانية وعارها والشهيدة من أجل العدل والحق.
إن المقاومة الباسلة في غزة ستزرع الأشواك أمام الأجندة الامبريالية وستكشف عن الخلفية الاستعمارية في قولة هيجل المعترفة بأن :" الشخص القوي لابد أن يطأ بقدميه على أزهار مجهولة كثيرة وأن يدمر أزهارا كثيرة في طريقه"، أليس من المفارقة الجمع بين منطق القوة الفيزيائي ومنطق الشخص الأخلاقي؟ ثم هل من المشروع أن تبني دولة ما مجدها بأساليب التدمير والدوس بالأقدام على الآخرين؟ بعبارة أدق ألا ينبغي العرب والمسلمين أكثر من أي وقت مضى أن يتأملوا الصواب والحكمة ويعرفوا الأسباب والمعاني حتى يكفوا عن الضياع في العالم ويخرجوا من حالة الجحود إلى الشهود ومن تكذيب الصادقين إلى تفنيد المتربصين؟



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى أن تكون كاتبا فلسفيا؟
- هل أحيلت منظومة حقوق الإنسان التقاعد في عيد ميلادها الستين؟
- أية علاقة بين الاسلام والأفكار التقدمية؟
- متى تخرج غزة من الكماشة؟
- في اليوم العالمي للفلسفة يظل العرب زاهدين عن التفلسف
- اتيقا الاحساس بالغير
- حال فلسطين بعد أربعة سنوات من رحيل عرفات
- جدوى التسامح في وضع غير متسامح
- الزمن ضد الحقيقة
- ملف ماركس ومبررات اعادة الاحياء
- صورة الفيلسوف
- هل تؤدي عقلنة الدين إلى تدين العقل؟
- وول ستريت الثانية نهاية ايديولوجيا العولمة
- المسألة الوطنية: طريق جورج عدة من اليهودية إلى الإنسانية الت ...
- ترشيد ثقافة الافتاء
- منطق الاختراع العلمي عند العرب
- ملتقى فلسفي عالمي حول -الكلي ومصير الإنسان-
- موقف ميشيل فوكو من صعود الروحانية السياسية في إيران
- عودة من الباب الكبير
- استحالة التعايش بين باكستان والحكم الشمولي


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - زهير الخويلدي - الانتفاضة الثالثة قد تبدأ من غزة