أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - احتفلوا بالعام ألجديد .. ولن يدخلن أحد منكم ألنار .














المزيد.....

احتفلوا بالعام ألجديد .. ولن يدخلن أحد منكم ألنار .


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2512 - 2008 / 12 / 31 - 01:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عام قديم يقترب من نهايته وآخر جديد يطل علينا بوجه لا زالت تقاسيمه غير واضحة المعالم .. وكلاهما القديم والجديد سوف لن يلقيا منا غير اللامبالاة وعدم الاكتراث ، ولو كان مباحا لنا اجتماعيا أن نلطم الوجوه احتفالا بمقدم السنة الجديدة لفعلنا ، غير أن بعضا من حياء هو الذي يمنعنا من أن نفعل ذلك جهارا فنحزن كعادتنا ونحن في البيوت .. العالم هذه الايام تنيره شموع الفرح وتجوب مدنه حسان الصبايا وتصدح في فضاءاتها اجمل الالحان ، ما عدانا نحن المتمسكين بتاريخنا وارثنا وقوة تعلقنا بالسلف الصالح من الاجداد .
من يدري .. فلربما أن عبد الرحمن ابن عوف أو الاشعث ابن الاشعث كانا يبكيان مصيرهما في الاخرة عندما يمر عليهما عام ويقبل عام آخر ، وفي هذه الحالة فعلى كافة المؤمنين المحتسبين الصابرين أن يستمر نحيبهم ليل نهار ، ومن الاجدر بهم كما يقول خطباء الجمعة أن يحفروا قبورهم وهم أحياء ويجلسوا عندها يذرفون الدموع مكسوري الخواطر يستعجلون ملك الموت منكر الحبيب بأخذ أرواحهم والقائها في غياهب ظلمة الفناء .
ويبقى السؤال الملح هو .. لماذا نحن هكذا نصر على استلاب كل ظاهرة فرح من الحياة حتى ولو كانت حلال مثل دم الغزال ؟! .. لماذا تخترع كل الشعوب في العالم المتمدن أعيادا لها كي تفرح وتمرح وتضحك وتستأنس بجمال طبيعتها الا نحن دعاة الوقار واصفرار الوجوه وتجهم السحنة وحملة سيوف الله ومحبي سفك دماء الحيوان قبل البشر ؟!.. لماذا كل شعوب العالم المتحضر تكسي نفوسها باعيادها المقدسة بكل ما هو جميل فتصدح الحناجر مرتلة آيات الكتاب المقدس تطلقها صبايا بعمر الزهور يحملن كل حسن الخالق الجميل كما ندعي ، في حين نحتفل نحن بأعيادنا المقدسة بضرب رؤوسنا بالسيوف ونفجر منابع الدم من أجساد اطفالنا الرضع حزنا على واقعة كربلاء ونلقي بانفسنا في مظاهرات حاشدة يلفها الضجيج فيسقط الكثيرون تحت الاقدام فيموت أو تبتر ساقه ؟! .. أو نعقد مجالس تحضرها شياطين ألعنف فيتفنن ألعابثون بضرب بطونهم بالخناجر ويربطون أفواههم بالدبابيس وسط ضربات الدفوف الجنونية وتنقلب المناسبات الدينية التي نحييها الى سلخانات بشرية كريهه ؟! .. لماذا يبرع سكان الكوكب الآخر من مواطني العالم الاول في تقصي لحضات السرور والبهجة عندما يتواجدون في الساحات العامه وهم يطعمون أسراب الحمام الآمنة المطمئنة ويفخرون بالتقاط الصور التذكارية في تلك الساحات ، في حين نبرع نحن بابتكار طرق القتل البشع لبعضنا البعض تحت طائلة قوانين نضعها نحن لانفسنا وندعو الاخرين للرضوخ لها والا فهم في نار جهنم ؟؟ .. ثم لماذا مثلا تحريم الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح ما دام الرجل قد ذكر في كتابنا القرآن واعترفنا بأنه رسول كريم ؟؟ .. ولماذا حرموا علينا التمتع باستقبال ألعام الجديد كل على سجيته وطريقته التي يراها مناسبه ؟؟ .. واذا كان الحرام في أصل تشريعه هو لكونه يجلب الضرر وكل حرام هو ضار فما هو الضرر من الاحتفال بأعياد رأس السنة الميلاديه ؟ .. وما هو الضرر أصلا في أن نخترع عشرات بل مئات الاعياد لنخلق من خلالها ألمزيد من الالفة والمحبة والالتقاء ؟
ام أننا تواقون للحزن والموت والخراب وضرب الاعناق وشق البطون تقربا لربنا الاعلى ولذا فان الفرح ليس من سماتنا وجيناتنا لا تحمل مثل هكذا صفات ؟؟ .. لقد عجبت لنفسي وأنا اتسوق سرا للاحتفال بالعام الجديد خشية أن يحس جاري بفعلتي ويجلدني ويتهمني بالكفر لانني أحتفل بعيد النصارى .. وحينما يسألني أبنائي عن أصول تحريم هذا الاحتفال لا أستطيع ايجاد أي سبيل للرد عليهم كما هو عجزي بالرد على تساؤلاتهم عن مبررات الاصرار على أن يمسك الطفل بالسكين مع والده وهو يذبح أضحية العيد تبركا ، فتراه مصفر الوجه يملؤه الفزع من منظر الدم النازف والحيوان الذي يصارع الموت على رصيف الشارع .. وأجدني عاجز تماما عن أن أبين لهم بان هذه الفعلة هي باكورة التدريب على ذبح البشر وقطع رؤوسهم كما هي طبيعتنا حينما نبلغ أشدنا ونريد أن نعاقب مخالفا لنا في الرأي .
لقد خلقنا الله عراة وعلمنا الانبياء الحياء كما يقول مايكل انجلو ، ومن فنون الحياء الرئيسية أن يملؤنا الخجل أولا مما نحن فيه مقابل ما وصل اليه ألعالم الآخر .. وعلينا أن نبحث بجد لماذا لا نخترع ولا نكتشف ولا نبرع في علم وهم يمنحوننا كل شيء في حياتنا حتى المراحيض التي نقضي بها حاجاتنا.
انها حقا العادة على عدم استقبال الحياة بنفوس متفتحة واصرارنا على الموت قسرا قبل أن يحل أجل الله المكتوب .
انني ورغم أنوف من لا يرضى سأحتفل .. وسوف أجلس وسط أبنائي أعلمهم التعود على امتهان صفة حب الاخرين ، وألقي على أسماعهم أحلى الحكايا الجميلة وأشعل الشموع وأوقد شجرة ألعيد وأبتهج معهم وسأحمل جسدي ما استطعت لارقص على ألحان بلادي ، وأتخيل كل الاماني الحلوة في العام الجديد ، وفي مقدمتها أن ينتهي ألزيف ويبتعد عنا اولئك المتجهمين الخاسرين لحياتهم وآخرتهم وهم ينشرون العنف وتراب القبور العفنة فوق رؤوسنا ، وأن تعود البهجة الينا في كل حارة وبيت وزقاق .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزه تحترق ضمن لعبة لن تنتهي قريبا .
- عبد العال ألحراك صوت وطني يهدف لعراق حر وشعب سعيد .
- تحية للشاعره جمانه حداد .. ودعوة لمناصرة مجلتها ( ألجسد ) .
- ألحوار المتمدن هو مركز للاشعاع ألفكري الرائد في مجال الوعي ا ...
- دعوة ألكفاءات العراقية المهاجرة للعوده .. هل هي فخ لموتهم أم ...
- سعاد خيري ومأزق الخلط بين ألشخصي وألعام .
- ألعنف ضد المرأة في حوار بين الوزيرة العراقيه ورئيس جمعية اصد ...
- ألعنف ضد المرأة وضروة التوحد الفكري والنضالي للتصدي له وبحزم ...
- ألمعتقلات العراقيه في العهد الحاضر هي مراكز اختبار للمصداقية ...
- بين ألطواشات وألطوافات .. قضية ألمرأة في العراق أسيرة أللاحل ...
- المرأة في بلادنا حرة .. ويكفيها ان حريتها كاملة في امتاع الر ...
- أحزان مهاجره
- انقلوا عهدة النساء العراقيات ألمعتقلات من السجون العراقية ال ...
- ألشخصية العراقية .. لماذا تتسم بالعنف في ألسلوك ؟. وهل حقا ب ...
- بين ألطلاق الكاذب للمرأة العراقية في الدنمارك .. وحالها في ا ...
- بعض من تداعيات ذكرى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظيمه
- الى متى تبقى حياة ألانسان في العراق ضحية للصراع من أجل ألمال ...
- من باب الانصاف على الاقل .. لو كان حريق البصره بسبب صفقة اسل ...
- لا بديل بعد اليوم عن تحرك الجماهير لاخذ زمام المبادرة واقتلا ...
- هل حقا أن ( فشل الحملات العلمانية وخاصة الشيوعية منها في مجت ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - احتفلوا بالعام ألجديد .. ولن يدخلن أحد منكم ألنار .