ميشيل الشركسي
الحوار المتمدن-العدد: 772 - 2004 / 3 / 13 - 11:41
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
سورية:
يا سورية الجميلة السعيدة
كمدفأة في كانون
يا سورية التعيسة
كعظمة بين أسنان كلب
يا سورية القاسية
كمشرط بين يدي جراّح
نحن أبنلؤك الطيبون
الذين أكلنا خبزك وسياطك
أبداْ سنقودك الى الينابيع
أبداْ سنجفف دمك بأصابعنا الخضراء
ودموعك بشفاهنا اليابسة
أبداْ سنشق أمامك الدروب
ولن نتركك تضيعين يا سورية
كأغنية في صحراء.
ــ رياض الصالح الحسين ـــ
تأتي ذكرى الثامن من آذار هذا العام وسورية ماتزال ترزح تحت نير قانون الطوارئ والأحكام العرفية لتكون بامتياز أقدم دولة تطبق فيها القوانين الاستثنائية في العالم ، 41 عاماْ من الخوف وتعميمه على كافة مناحي الحياة في سورية ، من مصادرة السياسة وحرمان جل التشكيلات السياسية في البلاد من ممارسة حقها الطبيعي في النشاط مع الهيمنة المطلقة للنظام الشمولي الكلياني المشخصن على قالب الديكتاتور الفرد المرفوع الى مقام أعلى من الأنبياء المرسلين .
ان انقلاب الثامن من آذار 1963 وهو وصمة عار في تاريخ سورية أسس بصورة واضحة لمفهوم الدولة الشمولية التي لاتعترف الا باستعمال القوة المسلحة العارية للحفاظ على امتيازاتها وأصحابها وأزلامها والدائرين في فلكها. وقد كرّس منذ ذلك الزمان القمع لكل من فتح فمه بالمعارضة من أقصى اليمين الى أقصى اليسار مروراْ بالآلاف من الأبرياء الذين قضوا في السجون والمعتقلات . ولقد آن الأوان الآن ليجتمع شمل كل المعارضين الديمقراطيين في سورية لينتظموا في جبهة شعبية عريضة ضد الديكتاتورية التي لن تزول الا بزوال حالة الطوارئ والأحكام العرفية لأن وجودها رهن بهذه الحالة واستمرار لها.
ونحن اذ نستذكر تلك الذكرى الحزينة قبل 41 عاماْ في سورية نتمنى أن يذكر الجميع أن سياسة كم الأفواه ودفن الرؤوس في الرمال ، لن تفعل سوى تأجيل قدوم ربيع دمشق قليلاْ ، ولكنه سيأتي حتماْ بعد ذلك عاصفاْ .
#ميشيل_الشركسي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟