أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الإله بوحمالة - إلا الأمن..(!)














المزيد.....

إلا الأمن..(!)


عبد الإله بوحمالة

الحوار المتمدن-العدد: 2513 - 2009 / 1 / 1 - 03:04
المحور: حقوق الانسان
    


وأخيرا، ماذا تبقى لنا لنخاف عليه، أمام كثرة ما صرنا نخاف منه في هذا الوطن غير جلودنا نفر بها من ركن إلى ركن، وغير أظهرنا نسندها من حائط لحائط خشية سكين مطوية تحت إبط جانح عنيف، أو مخافة سيف مشهورة في يد عربيد مخمور هائج، أو توجسا من آلة غدر مبيت تتربص بنا المنون بين عتمة وأخرى في أحياء ودروب أغرقها فساد التدبير والتسيير في الظلام وحرمها لصوص المال العام حتى من الإنارة العمومية أبسط وأدنى شرط من شروط الأمن المتعارف عليها إنسانيا منذ أن اكتشف بشر الكهوف الفائدة الحمائية للنور والنار.
ماذا تبقى لنا، مما يمكن أن نصونه ونخاف عليه، غير أجسامنا.. غير لحمنا ودمنا، بعد أن أصبح المواطن يغادر بيته صباحا وهو لا يكاد يدري إن كان سيعود إليه في المساء أم لا، ولا يضمن إن عاد إليه هل سيعود على قدميه حيا يرزق أم جثة محمولة على نعش.. سالما غانما يوم حياة إضافي في عمره، أم معطوبا بعاهة، مصابا بتشوه.. وهل سيحل عليه الليل وعرضه وعرض أبنائه موفور وشرفهم مصان أم سيؤوب مكلوم الاثنين مهدور الكرامة.
ماذا تبقى لنا لنخاف عليه، في ظل استفحال موجة الإجرام وتناسل عصابات القتل والسلب والنهب وتجارة المخدرات.. وفي ظل امتداد كل الأيادي الآثمة واستعلائها واستقوائها على يد القانون ويد العدالة، وفي ظل التراخي الواضح للحس الأمني والتراجع المتواصل لكفاءة رجاله وفقدان معظمهم لروح المسؤولية الوطنية وانفلات زمام الأمور من بين يدي الأجهزة الوصية يوما عن آخر.
نعم، يمكن للمواطن المقهور المغلوب على أمره أن يبتلع على مضض كل المبررات والمسوغات التي تقدم له حينما لا يمكنه هذا الوطن من تعليم جيد مفيد، أو حينما لا يضمن له حقه المشروع في سكن كريم لائق أو حاجته الإنسانية إلى تطبيب في المستوى، بدعوى التخلف المزمن للبلد وبدعوى قلة الإمكانيات والموارد، لكنه قطعا وجزما لا يمكنه أن يعيش أو يتعايش مع واقع تخور فيه قوة السلطة وتعجز حتى عن توفير حد أدنى من الأمن والضبط والربط الذي يحفظ الأرواح ويحمي الممتلكات ويصون الأعراض، كما لا يمكنه أن ينام قرير العين وأن يحس بطعم السلم والطمأنينة، وهي من المقومات الأساسية للمواطنة، إذا استحوذت عليه القناعة وترسخ عنده اليقين بأن عدالة وطنه التي يفترض أن يستظل بها وينعم بفيئها وإنصافها ويثق فيها عدالة عرجاء أو عوراء أو عمياء وأن كفة الميزان فيها مائلة ومختلة وأن العفو والسراح لا يقومان دائما على التوبة النصوح للجناة ولا على ندمهم عما أجرموه في حق المجتمع ولا على التزامهم القطعي بالصلاح وعدم الرجوع.
إذن ماذا تبقى لنا في هذا الوطن يشدنا إليه ويحببنا فيه إذا بتنا غير مطمئنين إلى أن هناك بالجوار القريب وفي الأحياء الفقيرة كما في الأحياء الغنية.. في الشوارع والطرقات والمدارس والملاعب.. في القرى والبوادي.. في أي مكان وفي كل مكان، توجد أعين ساهرة حارسة وأجهزة راصدة متيقظة شغلها الشاغل أن يعم الأمن وواجبها المقدس أن يسود السلام وأن يشمل الناس جميعا بلا استثناء بقوة القانون وبسلطة العدالة وبروح تشريعات واتفاقيات حقوق الإنسان..
لأنه إذا كان هناك من شيء يمكن أن يذكرنا جميعا باستمرار أننا هنا نعيش في دولة يحكمها نظام وقانون، وأننا لسنا في غابة موحشة يعبث فيها الجناة العصاة، فلا شك أن هذا الشيء هو الأمن: رجل الأمن الكفء الشجاع.. جهاز الأمن القوي المنظم.. وزارة داخلية وطنية مواطنة تتوفر على كل الإمكانات والخبرات والموارد..
وغير ذلك هو ما نعرفه جميعا في تاريخ المغرب من صفحات السيبة والتسيب والانفلات.



#عبد_الإله_بوحمالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب المغربية.. تراجيديا السقوط نحو قمة الحكومة
- انتخابات 2009 للجواب على رسالة الناخب الغاضب
- الهيبهوب ظاهرة صوتية.. لا غير
- أبا الخيزران.. إنهم يطرقون الجدران فعلا (!)
- أبا الخيزران.. هاهم يطرقون الجدران فعلا (!)
- جرح العنوسة.. الطوق والأسئلة
- اللغة والمعنى.. القوالب التي تحكمنا
- القضية تهمنا أيضا
- الجار والمجرور والنكرة والمعرفة: درس في قواعد الاستوزار
- موسم الهجرة نحو الوسط
- في الحاجة إلى معارضة حزبية قوية
- ملاحظات على هامش انتخابات سبتمبر
- البذور المنتقاة لديمقراطية بوش
- الانتخابات والأمية بالمغرب: -إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب-( ...
- التعليم في المغرب: صانع السم لا يذوقه
- تعديل الدستور: نحو حكومات تحكم وتحاسَب
- السباق نحو تدبير الأزمة
- باتش وورك
- وعي العزوف السياسي
- زبانية الجنة


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبد الإله بوحمالة - إلا الأمن..(!)