أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق الحاج - هنا غزة..!!















المزيد.....

هنا غزة..!!


توفيق الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 2511 - 2008 / 12 / 30 - 09:07
المحور: القضية الفلسطينية
    


محطة إذاعية فضائية فلسطينية غير رسمية ،لا فصائلية ،ولا تجارية،لا علاقة لها بسياسي مشبوه ،و لا يمولها غني أنفاق مكروه..!!
يعمل بها مذيع واحد فقط غير متفرغ ،وهو العبد الفقير اللاجئ بن اللاجىء بن المخيم ..من جيل النكبة ،ومن هم النكسة ،ومن احباط الانتفاضات ..يعبر ربما عن مئات الآلاف من الأفواه التي بها ماء..!!
كلماتها ترد تباعا من الشارع ساخنة طازجة كرغيف من خبز الطابون خارج لتوه ،وصورها حية موجعة من بين برك الدم ،والأشلاء ،والدخان ،وموسيقاها الحزينة بعيدا عن المارشات الحزبية تغترف عفوا من قهر ،وأنات الضحايا الحقيقيين تحت الاحتلالات المتعاقبة ..!!

هنا غزة..!!
يوم السبت .. قبيل الظهر كان موعدنا مع "الرصاص المصبوب "فبدأت الطائرات الغاشمة قصفها لعظامنا الناشزة في كل مكان ،ليسقط منا العشرات ،بينما أخذت الفضائيات الملوثة بعينها تختصر دمنا المهدور بعناوينها الاخبارية العاجلة ،وتؤجج حالة الانفسام بدلا من الاصطفاف ،وتتمحور بما يبعث على الريبة والدهشة حول عبارة واحدة .." إسرائيل تستهدف حماس "..!!
والحقيقة لكل أعمى.. بعيدا عن استثمار المحن والمصائب والمتاجرة بها لمصلحة أو غرض خبيث هي أن إسرائيل تستهدف غزة بكل أطيافها وبكل ما فيها من بشر وشجر وحجر..!!
مائتان ونيف في يوم واحد و دفعة واحدة من شهداء غزة .. من السجناء والسجان.. من أطفال المدارس..من المارة.. من الأبرياء المنهكين في معجنة الحصار .. هؤلاء الصاعدون إلى العلا ،ليسوا بالضرورة أن يكونوا من فتح أو الجهاد أو الشعبية أو حماس ،وإنما هم أولا وأخيرا فلسطينيون..!!

فلسطينيون يدفعون ثمن فرعنة عدو قذر يستبيح كل شيء
فلسطينيون يدفعون ثمن صمت عربي ،وإسلامي مذل
فلسطينيون يدفعون ثمن اجتهادات ،وانقسامات ،وولاءات مخزية..!!
لم نر ابدا الدم أخضر بلون راية حماس ،ولم نره مطلقا أصفر بلون راية فتح ،وإنما رأيناه سخيا نازفا منا ،وكما تعودناه أحمر قان يلون قوافل شهدائنا من الأجداد ،والآباء ،والأحفاد الذين لفهم علم فلسطين بألوانه الخالدة عبر مقاومة عمرها مائة عام..!!
إن في هذا اللون القاني وغير المحايد رسالة واضحة تقول للجميع :
كفى بالدم جامعا.. يعيد نا إلى رشدنا ،ووحدتنا ،وصلابتنا..

هنا غزة..!!
قالها مظفر النواب يوما .. "بوصلة لا تشير إلى القدس مشبوهة"
وأقول الآن أن بوصلة تشير إلى أمريكا أو إلى إيران على السواء ملعونة
وأخال الدماء الطاهرة ترشق بها وجوه الغربان من عرب ،وعجم ،وأخيار ،ولمم وتزيد..
" بوصلة لا تشير إلى الوحدة الوطنية ليست مشبوهة أو ملعونة فقط ،وإنما هي قمة الخيانة ووصمة العار..!! "

هنا غزة..
الأشلاء المقطعة..
الوجوه المتفحمة..
الملامح الغائبة..
ولولات الأمهات الثاكلات..كلها تصرخ في بلادة قادتنا ونزواتهم العابرة..!!
كم شهيد يلزم للسقوط في المحرقة المعدة لنا بعناية حتى نستيقظ من سبات الطوائف ..!!
وكم انبطاح منفرد أو مغامرة طائشة نحتاج كي ننضج ونلحق بركب الناجين..!!
كم بقعة زيت نحتاج للخروج من محنة صفين..!!

هنا غزة..!!

المحرقة في أولها ..
ولا أحد يدري كيف ..وأين ..ومتى تنتهي..!!
فمرحى للمناضلين الصامتين الصابرين الذين لا يمارون ولا يزايدون
وسحقا للمتراشقين الفارغين الذين يتهمون ويخونون
وهنيئا للعرب الذاهلين الذين يفاخرون بدمنا ويرسلون لنا مشكورين كفالات اليتامى وأجهزة المعاقين..!!
وشكرا لأمة المليار التي استمرأت عارها واكتفت بفتاوى المسح على الحذاء وإرضاع الكبير ..!!

هنا غزة..!!
صباح الأحد..استمرار القصف الوحشي،وتواصل سقوط الشهداء..
لا بأس..فلدينا ما يكفي من الردود..والتهديدات..!!
لا بأس .. فلدينا ما يكفي من المظاهرات ،والبيانات ،والاستنكارات
ولدينا أيضا التكتكة السورية والدبلوماسية المصرية والمساعدة القطرية والوعود السعودية و... و.... واجتماع وزراء الخارجية العرب المؤجل..!!
لا بأس.. فمهما كان عدد شهدائنا وحجم مصائبنا و حطامنا فسنجد قطعا في النهاية من يحتفل بانتصارنا الكبير الذي سيضاف إلى سلسلة انتصاراتنا العتيدة..!!

هنا غزة
الله أكبر..
دمنا في الشوارع.. أصبح سلعة يتاجر بها كل دعي وقاتل..!!
هل من مزيد..؟!!
أمخاخ أطفالنا على الحيطان المدمرة.. أصبح مادة دسمة للعنتريات الورقية والبطولات الزائفة على فضائيات الفتنة..!!
هل من مزيد..؟!!
سأقولها ..وليدفن من يأبى رأسه ما شاء في كومة الشعارات البالية
سأقولها.. لمن لا يزالون يعيشون في أوهام الماضي، ويحلمون بتكرار أمجاد ذي قار ،وحطين..!!
سأقولها.. للذين يجيدون قذف من يخالف غيهم و عنادهم ،وشهواتهم بالباطل
لن تنفعنا العرب العاربة..
ولن تنفعنا الأمة الهاربة..
واذكر من تناسى البارحة.. بمذبحة جنين.. وسجين المقاطعة..!!
لن ينقذنا أحد قبل أن ننقذ أنفسنا من وهم العصمة والتفرد واحتكار الحقيقة
لن ينقذنا أحد قبل أن نقر بأخطائنا وخطايانا ،ونجتث كراهيتنا ،وأحقادنا ،و شماتاتنا التي زرعناها بعناية وغل لأنفسنا..
ولن ننتصر ،إلا إذا انتصرنا على ألوان الجاهلية فينا و التي تمسك برقابنا وتقودنا إلى الهزيمة تلو الهزيمة..!!
هكذا حالنا وبكل بساطة..
لقد هنا على أنفسنا بالتمزق ،والعداوات فاستهان بنا عدونا ،وهنا على من حولنا بالصمت ،والهرب..!!

هنا غزة..!!
اللهم..لا نصرخ خوفا ولا هلعا ،وإنما غيظا ممن يكتفون بالفرجة من أهلنا ويهربون منا طالبين منا إجادة الموت برفع السبابات أمام الفضائيات..!!
اللهم.. لا منجاة لنا إلا عودتنا بفضلك وقدرتك إلى فلسطينيتنا وإخوتنا وأنت عليها قادر..
اللهم ..ارحمنا من سوءات أنفسنا وكيد عدونا وخذلان أهلنا فانك بنا وبأطفالنا راحم.. وليس لنا وللوطن الضائع سواك!!

هنا غزة..!!
كل التحية للأطباء والممرضين الذين لبوا نداء الواجب دون اعتبار لموقف أو خلاف..!!
كل الإجلال والإعزاز لمن وجه ويوجه سلاحه فقط إلى عدو وجودنا ومستقبلنا..
كل الأمل والدعوات أن يمر ما خبأته لنا الأيام ،وقد وحدنا الدم والألم من جديد ..!!
ونحن الفلسطينيين الفخورين بتاريخهم ووجودهم على ثقة انه كلما اشتدت المحنة تقترب القناعات الشاذة من ضرورة التماسك والتلاحم.
والله معنا..









#توفيق_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحامي ..من ضرب الصرامي..!!
- دغام بابور كاز..!!
- حج..ياحج..!!
- حوار أم ردح..!!
- فتافيت من نوفمبر..!!
- مظاهرة في القاهرة..!!
- ياااا..عشوائي..!!
- ليلة الغدر..!!
- صبر..صبرا..صبرة..!!
- كعب داير..!!
- عار...خمس نجوم..!!
- بين ناكر ونكير..!!
- آخر قباحة..!!
- أنت الان ..نحن..!!
- هس ولا نفس..!!
- مانخوليا..!!
- ناصر..ثورة..56..!!
- حزب الله..، وحزب الليل..!!
- صواريخ واللا بيزنس..!!
- في حضرة التاريخ..!!


المزيد.....




- قتل زوجته ورجل آخر في منزله.. شاهد نهاية رجل اتصل بالشرطة مد ...
- من خلال عمليات توظيف رسمية.. جواسيس من كوريا الشمالية نجحوا ...
- منذ 7 من أكتوبر.. 32 بؤرة استيطانية جديدة في الضفة الغربية ا ...
- تقارير: إصابة عشرات من عناصر حزب الله في أنحاء لبنان نتيجة ا ...
- إعلام إيراني: إصابة سفير إيران في لبنان خلال موجة انفجارات أ ...
- انفجار أجهزة -بيجر- خاصة بحزب الله.. مراسل CNN يفصّل ما نعرف ...
- مصادر أمنية إسرائيلية: الأجهزة التي انفجرت في عناصر حزب الله ...
- من هو جدعون ساعر بديل وزير الدفاع الإسرائيلي المحتمل؟
- وكأن المحن التي تعصف بهم ليست كافية: انتشار القوارض والحشرات ...
- -مئات الجرحى- بمناطق مختلفة في لبنان إثر انفجار أجهزة اتصال ...


المزيد.....

- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - توفيق الحاج - هنا غزة..!!