|
غياب صحافة معارضة وتقييد متشدد على الانترنت وقمع حرية التعبير - تقرير خاص للمركز السوري للقلم
المركز السوري للقلم
الحوار المتمدن-العدد: 772 - 2004 / 3 / 13 - 09:43
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
في القرن الحادي والعشرين حيث يفكر الإنسان بالعيش على سطح القمر فإن بلدا اسمه سورية لا توجد فيه صحافة معارضة و يجري تقييد متشدد على الانترنت وغياب شبه تام لحرية التعبير . المركز السوري للقلم، وهو منظمة سورية معنية بالدفاع عن حرية الصحافة والأدب والفكر في سورية ، يندد بشدة بالقمع الحاصل على كل وسائل التعبير في سورية وكم الأفواه ويطالب بإلغاء قانون المطبوعات وإطلاق سراح معتقلي الضمير واحترام حق الصحفي في كتابة ما يريد والتعبير عن رأيه بحرية . أولا : غياب صحافة معارضة : في معظم البلدان العربية تصدر الصحف عن أحزاب معارضة إلا في سورية حيث الحكومة السورية تعتبر ما يصدر عن أحزاب " الجبهة الوطنية التقدمية " صحفا معارضة ، وهذا غير صحيح لأن صحف أحزاب الجبهة هي إلى حد ما " نشرات " وليست صحف يومية ولا تنشر القضايا الرئيسية التي تهم المواطن السوري . وكل ما يصدر عن الأحزاب السورية المعارضة هو نشرات لا يقرأها إلا أعضاء الحزب وأصدقاؤه ، وبعض الأحزاب أطلقت مواقع خاصة لها منها ما تم حظره . وتقول الأحزاب بأن الأحكام العرفية تمنعها من إصدار صحف ولكن هذا المبرر غير مقبول حيث تصدر الصحف عن أحزاب في بلدان أخرى تحكمها أيضا أحكام عرفية . ولاحظ المركز السوري للقلم بأن بعض مواقع المعارضة أصبحت تنشر ما يسئ إلى معارضين آخرين تختلف معهم في طريقة النضال والرأي ، والمركز يدين هذه الأساليب باعتبار أن لكل شخص رأيه مادام يعبر عنه بطريقة سلمية . ويرحب المركز السوري للقلم بصدور أية نشرة حتى ولو كانت صفحة لأنها تكون منارة في ظل عتمة الطوارئ والقمع ، إلا أن بعض النشرات أصبحت تنشر أيضا مقالات هدفها الإساءة إلى شخصيات معارضة سورية وتتهمها بالعمالة ، وهذا لا يليق بنشرات تريد الشفافية ، ولندع لكل شخص الحق في قول رأيه . ويشيد القلم السوري بنشرة " أخبار الشرق " في لندن لأنها حافظت على نسبة عالية من الموضوعية والحيادية .
ثانيا : إعلان الحرب على الانترنت : الحكومة السورية تحارب البريد الإلكتروني وتحظر كل ما يعمل منه وتحظر أي موقع يتحدث عن الشأن السوري . الحكومة السورية تتحدث عن التطوير والتحديث فلا تترك موقعا على شبكة الإنترنت إلا وتعمل على تطويره وتحديثه جذريا من خلال حظره ، ولم يبق أمام مستخدم الانترنت سوى المواقع الأجنبية العادية التي لا يفهم منها شئ . وفي السجون السورية الآن يوجد أشخاص تهمتهم هي " استخدام الانترنت في طرق غير مشروعة " رغم أن قانون المطبوعات لا يشمل في نصوصه قضايا " النشر الإلكتروني " .
ثالثا : خنق حرية التعبير : تم إطلاق سراح الزميل مروان عثمان ، الذي اختاره القلم السوري " عضو شرف " في المركز ، إلا أن حبيب عيسى وعارف دليلة يقضون عقوبتهم في السجن . والباب مفتوح لعملية اعتقال كل من يعبر عن رأيه علنا ، إضافة إلى منع الزميل أنور البني من السفر وهو من المحامين المدافعين عن حرية التعبير صراحة في سورية . ويذكر أن الحكومة السورية أقدمت على إهانة القضاء السوري واستبدلت القاضية التي كانت تحضر لإصدار قرار لصالح الصحفي نزار نيوف على صحيفة " المحرر " . ولاحظ المركز السوري للقلم غياب " قضية قانون المطبوعات " عن بيانات منظمات حقوق الإنسان في سورية ، كما لاحظ المركز ايضا تسرب بعض الأحزاب إلى المنظمات الحقوقية وهذا يخلق جوا من التناقض ما بين السياسة وحقوق الإنسان في رأي المركز . وعلم المركز السوري للقلم بأن السلطات الفرنسية منحت الزميل نزار نيوف جواز سفر بعد أن كانت قد ترددت في ذلك وهو من حقوقه باعتباره لاجئا سياسيا ، وهذا ما يمكنه من حضور مؤتمرات دولية عن حرية الصحافة وحقوق الإنسان . وكانت " لجان الحريات وحقوق الإنسان " في سورية قد قمعت أمام مجلس الشعب وتم اعتقال ثلاثة صحفيين أطلق سراحهم بعد ساعة وهم اللبنانية كيم غطاس من "بي بي سي" والأمريكي نيل ماكفوركوهار من صحيفة "نيويورك تايمز" ومصوره المصري. واللجان تأسست عام 1989 ويرأسها الآن المحامي أكثم نعيسة . ويلاحظ المركز السوري للقلم بأن بعض فئات المعارضة السورية أقدمت على تخوين بعض المعارضين في الخارج مستغلة تواجدها الدائم عبر بعض وسائل الإعلام وهذا يضر سلبا بعملية احترام الرأي الآخر .هذا وتصرف السلطات السورية جهدا كبيرا في حملات موجهة ضد الصحفي نزار نيوف من خلال بعض الصحف أو النشرات المقربة وتتهمه بتهم غير منطقة وعدائية من قبيل أنه اعتقل " لعلاقته بإسرائيل " بينما كل الناس يعرفون أنه اعتقل عام 1992 لدوره في تأسيس منظمة حقوقية والإشراف على نشرة تصدر عنها . وعملت السلطات السورية على استغلال الخلافات بين المعارضين من خلال تشجيعها ، في ظل غياب صوت واحد للمعارضة تعبر عنه في وسيلة إعلامية خاصة بها . من دلائل خنق حرية التعبير : 1- منع ديوان شعر للشاعر السوري فرج بيرقدار يحكي عن فترة سجنه . 2- منع مقال للصحفي حكم البابا تحدث عن الفساد في إدارة التلفزيون السوري. 3- إغلاق صحيفة " الدومري" . 4- منع بعض أعداد من الصحف اللبنانية من دخول سورية لأنها تحدثت عن ورقة قدمها الصحافي نزار نيوف للبطرك صفير حول المعتقلين اللبنانيين في سورية . رابعا : حكاية المنفى : المنفي في أوربة أو بلدان أخرى أصبح مغتربا في نظر السيدة بثينة شعبان وزيرة المغتربين ، والغريب أنه لم تخرج ولو جهة حقوقية واحدة في سورية ترد على كلامها . ويقول المركز السوري للقلم بأن المنفى يضم " العقل المبدع السوري " من صحفيين وكتاب ومفكرين وهم في تزايد دائم مع تراجع أمل عودتهم المشروعة إلى وطنهم ، فيما تفرض الحكومة السورية شروطا على من يريد العودة تسبب له مشكلة مع أطراف المعارضة السورية . والسؤال إلى متى يمكن أن يصبر السوري في منفاه ؟ وهل خلق ليعيش في المنفى ؟ ويبدو أن كل ما تقوم به الحكومة السورية يؤهل المواطن السوري أن يلجأ إلى أي مكان بحثا عن الحرية ولقمة العيش . لكن تغيب أية مبادرة للمعارضة السورية في الخارج أو أي تحرك لها على الصعيد الدولي من أجل عودة المنفيين والاكتفاء فقط بالتوقيع على البيانات والتجمعات الرمزية ، ومحاولات فردية لأشخاص كل شخص ينشط من أجل نفسه فقط . هذا وتتميز بعض فئات المعارضة الحزبية وليس الفردية بقدرتها على مقاطعة أي معارض ينشق عن نهجها أكثر من قدرتها على مقاطعة أحاديثها الودية تجاه تصرفات قمعية للحكومة . وهناك عجز تام عن دفع السلطة إلى حل أي ملف من الملفات الإنسانية . خامسا : "إذاعة سورية الحرة" و "مركز الحلاج" : علم المركز السوري للقلم بأن بعض جهات المعارضة السورية تنوي إقامة إذاعة " سورية الحرة " لتبث إلى سورية وتكون وسيلة تعبر من خلالها . القلم السوري يرحب بأي وسيلة إعلامية سورية شريطة أن تكون موضوعية ونزيهة في نقل الخبر وأن تكون محل مصداقية لتؤكد على دورها في ظل غياب أي صوت إعلامي خاص للمعارضة السورية . كما علم المركز السوري للقلم بأن الصحفي السوري نزار نيوف يعمل الآن على تأسيس " مركز الحلاج لدراسات وبحوث حرية التعبير والرأي في العالم العربي " كمشروع من مشاريع المنظمة العربية لحرية الصحافة والتعبير وسيضم المركز مجلسا استشاريا من كبار المفكرين والحقوقيين والصحفيين من سورية والعالم العربي ، وستكون قضية حرية الصحافة في سورية من أولوياته . سادسا : الأعضاء المرشحين للقلم السوري : ينوه المركز السوري للقلم بأنه تلقى رسائل عديدة من كتاب وصحفيين سوريين راغبين بالعمل مع المركز ، ويعد المركز بأنه سيكتب لهم جميعا وينظر بعضوية كل شخص ، وضمه إلى قائمة " أصدقاء المركز " إلى حين النظر في قبول العضوية .
المركز السوري للقلم قبرص /نيقوسيا
#المركز_السوري_للقلم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يعرب عن حزنه الشديد لوفاة الكاتب والصحفي السوري مصباح الغفري
...
-
اتحاد الكتاب العرب في سوريا يمنع ديوانا شعريا لفرج بيرقدار و
...
-
شكر على توضيح الأستاذ على صدر الدين البيانو ني المراقب العام
...
-
بيان عاجل
-
بيان صحفي
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|