رداد السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 09:11
المحور:
الصحافة والاعلام
يقال أن أسوء شيء هو أن تعري إنسان أمام ذاته ليراها كما هي ، وأسوء من ذلك الأسوأ أن تجعله عاريا أمام ذاته والآخرين.
حين تكشف المستور ، وتنبش في أضبار المحضور ، وتبين عن حقيقية ما يبدو مغريا أو مدهشا، تتفاجأ بالعداوات ، وتطارد بالأحاجي والألغاز ، كي تظل أحجية تلهي الباحثين عن حل ألغاز الساسة المأزومين الكثيرة والمثيرة.
هذا أنت ككاتب ، ومثقف ، الإنسان المحلول مسبقا ، الذي لم يشفر ذاته خلف أردية التمويه ، لايحجب حتى عن ذاته ، لأنه لا يؤمن بغير الحقيقية ، ولا يرتاح لسواها ، فيعرضها بعد أن يسمعها أو يقرأها ، أو يبحث عنها ، ويعرضها أمام الكل كطبق حساء شهي في ليلة باردة ، فمن شاء أكل ومن شاء ترك..!!
وبكثير من الحذر تراقب كلماتك ، كي لا تنزلق إلى ما لا يفهم منك ، أو يستوعب ، وبروح المغامر تتحدى الرقيب وتتخطى الخطوط الحمراء ، لتكتب عن ما ينبغي أن يكتب عنه ،يقودك إحساس الرسالة كذو قلم لتؤدي واجبك ، نحو الله والحقيقية والناس كما لو أنك قديس يؤدي صلواته.
لا يعكر صفاء تعبدك في محراب الكلمة وهيكل القلم سوى ذوي الأفهام السقيمة المصابة بداء السطحية وعفونة التفكير المنبثق من أدمغتهم الخربة ، الذي يرقبون ما تكتب ليفسرونه وفق ما تحويه عقولهم العكرة ، وأدمغتهم الصدئة ،بوساوس الكيد والحيلة والدس الرخيص ، لكنك تظل رغم ذلك ممسكا بناصية القلم ، تجس به نبض الواقع الوطني وترصد حركته ، وتحولاته ، والفاعلون فيه .
إنه معبر ليس سهلا ، فأن تكتب فيه من المشقة والكبد ، ما يصيبك بإنهاك شديد ، إن الكتابة وحي كوحي السماء ، ترتعد لها الفرائص و يتعرق الجبين وتظل أعصابك مشدودة.
تودع ما تكتبه بطون الأوراق وصفحات النت لتدع الأيام تحكم فيما تقول ، والزمن يبرهن على صحتها وخطأها.
#رداد_السلامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟