فلاح علي
الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 09:34
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
أن الطريق المؤدي إلى تلبية طموحات الشعب وإلى إنقاذ الوطن وحل أزماته السياسية والأقتصادية والأجتماعية المستعصية, لايمر من خلال التصريحات الأعلامية والأدعاءات المنافقة التي إختبرها الشعب , ولا من وصفات قوى المحاصصة الطائفية المقيته وشعاراتها الزائفة أن الشعب يدرك جيداً ومن خلال تجربته الطويلة إنه ليس هناك طريق للخروج من الأزمات و تحقيق حياة أفضل وتجسيد قيم العدالة وحق المواطنة غير تطبيق قيم الديمقراطية الحقة وليس هناك قوة غير الشيوعيين وحلفائهم الوطنيين الديمقراطيين بمقدورهم أن يقودوا الشعب في هذا الطريق وعبر النضال اليومي المتفاني .
وليس غريباً أن تنهض أمام الشيوعيين تلك المهام الأجتماعية و الوطنية والديمقراطية , فهم ليس فقط كونهم محبين وأوفياء لشعبهم ووطنهم وإنما هم القوة المناضلة والأكثر ثباتاَ ومبدأية وتفاني وإخلاص في سبيل مصالح بلادهم الحقيقية . أن الشيوعيين يدركون قبل غيرهم أن الأفكاروالمشاريع التي لاتتجسد في الواقع لصالح الناس تظل مجرد كلمات لا غير, كما أن الأفعال التي تكون غير منظمة ومنسقة ضمن أطر ذات تأثير وفعالية , فأنها تكون غير مؤثره وموجهه نحو حل المشاكل والأزمات وتلبية الحاجات , لهذا فأن المناضلات والمناضلون المبدأيون والمتضامنون والتي تجمعهم رابطة فكرية وسياسية وتنظيمية كما هو حاصل في إطار الحزب الشيوعي العراقي ومن خلال مشاركة شعبية واسعة لكل القوى الوطنية والديمقراطية فهم القادرون على إنجاز المهام ذات الأهمية السياسية الوطنية- والديمقراطية والأجتماعية والأقتصادية ..... إلخ .
مواقع الشيوعيين تتوطد في المجتمع :
لهذا فأن الشيوعيين يولون أهمية كبيرة للمشاركة الشعبية الواسعة في المنافسات الديمقراطية كالأنتخابات كونها آلية من آليات الديمقراطية , وهم إذ يباشرون حملتهم الأنتخابية , فأنهم يدركون تماماً أن وسائل الأعلام الجماهيرية هي الأدات الأكثر فاعلية في هذه الحالات للتأثير وللتعبأة الجماهيرية الواسعة رغم إنهم في حملتهم هذه تنقصهم بعض هذه الوسائل الدعائية مثل (التلفزيون) , أن هذه الوسيلة الأعلامية التابعة للدولة يسيطر عليها القوى المهيمنة على السلطة , علماً إنه في الدول الديمقراطية يكون إعلام الدولة محايداً ويعطي فترات دعائية متساوية للأطراف المتنافسة .أما في العراق والبلدان النامية فالأعلام الجماهيري حكراً على القوى المهيمنة الطامحة للأستمرار في السلطة , الكل يدرك تماماً أن تمكن الشيوعيين والديمقراطيين من إستخدام وسائل الدعاية الجماهيرية هذه , هذا يعني إنهم سيعبئون أوسع فئات الشعب في المدن والأرياف إلى جانب مشروعهم السياسي , وبالتالي ستتغير موازين القوى لغير صالح أصحاب المشاريع الطائفية والقوى المهيمنة وستقترب ساعة إفلاسهم عندما يختار الشعب ممثليه الحقيقين في الأنتخابات . إلا أن رغم إفتقار الشيوعيين لوسائل الأعلام الجماهيرية والدعم المالي , إلا أن مواقعهم تتوطد يوماَ بعد آخر في المجتمع ورصيدهم صلب قاعدته الشعب التي تتسع يوماَ بعد آخر, حيث إختبر نزاهتهم ووطنيتهم الصادقة وصوتهم يرتفع أعلى فأعلى في الحياة الأجتماعية والسياسية في العراق رغم أن القوى المهيمنة على العملية السياسية , تعمد في إستخدام الأساليب المتاحة لديها لكبح تقدم الحزب الشيوعي العراقي والتقليل من دوره. وتلجأ في المنافسة إلى أساليب غير ديمقراطية , وللتأكيد على ذلك ما حصل من تزوير في الأنتخابات الماضية وتوظيف الدين لأغراض سياسية وشراء ناخبين بالمال ومحاصرة الشيوعيين إعلامياً ..... إلخ .ينظر الشيوعيين إلى ما حصل في الأنتخابات الماضية إنها معركة غير متكافئة , ولكن ما يميز الشيوعيين في حياتهم العملية هو أنهم في ( المعارك الغير متكافئة التي تفرض عليهم يزدادون صلابة ) . ويأخذون دروس منها ويتعلمون كيف ينتصرون . لأنهم يناضلون من أجل قضايا عادلة تجسد طموحات شعبهم وبناء وطنهم الحر ونظامة التعددي التداولي .
لهذا فليس من قبيل المصادفة أن القوى المعادية لمصالح الشعب هي تعاني من عقدة العداء للشيوعيين وتظهرها حسب الظروف الزمانية والمكانية في تشنجات ونباحات هستيرية , وبنفس الوقت وليس مصادفة وفي مثل هكذا ظروف فأن الشعب يتحول إلى حاضنة للشيوعيين , فتتجذر مواقعهم داخل المجتمع وما أكدته تجارب شعبنا من وجهة نظري , أن من يخوض النضال من أجل مصالح الشعب هو الطرف الأقوى وليس الطرف الماسك للسلطة والقرار السياسي والأعلام والمال هذا أولاَ وثانياَ أن الشيوعيين وحلفائهم الوطنيون الديمقراطيون هم أفضل المناضلين من أجل الديمقراطية وهم الأكفأ من يمارسها بمهارة وإخلاص لصالح مصالح الشعب والوطن وبناء دولة العدل والقانون .
ما ذا يريد الشيوعيين :
الشيوعيين في نضالاتهم اليومية وتضحياتهم من أجل مصالح الجماهير والمطالبة بحقوقها وحاجاتها وتقديمهم للمبادرات والمشاريع الديمقراطية العملية لتطوير العملية السياسية , فأنهم يؤكدون بهذا النهج الواقعي والعقلاني إنهم يقدمون البديل الديمقراطي العملي ليخرج البلد من أزماته , وليحل محل تقاسم السلطة والمحاصصات الطائفية المقيته التي مزقت الوحدة الوطنية والتي أبعدت الشعب عن صنع القرار السياسي وصادرت حقوقه وحصل تفاوت في توزيع الثروة لصالح أبطال المحاصصة على حساب الفقراء من أبناء شعبنا .
فأن ما يميز الشيوعيين هو تبنيهم لمطاليب الشعب ومنطلقهم الأساس أن الديمقراطية الحقيقية هي أن تكون السلطة للشعب كله وأن يشارك مشاركة مباشرة في بناء الدولة الديمقراطية وصياغة سياستها وتجسيدها , وإعادة صياغات آليات الديمقراطية التي إنتحلها أصحاب المحاصصات الطائفية والقومية لأنفسهم ولمصالحهم الأنانية الضيقة المقيته المضرة بمصالح الشعب والوطن , فالشيوعيين وحلفائهم الديمقراطيين يريدون للمارسة الديمقراطية أن تعود بالخير والرفاة للشعب والوطن . فالديمقراطية الحقيقية لا يجمعها أي جامع بالمحاصصة الطائفية والقومية وأن الوحدة الوطنية الصادقة لا تتحقق عن طريق المحاصصات الطائفية البغيضة . أن هم الشيوعيين هو بناء وطن حر مستقل بعيداَ عن المحاصصات الطائفية والتدخلات الخارجية والدفاع عن مصالح الناس وضمان حقوقهم وحرياتهم وكرامتهم الأنسانية ورفاههم وتشييد دولة المؤسسات الديمقراطية وقانونها العادل .
الشيوعيون والوطنيون الديمقراطيون يعرفون ويجيدون بشكل ماهر إستخدام الوسائل الوطنية في تحقيق التنمية الأقتصادية والتي تعود ثمارها لصالح المواطنين والمجتمع , وهم القادرون على صياغة وتتنفيذ بأخلاص لسياسة الدولة بأتجاه زيادة الرفاهية للشعب , وليس بأتجاه مصالح فئة قليلة من أصحاب السلطة والمحاصصات الطائفية التي تعمل لمصالحها وليس لصالح المواطن والمجتمع . لأن التوزيع العادل للثروة وتحقيق العدالة الأجتماعية هي شروط أساسية لبناء وتطور الدولة والمجتمع , هذه هي من مقومات بناء الدولة الديمقراطية , وغير قادر على تطبيقها إلا المناضلون الحقيقيون من أجل مصالح شعبهم ووطنهم .
أن الشيوعيين وهم يخوضون إنتخابات مجالس المحافظات وبتحالف مع الوطنيين الديمقراطيين في بعضها من أجل تحقيق مصالح الشعب والوطن على أساس برنامج سياسي إنتخابي ذات محتوى (إجتماعي - وطني - د يمقراطي) . وما يتضمنه من أولويات تكتسي أهمية في حياة الشعب ومنها , توسيع نطاق الخدمات الطبية والتعليمية المجانية . والقضاء على الأرهاب وتحقيق الأمن والسلام والحرية وتوفير الخدمات الضرورية مثل الكهرباء والوقود والماء الصالح للشرب ووسائل النقل وخفض أسعار المواد الغذائية وتوفير السكن للمواطنين , وحل مشكلة البطالة في البلد , وتحقيق التنمية وتطوير فروع الأقتصاد الوطني , ورفع المستوى المعيشي للشعب , وزيادة الرواتب بما فيها رواتب المتقاعدين . وتحقيق نظام عادل لتوزيع الثروة وتحديد الحدالأدنى لمستوى الدخل لضمان حياة كريمة للفقراء وغالبية الشعب والقضاء على الفساد المالي والأداري .وإنهاء المحاصصات الطائفية المقيته . فأنهم بريدون الخير والحياة الكريمة لشعبهم والتقدم والأزدهار لوطنهم , فستكون أوسع فئات الشعب معهم وتحتضن توجهاتهم وتدعمهم .
هل سيحقق الشيوعيين والوطنيين الديمقراطيين نتائج جيدة في الأنتخابات :
أكدت الحياة أن جاذبيةالأفكار التي يناضل من أجلها الشيوعيون والديمقراطيون هي تكتسي بأهمية كبيرة في حياة الشعب , على سبيل المثال العدالة والخير والرفاة والسلام والحرية والديمقراطية والوحدة الوطنية الصادقة , والأنسانية , وضمان حقوق المواطنة , وضمان حقوق الطفل والمرأة , وسن قانون عادل , وبناء وطن حر بلا إحتلال ومحاصصات طائفية وبلا نعرات قومية تؤجج الكراهية بين الناس وبلا تبعية وإنبطاح للأجنبي أو لدول التمويل المالي , وأن ثروات الوطن هي ملك الشعب , وبناء الدولة المدنية الديمقراطية . أن هذه الأفكارالحية الأنسانية الواعدة لا تزال الحياة وتجربة العراق المريرة تؤكد جاذبيتها وأهميتها وإعتراف غالبية الشعب بها وحاجته لها, فهي من وجهة نظري أمضى سلاح وأقوى من المال ومن الأذاعات الممولة خارجياً أو المخصصة لتكريس حكم المحاصصات الطائفية , التي تحمل خطابات زائفة وتسوق لبضاعة فاسدة .وإنها الأكثر مصداقية وفاعلية من إستغلال الدولة وسلطتها وتوظيفها في العملية الأنتخابية للترويج للمشاريع المهيمنة على السلطة ولأبتزاز وشراء أصوات الناخبين . هذا ما تؤكده تجارب الشعوب ولكن تبقى العملية الأنتخابية هي معركة قد تكون غير متكافئة في مثل هكذا ظروف من حيث حصول الجميع على مستلزمات خوضها , وهذا ما يدركة الشيوعيين وكل الوطنيين الديمقراطيين فهم يبذلون جهود مضنية مع شعبهم, للتمكن من إمتلاك مستلزمات خوض المعركة الأنتخابية , وتوظيف الوسائل السليمة والمتاحة التي يقتنع بها الشعب لصالحهم وهذه المستلزمات يدركها الشيوعيين وحلفائهم جيداَ ومنها على سبيل المثال :
التعبأة الواسعة من أجل أن تكون مشاركة جماهيرية واسعة في إنتخابات مجالس المحافظات , وتعبأة ومطالبة أوسع القوى المشاركة في العملية الأنتخابية على أن تكون رقابة صارمة على الأنتخابات من قبل الأمم المتحدة والمنظمات المحايدة , لضمان أن تكون الأنتخابات بعيدة عن التزوير والتأثير على الناخب بوسائل وأساليب غير ديمقراطية وضمان حيادية أجهزة السلطة في الأنتخابات , والأهم في العملية كلها هو أن المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات , أن تبرهن على إستقلاليتها وحياديتها ومبدأيتها في تطبيق قانون الأنتخابات بكل شفافية وحيادية بعيداً عن خضوعها للتأثيرات والأنحيازات وغض النظر عن التجاوزات مهما كانت صغيرة .
أخيراً أن الشيوعيين والقوى الوطنية الديمقراطية يمتلكون أهم هذه المستلزمات وهي أن لديهم قدرات فائقة وهائلة وهم أقدر من يجيد توظيفها بالشكل الصحيح في إدارة الحملة الأنتخابية , فالقوة الضاربة التي بأيديهم هي أن لديهم طاقات وخبرةهائلة من الأمكانيات البشرية ذوي المواهب و الوعي والمعرفة والخبرة و المبادرة والعزم والتصميم والأرادة العالية والتفاني والعطاء التي بمقدورها أن تصل وتخاطب بشكل مباشر الناخبين في مناطق سكناهم في المدن والأرياف . ولديهم من الأمكانيات الفنية والثقافية الهائله أن هذه الأمكانيات تتكامل وتغتني بالأعداد الواسعة من الشبيبة المفعمة بالحيوية والموهبه والتخصص والأندفاع التي تنضوي تحت صفوفهم وبزداد عددها وإتساعها يوماَ بعد آخر .هي وسائل مجربة لا غنى عنها لتنمية وإمداد الأمكانيات والطاقات من أجل التعبأة الواسعة والأندفاع إلى الأمام نحوالمستقبل الزاهر لشعبهم ووطنهم . وما يمتلكون من رصيد كبير من الوطنية الصادقة والنزاهه ولديهم برنامجهم السياسي الوطني الديمقراطي , فبالمنافسة الديمقراطية النزيهه سيتمكن الشعب من إعطاء صوته بكل حرية للعديد من ممثلي الشيوعين والديمقراطين المرشحين لمجالس المحافظات لأن الشعب يثق بوطنيتهم ونزاهتهم وإخلاصهم وتفانيهم وتضحياتهم من أجل مصالحة ومصالح الوطن .وبهذا ستكون الأنتخابات في صالح الشعب إذا جرت في أجواء تنافسية ديمقراطية بعيداَ عن الأجبار والتهديد والأغراء و بعيداَ عن توظيف السلطة و المال والدين في العملية الأنتخابية .
27-12-2008
#فلاح_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟