|
أنا الخطاب.. أنا الآخر - في آلية الحوار-
وديع العبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 09:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
لكل لغة تراثها ونمط العقلية النافحة عنها.. والعقلية لا تنفصل بحال عن عوامل البيئة والمتغيرات السياسية والتاريخية المرافقة لها. وقد كان من نصيب لغة العرب وثقافتهم، أن تأخرت صياغتها إلى ما بعد القرن الثاني للهجرة، ما بعد القرن الثامن الميلادي. والغريب، أن المؤلفين ومصنفي العهد العباسي لم يستفيدوا من خصائص الموقع الجغرافي لأرض النهرين، أو خاصة التعددية الثقافية والأثنية في تشكيل الدولة، وانما استدبروها متجهين القهقرى إلى أعماق البادية والصحراء لوضع أساسات اللغة والشعر والتاريخ، والتكوين الفكري والثقافي عموما. فالملامح العامة للغة العرب أنها وصفية انشائية، وثقافة العرب لا تستند للمادة والانتاج لذلك تسودها القيم المعنوية، جامعة في نفسها، الحديّة والاستسهال. فمن بين خصائص اللغة اليومية.. 1- ربط اللغة بالعروبة وربط العروبة بالاسلام. 2- ربط اللغة بالتراث وربط الترث بالمقدس. 3- التحدث بلغة الجماعة بدلا من لغة الفرد. 4- تضمين الذات عند الفخر واستثناؤها في حالة اللوم. 5- المبالغة حد التطرف والكذب. 6- المجاملة حدّ الرياء. 7- اعتماد التكرار حدّ الاستهجان. 8- ترديد أصوات وتعابير لفظية معينة من التراث المشاع دون مناسبة حقيقية، أو محاولة صياغة تعبير شخصي مستقل وجديد. 9- التحليل والتحريم حسب معيار مركزية الجماعة الكامنة في اللا وعي. 10- عدم احتمال أي نقد موجه لمنظومته الثقافية. وما أريده هنا هو التركيز على النقطة الثالثة المتعلقة باستخدام صيغة الجمع في التعبير الفردي وما يترتب عليه من أبعاد اجتماعية وسيكولوجية. * تضادّ الأنا والآخر رغم قوة العنصر الجمعي في العقلية العربية، تتخذ الأنا موقعا متحرزا في مواجهة الآخر، سواء كان من داخل مجموعته الثقافية أو القبلية أو خارجهما. فكيف يمكن التوفيق بين موقف جمعي حدّ الذوبان بالمصطلح النفسي، (أنصر أخاك ظالما أم مظلوما/ من ليس معنا فهو ضدّنا)!!، وبين قسوة الأنا العنفية في مكان آخر، حين تتراجع المواجهة إلى المستوى الفردي. لا شك، أن القبيلة/ العشيرة والطائفة هي مرجعية ثابتة للفرد، غير قابلة للتلاشي أو الاستغناء، لكن هذه المرجعية المركزية لا تخرج عن حدود الشخصية البراغماتية أو الذات الأنانية. وقد نعت بعض المتحدثين الذات العراقية بالفردية، واعتبروها السبب الرئيس لتشظي الهوية الوطنية وضعف الانتماء للأصل. والصحيح أن الذات الفردية لا تختلف عن المحتوى القبلي الثقافي الذي يتقاسم المجتمع العراقي، وبالشكل الذي يعكس وجود تراتبية متدرجة في تشكيل شخصية الفرد. فبدلا من وضع الوطن (الأرض) في بداية تراتبية الانتماء، تحتل الذات الفردية مقدمة عناصر ترتيب الانتماء. ان علاقة الفرد بالقبيلة أو الطائفة أو البلد الأجنبي أو العالم، لا تخرج عن حدود الحاجات الخاصة (الأساسية والثانوية). وعلى قدر نجاح مستوى معين من المنظومة بتلبية وضمان حاجات الفرد يكون موقف الفرد وانتماؤه لذلك المستوى. فالوطن أو العشيرة أو الطائفة، حين تفشل في تلبية حاجات الفرد المتعددة والمتجددة، يهجرها إلى غيرها. هذا يعني عدم وجود ثوابت في تشكيل الذوات الفردية أو الجماعة الواحدة، قدر ما يتصل الثبات بالحاجات والغرائز الطبيعية والفردية. العرب عموما، من أقل الناس ارتباطا بالأرض، ولا وجود لمفهوم الوطن في التشكيل الثقافي الجمعي لهم قدر ما يتوزع الحديث للدولة والسلطة والنفوذ. وهو أمر لا يتصل بظروف البداوة، حتى لو كان ذلك أمر محفزا للموضوع. ويمكن اعتبار توسيع حدود السلطة من مكة ويثرب والحجاز وتسويغ مشاريع الهجرات الجماعية من بطن الجزيرة لتشمل المناطق المحاذية لها حتى جنوب الصين وأوربا، صورة لهشاشة المفاهيم الأساسية لفكرة الوطن أو الانتماء. فالانتماء هنا للسلطة القائمة على العنف العسكري، وصفة الانتماء هي الطاعة حدّ العبودية، ومعناها اكتساب الثروات، أو الغنائم، لا غير. * هل يمكن اعتبار الانتصار للقبيلة والطائفة، صورة عن انتصار الذات؟.. ان القبيلة أو العشيرة أو الطائفة هي صورة التشابه والتكرار لمجموع أفرادها، وانتصار الفرد لها انتصار للمتشابه؟ وفي هذه الدائرة يلتقي الفرد مع الفرد الشبيه به أو نسخته المكررة، لكنه لا يتقبل نسخة مختلفة عنه، وهو ما سهّل للزعيم التعبير عن الجماعة بصفة الفرد وعدم تسويغ ما يسمى استفتاء أو استطلاع الأفراد، الذين ليسوا سوى نسخ مكررة عن شخصه. المستوى التالي للقبيلة أو الطائفة في هذا المنظور، هو العائلة، ممثلة بالزوجة والعيال. ان صورة الزوجة الحلم لهذا الرجل هي الزوجة المستنسخة عنه في طبائعه وأمزجته وأفكاره ومعتقداته. و يثني الرأي العام الاجتماعي على زوجة فلان التي لم تخالفه في أمر، وفعلت كذا وكذا من أجل إرضائه. وفي هذه الخصيصة، يشترك الدين والعرف الاجتماعي في تحويل الطاعة والخضوع للزوج إلى شرط للرضا الإلهي والوصول إلى الفردوس. لكن الأمر لا ينتهي عند هذا الحدّ، وانما يمتد إلى الحلقات التي يتحرك خلالها الشخص ويتعاطى معها، مستغلا أقصى ما لديه من نفوذ لذلك. فالموظف رئيس القسم |أو الدائرة أو الحزب أو الشركة يقرّب المتشبهين به والمتزلفين شكلا أو موضوعا. ويلفت النظر في بعض الأفلام والمسلسلات الفنية ما بين نساء الفلم من تشابه، سواء في الأزياء أو تسريحة الشعر أو القوام ولون البشرة وغيره. وهو ما يعكس نزعة ذاتية محضة لمخرج العمل أو المنتج في شروط اختنياره العناصر النسوية، وهو ما ينطبق كذلك على الأعمتال السردية والروائية، في تحديد مواصفات الصورة المفضلة للمرأة أو الرجل، والمحكومة بالتكرار غالبا. لا شك أن عوامل أكثر تعقيدا بالمنظور النفسي والاجتماعي تدخل في محددات العلاقة الشخصية داخل العائلة. وبالتالي، درجة تقبل الفرد للتعددية واحترامه للمختلف . * الاستبداد أو.. دكتاتورية الراي عقدة التشابه والتكرار ورفض الاختلاف هي الدافع الرئيس لشيوع ظاهرة الدكتاتورية أو الاستبداد بالرأي. وعندما يتعدد الرؤوس والزعماء، فلا بدّ من تميز زعامة محددة تستميل ما عداها أو تنجح في تصفيتها لتستفرد وحدها بالزعامة. والدكتاتورية لا تستطيع تحقيق ذاتها بغير العنف المباشر أو غير المباشر أي الدسائس. ولما كانت حالة التشابه المطلق أقرب للمستحيل، كان ثمة أكثر من مبرر للعنف الاجتماعي والسياسي والاقتصادي في المعاملات اليومية للأفراد والجماعات. ان ظهور الامبراطوريات الكبيرة في العالم مدين للدكتاتورية، وبنفس المنظور يدين لها انهيارها وتفككها. لم يصل وعي البشر إلى مستوى تصور دولة قوية قائمة على المحبة والتعاون المحض. وما يصح على الدولة يصح على غيرها من المنظومات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وفي العراق يستذكر كثيرون مقولة مؤسس جمهوريتهم* بحق مناوئيه "عفا الله عما سلف" التي كانت سببا في عودة المتآمرين للاستئثار بالسلطة ومباشرة عهد الاغتيالات والتصفيات الداخلية. ولكن ماذا لو كان لتلك الكلمة مفعول سحري وعودة للعقلانية والضمير وبعد النظر. لاشك أن صورة العراق كانت أكثر جدارة اليوم، كشعب يحب ويسامح ويبني من أجل الحياة. هل العراق اليوم يتقبل التعددية والاختلاف دون أن يؤثر ذلك على منهجه الوطني المستقل وايمانه العقلاني بالحياة والتسامح. لقد قام الكون على اختلاف القطبية، والمعادل الجمعي لحركة التضاد هو الذي يحدد مسار الزمن والصيرورة التاريخية. معيار ديمومة الحياة هو التجدد، ولا تجدد بدون اختلاف. أما التكرار فهو الاستنساخ الذي يصل إلى أحط مستوياته كلما طال به الأمد. وحين النظر إلى أفكار قديمة تعشش هنا وهنا، يبدو وكأننا نتعامل مع ديناصوات. أن للزمن لغة، واللغة حياة، والحياة تجدد وتقدم، وإلا فما مبرر استمرار الوجود. يقول ه8غاغهععل7غالاالتاغ أحد الشعراء في فضيلة الاختلاف.. اني أقرّ على نفسي وأعترفُ* أني معي دائما في الرأي أختلفُ.. ويقول آخر.. كلّ يحمل في الداخل ضدّه!.*4 ئىتتىاةزوو ةزو
ان تقبل الاختلاف أو الخوف منه يتصل بسايكولوجية الثقافة الاجتماعية المؤسسة في لا وعي الفرد الجمعي، (الاعتداد بالذات والقدرة على المواجهة)، وتجاوزه أو القفز عليه يستلزم ثورة ثقافية اجتماعية تعيد مأسسة الأوليات والمرتكزات النفسية والمادية في البيئة الحاضنة للأفراد. * حضور الأنا.. غياب المقابل تستند آلية الحوار (dialogue) على وجود طرفين يتبادلان الكلام (communication) في موضوع معين لغرض معين. ويفترض واقع التبادل واستمرار الحوار تحلي كل من الطرفين بدرجة من الموضوعية والمرونة والاحترام. فليس من صفات الحوار.. - استفراد أحد الطرفين بالكلام أغلب الوقت (monologue).. - محاولة أحد الطرفين فرض رأيه أو رؤيته باعتبار الحق المطلق.. - اسقاط احترام الانسان أو تجاوز الآداب العامة.. - مخالفة أساسيات العقل والمنطق والمراجع المعرفية. - تداخل الشخصية بموضوع الحوار.. - تداخل عناصر العرق أو الدين أو القومية أو المنصب أو الخصوصيات الفردية في مادة الحوار.. - محاولة تأويل الكلام لاتجاهات أخرى - توظيف العصبيات لمحاصرة المحاور أو حرف مادة الحديث لغاية احراج المقال أو ايقاع الأذى به. - تحويل الكلام إلى مبارزة لغوية (chalange) غايتها اخراس الآخر والانتصار عليه. - محاولة أحد الطرفين التقليل من شأن المقابل أو تهميش رأيه وتسفيهه.
ومراقبة واقع الحال، يكشف وجود حالة من الاستبداد والتسلط في أغلب محاور الحوار الفردي في الحياة اليومية في المقهى والشارع والمواصلات والبرلمان واجتماعات الحزب والدولة والدائرة والعائلة. ان لأحد المتحاورين سلطة أكثر من سواه، وله صلاحية تحديد السقف الأعلى والأدنى وإصدار الحكم. ولعل الظاهرة الأكثر شيوعا واستنكارا هي الانفعال ورفع نبرة الصوت خلال الحديث مما يجعل الأعناق تلتف لمائدة المتحاورين، ويربك طمأنينة المكان. أمال الظاهرة الأخرى الغريبة في الأمر، فهي - كما يصفها الدكتور صلاح نيازي- اليقينية التي يتحدث بها البعض، أو سلطة المطلق المخول أمرها بيده، سيما حين يتعلق الأمر بالزمن المستقبل. هذه وغيرها تكشف ضعف فن الحوار في تراثنا الثقافي وواقع حياتنا المعاصرة. فإذا جمعنا فقر المادة الفكرية وعدم توازن مصادر التراث وبؤس الراهن، لا يتبقى من دعوى الحوار غير الادعاء. ويرى الدكتور صموئيل حبيب ان "الحوار قد يكون مهمة تربوية، فالمعلومة، والفكر، والرأي، تنتقل من طرف لآخر..(..) فالحوار يحفظ كرامة الطرفين، ويجعلهما على مستوى واحد من الاحترام المتبادل." ويحدد مميزات الحوار في جملة نقاط.. 1- انه يعاون على إقامة الاتصال واستمرار العلاقة وتبادل الأفكار وامعلومات ووجهات النظر. 2- يعاون على اكتشاف الحقيقة. 3- يساعد على اتساع الأفق الفكري واكتشاف جوانب متعددة من موضوع الحوار. 4- يساعد على الانفتاح على الغير ومعرفة أفكاره ووجهات نظره. 5- يدفع الانسان للاهتمام بغيره، مما يخلق اهتمامات مشتركة بين الأفراد. 6- تربية قدرة النقد الذاتي بين المتحاورين. 7- الحوار ينمي المرونة في العلاقات ويرسخ مبادئ الحب والغفران والتفاهم بين الأفراد. 8- الحوار يدعم قوة الجماعة ويدفعها إلى مواصلة الحوار واستمرارها كجماعة واحدة متماسكة مترابطة قوية. ان آليات الخطاب والتلقي، بمستوياتها المتعددة وفي مختلف قطاعات الحياة اليومية.. لبنة أساس في تعريق الدمقراطية منهجا وإسلوب حياة ومعاملات حضارية. * لندن السادس والعشرين من ديسمبر 2008
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ • عبد الكريم قاسم- أول رئيس جمهورية في العراق. • الشاعر عبد الأمير جرص (1967-2003). • الشاعر مظفر النواب- عروس السفائن-. • الدكتور صموئيل حبيب- فن الحوار- منشورات دار الثقافة- القاهرة- 2002.
#وديع_العبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مات إله الشياطين
-
رسالة لم تصل إلى جلجامش
-
ابحث عن رصيف يحتمل موتي..
-
أنسى..
-
مدينة الحوار المتمدن
-
الموت.. دورة المطلق الحميمة
-
سيرة و مكان
-
قراءة في مجموعة [إمرأة سيئة السمعة]
-
الطائر الذي يغني من داخل القفص
-
العنف.. ثمرة ثقافة سيئة
-
الاشتراكية..تحرير الفكرة من العصبية والدولة
-
وأذكر أني عراقيُّ.. فأبكي!..
-
العنف الاجتماعي بين الهمجية والمرض النفسي
-
(غداً..!)
-
أشعياء بن آموص
-
(حجيّة غُرْبَتْ)
-
إلى وسام هاشم
-
الانتخابات العراقية.. أكبر صفعة لآلام العراقيين (لكي لا يُلد
...
-
منفيون(14)
-
مقامة نَسِيَها الواسطي
المزيد.....
-
في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً
...
-
مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن
...
-
مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة
...
-
ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا
...
-
كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة..
...
-
لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
-
صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل
...
-
الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا
...
-
العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط
...
-
الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|