أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - ماذا....لو....؟















المزيد.....

ماذا....لو....؟


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 2510 - 2008 / 12 / 29 - 09:34
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تدور على الشارع العراقي هذه الأيام كثير من النقاشات التي تتناول إنتخابات مجالس المحافظات كموضوع رئيسي لها تتضارب فيه الأفكار بين مؤيد لهذه الإنتخابات ومعارض لها حيث يتجلى الرفض والتأيد من خلال التجربة الذاتية في أكثر الأحيان ويرتبط تعليل الرفض والقبول بالنتائج التي ترتبت على هذه التجربة خلال السنين الخمس الأخيرة من عمر العراق الجديد .
إنه لأمر طبيعي وجيد ايضاً ان تدور مثل هذه النقاشات التي تطرح مختلف الأفكار والتصورات التي تجمع بين الآمال والرغبات المرجوة من هذه الإنتخابات حينما يُكتب لها النجاح وتتحقق بالطرق الديمقراطية الحقيقية التي يسمع المواطن عنها في الدول التي تمارسها حقاً وحقيقة . وبين اليأس والتذمر من هذه المسرحيات التي يعتبرها البعض ضحكاً على الذقون ، إذ ان تنائجها مُقررة سلفاً ، فلا حاجة إذن للمشاركة في هذه " ألإنتخابات " والمساهمة في إخراج وتمثيل هذه المسرحية .
قبل كل شيئ ينبغي العلم أن المشاركة في الإنتخابات أو عدم المشاركة بها لا يعني بأي حال من الأحوال توفر او عدم توفر المقومات الرئيسية للعملية الإنتخابية ، ناهيك عن توفر القناعة بها وبالطريقة التي مورست بها في العراق سابقاً وما يمكن ان يُمارس من خلالها لاحقاً . أي ان الموافق على ألمشاركة في الإنتخابات قد يكون غير مقتنع تماماً بتوفر كل الظروف التي تجعل منها إنتخابات مثالية ، إذ لابد من توقع حدوث هذا الخلل او ذاك ، إلا ان المشاركة نابعة من الحرص على ممارسة هذا الحق الوطني الدستوري لتكون هذه التجربة نوعاً من المساهمة في بناء صرح الديمقراطية في الوطن ، وإن بناءً كهذا لا يمكن أن يتكامل بالشكل الصحيح إذا لم يتوفر له الأساس الجيد المتين ، وما هذه المساهمة إلا لوضع اللبنات الأولى في هذا الأساس . كما ان الرافض لها قد يكون مقتنعاً تماماً بالعمل الديمقراطي وبالعملية السياسية برمتها ويتمنى ان يتحقق ذلك في الوطن خاصة بعد اربعة عقود من التسلط البعثفاشي الأسود ، إلا أنه يرى ان المرحلة التي يمر بها الشعب والوطن لا تؤهلهما لخوض إنتخابات حرة نزيهة جرى التطاول عليها بمختلف الأساليب سابقاً ولا يوجد ما يضمن عدم تكرار ذلك في المستقبل .
لو حاولنا هنا التطرق إلى وجهتي النظر في هذا النقاش للتعرف على ما يمكن ان يتحقق من خلال طرح فرضيات النقاش هذه ، ولو وقفتا في بادئ الأمر مع جبهة الرفض وانطلقنا من عدم المشاركة في هذه الإنتخابات فماذا نتوقع من عمل كهذا وإلى اين ستؤدي بنا النتائج المترتبة على هذه المقاطعة ....؟
إنها ستؤدي اولاً إلى تخلي المواطن المُقاطِع للإنتخابات عن حق يضمنه له الدستور ضمن العملية السياسية الجديدة في الوطن والتي ينشد المواطن المخلص لوطنه وشعبه تفعيلها وتطورها . اي أن عدم المساهمة هذه تضع المُقاطِع في صراع بين أمرين يصبان في صلب تصوراته . ألأمر الأول تخليه عن حق يساهم من خلاله بالإنتقال بالوطن وتطوره من مرحلة متخلفة إلى مرحلة متقدمة ، وهذا ما يسعى إليه كل مواطن يشعر بمواطنته حقاً وبواجبه ورغبته في المساهمة بهذا التطور فعلاً . اما الأمر الثاني فيتعلق بإضاعة فرصة طالما تغنى بها كل انصار الديمقراطية والتقدم متمنين تحقيقها في أوطانهم في أسرع وقت ممكن . والآن وبعد أن توفرت هذه الإمكانية في وطننا يقف الإنسان موقفاً سلبياً منها ، وذلك بسبب وجود بعض العناصر التي لا تريد تطور هذه العملية أساساً فتعمل على إفشالها ، وهنا يساهم المواطن المُقاطع للإنتخابات في تحقيق محاولات الإفشال هذه . ولا اعتقد ان هناك مَن يرضى بذلك حقاً من أنصار التطور الديمقراطي التقدمي التحرري في وطننا .
كما أن هذه المقاطعة ستؤدي بالتأكيد إلى تغيير ميزان القوى الإنتخابية لصالح القوى التي لا يهمها تطور العملية السياسية قدر إهتمامها ببذل كل ما تستطيعه من الجهود والأموال في سبيل حصولها على المراكز القيادية في إدارة شؤون البلد بالرغم من عدم أهليتها لهذه القيادة . بعبارة أخرى أن مقاطعة الإنتخابات ستجعل مَن يقاطعها شريكا في عملية إيصال العناصر الغير مؤَهلة إلى المراكز القيادية ، اي أن المسؤلية الوطنية المُناطة بالناخب سيجري التفريط بها في هذه الحالة لصالح القوى التي تتنكر لهذه المسؤولية الوطنية ، التي يمثل إسناد العملية الإنتخابية ، كتعبير عن الديمقراطية ، إحدى جوانبها الهامة . وقد يقود ذلك ، كما قادت نتيجة الإنتخابات السابقة ، إلى الندم على عدم المشاركة وعلى إفساح المجال لقوى تتعامل اولاً وقبل كل شيئ مع معطياتها الطائفية والقومية الشوفينية والعشائرية ،إلى المراكز القيادية في العملية السياسية ، وليس لتلك القوى التي تمتلك المؤهلات الثقافية والسياسية والإجتماعية . وعند ذاك سيكون الندم متأخراً جداً .
إن عدم المشاركة في الإنتخابات يعني اللاأُبالية تجاه ما يمر به الوطن من مشاكل على مختلف المستويات . ولا أعتقد بأن هناك من بنات وأبناء الشعب العراقي الذين عانوا من الإضطهاد الدكتاتوري لأربعة عقود من أعمارهم ، مَن يمر على مشاكل اهله ووطنه مرّ الكرام ، دون ان تتولد لديه الرغبة الشديدة للمساهمة في تخفيف الآلام عنهم . إن مثل هذه المساهمة لن تتم إذا ما إبتعدت العناصر الراغبة في ذلك فعلاً عن الإنتخابات .
وبالعكس من كل ذلك فإن كثرة المشاركة في الإنتخابات ستشكل مؤشراً واضحاً لمدى الوعي الديمقراطي والحس الوطني المسؤول ، إذا ما رافق هذا الإشتراك الواسع التمسك بآليات الديمقراطية وضمان سير الإنتخابات كما تقتضيه تعاليمها وتعاليم العمل السياسي في مجتمع يؤمن بالديمقراطية ونتائجها . إن الضمان الوحيد للرقي بالعملية الإنتخابية إلى هذا المستوى الحضاري المتطور هو مشاركة المواطن الواعي لمثل هذا ألأمر والحريص على بلوغه وتحقيقه لوطنه وشعبه ، وليس لإيصال ممثله إلى مواقع الدولة القيادية فقط . إذ أن مساهمة المواطن الواعي ستمكنه من معايشة إيجابيات وسلبيات تنفيذ الإنتخابات وإن النتائج التي سيخرج بها ستصب حتماً بذلك الكم الكبير والحصيل الوافي من المعلومات التي لابد من توظيفها من قبل المخلصين من بنات وابناء هذا الوطن للنهوض بالإيجابيات وتطويرها نحو الأحسن دوماً وتجاوز السلبيات بغية إبعادها عن مجمل العمل الديمقراطي .
والمشاركة الواسعة في الإنتخابات تعني مساهمة المواطن بتفعيل الدستور وبنوده التي لا يمكن ان تتطور نحو الأحسن إذا لم توضع على المحك العملي ، خاصة من قِبل أولئك الذين يفقهون ماهية الدستور والمحافظة عليه وعلى تطوره مستقبلاً للوصول إلى أحسن الضمانات لتحقيق دولة القانون ، دولة العدالة السياسية والإجتماعية أيضاً ، وليست القضائية فقط . إن تحقيق هذا الهدف هو من أُمنيات كل المخلصين لرفع شأن الوطن والعاملين على رفاه أهله ، ومثل هؤلاء ليس بوسعهم إلا أن يسلكوا هذا الطريق المهم لتحقيق هذه الأماني ، طريق الإنتخابات .
فإلى المشاركة الفعالة في هذه الإنتخابات ندعوا كافة القوى الوطنية المخلصة والعاملة على تحقيق أهداف الشعب والوطن بالحرية والسعادة والرفاه . ندعوهم إلى المشاركة الفعالة التي لا تعني إعطاء الصوت الإنتخابي فقط ، بل والمساهمة بتعزيز المسيرة الديمقراطية من خلال المساهمة في كشف ألألاعيب اللاديمقراطية التي قد يمارسها هذا الطرف او ذاك والمطالبة بمحاربتها وعزل القوى التي تمارسها عزلاً سياسياً واجتماعياً ، وفضح الأساليب التي حاولت من خلالها التلاعب بمشاعر الناس وأحاسيسهم الوطنية وتطلعاتهم نحو مستقبل افضل للوطن واهله ، مهما تنوعت هذه الأساليب ومهما إتخذت لها من أُطر دينية كانت او قومية تعصبية او عشائرية او مناطقية .
الدكتور صادق إطيمش







#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجارة بالأصوات الإنتخابية ....تجارة خاسرة
- ألإزدواجية في فكر الإسلام السياسي / القسم الرابع
- ألإزدواجية في فكر ألإسلام السياسي / القسم الثالث
- ألإزدواجية في فكر الإسلام السياسي / القسم الثاني
- الإزدواجية في فكر الإسلام السياسي / القسم ألأول
- الحكيم بالأمس والقزويني اليوم
- لغة القنادر مرة اخرى
- الحوار المتمدن قفزة حضارية رائدة
- لماذا وكيف ومَن أنتخب....؟ 2/2
- لماذا وكيف ومَن أنتخب....؟ 1/2
- مَن إستطاع إليه سبيلا
- فزع ألأنظمة العربية من الإعلام الحر
- أحزاب المحاصصات الدينية والقومية مصابة بفقر الدم الوطني..... ...
- أحادية التفسير لتعدد الزوجات في الإسلام
- إنهيار التجربة وصعود النظرية
- صورة الإسلام في ألمانيا
- البلاء في فتاوى الفقهاء
- يهود العراق الجُدد
- عشرة أسئلة حول ندوة نادي الرافدين في برلين
- أما آن الأوان لتجارالمحاصصات أن يعلنوا إفلاسهم....؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صادق إطيمش - ماذا....لو....؟