|
لِيِكُنْ عيد رأس السنة الإيزيدية ، عطلة رسمية في الاقليم
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 2509 - 2008 / 12 / 28 - 05:14
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
يوم الثلاثاء 23 / 12 / 2008 ، كان يوماً مشهوداً ، لتُركمان وكلدوآشوريي كركوك . حيث عُّلِقتْ لأول مرة ، القطعة التعريفية لبناية المحافظة ، بأربع لغات : العربية / الكردية / التركمانية / السريانية ، وسط جوٍ إحتفالي . قد لا يعني ذلك الكثير ، للبعض . لكنها في الواقع ، مناسبة كبيرة ومصدر إرتياح ورضى لأغلبية الناس . فرَمْزية الحدث ، هي إعترافٌ صريح بالمكونات الرئيسية الاربع في هذه المدينة الجميلة . وإسكاتٌ لأصوات التطرف القبيحة ، مَهْما كان مصدرها . وخطوة لإبعاد شبح التناحر بين أهالي المحافظة . الكُرد ، بصورةٍ خاصة ، يستشعرون مدى أهمية ، تحويل الحقوق الثقافية من مجرد قرار نظري ، الى واقع ملموس . فمُنذ اربعين سنة ، كان الكُرد يغتبطون ويفرحون ، عندما تصدر جريدة او مجلة جديدة باللغة الكردية ، او تُفتح مدرسة كردية ، او مسرحية اوإذاعة او دار نشر . وبالرغم ان قراراً حكومياً صَدرَ في سنة 1970 ، لإقرار الحقوق الثقافية التركمانية ، الا ان الكثير من بنودهِ ، بَقِيَتْ حبراً على ورق . وحتى الفقرات التي نُفِذتْ ، شابها الكثير من الاخطاء والإهمال ، شأنها شأن معظم قرارات النظام البعثي السابق ، بخصوص الحقوق الثقافية والقومية للأقليات . واليوم ، عندما يُتاح للتركماني ، ان يرسل ابنهُ الى مدرسةٍ ، يدرس فيها بلغتهِ الاُم ، وكذا يفعل الكلدو آشوري ، فأن الكثير من دواعي الإحتقان سوف تَخُف ، وتُؤسس ثقافة جديدة ثيمتها ، التنوع وتقبل الآخر . ................ قرار حكومة بغداد الاخير ، بإعتبار يوم ميلاد السيد المسيح ، عطلة رسمية في العراق ، ولو جاء متأخراً ، الا انه لقى صدىً طيباً لدى المسيحيين عموماً . وكذلك قيام المسؤولين على اعلى المستويات ، بزيارات تهنئة بمناسبة العيد الى ، الكنائس والمرجعيات المسيحية ، حتى لو كان كما يروج البعض لأهداف إنتخابية ، فأنه رَدٌ علني على التكفيريين والإرهابيين ، الذين يريدون إستئصال هذا المُكّون الاصيل من ارض العراق . .............. كما ان حصول الكرد ، على معظم حقوقهم الثقافية والقومية ، جاء بعد عقود من النضال الدؤوب ، وليس مِنّةً او هدية من احد ، فأن تقنين حقوق التركمان والكلدوآشوريين وتطبيقها على الواقع ، يجب ان يتم وبأسرع وقت من غير ضغوط خارجية او داخلية . ومن الضروري ترويج ثقافة الإقتناع الفعلي لمجتمع " الاكثرية " بكافة حقوق " الاقلية " القومية منها والدينية . في إعتقادي ، كان من الاحرى ببرلمان كردستان وحكومة الاقليم ، ان تُبادر منذ مطلع التسعينيات ، بإعتبار يوم ميلاد المسيح عطلة رسمية في الاقليم اُسوةً بالمولد النبوي المحمدي . كذلك كان من الاجدى ، بمجلس محافظة كركوك ونينوى ، ان يقررا ان تكون اللغة التركمانية والسريانية ، لغات رسمية بجانب العربية والكردية ، في المحافطتين ، منذ 2004 ، و" ليس إنتظار زيارات رئيس الجمهورية او ضغوطات بعض ممثلي المكونات " ، خصوصاً وان الكرد يتمتعون بنفوذ وأكثرية في مجلس محافظة كركوك وحتى في محافظة نينوى . كانت هذه الخطوة ، لو حدثت فعلاً ، لهَّدأت من مخاوف وهواجس التركمان والكلدوآشوريين ، وقَّدَمتْ مثلاً يُحتَذى في التعايش المشترك وتقبل الآخر . ياحبذا لو وضعنا اللغات التركمانية والسريانية ايضاً ، على القطع التعريفية في الدوائر الرسمية ، اينما كان تواجد هاتين القوميتين كثيفاً ، داخل أقليم كردستان . ............... أقترح على برلمان كردستان ، ان يعتبر عيد رأس السنة الإيزيدية في الشهر الرابع ، عطلة رسمية في الاقليم ، اسوةً بالأعياد الدينية الاخرى . إذ لا يكفي ان يتبادل المسؤولون التهاني في المناسبات فقط ، بل يجب ان يشعر الجميع في الاقليم من مسلمين ومسيحيين ، ب " أهمية " العيد الإيزيدي ايضاً . لازال في الوقت مُتَسع ، لكي نجعل من الربيع القادم في 2009 ، عيداً حقيقياً لنوروز ورأس السنة الإيزيدية والاعياد المسيحية في الاقليم .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
محمود المشهداني ..نهاية مسيرة رَجُل.. بداية مرحلة جديدة
-
إنتخابات مجلس محافظة نينوى .. إضاءة
-
تكافؤ الفرص في إنتخابات مجالس المحافظات
-
علي الدّباغ ومواعيد عرقوب !
-
حذاء خروتشوف وقندرة منتظر الزيدي !
-
في ذكرى تأسيسهِ الثلاثين .. تحية الى pkk
-
عودة العشائرية
-
بين الإصلاح السياسي والإتفاقية
-
كاريكاتير ديمقراطي
-
ثمانية اسباب مُحتملة ، لإغتيال باراك اوباما
-
إنتخابات مجالس المحافظات .. مؤشرات اولية
-
الآغا والاسطة محمد
-
مجالس إسناد كركوك .. جحوش موديل 2008 !
-
بعد فوز - الحمار - على - الفيل - ..دروس وعِبَر
-
مليارات العراق الفائضة .. وقروض صندوق النقد الدولي
-
غارة البو كمال ..توقيتٌ سيء لخطوةٍ متأخرة جداً
-
الإتفاقية الامنية ..بين الواقع والطموح
-
- مفاجأت - علي بابا جان !
-
إنتخابات مجالس المحافظات ..حزب الفضيلة الإسلامي
-
إنتخابات مجالس المحافظات .. مؤشرات
المزيد.....
-
-المحطة الذكية-.. ابتكار يسعى لتحويل دبي لمدينة صديقة للدراج
...
-
البرغوثي لـCNN: السنوار شجاع وسيُنظر إليه على أنه بطل.. وهذا
...
-
مدفيديف: نظام كييف يحاول صنع -قنبلة قذرة-
-
إسرائيل تعلن تحييد مسلحين اجتازوا الحدود من الأردن
-
علماء يرسمون خارطة للجلد البشري قد تساعد في معالجة الندوب
-
ترحيب غربي بمقتل السنوار: فرصة للسلام والإفراج عن الرهائن
-
مصر.. تفاصيل دستور الدواء الخامس
-
احتجاز جثمان السنوار بمكان سري.. والكشف عن نتائج التشريح
-
خبير روسي: مقاومة ما يحدث في العالم هو ما يوحد -بريكس-
-
عراقجي من إسطنبول: هناك فهم مشترك بالمنطقة تجاه خطورة الصراع
...
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|